الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وسط النهر الذهبي -رحيل صخر ابو نزار

فاطمه قاسم

2009 / 11 / 2
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


صخر ابو نزار
مسئول تنظيم فتح في لبنان في منتصف السبعينات ،ثم امين سر المجلس الثوري ، ثم عضو اللجنة المركزية ، والذي تسلم مهمة الإعلام والتعبئة الفكرية ، ظل في نظري كما هو الشقيق الأكبر ، إبن الاسرة الفتحاوية الذي لايعرف اليأس ، يحاول ثم يحاول مهما بلغت الصعوبة ،ومن اعماق ايمانه بعدالة القضية التي ينتمي لها،يستخرج ويستدل من اين ياتي الامل .
في مدرسة تثقيف الكادر في بيروت ، كان صخر ابو نزار يشرح لنا كجورهري متفوق في مهنته مقولته الشديدة الاهمية والذي كان يرفعها شعارا في وقت الاصتطراع الداخلي ، حيث لا تدهور شديد نحو اليسار المغامر ، ولا انحياز باتجاه اليمين المتحجر، الذي يغلق ابوابه أمام رياح العصر والتطور.
ذلك لان حركة فتح من خلال تأثيرها الحاسم في حياة الشعب الفلسطيني تمر بحركة نشطة من التفاعلات ،والخلافات ، وتضارب الرؤى والاجتهادات ، وكان سرها يكمن في ان تيارها الرئيسي ، قلب النهر المتدفق وسط النهر الذهبي كما اطلق عليه صخر ابو نزار ، هو ذاك الذي كان يحميها كونها حركة تحرر وطني تستوعب الايدلوجيات من خلال هذا التوازن العجيب والجميل ، الذي كان صخر ابو نزار يشرق باستمرار بهذه المقولة .
كنت في مقتبل العمر بالسبعينات ،وبما أن الحماسة هي سمة الشباب الصغير ،فقد كنا نحن الشباب في ذلك الوقت نحتاج الى ماصة للصواعق الفكرية والتنظيمية ،وكان هناك جيل الأشقاء الكبار الذي يتعامل معنا يوميا ، ويعلمنا ذلك الفن االراقي جدا ، فن الإستيعاب ، والنظر الى الأمور من زوايا متعددة ، والبحث عن جانب مفيد وطيب ، او فكرة مضيئة ،أو قدر من الصواب في الأخر الذي نختلف معه ، نتناقش بحدة معه وتتعارض معه ، حتى يظل هذا الاخر اخا ، وليس عدوا ، وكان صخر ابو نزار ، وماجد ابو شرار من ابرز اللذين يرسخون في اذهاننا القدرة على استيعاب الاخر ،ويحذرون من الهروب الى الأسهل ، وهو نفي الاخر ، واتهامه ، وتجريمه ،وتحريمه ، كما يحدث الأن .
وكان صخر ابو نزار يكسر حدة الموقف ويذيب الجليد بيننا ،بأن يقرأ علينا بعض اشعار ه ، اشعار جميلة متفائلة ، تعتبر اليأس مادة ممنوعة بالمطلق في زمن الثورة ، وكان صخر ابو نزار يعلمنا أناكثر الأعضاء اتماءا ووفاءا لحركة فتح ، هم الذين يمتلكون شجاعة النقد ، والمراجعة البناءة ، التي تعيد تقيم الأمور ، ولكن كل ذلك يجب ان يتم في حديقة فتح ، وليس في ساحات الاخرين ومهرجاناتهم ، حتى لا يتحول النقد الى سكين في يد الاخرين يمكنهم من هدم الهيكل والإطار .
وكان صخر ابو نزار يلاقينا دائما بابتسامته العريضة ، في كثر الاوضاع صعوبة ، وقبل أن يرد التحية ، وكانه قرا ما في وجوهنا من قلق وتسائل ، يقول مبتسما لازم تزبط ، ولازم تزبط عنوان قصيدة له نشرت باللغة الانجليزية والعربية ، قالها عدما ضاقت الارض علينا في بيروت ، وكانت فتح قد علمتنا منذ انطلاقتها أنه لا وقت للبكاء على ما خسرناه ،
لان البكاء ترف البسطاء ،ولان الرد على الخسارة ، والمصاعب مهما عظمت ، هو قوة المحاولة فلسفة تعلمناها مباديء وثوابت وتعني ان نحاول دائما أن نبدأ من جديد .
يا صخر ابو نزار يا اخي الكبير
كيف ترحل هكذا والدروب مغلقة ، والمسافات باتت مستحيلة ، وشقاء الفلسطينين يهدد بالاقتراب .
كنت يا اخي أريد أن اسير في جنازتك ،من حقي أن افعل ذلك ، وكنت اريد أن ابلل تراب قبرك بدموعي ، فإن لك حقا لما تبقى من دموعي .
ها انت يا شقيقي الاكبر ترحل والدروب بعيدة ، فلك السلام ، سازرع لك وردة في شرفة بيتي في غزة ، وسأقرأ اشعارك لاحفادي واحدثهم عنك ، عن قائد واخ شقيق من جيل المعجزة ، وفارس شجاع من زمن الحلم ، وسأقرأ لروحك سورة الرحمن في بداية المساء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقال عشرات الطلاب المتظاهرين المطالبين بوقف حرب غزة في جام


.. ماذا تريد الباطرونا من وراء تعديل مدونة الشغل؟ مداخلة إسماعي




.. وقفة احتجاجية لأنصار الحزب الاشتراكي الإسباني تضامنا مع رئيس


.. مشاهد لمتظاهرين يحتجون بالأعلام والكوفية الفلسطينية في شوارع




.. الشرطة تعتقل متظاهرين في جامعة -أورايا كامبس- بولاية كولوراد