الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ندوة (المسرح في سورية بين الظاهرة والاحتراف): والعلاقة المشوّهة بين الفنان والناقد

مايا جاموس

2009 / 11 / 2
الادب والفن


أقامت مجلة (شبابلك) ضمن فعاليات مهرجانها الثقافي الثاني ندوةً بعنوان (المسرح في سورية بين الظاهرة والاحتراف)، جمعت كلاً من الفنانين مي سكاف وعبد المنعم عمايري وغسان مسعود ورغدة الشعراني، أدار الندوة الفنان نضال سيجري، واستضافت الندوةَ دارُ الأسد في القاعة المتعددة الاستعمالات.
وعن عنوان الندوة قالت سكاف: إن الجميع هواة للمسرح لأن قابلية التطور المسرحي ضعيفة. عمايري قال: إنه يجد الاحتراف بالمسرح كلمة كبيرة، ويعدّ نفسه هاوياً.
فيما لم يوافق مسعود على (الظاهرة) أو (الاحتراف)، فالظاهرة قد تبدأ وتنتهي وقد تحمل معنىً سلبياً أو إيجابياً مثل نجمة الغلاف أو النجم المسرحي أو السينمائي. أما عن الظاهرة المسرحية فقد تناولها باحثون، لكن هنالك الآن ما هو أكثر تقدماً، فقد وصلنا إلى العرض المسرحي. وقال أنا لا أوافق على الاحتراف، فإما أن يعيش الشخص من مهنته وهذا غير موجود في المسرح، أو أن يكون فدائياً ويموت.
ولعلّ هذا العنوان لم يأخذ حقه في النقاش بسبب الالتباس الذي تخلقه كلمة ظاهرة، ما بين الظاهرة المسرحية كطقس اجتماعي وشكل من أشكال الفرجة، وبين الظاهرة بالمعنى الفني الإعلامي اللافت للنظر، كأن نقول عن مسرح الشوك أو مسرح همام حوت ظاهرةً. إلى جانب الالتباس في كلمة احتراف كمصطلح نقيض الهواية، أو بمعنى الحرفية والمهارة في الصنعة.
حضرت قضايا وهموم مسرحية أخرى بعناوينها العريضة مثل أزمة المسرح، إذ اعتبرها الفنانون أزمة دعم وأزمة علاقات الفنانين مع بعضهم.
كما تحدث الفنانون عن صعوبات العمل في المسرح بسبب ضعف الأجور، وذكّرت الفنانة مي سكاف بغياب الحوار بين محبي المسرح وغياب الحوارات المفتوحة مع الجمهور.
وسأل عبد الله الكفري (صحفي وكاتب مسرحي) الفنانين عن مشروعهم المسرحي اليوم؟ أجابت الشعراني أن المشروع يتطلب تراكماً في العمل وتطوراً وهذا غير متوفر، والدعم الذي يحتاجه التطور غير متوفر، إلى جانب غياب الخطة، ورأت أن المشكلة الأساسية في هذا تعود إلى التمويل والحاجة إلى الإنتاج الخاص.
فيما لم يوافق الفنان غسان مسعود على كلمة (مشروع) على مستوى الأفراد، وذكر أنه كان هنالك بداية مشروع له بُعْد مدني وثقافي، قاصداً تجربة ونوس والساجر في المسرح التجريبي، وقال (إنها تمّت داخل إطار المؤسسة الرسمية ولم تتنافَ مع مشروع الدولة، لكننا وصلنا إلى وقت وقف فيه هذا المشروع). ولم يتابع مسعود الحديث عن أسباب توقف أو غياب المشاريع المسرحية اليوم، قائلاً: (لستُ في وارد الدخول في هذا)، معتبراً أن المسرح بحدّ ذاته هو مشروع معرفي وجمالي. وبالمحصّلة العامة لم يقدم الفنانون إجابةً على سؤال الكفري حول وجود مشروع لدى مسرحيي اليوم، وإن وُجِد فما هي طبيعته وما معوقاته، وبدا من خلال حديثهم وكأن العائق الأساسي أمام المشاريع أو وجودها أصلاً هو التمويل.
والندوة التي لم تتحدث عن (عنوانها) إلا القليل، ذهبت كثيراً باتجاه العلاقة الإشكالية بل المشوّهة والمأزومة بين الفنان والناقد، فقد بدأ الحديث من عند الفنانة رغدة الشعراني، معتبرةً أن هنالك ظاهرة تتجلى بالتناول الشخصي للفنان والتجريح فيه إلى درجة الأذى من قبل من يمارسون النقد الصحفي، إذ يبتعدون عن المسائل الدرامية والفنية للعمل المسرحي، متسائلةً: من هو الذي ينقد؟ وما هي شهادته؟
وتحدث الفنانون عن الدور السلبي لهؤلاء النقاد إما بسبب قلة معرفتهم وثقافتهم، أو بسبب تجريحهم للفنانين، وتساءلوا عن الشهادة الأكاديمية التي يحملها من يقوم بممارسة النقد وعن (cv) الناقد. رأى عمايري أن ما يُكتب هو انطباعات، مع وجود استثناءات قليلة، ومن يكتب للأبراج يكتب بالنقد المسرحي، معتبراً أن النقد لا يعلّم الفنانين -مخالفاً رأي الفنانة مي سكاف بذلك- قائلاً: لا أحد يعلّمني، بل تجربتي هي التي تعلمني. وتحدث عن مقالات تناولت عروضه بالشتائم، وذكر حادثةً عن صحفية كتبت عن أحد عروضه مرتين الأولى بشكل سلبي، والثانية بالمديح بعد حصول العرض على جائزة، وبرّرت لعمايري ذلك بوضع صحي خاص كانت تعانيه أثناء حضورها المرة الأولى مما أثّر على مزاجها وتلقّيها العرض. وقال إن هؤلاء النقاد يقدمون آراء ووجهات نظر شخصية. (علماً أن العمل الفني بحد ذاته هو رأي ووجهة نظر شخصية للفنان، وأبسط تعريف للنقد هو قراءة على قراءة، وبالتالي من حق الناقد أن يقدم رأيه الشخصي). فيما ذُكر أن الفنان غسان مسعود لا يقرأ ما يُكتب في مجال النقد المسرحي!
واضطر بعض الحضور ممن يمارسون أو يهتمون بالنقد المسرحي إلى شرح صعوبات العمل وتعقيداته في مجال النقد حتى لو كان صحفياً غير تخصصي، وتدني الأجور التي يتقاضونها.
وهنا يجب القول: إنه لا يمكن أن يتحمل المسؤوليةَ (الناقد) فقط، بل أيضاً المطبوعة أو المنبر الذي يكتب فيه، وهنالك مسؤولية كبرى تقع على عاتق الفنانين أنفسهم، إذ غالباً ما يتعاملون مع ما يُكتب بفوقيةٍ مصحوبةٍ بالتشكي والعدائية أحياناً، ولم يسبق أن قام أحدهم مثلاً بمحاورة ما يُكتب عن عمله الفني، أو حتى بالرد على ما يُكتب ولو من قبيل (البهدلة) أو التصويب أو التعليم، أو التخجيل. فتكون المواد المكتوبة عن العروض في وادٍ والفنان في وادٍ، والمتلقي هو الآخر في وادٍ. ولعلّ ما قدمه عمايري من رأي بأن نهوض النقد المسرحي يتطلب نهوضاً على مستوى المسرح، هو مسألة أساسية يمكن أن أضيف إليها أن الحركة المسرحية بالأساس تتطلب وجود هامش من الحراك على مستويات عدة سياسية واجتماعية وثقافية، عندئذ يتحول العمل الثقافي والمسرحي ضمناً، إلى عمل تفاعلي مع هواجس وهموم المجتمع، ويأتي الناقد ليفعّل هذا الحوار الذي سيجد المتلقي حاجته فيه، ويكون كما الناقد شريكاً في العمل.
النور410 (28/10/2009)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هروب
محب للمسرح ( 2009 / 11 / 3 - 11:16 )
مؤسف حقاً أن يصل المسرح إلى هذه الدرجة من البؤس. هل حقاً يرى الفنانون أن مشاكل المسرح السوري أو مسائل التجريب أو معوقات الاحتراف هي الناقد المسكين؟ الفنانون هكذا دائماً يهربون من الإجابات الصريحة.

اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟