الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفضائيات ومسلسلات الكذب والقهر والبكاء

ابتسام يوسف الطاهر

2009 / 11 / 3
الادب والفن


في العراق جعلنا عصر الفضائيات نعيش أيام انقلاب البعث الدموي.. ونحن نرى بقاياهم مازالوا يتصيدون الشوارع المتعبة ليزيدوها خرابا، ويترصدون الناس ليزرعوا طريقهم موتا ويسرقوا من عيونهم بقايا الأمل. وتنقلك قناة أخرى لتريك شوارعك العطشى ورافديك مسلوبا الروح والمياه، وتستغيث ولا من مجيب!.
وفي الجانب الآخر من الجحيم في اليمن (السعيد) تراهم يستخدمون الطائرات والدبابات ليدكوا قراهم الجرداء ، وكأن الذي باعهم تلك الأسلحة اشترط عليهم ان لا يستخدموها إلا ضد شعوبهم!.
فتهرب للمسلسلات (علشان ماليش غير-ها) لعل فيها ومضة فرح أو أمل تاريخيا كان أو من نفايات الواقع. خاصة وقد صارت المسلسلات اليوم (حنة ورنة) بعد تكاثر الفضائيات التنافسي العشوائي. لتجدها في (زمن العار ) هذا، لم تكن أكثر من (قلب ميت) ليس فيها ما يرطب يومك ويبعد عنك شبح الكآبة.
ففي زمن العار المسلسل الناجح دراميا وهو ينقلك لحواري سوريا الخلفية بفقرها وحرمان أهلها وصراعهم من اجل البقاء، ومن اجل الحفاظ على قيم التسامح والشهامة وإجارة الغير. يصدمك بمشاهد أخرى سطحية بطرح بعض الأمور، فمن خلال أحدى الشخصيات وهي ترحّل معاناتها على العراقيين الذين لجئوا لسوريا "بكرى لما العرائية - أي العراقيون- يرجعوا لبلادهم تصير الأمور أحسن وترجع مثل ما كانت " لم يطرح المخرج الجانب الأهم من قصة العراقيين التي زجها بالعمل بشكل فاشل، وهو كيف أن سوريا ازدهرت بسبب أزمة العراق، فالأموال انهالت عليهم من كل جانب لإيوائهم بعض العراقيين، بعضها من الحكومة العراقية ومن المنظمات العالمية ومن العراقيين البعثيين الذين نهبوا أموال الشعب العراقي وهربوا بها ليعمروا سوريا ، فقد ازدهرت حركة البناء هناك بشكل ملفت للنظر خلال الخمس سنوات الأخيرة!.
ولم نر في تلك المسلسلات أو غيرها أي شئ (خاص جدا) ، (فالجيران) يتحينوا الفرص لأذيتنا لكي نبقى سوقا لبضائعهم الرديئة! ويتكرر في اغلبها ديكورات تجدها في الفنادق السياحية ، وأحيانا تشبه محلات بيع الأثاث. كذلك تكرار المؤامرات والمشاكل اليومية لتزيد من (عمر شقائنا) وتعذب (قلوبنا الصغيرة) وتقتل (أحلامنا النبيلة). فمعظم المسلسلات سورية او خليجية ومصرية يتسابق فيها الممثلون على العنف والحوارات الصاخبة بين الافراد ، وكأنها تعزز طريقة فيصل القاسم في حواراته البائسة. وبتركيزها على البكاء والنحيب ومشاهد الدموع التي والشهادة لله ان اغلبهم أتقن مشاهد العويل والصراخ لدرجة أنها لا تتركك إلا وأنت تبكي وتعاودك الكآبة التي حاولت الهرب منها. حتى أن صغارنا صاروا يتساءلون ساخرين "لماذا لا تكون هناك مسابقة بكاء على شاكلة، ستار أكاديمي، يفوز فيها من يلطم أحسن ويبكي بدموع أكثر"!!؟
فتلك المشاهد تتمطى وتتطاول مثل ليل امرؤ ألقيس بينما لحظات الفرح والأمل تمر كالشهب مسرعة أو كجلمود صخر حطّه السيل من عل.
وما يزيد الغضب هو القطع المتواصل للمسلسلات والبرامج لتقديم إعلانات تتكرر بشكل غير مدروس و يثير الأعصاب والغضب.. فكل القنوات صارت تحاكي القنوات الخليجية بكم الإعلانات الذي يتكرر أحيانا لنفس السلعة أو لنفس البرنامج وبنفس اللحظة والثانية، فما أن يظهر المشهد لأي عمل وبعد ثواني وليس دقائق يظهر شعار اليوم (هذا البرنامج برعاية) ليمطرونا بكم السلع والشركات وغيرها، بتواصل لأكثر من خمس دقائق.
القناة المصرية كانت تكتفي بعرض عدد الإعلانات قبل بدء الفيلم أو المسلسل ومثلها بعد أن ينتهي، لكنها اليوم صارت تقلد الأخريات وبشكل مبالغ به ومشوه أحيانا. فحتى برامج اللقاءات مع الفنانين كما حصل في اللقاء المتسلسل مع عمر الشريف، يُقطع الحوار لعشرات المرات في الحلقة الواحدة بل أحيانا تقطع الجملة قبل اكتمالها ليمطرونا بإعلانات متكررة ومنها إعلان عن البرنامج المقطوع!!؟
عرفنا من خلال التلفزيون البريطاني أن الإعلانات تتكرر حقا لكن في الغالب كثير ما يكون قطع الفلم بمحله وبشكل مدروس ومتآلف مع ثيمة الفيلم أو البرنامج، ففي الأفلام التراجيدية او أفلام الرعب، تشعر بأنك بحاجة لالتقاط أنفاسك لتنأى بعيدا عن أجواء الفيلم من خلال الإعلانات، لتعود له مرة أخرى دون ان تتأثر أعصابك، لكن بالرغم من ذلك الكثير منا يفضل متابعة افلام وبرامج الـ (BBC) لعدم قطع العرض لتقديم الإعلانات.
فهل هناك أمل بأن ترحم الفضائيات أعصابنا وتقدم الإعلانات بشكل يرحم اذواقنا، أو لعلها تقدم الأفلام المميزة خاصة القديمة التي تعود بنا لماض لم نكن نتوقع إنا سنحّن إليه يوما!.

لندن- 2009








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الموضوع ليس فيه جديد
بلدياتك ( 2009 / 11 / 3 - 23:28 )
قراته عدة مرات باساليب مختلفة لكن لا جديد بالطرح ولا حتى بالامثلة .الجديد فقط هو النقمة التي تحولت في بعض الاحيان من نقمة على فضائيات تافهة وهذا امر نتفق عليه الى نقمة على الجيران وهذا امر احسه في موضوعك وسيلة استقطاب مقحمة لايهامنا انك سيدتي كما يقول اخواننا المصريين(جبتي الذيب من ذيلو) مع تحياتي


2 - أقدرحاجتك للحن وأمل وأعتذر بدلا من بلدياتك0
سميه عريشه ( 2009 / 11 / 4 - 23:59 )
نجحتى عزيزتى ابتسام ، بصدقك فى أن تنقلى حاجة ألبشر للغناء فى عز أوقات الخطر ، تماما كما تجدي الكثيرين من البشر يضحكون دون قصد منهم فى مأتم صديق أو حبيب ، انها حاجة الأنسان فى تنويع مشاعره وأحاسيسة وتنفيس كربه فهمت من خلالك مدى عطش المحزون ،
لتنفيس كربه والتقاط أنفاسة لأستعادة طاقته وبحثه عن حلول لما يلاقيه ، وأتفهم ضيقك من تضرر بعض مواطنوا الجوار من تواجد العراقيون فى بلادهم ، وأتفهم أيضا ردك على ذلك ان ذلك جلب لهم الرواج والمال ، والحقيقة أنك على حق ، وهم أيضا على حق ، وأذكر أن مصريون كثيرون يلاقون معاملة ليست جيده فى بعض دول الجوار أو تحديدا من بعض مواطنوا تلك الدول ، ويكونون فى غاية الضيق لأنهم يرون أنهم يعملون فى بناء تلك الدول ، اذن فالمنفعة متبادلة ، برغم أن هؤلاء ذهبوا بأرادتهم ، ويستطيعوا العوده لكنهم لا يفعلون لحاجتهم الى ذلك العمل مثلا ، 00 لكن هكذا هم البشر ، وكان ذلك يحدث لمصريين فى بلدك ومازال يحدث فى بلاد عديدة من الجوار ، 00 وهو ثمن ندفعة جميعا نتيجة ظروف نمر بها ، وأنا واثقة أن العراقيون سينهضون ببلدهم ويجمعون شملهم من جديد 000 وعن التلفزيونات العربية ، سيبك منها حولى على الأجنبى ،أحسن ولا تتكدري من بلديات لأنه واضح انه عايش فى مصر وبصراحة المصريين أحسن ن


3 - خلونا من الذيب المسكين
ابتسام الطاهر ( 2009 / 11 / 5 - 11:22 )
احب اقول لبلديات! ماكنت ناوية اجيب الذيب لا من ذيلة ولا من اذنه! كانت مجرد شكوى لمن يهمه امر التلفزيون..انت غير معني بها ابدا..لعلهم يستعيدون بعض من بريق التلفزيون من خلال القديم. فانا دقة قديمة واالي مش عاجبه يبلط البحر ..
واشكر الاخت سمية..واقول لها انه شعب العراق فاق كل الشعوب بتقبل الاخر وحبه..اربعة ملايين مصري حلوا بالعراق لكن للاسف استغلهم صدام اسوأ استغلال، غير الفلسطينيين واللبنانيين..لكن السياسة ومتهاتها جعلت الناس تعبر عن غضبها بالاضعف! واريد اسالك ماذا تقصدين: - المصريين أحسن ناس تحب البشر 00 وعشان كده مش حاسس بيكي-!! اولا انا لم انتقد مصر او اهل مصر كذلك اعرف ان كل الشعوب تحب بعضها ولكن ظروف الفقر والحروب تفرز كوارث ..كل مافي الامر اردت ان يكون العمل الابداعي افضل من الاخبار الكارثية..وان تكون هناك مصداقية بطرح الامور..لعل صوتي يصل للمخرجين او الفنانين..

اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع