الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتاب عقائد محايد دينيا

تنزيه العقيلي

2009 / 11 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


واحد من مشاريعي في الكتابة في العقائد كان مشروع كتاب محايد دينيا، يعتمد الأدلة العقلية فقط، ويبحث في علة الوجود، ومسؤولية الإنسان، ومآل الحياة؛ في أصل ثبوت أو عدم ثبوت وجود خالق للكون، ومن ثم مدى ثبوت الإلوهية والربوبية له، والبحث في حقيقة صفاته، في وحدانيته، أزليته، أممتنع الوجود هو، أم ممكنه، أم هو واجب الوجود، وما يترتب وما لا يترتب على كل حقيقة من تلك الحقائق، إن ثبتت وجوبا أو إمكانا. ثم البحث في أصل الحياة الأخرى، أمن حياة بعد هذه الحياة، وهل من ثواب وعقاب من حيث المبدأ، بعيدا عن تفاصيل الثواب والعقاب، أو أحدهما إذا ما ثبت دون الآخر، أو قل تناول مدى إمكان أو وجوب الجزاء بعد هذه الحياة، وهذا يجرنا إلى البحث عن مدى مسؤولية الإنسان أمام ربه، عما يعتقد، وعما يفعل، وعما يترك. ثم تناول إمكان أو وجوب أو امتناع التبليغ عن الخالق والإله إذا ثبت لنا وجوده، أو ما إذا كان العقل والفطرة والضمير كمنظومة تمثل بمجموعها الحجة الداخلية على الإنسان أو له، أي حجة مُعذرية يكون بها معذورا فيما يفعل وفيما يترك، أو حجة مُنجِّزية يكون فيها مُلزَما بما يعمل وما يترك، كما يعبر الأصوليون [نسبة إلى علم أصول الفقه]، أي فيما يعذر فيه الإنسان وما لا يعذر، وفي حال ثبوت أو إمكان التبليغ عن الله، إمكانا راجحا، أم مرجوحا، أم متساوي الطرفين، أو ثبوت وجوب التبليغ، ومناقشة مقولة قبح العقاب بلا بيان. بعدها يجري بحث عما إذا كانت النبوة هي سبيل التبليغ الوحيد، أم هي واحد من السبل الممكنة، وذلك بتناول النبوة وجوبا أو إمكانا أو امتناعا، ونقصد النبوة العامة فقط كمفهوم، دون الدخول في تفاصيل النبوات الخاصة المتحققة أو المُدَّعاة، وربما إعطاء مواصفات للنبوة الصادقة [إذا افترضنا تحققها] والنبوة الكاذبة، فيما هو الممكن والممتنع عقلا، هذا إذا ثبت لنا من حيث المبدأ إمكان أو وجوب النبوة، وإن لم نصل إلا إلى الإمكان، فيجري البحث عن الأدلة على صدق هذا الممكن، الذي يتساوى فيه الصدق والكذب، الوجود والعدم، ذلك بحكم العقل المجرد والموصوف بالحياد. ثم البحث في العصمة؛ أواجبة هي أم ممكنة أم هي ممتنعة عقلا، وما إذا كانت العصمة مطلقة أم نسبية وبالتالي متفاوتة الدرجات. ثم نبحث مسألة ختم النبوة، في حال ثبوت أصل النبوة إمكانا أو وجوبا، وما إذا كان ختم النبوة بعد ثبوتها واجبا، ممكنا، أم ممتنعا، وهكذا يجري التناول لإمكان وقوع القتل على الأنبياء، صلبا أو بأي وسيلة قتل أخرى. ثم تناول دعوى رفع النبي إلى السماء، أممكن هو أم ممتنع، أحقيقة أم خرافة، وكذلك تغييب المُخَلـِّص أو المُنقِذ أو المَهديّ المُنتظـَر، والإطالة غير المألوفة لعمره، وكذلك مدى صدق دعوى البنوة لله، بنوة الأنبياء خصوصا، أو نبي محدد دون الآخرين، أو بنوة البشرية عموما، أو المؤمنين الخُلـَّص خصوصا؛ البنوة بالمعنى المجازي العرفاني ومدى مقبولية ذلك المعنى، وبالمعنى الحقيقي العقيدي مع البحث في إمكانه أو امتناعه العقلي، والمقارنة بين مفهوم البنوة والعبودية، وكذلك بحث دعوى تـَجَسُّد الله تعالى في إنسان، وأيضا تناول الشفاعة، إمكانها، أو وجوبها، أو امتناعها. والبحث في الإمامة كمنصب إلهي، وعما إذا كانت معينة تعيينا شخصيا أو تعيينا نوعيا، أو عموم البحث عن أي دور إلهي غير الرسالة والنبوة، بأي مصطلح كان؛ إماما، قديسا، صديقا، وليا، أو خليفة، أو مرجعا، أو نائبا للإمام، أو ولي أمر، أو فقيها وليا، أو ما سوى ذلك، أممكنة عقلا هذه المواقع، أم ممتنعة، أم واجبة. ثم بحث التمييز بين المُعيَّن بالشخص، والمُعيَّن بالنوع، وعن مدى إمكان العصمة أو وجوبها، وعن اقتصارها على المُعيَّن بشخصه أو شمولها للمُعيَّن بنوعه وصفاته، كالخليفة أو الولي أو القديس أو الپاپا، وعما إذا كانت العصمة واجبة للأول، ممكنة للثاني، أم ممتنعة للاثنين، وعما إذا كانت العصمة حقيقة مطلقة، أم هي حقيقة نسبية، وعما إذا كانت منحصرة في الإرادة الإلهية، أم هي اختيارية تنحصر في إرادة المعصوم نفسه، أم هي نتاج لتمازج الإرادتين. والبحث في أصل وجود كتاب مقدس مُرسَل، أواحد هو، متعددة هي الكتب المقدسة، أيناله أو ينالها التحريف الإنساني، أم هي معصومة ومحفوظة، وأي من الحقيقتين ممكنة أم واجبة أم ممتنعة، معصوميتها من التحريف أم عدم هذه المعصومية، أم اقتصار المعصومية على الناسِخ والخاتِم لها منها، أم هل إن الكتب المقدسة هي تأملات إنسانية، أو كما سماها البعض إيحاءات ذاتية، وليست وحيا إلهيا، حتى مع افتراض صدق مدعي النبوة لحدوث إيحاء ذاتي عنده، يقتنع في العمق أنه إنما هو وحي إلهي [رأي لمفكر صديق لي، وجدته لاحقا فيما يذهب إليه معروف الرصافي في «الشخصية المحمدية»]، أم كان أو كان بعضهم غير صادق في دعوى النبوة، حتى لو كان صادقا في سمو الهدف، من أجل إصلاح المجتمع البشري، وربطه بالمثل العليا، وبما توصل إليه مدعي النبوة من حقائق يعتقدها نهائية، ويؤمن بالتالي بوجوب اعتماد البشرية لها، أو ما إذا كان بعض مُدَّعي النبوة غير صادقين منذ البداية، أو كانوا صادقين في بداية دعوتهم، ثم وقعوا من بعد ذلك في الذاتية التي جعلتهم يؤسسون للمجد الشخصي، أكثر مما هو هدف رسالي، كما هو الحال مع كثير من الثوار والمصلحين، الذين يبدؤون مخلصين لمبادئهم، ثم تنتهي بهم مسيرتهم بالاستغراق في الذات، أو بدخول عنصر الذات، وتأثيره بأي نسبة كانت. هذا الكتاب لا يريد أن يشخص أي دين، أي كتاب مقدس مُدَعّى أو حقيقي، أي نبي أو مُدَّعي نبوة أو مُدَّعاة له النبوة، أي مذهب وأي طائفة على صواب أو على غير صواب، بل يريد أن يتناول المفاهيم المجردة، دون تطبيقها على مصاديقها المدعاة، الوهمية أو الحقيقية، فهو كتاب بحث عقلي فلسفي للدين، فيما هي العقيدة، يلتزم الحياد الديني والمذهبي، والموضوعية العقلية، والمنهج الفلسفي، لا غير.



صحيح إني قررت دمج كل هذه الأفكار في كتاب «الإيمان بين ميزاني الدين والعقل»، لكن ما طرحته في كل مشروع سابق لكتاب، سيكون متضمنا بإذن الله في هذا الكتاب، ولو مع إضافات وتنقيح بحسب ما تطورت الفكرة لدي هنا أو هناك.



كتب الموضوع في نهايات التسعينيات

نقح عام 2007

روجع في 29/10/2009










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا


.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية




.. نبض فرنسا: مسلمون يغادرون البلاد، ظاهرة عابرة أو واقع جديد؟


.. محاضر في الشؤؤون المسيحية: لا أحد يملك حصرية الفكرة




.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي