الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في حدثٍ إسلامي مجزرة الطائف وحنينْ وما تبعهما إلى يوم الدين …! المقالة الأولى

كامل السعدون

2004 / 6 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


وانجلى غبار المعركة عن هزيمةٍ ماحقةٍ بفلول المشركين من هوازن …!
المئات من القتلى والجرحى ومئاتٌ أخرى تغذ الخطو هاربةٍ عن ساحة المعركة ( المجزرة ) بما أوتيت من قوة …!
عويلٌ من المئات من النسوة والأطفال والجواري … ثغاءٌ أبلٍ يختلط بصرخات الرعب … نساءٌ يفتشن هنا وهناك باحثات عن جسد زوجٍ أو حبيبٍ أو أبن … رؤوسٌ تتناثر … أصابعٌ … أكفٌ … سيقان مقطوعة… عوراتٌ مفضوحةٌ … غبرةٌ … ثغاءُ الإبل يتمازج بصراخ الأطفال … هلع النسوة …!
أنين … لهاثٌ … بكاءٌ … توسل …
المنتصرون يهللون … يكبرون … يرفعون السيوف إلى الأعلى فتنضح ما علق بها من دماءُ على العمائم والجلابيب البيضاء لتحيل لونها إلى حمرةٍ قانية …!
ثلةٌ منهم يأخذها الحماس فتهرول أو تجري على البغال والخيول وراء الهاربين لتقتطف ما يقيض لها من الرؤوس أو تكتفي بأخذ ما في الجيوب والجياد من قلائد وخواتم و…!
ثلةٌ أخرى تنشغل بجمع الغنائم … تتنازع مع النسوان والأطفال من أهالي الضحايا ، من أجل جمع ما يقيض من خواتم وقلائد وما في الجيوب من ذهبٍ أو فضة …!
وأمر الرسول بأن يجمع السبي والغنائم قبالة خيمته المنصوبة على رابيةٍ قصيةٍ عن أرض المعركة ، ويعد من كان خبيراً بالعد والحساب ، فيهتف بسيده زعيم العصبة وقائدها :
- أما السبي يا سيدي فستة آلاف رأس ( يعني رجالٌ ونساء وأطفال الضحايا المهزومين ) …!
- والغنائم ( يسأل محمد …! )
- الغنائم أربعة وعشرون ألفاً من الإبل …!
يحمد الرسول ربّه في سرّه ، ثم يسأل مجدداً :
- والمال …؟
- المال أربعة آلاف أوقية فضة يا سيدي .
يكبر المؤمنون الأتقياء وبالذات ذوي القربى ، ويبدءون بالتزاحم على باب خيمة النبي لأخذ ما يقيض لهم نيله من ثمن تلك المجزرة التي أجادوا القتل فيها ، ويبدأ الرسول بتوزيع الغنائم مبتدأ بذوي القربى .
يقول شيخي أبا إسحاق أن أول من نال غنيمة كان أبا سفيان ، وكان نصيبه مائة من الإبل وأربعون أوقية فضة ، ثم معاوية وكان له مثل حصة أبيه وكان لأخيه يزيد ذات النصيب ، وهكذا حتى تم توزيع كامل الغنائم على أهل النبي وقومه .
أما البقية من غير قريش ومن غير المهاجرين فما كان لهم نصيبٌ من غنائم تلك الواقعة ، وقد نجح الرسول في إقناعهم بأنه هو ذاته سيكون نصيبهم ، أو ليس هو أثمن من الفضة والذهب …!
- بلا يا رسول الله … نحن مكتفون بك عن كل غنائم الدنيا وأموالها …!
يقول شيخي أبن إسحاق رحمه الله ، عن أشياخه عن أبا سعيدٍ الخدري ( رض ) ، أن رجلاً ذو عينين غائرتين وشعرٍ حليقٍ وجبينٍ ناتئ يدعى (أبا الخويصرة ) كان في الصفّ ينتظر نصيبه من الغنائم ، وإذ رأى اضطراب القسمة واقتصارها على أهل البيت والأقارب من ( المؤتلفة قلوبهم ) ، لم يستطع تحمل هذا الذي يراه فهب صائحاً بأعلى صوته :
- أتق الله فينا يا رسول الله …!
هلع الرسول وبان الغضب في عينيه فهتف راداً على الرجل :
- أو أنا من لا يعدل يا ملعون ….!
ثم أشاح بوجهه عنه وألتفت إلى الأتباع ممن أسرعت قبضاتهم لإمساك مقابض سيوفهم بنية تمزيق الرجل ، وقال :
- يخرج من ضئضى هذا ( يعني جرثومته أو مذهبه ) قومٌ يقرءون القرآن ، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية …!
يقال … أن من تلك اللحظة المباركة ، صنف بعض أهل الإسلام على إنهم خوارج ….وبالوراثة …!!!
وإلى مقالةٍ أخرى في الإرهاب وأهله وجذوره …!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اقتراح لو سمحت
نور ( 2012 / 9 / 3 - 11:41 )
وأنا أكاد أجزم بأنك لست من ضئضئي ذلك الرجل، فأنت لا تقرأ القرآن مثله وإن كنت تمرق من الدين أشد مما مرق هو.
مجرد اقتراح: ألا تكلف نفسك عناء القراءة في سيرة النبي قليلا قبل أن تتكلم عمن لا تعرفه؟ ألن يكون هذا أقرب إلى ضمان الحرية والعدالة الاجتماعية للجميع كما تزعم؟ أم أن الحرية والعدالة باتا لا يتحققان إلا بسب النبي وأتباعه واتهامهم زورا وبهتانا؟

اخر الافلام

.. مشاهد توثّق مراسم تغيير كسوة الكعبة المشرفة في المسجد الحرام


.. قوات الاحتلال تمنع أطفالا من الدخول إلى المسجد الأقصى




.. رئاسيات إيران 2024 | مسعود بزشكيان رئيساً للجمهورية الإسلامي


.. 164-An-Nisa




.. العراقيّ يتبغدد حين يكون بابلياً .. ويكون جبّاراً حين يصبح آ