الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
رجل دين كندي
أيمن رمزي نخلة
2009 / 11 / 7العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
• سؤال تحضيري.
ما الفرق بين رجل الدين ـ أي دين ـ في بلادنا ورجل الدين الكندي؟
هل له أرجل زائدة؟ ما تركيبة المخ لديه؟ كيف تعمل أمعائه الدقيقة، وهل تختلف تركيبة دمه عن تركيبة دم رجل الدين الذي لدينا؟
أسئلة كثيرة مِن هذا القبيل دارت في ذهني عندما تعرفت على رجل الدين الكندي هذا. واختصرتها بسؤال: ما الفرق بينه وبين الذي نملكه في عالمنا، أو بالأصح الذي يَملك أقدارنا في عالمنا الميمون؟
• شخص حقيقي.
رجل الدين الكندي هذا الذي أحكي عنه اليوم هو القس جيمس بيجنا. وُلِدَ 8/8/1921 ورَحَلَ عن عالمنا في 1/3/2009. معرفتي به مِن خلال ابنته السيدة ايلين بيجنا التي تحدثت عنه يوم تأبينه. ذكرت ابنته بعض الحقائق الغريبة عن ابيها، على الأقل بالنسبة لعالمنا الشرق أوسطي.
• سيدنا بيجنا.
القس بيجنا يُمكنك أن تُطلق عليه بجدارة سيدنا، تقديراً وتمجيداً لدوره الخفيّ وأعماله الصالحة التي سبق وأن عَمِلها. لا يَفرض عليك أحد أن تُطلق عليه لقب سيدنا لمجرد السيادة والعظمة والأبهة والجلال المرغم والمفروض عليك!! لكن مِن اعمالهم تعرفونهم. وليس مِن جلالتهم وصولجانهم وملابسهم المزركشة.
• تنازل القس بيجنا.
في عالمنا المُحتل مِن بعض رجال الدين، تجد رجل الدين يَسعى ويُحارب للصعود إلى منبر الوعظ، أو شاشة الإعلام، أو الصعود على أعناق التابعين مِن خلال تقبيل يديه ورجليه وأسطبل سياراته والتضرع أمام أبواب سكرتاريته، وستائر معبد جلالته، هذا في عالمنا.
في عالمنا، رجل الدين يَبذل قََصارىَ جَهده مِن أجل الحصول على منصب كنسي إداري أعلى للتسلط على بقية زملائه في القسوسة، أو لرعاية كنيسة في منطقة راقية، أو تأتي له رسالة في دعائه الخاص حيث يكلفه إلهه برعاية كنيسة في جزر هاواي أو كنيسة في كاليفورنيا البلد، لم نسمع عن رجل دين ـ مِن عالمنا ـ ترك كنيسته وذهب إلى مدغشقر، أو اختار بارادته رعاية المحرومين مِن ابناء الصحراء الغربية، أو تنازل سيادته وطلب الذهاب بارادته مِن كنيسة في مدينة أو عاصمة البلاد وذهب إلى كنيسة قروية.
• القسيس بينجا المتواضع.
مشكلة القسوسة ورجال الدين في عالمنا الشرق أوسطي هي أن معظم مَن يمتهنون مهنة رجل الدين يظن نفسه أنه وكيل أو نائب الإله الذي تجسد بيننا لكي يتعامل مع الأصحاء الذين لا يريدوا الطبيب، بينما السيد المسيح المُعلم العظيم قال: الأصحاء لا يحتاجون إلى طبيب. كان القسيس جيمس بينجا رجل الدين الكندي يهتم بخدمة غير المتعلمين والبسطاء. تقول عنه ابنته: "كان هناك الفقير والمحتاج وهؤلاء المحتقرون والمنسيون مِن المجتمع وكلهم كانوا مقبولين ومرحب بهم".
في عالمنا الشرق أوسطي كَم قابلت مِن رجال دين أحالوني إلى مساعديهم أو وكلائهم. وكم تضرعت إلى سكرتاريات رجال دين مِن أجل لقاء معهم لا يأخذ مِن وقت جلالته أكثر مِن ثواني معدودة. وكم جُرحت أحاسيس محتاجين ومعوذين ومنبوذين مِن المجتمع بجانبي لم يستطيعوا مقابلة هذا الكاهن أو ذاك، لأنهم لا يمتلكون واسطة كهنوتية أخرى.
وكم نتذكر بكل الآسى تلك السيدة التي حاولت أن تقابل رجل دين أمام مبني الإذاعة في القاهرة، لكنه نهرها وطردها ورفع عليها قضية أمام النيابة. وكم وكم مِن المآسي التي لو كُتبت في مجلدات لن تكفي أمام الضعفاء والمحتقرين مِن المجتمع لكي يحكوا ويقصوا قصص الطرد مِن أمام مكاتب رجال الدين الفخمة الفاخرة.
• ما المشكلة؟
المشكلة أن الكثير مِن رجال الدين في عالمنا الشرق أوسطي لا يريدوا للتابعين أن يتحرروا مِن قيود التبعية لهم. لا يريدوا أن ينضجوا روحياً واجتماعياً ولا يريدوا للتابعين أن ينضجوا ويعتمدوا على أنفسهم في البحث الروحي وتحري الحقيقة وفهم النصوص المقدسة بعيداً عن سيطرة مملكة رجل الدين الذي يخاف مِن اهتزاز عرشه الذي استوى عليه ألا وهو عقول التابعين.
المشكلة أن كثير مِن رجال الدين لدينا مصلحتهم الشخصية في الأغنياء وذوي الحيثية والسلطة لتحقيق مصالحهم وتسيير مشاريعهم الخاصة التي قد تتعارض مع المصلحة العامة للمجتمع الكنسي أو المجتمع العام، أما نوعية الخدمة التي وُجِد مِن أجلها وهي تقليد سيده المسيح الذي جاء ليَخدم لا ليُخدم فهذا ما لم يعرفه مِن سابقيه ومِن سادته الأرضيين.
يا سادة الفرق بين رجل الدين الكندي هذا الذي عرضت بعض جوانب شخصيته والكثير مِن رجال الدين الذين يملكون أقدارنا في عالمنا الشرق أوسطي هو أن هؤلاء لم ينضجوا فكريا ولا يدعون تابعيهم ينضجوا ويعتمدوا على أنفسهم في البحث وتفتيش الكتب المقدسة بدون مُسلمات سابقة.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. 98-Al-araf
.. 99-Al-araf
.. أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع
.. بن غفير يحاول منع الأذان في القدس والداخل المحتل
.. فرحة وزغاريد بعد إحالة قاتل نجله بسوهاج لمفتي الجمهورية