الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ابن تيمية وهجوم بلا وعي

محمد أبو هزاع هواش

2009 / 11 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هجم مؤخراً طبيب نفسي أمريكي من أصل عربي على زملائه وقتل منهم الكثير. ممالاشك فيه وحشية الحدث وتعمق الغدر به ولكنه أيضاً يعكس حالة يأس. قالت النيويورك تايمز البارحة بأن التعصب الديني هو أهم الأسباب خلف ماحدث. هذا التعصب الديني أتى من تفسير معين للدين تبعه هذا الشخص. في ذلك التفسير تتربع بضعة فتاوى قتالية تكفيرية أهمها بلا شك هي من ابن تيمية 1263-1328. تعد هذه الفتاوى بالعقاب والقتل على الأخر وتشرع الهجوم وتعد بالجنة بالطبع للمنفذ. إنها فتوى تكررت في بضعة وجوه أشهرها الحامدية لتتكرر أيضاً في الصراعات الإسلامية القتالية التكفيرية المعاصرة.

في موقع الحوار المتمدن حاليا هناك موضوعين مهمين جداً. يترابط ويتقاطع معنى وأهمية هذين المقالين. كتب السيد نضال نعيسة مقالاً يوضح فيه عملية تكفيره والدعوة لقتله من قبل البعض بسبب نقده للإسلام. في ضمن هذا المحور أيضاً نرى مقالاً كتب تحت إسم أبو حسن وفيه يتكلم عن إبن تيمية وفتاويه التكفيرية. من وصلات موجودة في مقال السيد نضال نعيسة وصلت إلي موقع حوار مهم يتركز حول الإسلام والدفاع عنه ضد ناقديه وعن فتاوي ابن تيمية وعن تكفيرات وفتاوى قد تصدر.

الطبيب النفسي الأمريكي من أصل عربي كان من متبعي الدين ويستمع إلى الفتاوى التكفيرية هنا وهناك. وبالطبع يسمع عن هزائم العربان والمسلمين في التاريخ. في تلك الهزائم كنت أسأل من حوالي في بلدي الشرق أوسطي عن سبب الهزائم فأسمع دائماً نفس الجواب وهو أن هجومنا يأتي من مبدأ "هجوم بلاوعي" أي الهجوم والعيون مغمضة والشهادة في الإنتظار.


علاقة ابن تيمية بالقتال والكفاح والضرب والطعان تنعكس في سيرته الذاتية.

وفد إبن تيمية إلى دمشق مع أهله المنحدرين من عرق غير أهل مدينة دمشق المحكومة من قبل المماليك، الفئة المقاتلة المنحدرة من العبيد الجنود. دراسة التركيبة العرقية لهؤلاء ونظرتهم للآخر تفسر سهولة فتي إبن تيمية بقتل السكان المحليين. كان حكم المماليك دموي وعنيف ولوي عنق الدين مرات ومرات.
عمل والد ابن تيمية الحنبلي في إكليروس السلطة المحتلة التي بالطبع هي من نفس المذهب والتي لم ترى في السكان المحليين سوى خدم وجواري ومواد للنهب والسيطرة. ماذا كان عمل والد ابن تيمية الحنبلي مع المماليك؟ هل كان المماليك من أهل بلاد الشام؟ وعندما أتى تيمورلنك القوي ماذا عمل جميع علماء دمشق وتوابع دمشق؟ ألم يخرجوا لتحية أقوى رجل في العالم في ذلك الوقت وليعرضوا عليه الطاعة؟ أين كانت نظريات الخروج على الحاكم بوجود تيمورلنك؟ ليخبرني أحدما عن شجاعة الجميع في ذلك الوقت في حضور تيمورلنك؟

تيمورلنك كان شيعياً وبعد ذهابه من دمشق وتعيينه لوال من عرقه قام ابن تيمية مع من قاموا للثورة بالتشجيع بالطبع من مماليك مصر في ذلك الوقت. لم يكن للثورة على مغول تيمورلنك سند محلي ولم يكن لها قيادة محلية وإنما قيادة من بقايا النظام السابق لتيمورلنك والذي لايختلف عرقياً عن تيمورلنك كما تدل الإشارات. قوي نبض ابن تيمية عندما سمعوا بقدوم مماليك مصر لمحاربة تيمورلنك. كانت كلها حروب غرباء على أرض بلاد الشام ولم يكن السكان المحليين سوى بيادق ضعيفة في لعبة الأقوياء.

كانت دمشق في أيام ابن تيمية تحت المغول لتذهب للمغول لتعود للمغول مرة ثانية. تشقلب ابن تيمية بين المغول وعندما أتى المغولي الجديد وسأله عن فتوى لسحق السكان المحليين صك له ابن تيمية فتوى لانزال ندفع ثمنها حتى اليوم في جميع أنحاء العالم. لايعرف الكثير أهمية هذه الفتوى ومافعلته سيرة ابن تيمية لتعميق الإقصاء وتشريع قتل الآخر.

هناك تشابه بين سيرة ابن تيمية وسيرة الطبيب النفسي القاتل، فكلاهما أتيا إلى مكان جديد لم يحترموه بل شرعوا لأنفسهم قتل السكان المحليين. قال عبد الرحمن بدوي بعد دراسته لتحريم ابن تيمية لمأكل النصيرية في عصره أن ابن تيمية كان جاهلاً حتى في جيرانه الأقربون حتى يحرم مأكلهم.

قرأت في أحد الروابط الموجودة في مقال السيد نعيسة أن عدوه بإمكانه إصدار فتوى بقتله بجرة قلم أو بلمسة بسيطة. السؤال هنا أين هو القانون وهل سيكون هناك هجوم آخر بلاوعي يحصد الأرواح ويجلب الحواري والغلمان؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ما هو الحل
فادي يوسف الجبلي ( 2009 / 11 / 9 - 20:50 )
الاستاذ ابو هزاع
ما هو الوصف الصحيح والمنطقي الذي يفترض بنا نصف به شخص يعتمد في تنظيم حياته (بل في هدر حياته) استنادا الى اقوال وفتاوى شخص كان موجودا قبل ثمان مئة عاما ، اليس الوصف المناسب له هو انه مريض
وان كان مريضا
فكم هو عدد مرضانا في عالمنا الاسلامي
يؤسفني يا سيدي الكريم ان اجد بين كتاباتك (بالرغم من علمانيتك)الى التعايش بين الاديان واحترام حريات الناس في اختيار عقائدهم وكأن الاديان هي عباءات يرتديها الناس فأختلاف الوانها تساهم في التفاعل بين الشعوب
اذن فالحل لا يكفي بحصر الدين في المساجد
لأن المؤمنين سيبحثون عن ابن تيمية في المساجد ايضا
الحل هو في حرق بيوت الله وكتبه
تحياتي لك


2 - أخ فادي
أبو هزاع ( 2009 / 11 / 9 - 21:15 )
تحية أخ فادي وعن وصف الشخص بأنه مريض فكما أعتقد أن هذا صحيحاً وعدد المرضى يوازى عدد المؤمنين بتلك الفتاوي التكفيرية وماشابها. أنا شخصياً أحترم حرية المعتقد ولكنني لاأحترم معتقداً يدعوا للقتل وأما عن محاربة ذلك الفكر فالكرة الآن في ملعب المشايخ والمساجد ليحاربوا هذا الفكر التكفيري.

لايكفي حصر الدين في المعابد والمساجد وإنما يجب محاربة العنف والتكفير أينما كانوا في المساجد وعلى الإنترنت وفي كل ساحة...

مع التحية


3 - القضية في الدين وليس في ابن تيمية
بودواهي ( 2009 / 11 / 9 - 22:43 )
تقدم الغرب عندما استطاع ان يحسم مع الدين وان يحصر نشاطه فقط في الفاتيكان والكنائس وبالتالي تمكن من تحرير الانسان من كل القيود التي كانت تكبله .فعندما يستطيع المواطن في البلاد الاسلامية ان ينتصر لنفسه من عبودية الدين وكدلك الامر بالنسبة لشعوب اخرى ترزح تحت نير ظلمات ديانات اخرى .آنداك وآنداك فقط يمكن للبشرية جمعاء ان تعمل لصالح الارض وليس السماء وان تفكر للدنيا وليس الاخرة. مع كامل الاحترام.


4 - ابن تيمية يحلل دماء الدروز وسبي نساؤهم
عبدالعزيز ( 2009 / 11 / 10 - 01:38 )
(كفر هؤلاء مما لا يختلف فيه المسلمون، بل من شك في كفرهم فهو كافر مثلهم لا هم بمنزلة أهل الكتاب ولا المشركين، بل هم الكفرة الضالون، فلا يباح أكل طعامهم، وتسبى نساؤهم وتؤخذ أموالهم فإنهم زنادقة مرتدون لا تقبل توبتهم، بل يقتلون أينما ثقفوا ويلعنون كما وصفوا، ولا يجوز استخدامهم للحراسة والبوابة والحفاظ، ويجب قتل علمائهم وصلحائهم لئلا يُضلوا غيرهم، ويحرم النوم معهم في بيوتهم ورفقتهم والمشي معهم وتشييع جنائزهم إذا علم موتها، ويحرم على ولاة أمور المسلمين إضاعة ما أمر الله من إقامة الحدود عليهم بأي شيء يراه المقيم لا المقام عليه، والله المستعان وعليه التكلان).(ا.هـ).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مجموع فتاوى اللجنة الدائمة بالسعودية - المجلد الثامن والعشرون (العقيدة).
http://www.islamway.com/?iw_s=Fatawa&iw_a=view&fatwa_id=8186


5 - للأسف هناك الآلاف حالياَ
مايسترو ( 2009 / 11 / 10 - 13:29 )
نعم أقولها وبأسف شديد، أنه إذا كان أيام المغول والمماليك ابن تيمية واحد، فهناك الآلاف الآن من شاكلة ابن تيمية في هذا الوقت، وكما قال المعلق بودواهي، فإن المشكلة في الدين نفسه وفي معتقداته، فابن تيمية لم يأتي بهذه الفتاوى من عنده بل جاء بها من خضم القرآن والأحاديث وأمهات الكتب الاسلامية


6 - منطق الإسلاميين
مختار ملساوي ( 2009 / 11 / 10 - 15:13 )
شكرا سيد أبو هزاع على هذا الموضوع الهام.
يا سيدي، فتوى ابن تيمية ليست ضد الكفار فقط، بل طوعها الإسلاميون عندنا لاغتيال مواطنيهم وجيرانهم وحتى أصدقائهم.
عندنا أفتى علي بلحاج الرجل الثاني في الجبهة الإسلامية للإنقاذ التي فازت في الانتخابات التشريعية في الدور الأول وألغيت نتائج الانتخابات في 1992، بجواز قتل رجال الشرطة والدرك والجيش وغيرهم ولو كانوا مسلمين لا يفرطون في أية شعيرة، صدرت هذه الفعتوى في صيف 1991، أي قبل الانتخابات حتى لا تكون حجة وكانوا قد بدأوا يشكلون شرطة موازية وجيش ويتدخلون في حياة الناس.
كيف توصل إلى هذه الفتوى؟ اعتمد فيها على ابن تيمية. كيف؟
ابن تيمية أباح قتل المسلمين، رغم تحريم قتلهم شرعا، في حالة ذكرها علي بلحاج وهي إذا هاجم العدو دار الإسلام مثل التتار في زمانه، وكان متترسا بصفوف من المسلمين أمام جيشه، جاز ضربه بالنبال والمدافع ولو أدى ذلك إلى قتل المسلمين فسوف يحاسبهم الله حسب نياتهم.
علي بلحاج عندنا رأى في نظام الحكم طاغوتا مثل التتار تجب محاربته لإقامة دولة الإسلام، ومن وقف ضد الإسلاميين في مسعاهم هذا لإقامة دولة الإسلام فهو طاغوت يجب قتاله، لأنه حليف بالفعل للطاغوت، مثلما قال المعلق قبلي.
طبعا هذا منطق معوج أو فلنقل هو لامنطق، ولكنه مر وتبن

اخر الافلام

.. 180-Al-Baqarah


.. 183-Al-Baqarah




.. 184-Al-Baqarah


.. 186-Al-Baqarah




.. 190-Al-Baqarah