الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقدمة الطبعة الكاملة طبعة بلا تقية

تنزيه العقيلي

2009 / 11 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كتبت هذه المقدمة عندما فكرت أن أكتب كتابا ينشر بعد حياتي، وقبل أن أختار نشر مقالاتي وبحوث مشروع كتابي، أو مشاريع كتبي، كمقالات باسم مستعار.

بسم الله رب العدل والرحمة والحب والسلام
أحمد الله ربي وأنا في رحاب رحمته أن كتابي سيقرأ كاملا بعدما أكون قد هاجرت إليه لاجئا، ممنوحا منه برحمته حق اللجوء السياسي والفكري، بعدما أكون لجأت وهربت إليه من ديكتاتوريات الدين الذي نُسِب إليه، وهو منزَّه عما نُسِب إليه. أحمده إذ وفقني لأنجز كتابي هذا، ولأجد من أستودعه عنده أمانة يؤتمن عليها حتى يحين الوقت المناسب لنشره. وهذه الطبعة التي تنشر اليوم بعدما ودعتُ عالم المادة إلى عالم الروح، وودعت عالم الإنسان إلى عالم الله، تمثل النسخة الكاملة التي كتبتها في حياتي، ثم نقحتها لتكون صالحة للنشر، وأنا ما زلت في عالم القمع البشري الديني، مضطرا لممارسة التقية كما هو مصطلح أهل الدين، عندما يكونون هم المضطرين لإخفاء عقائدهم أو بعض عقائدهم، أو لممارسة النفاق، كما هو مصطلحهم فيما يقذفون به مثلي ممن اضطر لأن يتخفى، أو أن يهرب من بلاد القمع الديني إلى بلدان الحرية الفكرية، التي ينعتونها ببلاد الكفر، وهي الأقرب إلى جوهر الإيمان بالله سبحانه وتعالى، لما يمثله أهلها من قيم ومثل الله، وإن ابتعد أكثرهم عن ذكره والإيمان به، بسبب ما مارسه أهل الدين من تنفير للناس من الله، مما آل إلى ثنائية، تدور ما بين الإيمان الديني بكل خرافاته وعصبياته وجموده وانغلاقه، وبين الإلحاد، تاركين أو تاركا أكثرهم الخيار الثالث، ألا هو الإيمان العقلي اللاديني التنزيهي.

أنشر اليوم من موطن اللجوء الإلهي كتابي، وأنا أعلم أن الكثيرين سيلعنونني، واثقا من أن الله سيستبدل لَعَناتِهم عليَّ رَحِماتٍ لي من لدنه، لا ليقيني بأني أصبت الحق، بل ليقيني بصدقي، حتى لو أخطأت، وثقة مني برحمته.

أيها القارئ .. سواء اتفقت، أو اختلفت معي .. اقرأ بعقلك، بعدما تجرده من كل الموروثات والمألوفات. وحكّم عقلك فيما تأخذه مني من كتابي، وما تردّه منه عليّ. فالصواب يبقى نسبيا، كما وإن الخطأ نسبي، والحقيقة النهائية لن يدركها الإنسان في عالم المادة، لأنها ليست من سنخ هذا العالم، وإن كان بعض الحقيقة يدرك بالعقل الذي يرى ما لا تراه الحواسّ، ولكنه أي العقل خلق قاصرا عن إدراك كامل الحقيقة، والله لا يكلف العقل الإنساني النسبي إلا وسعه، فلا يخشى أحد منكم من أن يخطئ الحقيقة، أو يخطئ بعضها، فالله لا يعاقب على القناعات، لأنها لا تمثل فعلا اختياريا، بل يجازي وفقا للنوايا والسلوك الإرادي.

27/12/2008
روجعت في 29/10/2009








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا فائدة من الكتاب اومقال يتجاهل اهم حرية
إنسان فقط ( 2009 / 11 / 10 - 11:22 )
دون ان اقرأ الكتاب وبعد قراءتى لبعض مقالاتك وخاصة مقالك عن الحريات الشخصية التى اعطاها الله للانسان اجد كما هو العادة من كل المثقفين والشيوخ ورجال الدين من كل الاديان السماوية وغير السماوية تتنكرون لاهم حرية اعطاها الخالق للانسان وهى حرية السعى فى ارض الله للعمل والاسترزاق والاقامة والانتقال بكل حرية لكل مكان فى ارض الله دون عوائق من اختراعات شياطين الانس مثل التأشيرات والاقامات والكفيل و.....الخ مما حول البشرية الى قطعان من الحيوانات داخل حظائر او سجون مما يسمى الدولة الوطنية معبودة البشر الحقيقية الان واعطاء كل مجموعة بشرية من هذه القطعان صفة ماانزل الله بهامن سلطان اسمها الجنسية والتى لم يكن لاحد حرية فى اختيارها والتى لا اعرف كيف كانوا يميزن بين جنسية البشر قبل اختراع الكتابة والورق
اننى لا ارى فائدة من اى كتاب اومقال لايكون هدفه النهائى تحقيق هذه الحريات والمساواة والعدل التام بين البشرية جمعاء وليس داخل ما يسمى الدولة الوطنية طاغوت العصر الحديث الذى يعبد من دون الله اومعه على الاقل وبسببه تم احتكار الثروات الطبيعية لصالح شعوب معينة مما ادى الى فقر اكثر من اربعة اخماس العالم ووجود نحو مليار جائع فى العالم بسبب الحروب التى تنشا للسيطرة على هذه الثروات والارض ومايتبعها من كوا

اخر الافلام

.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية


.. نبض فرنسا: مسلمون يغادرون البلاد، ظاهرة عابرة أو واقع جديد؟




.. محاضر في الشؤؤون المسيحية: لا أحد يملك حصرية الفكرة


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي




.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ