الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطائفية والتعليم

محمد شفيق

2009 / 11 / 13
التربية والتعليم والبحث العلمي


كثيرا هي الامراض التي ابتلي بها العراق ومنها الطائفية التي تمكنت من الجسد العراقي وهي مجموعة بوادر و عمليات قتل جماعي و تفجيرات استهدفت تجمعات سكنية و مدنية مثل الأسواق و الاحياء السكنية المدنية في مناطق ذات غالبيات سنية أو شيعية او قومية كاللعرب والاكراد بهدف الانتقام أو التصفية الطائفية بناء على خلفيات مذهبية وعرقية متشددة بعد التغيير الذي حصل في البلاد بسقوط الطاغية سعت العديد من المنظمات الاجنبية بزرع بذرة الطائفية لافشال العملية الديمقراطية والسياسية وما تحقق في الساحة من تطورات ايجابية فحصدت ارواح الاف من الابرياء وخاصة بعد حادثة سامراء بتفجير مرقد الاماميين العسكريين وكانت لبعض وسائل الاعلام المختلفة دور في تأجيج العنصرية والطائفية بين ابناء الشعب الواحد ولكن وعي العراقيين وحكمة بعض القادة السياسين والعديد رجال الدين تجاوزنا تلك الايام المأسوية والطائفية تعني التعصب لمذهب او قومية معينة وعدم احترامه وتقبله للمذاهب الاخرى ولكن ان يحب الشخص مذهبه او طائفته ويحترم الاخرين فهذا لا يعني انه طائفي , في بلد كالعراق متعدد الطوائف تكون انجاح المشروع الطائفي سهل كما ن لوعاظ السلاطين دور كبير في هذا الامر حيث يؤكدون دوما على ان الحسين قد قتله اهل السنة مثلا وان عثمان قتله الشيعة واثارة قضية من هو احق بالخلافة الامام علي بن ابي طالب ام الخليفة ابو بكر الصديق والمغالاة في مثل هذة المواضيع ,ولقد طالب البروفيسور علي الوردي بالنظر الى موضوع الخلاف بين علي وابو بكر وبعض الصحابة على انه خلاف تاريخي تجاوزه الزمن ويجب على المسلمين عوضا من ذلك استلهام المواقف والاراء من هؤلاء القادة, ولكن مع شديد الاسف نرأ ان بعض المثقفين والادباء كبار يتعصبون لفئة معينة او لشخص ما عندما تتطرح مثل هكذا مواضيع يروي لي احد الادباء يقول كنا جالسين ذات يوم في اتحاد الادباء والكتاب العراقيين فقال احد الجالسين وهو من الشعراء الكبار ان دعبل الخزاعي افضل من المتنبي لان الاول مدح اهل البيت والثاني لم يمدحهم وجاء تقييم هذا الشاعر للمتنبي على اساس طائفي ونكر حق الشاعر العظيم المتنبي وهذا ما يحصل اليوم في الجامعات والمعاهد العراقية فتقييم الطالب او الاستاذ يكون على اساس طائفته او مذهبه احد اقربائي الحاصل على شهادة ( الماجستير ) في اللغة العربية عندما صدر امر تعيينه في كلية العلوم الاسلامية / جامعة بغداد فسألوه بوضوح انت شيعي لو سني امتنع عن الاجابة ولكن عند البحث عنه اكتشف انه ينتمي لاحدى الطوائف معينة فرفض تعيينه في منصبه تدرسي صورة اخرى في احدى الكليات استاذ جامعي ناقش حديثا نبويا في صحيح البخاري فأثبت عدم صحته وتم ايضا فصله عن التدريس حادثة اخرى في جامعة صلاح الدين حيث تقدمت احدى طالبات باطروحة الدكتوراة حول الشاعر العراقي الكبير ( حسب الشيخ جعفر ) فرفت هذة اللجنة مناقشة الطالبة حول اطروحتها لان ( حسب الشيخ جعفر ) ( شيعي , شيوعي ) ثم برر احد الاساتذة بأن هذا الشاعر اجريت عدة دراسات واطروحات حول حياته وشعره فافضل ان تكون الاطروحة حول شاعر اخر وحرمت وتحرم هذة الطالبة من شهادة الدكتوراة لانها تكلمت عن شخص ( شيوعي ) تناسو انه عراقي الجنسية والمعاناة قبل ان يكون شيعي او شيوعي , فحتى الكافأت التي خدمت العراق لم تستثنى من التمييز والعنصرية والجامعات التي يجب ان تحافظ على استقلاليتها لم تتخلص من هذا الداء الخطير الذي وقعنا ضحيته لسنوات واعاق تقدم وبناء العراق , امال العراقيين الوطننين والشرفاء تتطلع اليوم الى الانتخابات القادمة والتحالفات الوطنية البعيدة عن التميز العنصري والقومي وعلى وزارتي التربية والتعليم مراقبة واقع المدارس والكليات وتطهيرها من العناصر الفاسدة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: مزارعون في الهند مصممون على إلحاق الهزيمة بالحزب ا


.. السباق إلى البيت الأبيض: حظوظ ترامب | #الظهيرة




.. ماهو التوسع الذي تتطلع إليه إسرائيل حالياً؟ وهل يتخطى حدود ا


.. ترامب: لم يتعرض أي مرشح للرئاسة لما أواجهه الآن | #الظهيرة




.. -كهرباء أوكرانيا- في مرمى روسيا.. هجوم ضخم بالصواريخ | #الظه