الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإبداع والمعرفة العقلية

حسين عجمية

2009 / 11 / 14
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الإبداع ابتكار مرتبط بالوجود والحاجة ومتطلبات التطور والتغير إنه القدرة على الكشف والاختراع عن آلات ومعاني ومدلولات وأبحاث وجميع ما يرتبط بالحاجة المادية والعقلية والجمالية للطبيعة الإنسانية .
والمعرفة هي العطاء الإنساني للعقل، فالإجمالية المرتبطة بالحياة البشرية من إنتاج عقلي وفني وعلمي ومجمل الاختراعات الإنسانية، بمعنى النتاج الكلي للبشر المرتبط بوعي الكائن البشري هو وعي الوجود المرتبط بإنتاجنا التاريخي كتشكيل معرفي غايته الملائمة بين وجود الإنسان وحضارة عصره، حضارة تطورت عن الجهد التاريخي الإجمالي إنها المنجزات القائمة في جميع العصور التاريخية المرافقة لحالات الوعي المتغير في العقل الإنساني.
فالمعرفة والإبداع وجودان متلازمان ومترابطان ، مرتبطان بعلاقة تداخليه متجزرة في أعماق التاريخ البشري ومستمرة في تطوره وبنائه الصاعد فالوجود المعرفي يوفر الأساس البنيوي لنوعية الإبداع العقلي ولإبداع العقلي هو السجل الكلي للمعرفة الإنسانية .
كل إبداع مرتبط بالمعرفة الزمنية المكانية والطبيعة التطورية الجارية في نظام عصرها فالمحراث اليدوي أبداع عقلي ارتبط بالقيمة المعرفية والحاجة الزراعية في عصرها البدائي ، والتتالي الإبداعي هو حاجة ماسة لتأمين البناء المعرفي العقلي والمادي ضمن نظام التسلسل الزمني ، هنا يمكن ان نقول إن الإبداع الجاري يصب ضمن الحاجة إليه في النشاط الاجتماعي الجاري نحو مستقبل أكثر ازدهاراً واحتراماً للإنسانية ضمن نظامها التفاعلي، لأن الحياة المعرفية القائمة في العصر الراهن حضارة معرفية تداخليه سريعة التنقل والانتقال في صميم العقل الإنساني كوجود في نظام أرضي إنها معرفة على قدر كبير من التوسع نظراً لسهولة التواصل والاتصال في المعارف الإنسانية ومهما بلغ المنع من قوة حجب المعارف لن يكون قادراً على منع الإبداع من تعميم نفسه على الساحة المعرفية للبشر ، قد تتأثر المعارف في مناطق من العالم وتنكمش على نفسها خوفاً من الانصهار مع الثقافات الأخرى، غير أن قنوات الضخ المعرفي تظل قائمة تحمل للعقل أينما وجد على سطح المعمورة معلومات واكتشافات جديدة ستغير أجلاً أو عاجلاً البناء العقلي للبشر بالشكل الكلي وكل صرخة قائمة في الوقت الراهن لعزل الوعي عن محيطه الكوني مجرد استغاثة قبل حلول لحظة الغرق بالرغم بأن جميع المعارف الحالية ستتحول إلى ذكرى كذكرى العلم والأدب في العصور السابقة.
فالدراسات المنهجية الجارية لتحديد الخصائص البنيوية للطبيعة العبقرية تدور ضمن مدارات واتجاهات متعددة منهم من عزاها للخصائص البنيوية والسلوكية في الطفولة ومنهم من ردها إلى الخصائص الاجتماعية وبعض الدارسين ردها إلى الخصائص الوراثية والطفرات العقلية في مسار الولادات المتكررة كما أن فرويد عزاها إلى تأثير اللاشعور على العقل الواعي فتخرج إلى سلوك وتفكير متفرد ناتج عن تأثيرات لاواعية في النفس البشرية.
ومهم يكن من أمر الطبيعة العبقرية للفرد فإن وجوده يرتبط بإنجازات تفوق القدرات العادية للبشر إنها تحطم الجمود والرتابة في العقل البشري. وغالباً ما يرتبط الإبداع بثقافة معينة كدليل مؤشر على التأثير المتبادل بين الخصوصية والإبداع فيحدد الطريقة المعبرة عن الإبداع ضمن وجوده الثقافي إنه نوع من الإبداع العقلي المحلي الموجه نحو ثقافة بعينها.
وتندرج نوعية عبقرية لتشكل انبثاقاً إبداعياً مؤثراً على جميع البنى العقلية مهما كان موقعها في البناء العالمي وهناك نوعية عبقرية كشكسبير مثلاً يندرج تأثيرها بشكل شامل على الطبيعة البشرية ويحتفظون بشهرة على مدى أجيال متلاحقة ومؤثرة في ثقافات مختلفة . وفيما يتعلق بالعلوم والاختراعات تجعل بعض الإبداعات قابلة للبقاء في المستقبل أكثر من تجليات واختراعات أخرى وغالباً ما تظل مساهمات إبداعية مجهولة في حينها .
إن الإبداعات والاكتشافات المبدعة ترسم ملامح متغيرة في طبيعة الوجود وتحدد قدرتها على الخروج نحو المحيط الوسع .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح -الحي الميت- السنوار يخيم على قراءة الإعلام الإسرائيلي ل


.. الحركة الطلابية في الجامعات : هل توجد أطراف توظف الاحتجاجات




.. جنود ماكرون أو طائرات ال F16 .. من يصل أولاً إلى أوكرانيا؟؟


.. القناة 12الإسرائيلية: إسرائيل استخدمت قطر لتعمّق الانقسام ال




.. التنين الصيني يفرد جناحيه بوجه أميركا.. وأوروبا تائهة! | #ال