الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سينما عامودا وفتاحيان وشيركو مورافي!!!

شيار محمد صالح

2009 / 11 / 15
القضية الكردية



حوادث أليمة يعيشها الكرد في كل مكان هذه الفترة وكأننا نعيد التاريخ بنفس السيناريو والمنفذين والضحايا هم هم لم يتغيروا بسبب إيمانهم القوي وعزيمتهم التي لا تقهر. الجلادون من نفس الطينة جبلوا بالعقلية الشوفينية التي لا يهدأ لها بال إلا بإقصاء الآخر والقضاء عليه لا لشيء سوى لمطالبته أن يعيش مرفوع الجبين هو وشعبه، والضحية هي هي لم تتغير عبارة عن قرابين على مذبح الحرية.
نعم، أبى الشعب الكردي أن يعيش الخنوع والذل والاستسلام ولم يرضَ أن يلعب دور الجلاد والظالم والمنافق للدين والدنيا وهذا ما أغضب سادة العروش التي تربعت عليها بدماء شعوبها ومازالت متربعة عليها حاملة سيف ديموقلديس فوق رقاب شعوبها. تجز رأس كل من تسول نفسه أن يقول لهذه الأنظمة "لا" و"كفى" لتقربات لا أخلاقية وغير انسانية، وهاهو الشعب الكردي يدفع عربون تضحيته على مذابح الحرية وكيلاً عن كافة الشعوب في المنطقة حاملين راية إما حياة حرة وإما حياة حرة. وهاهم ثوار الشعب الكردي على قمم كردستان يتصدون لهؤلاء الأعداء ويوجهون لهم الضربات الموجعة متى ما تمادى الأعداء بحق الكرد. هذا ما تعلموه من فلسفة القائد أوجلان الذي علمنا أن كل شيء يبدأ من معرفة الذات. وكذلك الجلادون لم يتغيروا وإن تغيرت الجغرافيا ولكن عقليتهم تبقى كما هي لا همَّ لها سوى أن تمتص دماء الشعوب وكدحهم من جهة وإنكار ثقافة الغير ولغته وهويته من جهة أخرى. كافة هذه الأنظمة تتقرب بمساواة لا مثيل لها من الكردي أينما كان فهو منذ ولادته مجرم وخائن وعميل ويعمل على اقتطاع جزء من تراب الوطن لصالح دولة أجنبية ويعمل على إضعاف الروح المعنوية للأمة، حسب عقلية الأنظمة وفي النتيجة هو الإرهابي الدولي والذي ينبغي على الكل محاربته والقضاء عليه جسدياً وإن لم يكن بالمستطاع فبتجريده من هويته وثقافته أي بتدجينه وتسييسه ليكون حيوان أليف ينتظر لقمته من جلاديه ويتمنى رضاهم، والنتيجة هي واحدة لا تختلف البتة. لأن الإفناء الجسدي أرحم بكثير من الإمحاء الثقافي واللغوي. في الإفناء الجسدي يموت الإنسان لمرة واحدة ولكن في الأخرى فهو كل يوم يعتبر ميت بحكم قانون الغاب الذي يتم تشسسره من قبل الأنظمة الفاشية.
فالبداية كانت مدينة عامواد مدينة العشق الأبدي لكل كردي بكل ما للعشق من معنى وكينونة. حيث استشهد أكثر من مائتي طفل وذلك بإجبارهم لحضور فيلم لتقديم ريعه لدعم الثورة الجزائرية. وحتى اليوم تبقى ذكراهم في قلب كل كردي ينبض قلبه من أجل شعبه ووطنه. كان ذلك في 11 – 11 – 1960. مع العلم أنه إلى الآن لم يسمع قادة الجزائر وبلد المليون شهيد الذين نقسم بهم لأنهم ضحوا بنفسهم من أجل الحرية، لم يسمع قادتهم بالضحايا الكرد الذين استشهدوا من أجل تقديم الدعم لثورتهم التي انتصرت على الفرنسيين منذ عقود عدة. نعم أراد الكرد دائماً أن يكونوا مناصرين لأخوتهم في كل مكان من أجل نيل حريتهم وأنهم بذلوا كل ما في وسعهم من أجل أن تصل تلك الشعوب لحريتها قبلهم، لأنهم على قناعة تامة أن حرية الشعوب الأخرى هي بنفس الوقت بمثابة حرية لهم وعرس أخوي طالما قدموا الغالي والنفيس من أجل ذلك. فقد قدم الشعب الكردي الدعم للجزائر وفلسطين والسودان ولبنان وسورية والعراق وتركيا وإيران وووالخ لأن اللائحة تطول وتطول والشهداء كثر لا يمكن إحصاءهم. وبالمقابل لم يلقَ الكردي سوى التهميش والظلم والإنكار والقتل من يد الأنظمة المتربعة على رقابهم. إلى الآن شهداء سينما عامودا ينتظرون من يواسيهم ويزرع وردة بجانب شاهدة قبورهم من أخوتهم الجزائريين وأن يقولوا لهم بوركتم يا أحفاد صلاح الدين وأننا مدينون لكم. وفوق هذا يتقرب النظام السوري بكل وحشية من الشعب الكردي في سوريا ضارباً عرض الحائط كافة المواثيق الدولية في احترام الانسان وحرية التعبير عن الرأي. فهاهم الكرد المناضلين في نفس البلد الذي يضحون بذاتهم من أجله محاصرين ومقيدين بالأغلال في سراديب السجون وهم مضربين عن الطعام منذ أكثر من أسبوعين وحتى أن النظام كأنه يعيش في مجرة أخرى. يزيد من عنجهيته وشوفينيته لا لشيء سوى لأن الكرد يطالبون بكرامتهم وحريتهم.
ولا يختلف نظام الملالي في إيران عما هو في سوريا وكذلك عما هو موجود في تركيا فكلهم وجوه لعملة واحدة تعمل على إنكار الكرد مجرد أن يطالبوا بكرامتهم. فهاهو شهيد الحرية فتاحيان الذي تم إعدامه قبل أيام لأنه رفض الخنوع وأن يطيل لحيته تيمناً بهم وأن يكون منافقاً مثلهم. فقال مرحباً بالموت لأن في كل موت هناك ولادة وخطوة جديدة نحو الحرية. بهذه الإرادة التي لا تقهر واجه فتاحيان عمائم الملالي في إيران الاسلاموية التي يصيبها الهلع من كل مقاومة يقوم بها الكرد. ولذلك تحضر الآن لإعدام الكردي شيركو مورافي ليس لذنب أقترفته أيديه سوى لأنه يطالب كباقي البشر في العيش بكرامة وحرية مرفوع الجبين بعيداً عن الذل والخنوع. نعم لن ترضى هذه الأنظمة أن يكون ويعيش ضمنها من يرفع رأسه ويقول "لا" فيجب على الجميع أن يعيش كالقطيع لا يفقه من الحياة سوى الأكل والنوم والتكاثر وغير هذه الأمور تكون محرمة على كل من تسول نفسه الإقتراب منها.
بالقتل والإرهاب والإعدام والنفي والتشريد يريدون إرهاب الكرد وفرض الاستسلام عليهم، ناسين أو متناسين أن الكرد لم يعودوا مثل الكرد السابقين وأن الكرد أدركوا جيداً أنه حرية الآخرين تبدأ من حريتهم، وأنه ما فائدة أن يتحرر الآخرون وهم ما زالوا عبيد الأنظمة. نعم استوعب الكرد هذه المعادلة وفكّوا شيفرتها وأنهم لن يعيشوا الغفلة ثانية تحت مسميات الإسلام والايديولوجية القوموية والأخوة وأن يكونوا قرابين لسواهم وغيرهم. لذلك يناضل الكرد الآن من أجل حريته وكرامته وعن طريقها سينشر الكرامة ويعلمها للآخرين أن الإنسان لن يتحرر إن لم يبدأ من ذاته أولاً. هذا هو الدرس الكبير الذي تعلمه الكرد من تاريخهم المليء بالحزن والأسى والبكاء والشهداء.
ولتعلم الأنظمة أنه لا بحرق الكرد ولا بإعدامهم ولا بإنكارهم بمقدورهم ثني الكرد عن مسيرتهم التي بدؤوها رافعين يافطة إما حياة حرة وإما حياة حرة ولا بديل آخر للكرد أبداً كي يعيشوا بكبرياء وكرامة وحرية. فلا ملالي وعمائم النظام الإيراني ولا جزمة وعصا الجيش وجزرة أردوغان في تركيا ولا سجون وحرائق النظام السوري قادرة على كسر إرادة الكرد وتحطيم معنوياتهم مهما فعلوا ومهما أعدموا وحرقوا وقتلوا فإن الكرد ماضون في مسيرتهم نحو شمس الحرية.
فتحية لشهداء سينما عامودا وفتاحيان وشيركو.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقال العشرات في جامعات أمريكية على خلفية الاحتجاجات المؤيد


.. الخبر فلسطيني | تحقيق أممي يبرئ الأونروا | 2024-05-06




.. مداخلة إيناس حمدان القائم بأعمال مدير مكتب إعلام الأونروا في


.. مفوض الأونروا: إسرائيل رفضت دخولي لغزة للمرة الثانية خلال أس




.. أخبار الساعة | غضب واحتجاجات في تونس بسبب تدفق المهاجرين على