الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التجربه الماليزيه ونجاحها لم يات من فراغ

ادم عربي
كاتب وباحث

2009 / 11 / 15
المجتمع المدني


قرأت في بعض الصحف ان السيد مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا السابق قال انة مسلم علماني و قال الرجل انة لا يري ان الأسلام و العلمانية يختلفان بل ان الأسلام دين علماني
و الحق اني اعجبت بشدة بمقالتة و انا اقولها و اعلنها بلا خوف
ان العلمانية ظلمت في وطننا العربي و اصبحت ترادف الخروج عن الدين و هذا ليس صحيحا بالمرة فلقد علقت في اذهاننا نماذج سيئة للعلمانية مثل تركيا او فرنسا و خاصة تركيا
العلمانية تم تشويهها من قبل الأصوليين و تعريف الناس ان العلمانية ترادف الكفر او الا دينية و هذا ليس صحيح
العلمانية في معناه البسيط هي فصل الدين عن السياسة فلا تدخل من رجال الدين في السياسة و المساواة التامة بين الجميع علي اساس المواطنة
وهذا ما دفعني لقراءة سيرة ذلك الرجل حيث وجدت التالي:
ولد مهاتير محمد في ديسمبر عام 1925م بولاية كيداه بماليزيا، وتلقى دراسته بكلية السلطان عبد الحميد، ثم درس الطب بكلية " المالاي " بسنغافورة والتي كانت تعرف بكلية الملك إدوارد السابع الطبية، وقام بدراسة الشؤون الدولية بجامعة هارفارد بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1967م.
حياته العملية
قام السيد مهاتير بعد تخرجه بالعمل بالطب في عيادته الخاصة والتي كان يقوم بعلاج الفقراء بها مجاناً، كما عمل كضابط طبيب بسلاح الخدمات الطبية، عرف مهاتير باتجاهاته السياسية، فعرف بانتمائه لتنظيم اتحاد الملايو حيث تدرج فيه من عضو المجلس الأعلى لتنظيم اتحاد الملايو الوطني، ثم نائب رئيس له، ثم بعد ذلك رئيس له عام 1981، شغل عدد من المناصب منها: عين مندوب ماليزيا بالأمم المتحدة 1963، عضو برلمان منتخب عن منطقة كوتا سيتار، عضو مجلس الشيوخ، عضو برلمان منتخب عن منطقة كوبانج باسو، رئيس مجلس التعليم العالي الأول ورئيس مجلس الجامعة الوطنية في السبعينات، ثم وزيراً للتربية والتعليم من عام 1974 حتى 1981، نائب رئيس الوزراء ووزير التجارة والصناعة، رئيس الوزراء ووزير الشؤون الداخلية 1981 .
مهاتير محمد رئيساً للوزراء
ت
ولى مهاتير محمد رئاسة الوزراء عام 1981م، حيث وصلت ماليزيا في عهده إلى ذروة مجدها وارتفع نصيب دخل الفرد فيها ارتفاعاً كبيراً، كما تم تقليص حجم البطالة فيها بشكل ملحوظ ، استطاع من خلال منصبه أن يتجه بالبلاد نحو نهضة اقتصادية عالية حيث حقق نسب عالية جدا في معدل النمو الاقتصادي للبلاد، ورسم الخطط بحيث تصبح بلاده بحلول عام 2020 بلد على درجة عالية من التقدم الصناعي .
اعتمد مهاتير في فكره للتقدم بالبلاد على ركائز أساسية ويعد أولها بل في مقدمتها الوحدة بين فئات الشعب حيث إن سكان ماليزيا ينقسموا إلى السكان الأصليين وهم المالايا ويمثلون أكثر من نصف سكان ماليزيا، وقسم آخر من الصينيين والهنود وأقليات أخرى، وأيضاً توجد الديانة الأساسية وهي الإسلام بالإضافة للديانات الأخرى مثل البوذية والهندوسية "ولقد نص الدستور الماليزي على أن الدين الرسمي للدولة هو الإسلام مع ضمان الحقوق الدينية للأقليات الدينية الأخرى "، لذلك لزم التوحد بين جميع الأطراف لتسير البلاد كلها من أجل الاتجاه نحو هدف واحد والعمل وفق منظومة تتكاتف فيها جميع الفئات، والركيزة الثانية في خطة التنمية تمثلت في البحث عن دولة مناسبة تقوم بعملية الدعم لماليزيا في تجربتها نحو التقدم والتنمية وكانت هذه الدولة هي اليابان التي أصبحت من أكبر حلفاء ماليزيا في مشروعها نحو التنمية والتقدم، وثالثاًُ العمل على جذب الاستثمار نحو ماليزيا وتوجيه الأنظار إليها، كما قام مهاتيربإدخال التكنولوجيا الحديثة والتدريب عليها حتى يتم الانتقال بالبلاد سريعاً إلى مرحلة أخرى أكثر تقدماً وأيضاً لتحقيق إمكانيات التواصل مع العالم الخارجي.
الفكر التنموي لمهاتير
تبنى مهاتير محمد المنهج التنموي ودفع بالمالايا نحو النهضة التنموية من خلال توفير مستويات عالية من التعليم والتكنولوجيا لهم، كما دفع بهم لتعلم اللغة الإنجليزية، وقام بإرسال البعثات التعليمية للخارج وتواصل مع الجامعات الأجنبية، حاول بكل جهده في إطار سياسته الاقتصادية بتجهيز المواطن الماليزي بكافة الوسائل العلمية والتكنولوجية لكي يستطيع الانفتاح والتواصل مع العالم الخارجي والتعرف على الثقافات المختلفة، ثم بعد ذلك الدفع به إلى سوق العمل من أجل زيادة الإنتاج وخفض مستوى البطالة بين أفراد الشعب، حيث كان يهدف لتفعيل الجزء الأكبر من المجتمع الأمر الذي يعود على ارتفاع مستوى التنمية الاقتصادية للبلاد في نهاية الأمر، واستطاع أن يحول ماليزيا من دولة زراعية يعتمد اقتصادها على تصدير السلع الزراعية والمواد الأولية البسيطة مثل المطاط والقصدير وغيرها إلى دولة صناعية متقدمة، حيث شارك القطاع الصناعي والخدمي في اقتصادها بنسبة 90 %، وأصبحت معظم السيارات التي توجد بها صناعة ماليزية خالصة، وزاد نصيب دخل الفرد زيادة ملحوظة فأصبحت واحدة من أنجح الدول الصناعية في جنوب آسيا، كما أدى هذا التحول إلى تقوية المركز المالي للدولة ككل.
وأصبحت تجربة ماليزيا في النهضة الصناعية التي قامت بها تحت رعاية مهاتير محمد مثل تحتذي به الدول، ومادة للدراسة من قبل الاقتصاديين.

تعرض الزعيم الماليزي مهاتير محمد للعديد من الانتقادات على مدار حياته السياسية حيث وصفه البعض بالديكتاتور ولكن جاء قرار استقالته وهو في قمة مجده لينسف هذا المعتقد حيث لم يستأثر بالحكم على الرغم من النجاح الساحق الذي حققه أثناء حكمه للبلاد، وظل مثيراً للجدل من قبل الغرب نظراً لتصريحاته اللاذعة الشديدة اللهجة دائماً.
وكانت أكثر هذه التصريحات جرأة وإثارة لغضب الغرب تلك التي كانت في القمة الإسلامية التي عقدت في ماليزيا حيث انتقد اليهود بشدة في كلمته التي ألقاها حيث أشار لسيطرتهم على القرار الدولي وقيامهم بإشعال نيران الحرب ضد المسلمين.
مؤلفات له وعنه
قام مهاتير محمد بتأليف كتاب " معضلة الملايو" عام 1970م، وهو الكتاب الذي أثار ضجة وقام فيه بانتقاد الشعب المالاوي واتهمه بالكسل ودعا فيه الشعب لثورة صناعية تنقل ماليزيا من إطار الدول الزراعية المتخلفة إلى دولة ذات نهضة اقتصادية عالية، ولقد تم منع الكتاب من قبل منظمة المالايو القومية المتحدة ولكنه استطاع أن يتجاوز هذا وبدأ يظهر كشخصية سياسية لها فكر مختلف حتى وصل لرئاسة الوزراء عام 1981م.
كما قام بتأليف عدد آخر من الكتب منها كتاب " صوت ماليزيا"، و"صوت آسيا – زعيمان أسيويان يناقشان أمور القرن المقبل" هذا الكتاب الذي قام بالمشاركة بتأليفه مع السياسي الياباني شينتارو اشيهار.
وقد قام عدد من المؤلفين والكتاب بتناول حياة الزعيم الماليزي مهاتير محمد والتجربة الماليزية سواء في مقالتهم أو كتبهم نذكر منهم الكاتب والصحفي الفلسطيني الدكتور عبد الرحيم عبد الواحد والذي قام بتأليف كتاب عنوانه " مهاتير محمد .. عاقل في زمن الجنون " حيث يستعرض فيه التجربة الماليزية والظروف التي عاشتها وكيفية تغلبها على الأزمات التي واجهتها، كما ركز في الكتاب على شخصية مهاتير محمد وفلسفته ورؤيته الاقتصادية والسياسية والإسلامية خلال فترة رئاسته للوزراء.
اعتزال الحياة السياسية
قرر الزعيم الماليزي الانسحاب من السلطة وهو في قمة مجده بعد أن استطاع نقل البلاد إلى مرحلة جديدة متقدمة من النهضة الاقتصادية، وبعد قيامه برئاسة الوزراء لمدة 22عاماً، وكان زعيم حزب الأغلبية في البرلمان الماليزي، فقد قرر اعتزال الحياة السياسية عام 2003 بعد أن أثبت للعالم إمكانية قيام دولة إسلامية بالنهوض اقتصادياً بالاعتماد على شعبها والوحدة والتآلف بين جميع أفراده بمختلف ديانتهم وأعراقهم، قام مهاتير محمد بتسليم مقاليد البلاد لخليفته عبد الله أحمد بدوي وهو في قمة نجاحه، وأصبح بعد ذلك الرجل الاقتصادي الحكيم والذي يعد منهجه السياسي والتنموي مرجع للعديد من السياسيين والقادة في بلاده وفي جميع أنحاء العالم .
اعتقد ان رجلا مثل مهاتير اسنطاع ان ينقل بلاده من نمط الاقطاع المتخلف الى النمط النتاجي وما تبع ذلك من بنيه فوقيه ثقافيه هو دليل قاطع على ان البنيه التحتيه هي اساس تقدم او تخلف أي مجتمع واهتتممت بالموضوع واردت تقديمه لان ماليزيا دوله مسلمه
المجع:
http://www.miskin4dev.sy/index.php?option=com_content&view=article&id=402:2008-11-21-07-02-11&catid=89:2009-08-22-








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الإسلام عندما يتم تطبيق شرائعه.. يصبح حصاد؟
جحا القبطي ( 2009 / 11 / 15 - 18:11 )
فقد قرر اعتزال الحياة السياسية عام 2003 بعد أن أثبت للعالم إمكانية قيام دولة إسلامية بالنهوض اقتصادياً بالاعتماد على شعبها والوحدة والتآلف بين جميع أفراده بمختلف ديانتهم وأعراقهم، قام مهاتير محمد بتسليم مقاليد البلاد لخليفته عبد الله أحمد بدوي وهو في قمة نجاحه، وأصبح بعد ذلك الرجل الاقتصادي الحكيم والذي يعد منهجه السياسي والتنموي مرجع للعديد من السياسيين والقادة في بلاده وفي جميع أنحاء العالم .
هذا قولك... وقل لنا ما دخل للإسلام في تقدم ماليزيا؟هل مجرد أن رئيس وزرائها قال فقط ولم ينفذ شريعة الإسلام أصبح الإسلام لا يتعارض مع العلمانية.. وحتي لا نطيل راجع مقالات الأستاذ كامل النجار حصاد الهشيم حتي تعرف أنه لا يمكن أن يتفق الإسلام مع العلمانية لرفعة وحضارة وتقدم الدول التي تطبق شريعة الإسلام


2 - رد(جحا القبطي)
adam arabi ( 2009 / 11 / 15 - 19:04 )
سيدي العزيز الرجل قال ومارس على ارض الواقع وانا اتفق مع الاستاز كامل النجار
ليس للاسلام دخل في تقدم ماليزيا وانما التطور الحضاري فرض عليها تطورها وعلمانتها وها انا اقتبس لك من مقال الاستاز كامل:
ليس هناك للمسلمين أي فرصة للحاق بركب الحضارة والتقدم ما لم يفصلوا الدين عن الدولة، فالدين عبادة فردية يقدمها المؤمن لمن يعتقد أنه خلقه، فالأديان لم تظهر لحكم الناس وإنما لتدعوهم إلى عبادة الخالق.


3 - يجب ان لا ننسى
اسماعيل الجبوري ( 2009 / 11 / 15 - 22:06 )
شكرا للكاتب لتعرضه لهذا الموضوع المثير للجدل .
ويجب ان لا ننسى ان تنوع الطبيعة الدينية للمجتمع الماليزي فرضت النظام العلماني هناك. اكثر من 40بالمئة من سكان ماليزيا هم غير مسلمين ومن اديان مختلفة من البوذيين والهندوس وغيرهم بالاظافة الى هناك اقوام واعراق بحدود 15قومية وعرق.هذا الخليط والتنوع فرض هذا النظام العلماني. فلو كان عدد المسيحين والاديان الاخرى غير المسلمة في العراق وبنسبة 40بالمئة من مجموع سكانه فانا واثق فان النظام العلماني كان يفرض نفسه على العملية السياسية بالعراق ولاصبح العراق دولة علمانية، لان جميع الاديان اقرت بالنظام العلماني ماعدى المسلمين. فالدين الاسلامي ومعتنقيه هو السبب في عدم اقراره ومقاومته لفصل الدين عن الدولة وهنا الاشكال يا اخي الكاتت ثم لاننسى ايضا هناك بعض الاحيان دور للفرد الكارزمي في عملية تغير وتطوير في المجتمع مثل شخصية مهاتير ودوره في تطور المجتمع الماليزي
العراق توفرت له شخصية كارزمية مثل الشهيد عبدالكريم قاسم ولو سارت الامور واستمر الزعيم آنذاك في حكم العراق لكان اليوم العراق في مصافي الدول المتقدمة
مع التحيات لك

اخر الافلام

.. موفدة العربية ترصد تطورات التصعيد على الضاحية ومأساة النازحي


.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - ‏الأمم المتحدة تدين العدوان الإسر




.. بتوقيت مصر يناقش رفض مصر للتصعيد في المنطقة أمام الأمم المتح


.. تفاقم معاناة النازحين في لبنان




.. عشرات النازحين يفترشون الأرض في الحدائق ببيروت بعد أن فروا م