الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السلطان والجابري والنجار والخوري والعقل المستقيل الغنوصي الهرمسي الباطني اللاعقلاني في عصر القيل والقال التبشيري

محمد أبو هزاع هواش

2009 / 11 / 17
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


بعد إنهاء قراءة مقال الأستاذ كامل النجار المعنون "حصاد الهشيم" قمت بزيارة موقع الأستاذة وفاء سلطان وقرأت رسالة مرسلة إليها وقرأت تعقيبها وردود القراء رجعت إلى موقعي المفضل وقرأت مقال الأستاذ سيمون خوري الذي عنونه "تحرير العقل من سطو المقدس" الذي في نهايته إستشهد الأستاذ سيمون بالمفكر محمد عابد الجابري ونظريته في العقل المستقيل. تمشكلت هذه النقطة في ذهني وقلت لماذا لم يأتي الأستاذ سيمون بالأستاذ النجار أو الأستاذة سلطان كسند وهو المناقش لعلاقة المقدس؟ ماذا يحصل إذا قارنا مقالة الأستاذ سيمون بمقالتي الأستاذ النجار والأستاذة سلطان؟ هل سننبش الجابري وكل مشاكله في وقتنا الحالي الذي شهد ويشهد تغيرات مذهلة منذ شيوع أفكار الجابري في تسعينات القرن الماضي. للجدد في هذا المجال، كان الجابري شاغل دنيا الفكر العربي في التسعينات ولفكره، مع مشاكله، يد في تطوير العمل في تنظير العقلانية في الفكر العربي المعاصر الذي إنقلب بقدرة قادر إلي حوار ديني نفى العقل إلى جزيرة بعيدة. توقف العمل في مشاريع العقلانية بعد الجابري لسيطرة فرسان الحوار الديني المعادون للعقل. يقول العقل بالإعتماد على المنهج العلمي لمعرفة الحقيقة، ويقول أنصار الحوار الديني بالإعتماد على القيل والقال والنصوص المجترة من ذلك.

إن جلب السيد سيمون لمثال الجابري يعكس أتجاه جديد على عكس ثقافة النجار والسلطان البسيطة المعتمدة على التكرار وعلى قيل وقال. مثال على التكرار: هي أن مقال الأستاذ النجار الأخير "حصاد الهشيم" كان يمكن إختصاره بحلقة واحدة. كان ذلك سيركز فكر السيد النجار الناقد بدلاً من أن يشتته. في تلك الرباعية إعتمد الأستاذ النجار على القيل والقال وكرر لنا في الحلقات الثانية والثالثة والرابعة ماقاله في الحلقة الأولى. الإختصار قوة، وتكرار أمثلة السعودية وإيران والصومال والسودان في كل حلقة لم يقدم المقال بل أخذ به إلى الإجترار والبحث عن ماقاله فلان عن علان الذي سمع ذلك من آخرين وفوق كل ذلك ضيع كل النقاط الجيدة الموجودة في المقال. مثال على هذا. عندما يتكلم الأستاذ النجار عن تجاربه في السعودية يشدنا إلى ماسيقوله عندما يتكلم عن تجاربه الشخصية ويقرنها مع ثقافته الواسعة لكنه ضيعنا عندما نصل في الحلقة الرابعة لنعود ونقرأ عن السعودية حسب ماقاله آخرون. إيران مقال آخر فعندما يقول الأستاذ النجار أن إيران تصرف الأمول على التسليح وهذا دليل على إفلاسهم نسي أن يقول لنا بأن إيران هي دولة في حالة حرب منذ نشوئها. التحليل الشامل الكافي الشافي غائب في مقال الأستاذ النجار وعلى الناقد قراءة مابين السطور. مثال إيران هنا مهم لأننا إذا وصلنا إلى ماقاله الأستاذ النجار في الحلقة الرابعة عن إيران نرى أنه قد إبتدأ بالتعب المعرفي. فمثلاً قال بشكل عابر أن التضخم في شهر معين قد وصل إلى 26%، فهل هذا صحيح؟ هل هذه النسبة معقولة؟ مايقول العقل والمنهج هنا؟ هل جلب مثال من صحيفة الشرق الأوسط التي إدعت أنه من جريدة أخرى قد نقلته عن مصدر آخر مجدي؟ هل ذلك حقيقة؟

مثال على القيل والقال في سرديات الأستاذة سلطان تظهر في موقعها هنا وهناك. فمثلاً في موقعها حالياً ردها على رسالة أرسلتها لها سيدة إفتراضية فيها إدعاء مسنود بصور عن عرس جماعي في غزة. هنا ومن دون تبين الأمر عسى أن لاتصيب قوماً بجهالة قامت السيدة سلطان بدعوة رجال المسلمين لشنق أنفسهم. عند تتبع الروابط في المقال وجدنا أنفسنا في موقع يدعى إسلاميات دوت كوم، وهذا الموقع كما هو واضح من صفحتهم الرئيسية أنهم أعداء الإسلام مع بهارات تبشيرية مسيحية. هل من المعقول أن تقع الأستاذة سلطان في هذا الفخ وتعرف ماحصل في ذلك العرس الجماعي وماهي علاقة الشباب الغزاوية الموجودين في تلك الصورة بالعرس ومن هم العرائس؟

نعيش في عصر اللاعقلانية وتحت سيادة العقل المستقيل كما قال الأستاذ سيمون. بالطبع أحي السيد الأستاذ الخوري على جلبه للمفكر الجابري لأن الجابري على الأقل يدعوا إلي تعميل وتفعيل العقل. هنا يجب الإشارة أيضاً إلى أهمية نقد فكر الأستاذ الجابري، والذي يبدو أنه على كل علله ومشاكله وإستقالة فكره فإنه سوف يدخل إلى الساحة لأن فرسان الحوار الديني لاعلاقة لهم بالفكر العقلاني سوى الهمهمات والموقف المطاطي. إنها مأساة فكرية عقلانية هنا.

أما عن العقل المستقيل ومصطلح العقل المستقيل فإن الجابري قد ربطه بالفلاسفة الشيعة الذين أخذوه من العقل الهرمسي الغنوصي الباطني لليونان وحول هذا سيكون لنا كلام آخر.

سلام









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
سيمون خوري ( 2009 / 11 / 17 - 21:47 )
أخي أبو هزاع المحترم ، تحية ، للحقيقة أخجلني ردك وتحيتك لي ، و لايسعني سوى الإعتراف بأنك محاور عقلاني متميز . في وقت يبحث فيه المرء عن العقل المحاور .قد تتفاوت وتختلف وجهات نظرنا ، بيد أن هذا الإختلاف هو مفتاح الوصول الى قواسم مشتركة حتى بحدودها الدنيا حول المستقبل الذي نأمل تحقيقة لأجيالنا القادمة . نحن من جيل أكله دهر النظام ولفظه في بلدان المهجر عنوة . قد نعيش في رغد العيش أو بالحد الأدنى من البحوحة ، وفي مناخ من الحرية بكافة مستوياتها ، لكن شاغلنا هو ليس ذواتنا بل هذا العالم العربي الذي ننتمي اليه شئنا أم أبينا . فلا أحد يخلع جلده . وتاريخنا في الحقيقة به مالا ينفع ، ونمارس الصمت على ماهو نافع . لهذا عندما نحاول تبيان أهمية خلع القداسة عن النصوص ، الهدف منها نقد عملية مصادرة العقل والبحث الجارية من قبل حراس النصوص . أي نصوص سواء أكانت دينية أم فلسفية أو علمية . بيد أن حجر الزاوية في منطقتنا هو النص الديني المهيمن على الفكر والثقافة . فما هو مقدس هو الإنسان ومستقبله .ترى هل هناك فارق فيزيولوجي بين المسيحي او اليهودي او المسلم أو مع أية ديانة أخرى ..؟ الفرق هو فقط كيف ينظر أحدهم الى الاخر ويتعامل معه . هذه أساس بلاء المنطقة العربية .لا يوجد كتاب هو خاتمة الكتب ، ولا كلام هو نهاي


2 - رد
أبو هزاع ( 2009 / 11 / 18 - 15:12 )
تحية أستاذ سيمون. أشكرك على إضافاتك القيمة وأوافقك على الكثير من نقاطك، وأشكر هذا المنبر على تبادل أفكار وحوار مفيد. أنا أتعلم من الجميع وأحترم رأي الجميع وأعرف أن نقد فلان أو علان سيفيد على المدى الطويل. مع تحياتي.

اخر الافلام

.. خبراء عسكريون أميركيون: ضغوط واشنطن ضد هجوم إسرائيلي واسع بر


.. غزة رمز العزة.. وقفات ليلية تضامنا مع غزة في فاس بالمغرب




.. مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة مدنية شمال غرب مدينة رفح جنوب ق


.. مدير مكتب الجزيرة في فلسطين يرصد تطورات المعارك في قطاع غزة




.. بايدن يصف ترمب بـ -الخاسر-