الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طبق العسل التركي و طبق العسل الكوردي

نزار بيرو

2009 / 11 / 17
القضية الكردية


الساعة التاسعة صباحاً ، المكان دار الضيافة لكبار الضيوف و الزائرين لإقليم كوردستان ، وزير الخارجية التركي و وزير الدولة لشؤون التجارة ومساعديهم على طاولة الفطور في إحدى صالات قصر الضيافة. كان من ضمن طعام الفطور ، و في أطباق من الفخار الجيكي الغالي الثمن، كان هناك العسل الكوردي النقي ، ذات الرائحة الفواحة ولونها الأبيض . الحديث الذي كان يدور ، كان حول العسل الموجود في تلك الأطباق وطعمه الممتاز و مقارنته مع العسل التركي و الذي تنتجه شركات صغيرة حول المدن الكبرى وتملآ به رفوف الأسواق المركزية في جميع أنحاء العالم، ومن ضمنه أسواق (إقليم كوردستان) على انه عسل تركي اصلي .

وعند الاستفسار عن مصدر العسل الموجود على طاولة الفطور جاءه الرد من المضيفين ، إنها من جبال كوردستان ومن منطقة تدعى ( برواري بالا ) المحاذية لتركيا ، وانه عسل حقيقي مئة في المئة . وفي نفس الوقت كان الشاشة الكبيرة في الصالة تعرض صورة لقرص من العسل مع كتابات باللغة الكوردية من خلال عرض لأقوال الصحف لذلك اليوم ،
وكان الموضوع يتعلق بتصريح ل ( عارف شيرواني ) رئيس مجمع مربي النحل في كوردستان نشرته ( صحيفة بيامنير ) في عددها ليوم التاسع و العشرين من شهر أكتوبر الماضي في تصريح خاص به ل (صحيفة بيامنير و راديو زاكروس ) يشكو فيها من تدهور الإنتاج ونوعية العسل هذا العام ، و ذكر ان أسباب ذلك يعود إلى ( القصف المستمر ) للمنطقة ، و كذلك رداءة حالة الطقس . أردت ان ابتدأ مقالي هذا ، بهذه السطور و هذه القصة ، و التي ربما تكون من نسج خيال كاتب هذه السطور ، و لكنها قد تحدث ، أو ربما يكون قد حدثت فعلاَُ ، لأنها مأخوذة من حقائق من ارض الواقع .

ان من رأى وزير الخارجية التركي و هو واقف أمام المنصة جنبا إلى جنب مع رئيس الإقليم و من ورائهم كان تشاهد علم العراق وعلم كوردستان و علم تركيا ، يصل إلى حقيقة مفادها ان ( الشوفينية الكمالية ) و التي تقول ان الكورد لا وجود لهم و لا توجد هنالك بقعة في هذا العالم تدعى ( كوردستان ) قد تغيير . وان ( التربية الكمالية ) لم يعد هناك وجود لها أو تم ( تجميدها أو تأجيلها ) لزمن معين ، أمام ( الطبق العسل الكوردي ) و الذي وفرها إقليم كوردستان لتركيا و في هذه الظروف الحرجة التي يمر بها العالم ، من الركود الآقتصادى و تبعاتها على الشركات العالمية، والذي أصبح الملايين من منتسبيها دون عمل . وان توفير مثل هذه الفرص أمام الشركات و رجال الأعمال و أصحاب الثروات الترك والذين يهيمنون على الحياة السياسية و يديرون بأموالهم مؤسسات الدولة التركية ، ( كان من المفروض ان لا تكون بدون مقابل )
لأننا لم نتذوق من ( الطبق العسل التركي ) سوى القصف المستمر للمناطق الحدودية وتدمير القرى وقتل الحيوانات وتشريد أهالي المنطقة.

و كذلك من جهة تدعي تركيا بحل المشكلة الكوردية في تركيا ، و في جانب آخر تجدد برلمانهم ومجلسهم للآمن القومي التفويض للجيش باجتياح إقليم كوردستان متى ما أرادت .وكذلك لا تزال الأقلية التركمانية و أجندتها الخارجية و الذي تأتمر بها تقف بالضد من تمرير قانون الانتخابات دون تعديلات فيها الكثير من الغبن للمكون الأكثر و هم الكورد في كركوك .

يتساءل الكثيرون ما هو المقابل أمام كل هذه التسهيلات للشركات التركية من اخذ حصة الأسد من الاستثمارات في إقليم كوردستان و التي تصل إلي حوالي ( سبعة عشرة مليار دولار ) و المئات من الشركات التركية والمشتركة بينها وبين الإقليم ، أما كان من المفروض ان تستغل القيادة السياسية في الإقليم كل هذا ، أمام استحقاقات قومية وتربط تقديم ( طبق العسل الكوردي ) ومئات العقود للشركات التركية بحل جذري و فعلي للقضايا العالقة و منها القضية الكوردية في تركيا و ليس مجرد ادعاءات فارغة من الجانب الآخر بهذا الخصوص تراد بها القضاء على ثوار الحركة بهذه الادعاءات بعدما يأسو من القضاء عليها عسكرياَ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد اعتقال سنية الدهماني، محامو تونس في إضراب


.. جدل في بلجيكا بعد الاستعانة بعناصر فرونتكس لمطاردة المهاجرين




.. أين سيكون ملاذ الأعداد الكبيرة من اللاجئين في رفح؟


.. معتقل سري لتعذيب الفلسطينيين والعملية برفح تهدد بكارثة إنسان




.. نتنياهو يذهب إلى رفح رغم تصاعد المظاهرات المطالبة بصفقة الأس