الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار الأديان

بطرس بيو

2009 / 11 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في حوار بين فضيلة الشيخ ضياء الموسوي و فضيلة الدكتور إبراهيم الخولي حول حوار الأديان في قناة الجزيرة عارض الدكتور الخولي إمكان الحوار بين الأديان مستشهداً بالآية القرآنية "و لاترضى عنكم اليهود و النصارى حتى تتبعوا ملتهم" ثم أتى بآيات ليثبت أن الإسلام هو دين التسامح مهملاً كون هذه الآيات قد نسخت بآية السيف. و الآيات هي "لا إكراه في الدين" و "لكم دينكم و لي ديني" . فإن كان لا يعلم ذلك، و هو أستاذ في جامعة الأزهر، فهي مصيبة و إن كان يتعمد التمويه من باب التقية فالمصيبة أعظم.

أما فضيلة الشيخ ضياء الموسوي فقال "فلتسقط نظرية أن الإسلام دين إرهابي، ولتسقط نظرية أن النصارى و اليهود أحفاد القردة و الخنازير". ثم أردفها بالقول "أينما وجد الحب وجد الله، و الحل هو التواصل حول المشتركات".

و قد قال أحدهم في هذا الخصوص أن الحوار بين الأديان هو حوار الطرشان فالمسلم يعتبر المسيحي كافر لأنه يشرك بالله و المسيحي لا يؤمن بنبؤة الرسول و قداسة القرآن فأين هي المشتركات؟ هناك إنشقاقات عدة بين معتنقي الدين الواحد و إن كان بينهم معتقدات مشتركة كالكاثوليك و البروتستان والأورتودوكس في الدين المسيحي رغم أنهم جميعاً يؤمنون بألوهية المسيح و الكتاب المقدس، والسنة و الشيعة في الدين الإسلامي و كلاهما يؤمنان بكتاب واحد و نبي واحد و صلاتهم و صيامهم وحجهم متطابق. ولا أظن أن أحداً لم يسمع بالحروب التي حدثت بين الكاثوليك و البروتستان و السنة و الشيعة.

من المؤسف أن الأديان السماوية فد جلبت المصائب و الحروب على البشرية منذ نشأتها فالغزوات الإسلامية و الحروب الصليبية و حرب السبع سنوات في أوربا و النزاع في ايرلندا بين الكاثوليك و البروتستان و مذبحة البروتستان في فرنسا على عهد كاترين دي مديسي و مذابح اليهود في أوربا الشرقية و روسيا و المانيا خير دليل على ذلك. ثم التفرقة التي تحصل ضد الأقليات الدينية رغم أن هؤلاء هم السكان الأصليون لذلك البلد.

لا تخلوا دساتير الدول الإسلامية من فقرة أن الإسلام هو دين الدولة الرسمي رغم وجود مواطنين غير مسلمين في تلك الدول هم المواطنون الأصليون في بعضها. و رغم وجود فقرة في الدستور ينص على تساوي المواطنين في الحقوق بصرف النظر عن معتقداتهم فالتفرقة لا تزال قائمة. و مثال ذلك تصريح أحد رجال الدين الإسلامي في مصر أنه يفضل أن يترأس جمهورية مصر مسلم من بنكلاديش على أن يترأسه مصري قبطي. فبالإضافة إلى الخلافات الإقتصادية و السياسية بين البشر جاءت الأديان بالخلافات العقائدية التي هي متأصلة في ضمير الإنسان بصورة أشد من غيرها من العقائد. و قد فطن الغرب لهذا الواقع فخلت كافة دساتير الدول الغربية من فقرة تحدد الدين للدولة.

لقد آن الأوان في نظري أن يتخلى البشر عن هذه المعتقدات التي أكل الدهر عليها و شرب كما تخلى في الماضي عن أساطير اليونان و الرومان و هناك عدد لا بأس به من الغربيين الذين فطنوا إلى هذا الموضوع وتخلوا عن الدين. و بزوال عامل الدين يحل السلام و تسود المحبة بين البشر بإختلاف مشاربهم و معتقداتهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - معك ايها الكاتب
نادر عبدالله صابر ( 2009 / 11 / 18 - 20:17 )
شكرا للكاتب الهمام واسمح لي ان ابدأ من حيث انتهيت واستخلصت ان الحوار هو عبثي والنقاش بيزنطي والجدل سفسطائي ,,, نعم انا معك قي استنتاجك لحدود التطابق ايها الكاتب ان الاديان هنا هي عامل توتر وانشقاق وبؤرة تخلف وتشد الانسان الى الوراء ولا يمكن لانسان متحضر ينتمي للعصر ويملك ولو ذرة عقل ان يؤمن بهكذا تخاريف وخزعبلات ,,,, وشكرا لك ولا يمكنني ازيد عما قلته لانك القيت هنا بدرر ولاالي


2 - تحية طيبة سيد بطرس
زهير ( 2009 / 11 / 18 - 22:07 )
انا انسان مؤمن بالمسيح ربا ومخلصا
ولكني اتفق بالكامل من ضرورة ابعاد الدين عن الدولة من ناحية
ومن ناحية اخرى رفع المناهج الدينية كافة من دورالتعليم
وابدالها بمناهج تشجع على التعايش بين الناس بغض النظر عن الاصول الطائفية وغيرها
الله واحد فليؤمن من يشاء وليكفر من يشاء
وليكن الانسان حر بالكامل في خياراته
ومثالا هنا تعليق للسيد العسل في الاعلى وهو يقول عن نفسه ملحد وكافر
ولكنه بالنسبة لي اروع شخصية فهو حر بخياره اما كانسان فهو الاروع ومهما ذكرت لن افيه حقه لانه اكثر من رائع
تقبل والجميع تحياتي


3 - حوار الأ ا ديان
AL ( 2009 / 11 / 19 - 06:03 )
إذا كانت الأديان بحاجة لمناقشة بعضهما البعض ، انهم بحاجة للقيام ببعض التعديل على الدين.
المسيحية كما قدمها
John Shelby Spong (Jesus for the Non-Religious)
الإسلام فقط عندما كان في مكة
أوإنشاءإسلام لا ديني


4 - الى السيد زهير
نادر عبدالله صابر ( 2009 / 11 / 19 - 06:13 )
صباحك سكر ...... صدقني ان ايمانك وسلامك الداخلي هو محط احترامي وتقديري , ولا يمكن لي كأنسان اولا الا ان احترم قناعات ورؤى الاخرين مهما بدت غرائبية وغير معقولة ,,, لكن المصيبة يا اخي زهير ليست هذه النقطة بل هي حينما يتغلغل الفكر الديني( الوضع هنا يصبح مرض نفسي بحت ) في الاعماق ويشعر منه هذا الشخص ان له ارتباط ما مع الله الذي اعطاه اوامر واحكام وصلاحيات تميزه عن اخيه الاخر بل تعطيه الحق في تجاوز القانون والاعراف الوضعية بحجة ان لا كلام فوق كلام الله ... هذه يا زهير مشكلتنا مع الاديان ( ولا ازيد عن شرح الكاتب الرائع بطرس بيو الذي اصاب كبد الحقيقة ) هذه الامور يا اخي زهير قد لا تلاحظها او تعانيها بالقدر الذي نعانيه نحن الذين ابتلينا بالدين الاسلامي الذي فرض نفسه ليس روحانيا ودينيا فقط بل فرض نفسه في كل شيء دنيوي حتى بين الفرد وزوجه واطفاله ومجتمعه وفرض نظام سلطوي على الامور الحياتية المعاشة بشكل لحظي ( اقدر ان اقرب لك هذه النظرة بمقارنة تسلط الكنيسة والنظام الكهنوتي البابوي على الشعوب الاوروبية في العصور الوسطى ),,,,,,,,,,,, اما ايمانك يا سيدي فتاكد انه الاروع والاجمل لانه مرتبط بشخص نبيل مليء بالمثل الانسانية العليا ويختزن حب للبشرية جمعاء . كيف لا وصاحب هذا الايمان هو زهير الرائع ,,,


5 - حوار طرشان
عبدالعزيز ( 2009 / 11 / 19 - 11:39 )
جوار طرشان وليس اديان

المهم ان يتحاورن للعيش المشترك بسلام وليس عقائدياً اذ لا احد يرضى عن الاخر . فالمسلم لا يرضى على المسيحي واليهودي الا حين يكونوا مسلمين والمسلم يجاهد بالسيف واللسان لفرض الاسلام عليهم عنوة واضعف الايمان اخضاع الدول الكافرة للاسلام .... .والمسيحي لن يرضى عن المسلم والسني لن يرضى عن الشيعي والشيعي لن يرضى عن السني ..الخ قبل ان يتحاور المسلمين مع الاديان الاخرى يجب ان يتحاورن سنة وشيعة اولاً قبل الحوار مع الاخر فالكراهيه بين السنة والشيعه تفوق الكراهيه بين المسيحيين والمسلمين ...


6 - اعتذر سيد بطرس
زهير ( 2009 / 11 / 19 - 17:14 )
لا بد لي من الاجابة على احدى روائع السيد العسل فهذا الرجل يمتلك خيال غير طيبيعي وهو مبدع بحق اقدم لك سيدي الفاضل محمد كل حب وتقدير وامتنان واقول لا شكر على واجب ما ذكرته هو حقيقة ولا تتعدى ذلك.عزيزي العسل افهم بالتاكيد ما تقصده ولك كل الحق فيما تقول
واشاطرك الراي بخصوص الكنيسة والبابوات وصدقني امورهم لا تهمني بشيئ الذي يهمني فقط هو السيد المسيح وتعاليمه لانه الهي ومخلصي وما كنت ساقبل باله ان لم يكن مثل المسيح والباقي هي خزعبلات ليس لها مجال في تفكيري
كما اني اشيد بالسيد العزيز بطرس واحترم رايه واتمنى له التوفيق دائما
واقول بصوت عالي لا حوار مع الاديان فلو افترضنا جدلا ان هناك امكانية صلح بعد اقل تقدير الفين عام بين اسرائيل وفلسطين العزيزتين
فان الحوار بين الاديان والخروج بنتييجة ايجابية يحتاج فقط عشر طعش الف سنة؟
تحياتي لكم وللجميع

اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah