الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فدرالية البرزاني والطالباني في مهب الريح ؟!

عبدالله صالح
(Abdullah Salih)

2004 / 6 / 11
القضية الكردية


"تمخض جبل فولد فأرة " بهذه العبارة يمكن التعليق على خيبة الامل التي اصابت الاحزاب القومية الكردية بعد صدور القرار الجديد من مجلس الامن المرقم (1546 ) . فقد هدد مسعود البارزاني وجلال الطالباني رئيسا الحزبين الحاكمين في كردستان العراق بالانسحاب من الحكومة المؤقتة اذا لم يتضمن القرار اشارة الى قانون ادارة الدولة الانتقالي الذي صادق عليه مجلس الحكم المنحل ، والذي يشير بغموض الى ما يسمى بالفدرالية للاكراد ،وهو ما اعتبره الحزبان في حينيه " مكسبا كبيراً " تحقق على يد هذين الحزبين ، و وفاءً من " صديق الشعب الكردي " أمريكا وعرفانا منها بالجميل الذي قدمه هذان الحزبان لها والذي يتمثل بمساعدة ومؤازرة امريكا وحليفاتها في احتلال العراق.
الواضح ان امريكا أخذت تهديدات السيستاني محمل الجد ، تلك التهديدات التي تدعوا الأمم المتحدة الى الامنتناع عن الاشارة الى قانون الدولة المؤقت ، وهذه التهديدات تدعوا بصريح العبارة الى الوقوف بالضد من تطلعات هذين الحزبين ، وقد جاء القرار وفق طلب السيستاني مما يعتبر مكسباً سياسياً له. هذه الحالة تؤكد بوضوح المحاولات التي تقوم بها بعض الاطراف السياسية العراقية لبحث دور لها في المعادلة المطروحة الآن ، في الوقت الذي يغلي فيه المجتمع في العراق حقداً وغضباً على سياسات أمريكا ، تلك السياسات التي أدت في جانب منها الى خلق الارضية المناسبة لنشوء وترعرع الاسلام السياسي .
منذ أمد طويل، والحزبان الكرديان يملأن كردستان والمنطقة ضجيجا ويطبلان ويزمران لامريكا وسياساتها في العراق وكون امريكا "قوة محررة " لا محتلة ، وهي "صديقة للاكراد" وسوف تفي بكل وعودها التي قطعته لهذين الحزبين باعطاءهما دورا متميزا في رسم مستقبل العراق السياسي ، ووفقاً لهذا المنطق استطاع الحزبان الى حد ما تضليل قسم من الجماهير وذر الرمال في عيونها وكان لبعض من المثقفين القوميين الاكراد دوراً مهماً في عملية التضليل هذه ، وقد اعتبروا مَن هُم خارج هذه الدائرة الفكرية السياسية اعداء لمصالح الشعب الكردي !.
لكن وقائع الامور لا تثبت فقط عكس هذا المنطق فحسب ، وانما تؤكد دون لبس ماهية موقع هذه الاحزاب وما تحملها من " قضية " لدي واضعي السياسة الامريكية، في الوقت الحاضر على أقل تقدير. سياسة امريكا هذه تثبت مرة اخرى للقاصي والداني بانها لم ولن تكن صديقة الشعوب، بل انها دولة الارهاب ، وان سياستها لا تحوي سوى على البؤس والحرمان والشقاء وخنق الحريات ومحاربة الشيوعيين والاشتراكيين والتقدميين واطلاق يد القوى الرجعية لمحاربتهم.
ان الاوضاع السياسية في العراق مقبلة ومفتوحة على كل الاتجاهات والاحتمالات ، الا ان السياسة الامريكية واضحة لمن يريد ان يكون واقعيا مع نفسه ، فهي تريد الاعتماد على اكثر القوى رجعية في المنطقة ، قوميين كانوا أم اسلاميين ، ولكن من الطراز المهادن للسياسة الامريكية ، وما التطورات الاخيرة سوى مؤشرات على احتمال قيام دولة شبه قومية مطعمة بعناصر اسلامية في بغداد ، على غرار ماهو موجود الآن في تركيا ، تحقق لامريكا غاياتها، وهو ما يبدد الكثير من احلام هذين الحزبين ، وهذا هو بالتحديد هاجس الخوف الذي يراودهما وليس مصير ومستقبل الجماهير في كردستان ، فحل المليشات ، وكانت الكردية الابرز فيها ، كما أكد أياد علاوي ، تلك الميليشيات التي كانت ولازالت وسيلة هذين الحزبين في فرض سيطرتهما على كردستان ، وافراغ " الفدرالية من محتواها "، وهي فارغة المحتوى اصلا ، برفض تبني قانون الدولة المؤقت في القرار الاخير لمجلس الامن .
بالاضافة الى خطة قوات الاحتلال في ارسال قوة عسكرية كبيرة من كوريا الجنوبية الى كردستان ،هي دون شك مؤشرات تدل على الميل التدريجي لامريكا في تهميش دور هذين الحزبين شيئا فشيئا ، في الوقت الراهن على أقل تقدير ، وهو ما اثار غضب قادتها حينما ارسلوا رسالة استغاثة الى بوش حول هذا الموضوع.
‏الخميس‏، 10‏ يونيو‏، 2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الإسرائيلي يعلن -هدنة تكتيكية- في جنوب قطاع غزة والأمم


.. بكين تفرض قواعد جديدة في -بحر الصين الجنوبي-.. واعتقال كل من




.. المتحدث باسم اليونيسيف يروي تفاصيل استهداف الاحتلال أطفال غز


.. مأساة إنسانية في غزة.. أكثر من 37 ألف قتيل ونصف مليون تُحاصر




.. مسؤول إسرائيلي لـ-أكسيوس-: حماس رفضت مقترح بايدن لتبادل الأس