الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل البيض أم السود هم أهل النار؟

محمد شرينة

2009 / 11 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بسهولة يمكن أن نصل إلى نتيجة مذهلة وهي: إذا كان الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء ومع ذلك المهتدي يدخل الجنة والضال يصلى السعير، فان هذا يكافئ أن الناس يخلقون بيضا أو سودا بغير إرادتهم ثم يذهب السود إلى الجنة لأنهم سود بينما يصلى البيض النار فقط بسبب بياض بشرتهم. أما إذا كان الناس يتوصلون إلى الحق عن طريق تفكيرهم ويعتنقوه بإرادتهم الحرة فهناك أمر عجيب آخر هو أن معظم إن لم يكن كل البشر الذين يفكرون ويملكون إرادة حرة غير مسلمين! هذا التناقض هو المسئول عن فصام الشخصية الذي لا يزال يعيشه المسلمون. فالمدنية الحديثة التي يرغب المسلمين في أخذ تطورها التكنولوجي دون مظاهرها الأخرى غير قابلة لأن تتجزأ، لأن التكنولوجيا ليست إلا أحد وجوه أو مظاهر المدنية الحديثة.
الغريب هو أن المسلم العادي يعتمد في غذائه ودوائه وكسائه وسكنه وتنقله على ما أبدعه الفكر الغربي، بل حتى في علوم السياسة والإدارة والقانون لم يعد هناك مسلم(إلا ما ندر) يجادل بعدم نجاعة معارف الغرب، من الكمبيوتر الذي يستخدمه المسلم يوميا إلى السيارة والكهرباء والأدوية والهاتف وحتى الرياضة والعلاج النفسي والدساتير ونظم الإدارة. المسلم المعاصر يعتمد بشكل كامل على نتاج فكر الغرب بل يسعى لأن يتعلم في جامعات الغرب ويتعالج في مشافيه ويهاجر إلى دوله، وهذا كله معروف وعادي لكن المحير في نظرة المسلمين المنشطرة والمتناقضة للغرب هو: إذا كان الغربي يملك كل هذا الذكاء وهذه المعرفة المتفوقة وطرائق التفكير المتطورة التي قادته إلى تحقيق كل ما سبق والذي لا يمكن لأي مسلم إنكاره، فكيف يمكن أن نجمع بين ذلك وبين كون الغربي شديد الغباء لدرجة أنه لا يهتم لمصيره الأبدي السرمدي، للنار التي سيصلاها خالدا فيها؟ هذا شيء لا يمكن فهمه خاصة إذا عرفنا أن الغربيين على الأقل الكثير منهم، مطلعين على النصوص الدينية الإسلامية وغير الإسلامية بشكل كبير.
ليس هناك إلا جوابين فاشلين لحل التناقض السابق:
الأول أنهم – الغربيون - يحبون العاجلة ويذرون الآجلة وهذا الجواب شديد البعد عن الواقع فهم أكثر اهتماما بالآجلة بكثير من المسلمين، يدخرون لشيخوختهم بل للأجيال القادمة، بل هم تقبلوا أن يلحقوا ضررا باقتصادياتهم في الحاضر الحالي ليجنبوا اقتصاداتهم والعالم مشاكل في المستقبل(الآجلة). وأوضح مثال هو معالجتهم لمشكلة ارتفاع حرارة الأرض مع إنها غير مؤكدة، فهناك نظرية علمية مدعومة بشكل كبير مؤداها أن الارتفاع الحالي في حرارة الأرض ليس ناتج عن انطلاق غاز ثاني أكسيد الكربون بل هو أحد دورات تغير حرارة الأرض الطبيعية التي تثبت المعطيات الأحفورية أن الأرض لم تزل تتعرض لها منذ القدم. كيف يمكن التصديق أن هؤلاء الذين ألزموا أنفسهم عملا لا قولا بإجراءات مؤلمة طبقوها فعلا في الحاضر، لتجنيب العالم مستقبلا ضررا مفترضا وليس مؤكدا، يحبون العاجلة ويذرون الآجلة!!!
الجواب الثاني هو: أن الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء، لكن هذا جواب فارغ، فإذا كانت هدايتنا أو ضلالنا بيد الله لا بأيدينا، ومع ذلك يثيبا أو يعذبنا الله وفقا لذلك ، فان المسألة بعد حذف التعقيد المقصود منها تؤول إلى أن الله وبغير أي مبرر يعذب من يريد ويثيب من يريد، الهدى والضلال المحتم علينا في هذه الحالة كلون بشراتنا فالأبيض إلى الجنة وما له من فضل في بياض بشرته والأسود إلى النار وما عليه من ذنب في سواد بشرته. أليس هذا نفسه فكر الذين يميزون على أساس العرق أو الجنس مما يعني أن التمييز على أساس الدين مطابق تماما لأشكال التمييز الأخرى؟ فالقول مثلا أن البوذي يصلى النار بينما المسلم يدخل الجنة لا يختلف في شيء عن القول أن الأسود يصلى النار بينما يدخل الأبيض الجنة أو العكس.
لا أحد يصف من يميز على أساس العرق أو الجنس بالمتحضر، ولما لم يكن هناك فرق بين التمييز على أساس العرق والجنس وبين التمييز على أساس الدين، فالشخص أو الثقافة والأمة التي تفعل ذلك هي همجية، فإذا كان الله مصدر الخير الأكبر في العالم فكيف يمكنني أن أقبل وصفه بهذه الصفة؟
بكل صراحة هذا الإله الموصوف آنفا هو مصدر الشر الأول، وشاء من شاء وأبى من أبى فأنا أعبد الله وأحبه، ولكن الله الذي هو مصدر الخير بل عين الخير.
نعم بإمكاننا أن نكون متحضرين ومع ذلك نكون ملحدين أو مؤمنين أو محايدين ولكن ليس بإمكاننا مطلقا أن نكون متحضرين فيما نعتقد أن كل البشر سيصلون نارا خالدين فيها، لأن الحظ شاء أن يكونوا سودا وليس بيضا، فما دام كون المرء مهتد للدين الحق أو ضال، هو أمر لا حيلة له فيه كما بينت آنفا، فهو كلون جلده الذي ليس له فيه من حيلة.
كما أوضحت في مطلع المقالة؛ القول أن هؤلاء الكفرة لا يعرفون الحق، مع أننا نعترف قولا وعملا بكل وضوح بتفوق ذكائهم وفهمهم للعالم في جميع المجالات، فهو ليس أكثر من السخافات التي نخفي خلفها إفلاسنا التام. دعنا نقرأ ما يقوله المسلمون عن بعضهم البعض، كل منهم يصف الآخر بالتخلف، بل كل منهم يقر بذلك على نفسه وها هم المسلمون يتسابقون في تعلم وتبني أفكار الغرب في الطب والهندسة والسياسة والإدارة والاقتصاد وكل شيء، فهل هؤلاء الذين نتعلم منهم كل شيء أغبياء، إذا قلنا ذلك فان المسألة كحالة الطفل الذي لا يفهم ما يقوله الراشد فيصفه بالغباء ولكن الغبي حتما هو ليس الراشد. أما أن يكونوا يعرفون الحق ولا يتبعونه فهو اشد سخفا، فهم الذين يخططون لمستقبل أفرادهم وأجيالهم ويتحملون كثيرا من الصعاب ويقدمون تضحيات هائلة في الحاضر من أجل المستقبل، كما أسلفت في مثال القوانين التي يسنونها يوميا لمنع ارتفاع حرارة الأرض مع أن هذا الارتفاع ظني وليس يقيني، قبل ذلك تكبدوا تكاليف كبيرة لمنع استخدام مركبات الفلور الملوثة للبيئة وقبلها منعوا الكثير من المبيدات الحشرية الشديدة النفع كال د. د. ت. وشبيهاته لأن له تأثيرا ضارا على البيئة في المدى البعيد، وهذه القائمة طويلة للغاية لا يمكن حصرها، أعني قائمة الإجراءات التي طبقها ويطبقها الغرب لحماية الآجلة على حساب العاجلة. كيف يمكن أن يتكبدوا تضحيات كبيرة لمنع ضرر مستقبلي غير يقيني محدود، ويمتنعوا عن فعل ما يُنجيهم من عذاب أبدي؟!!!!!
لم يبق إلا العودة إلى القول: أن من يضلل الله فلا هادي له، وهو ما يكافئ تمما القول: أن من يسود الله بشرته فلا مبيض لها، والأبيض إلى الجنة والأسود إلى النار.
لن أقول أنني لن أعبد هكذا اله لأنه لا يمكن أن يكون هناك سفاح بهذه الصفة، فكيف يكون الإله متصف بهذه الصفة جل وتعالى الله عن هذا.
في الواقع إذا عصرنا أدمغتنا أكثر يبقى أمام المسلمين حل وحيد للمعضلة أعلاه، حل في الواقع ليس غير الحلين السابقين وإنما مزيج منهما ومن الإغراق في العدمية والغيبية والعداء المطلق للبشرية من حيث هي بشرية، هذا الحل الأخير يقوم على أن البشر بطبعهم ضالين إلا من هدى الله، الحل يقول: إن التقدم الدنيوي أمر تافه وغير ذو صلة بالحكمة الحقيقية لذلك لا عجب أن ترى الأمم المتقدمة دنيويا ضالة عن الحق وهذا الجواب له تكملة لا بد منها هي: أنه حتى المسلمين اهتدوا إلى الحق بمشقة وبتوفيق الله ولذلك عليهم أن يحافظوا على هذه النعمة ولا يلتفتوا إلى كل هذا الزخرف الدنيوي الزائف وكل ما يقوله هؤلاء الضالون الكفرة. على المسلمين أن يجاهدوا من أجل الهداية غير الطوعية لأولئك الضالين فالدخول في الحق أمر شاق يتطلب في معظم الأحيان فرضه فرضا على من يتبعون أهواءهم كما حصل حين تم فرض الهداية على آباء المسلمين الحاليين والتي ينعم بها أبناءهم حاليا ويشكرون عليها. فالإنسان بطبعه ضال وميال للضلال إلا من رحم ربي. لا بد هنا ليس من نزع الثقة عن الغرب وحضارته بل عن الإنسان من حيث هو إنسان! بالطبع هذا هو التفسير الأخير الوحيد الممكن، هذه هي المعضلة التي سيطرت على المسيحية لقرون طويلة ولم يتقدم الغرب المسيحي حتى تحرر منها، ببساطة ازدراء قدرة الإنسان وحكمته، هي فكرة الخطيئة الأصلية المسيحية وبالتالي كل إنسان هو سيئ وضال إلا القلة التي ينقذ الله، ليس مهم إن كان هذا صحيحا أم لا، لكن المهم أنه مع تبني هكذا نظرة يجب علينا الاعتراف بصواب الأصولية الدينية القائمة على الجمود الفكري في زمان معين في الماضي؛ فمع انعدام الثقة بالإنسان تنتهي جميع أشكال العقلانية وكل حديث عن العقلانية بعد ذلك ليس أكثر من محاولة للتعمية على البسطاء. هذا التفكير يقود إلى نتيجتين:
أولا: ضرورة فرض الإسلام على العالمين بشتى السبل.
ثانيا: الاستمرار في فصام الشخصية الذي يعيشه المسلمون فهم يعتمدون على الغرب في الصغيرة والكبيرة من شؤونهم ويحتقرونه في قلوبهم ومعلوم أنك لا تستطيع أن تتبنى أفكار من تحتقره، لذلك فشل ويفشل وسيظل يفشل المسلمون في أي محاولة للتحديث لسبب بسيط هو أن الحداثة منتج لذلك الغرب الذي يحتقرونه. أما السخافة التي تقول نأخذ منهم ما يهمنا وندع غير ذلك فلا تستحق بالإصغاء إليها، ليس فقط لأن الحضارة هي منتج واحد تأخذه كله أو تتركه كله، بل لأن ما يظن المسلمين أنه قشور الحضارة الغربية مثل الحرية الدينية وحرية المرأة والحرية الجنسية هي الجوهر المولد للحضارة الغربية، هذه الحضارة التي إحدى مظاهرها – الحضارة الغربية – هي الثورة الصناعية والتقدم التكنولوجي.
في النهاية لنحاول الإجابة على السؤال التالي على ضوء ما سبق : هل الإسلام هو سبب تخلف المسلمين أم هناك سبب أو أسباب أخرى؟ ليس صعبا أن نتبين أن الإسلام القائم على احتقار الفكر الحديث هو السبب الأصلي في تخلف المسلمين وأعني بالسبب الأصلي الذي تتفرع عنه بقية الأسباب، فهل الإسلام الذي أعتنقه أنا وأنت يحتقر الفكر الغربي؟ قبل الإجابة على هذا السؤال دعنا لا نكذب على أنفسنا ونُقَسِّم الفكر الغربي إلى تكنولوجيا وثقافة، ولنكن متيقنين أن التكنولوجيا هي أصغر مواليد الفكر الغربي عمراً كما أنها الوليد الشرعي للحداثة الغربية فآباء التكنولوجيا هي حقوق الإنسان بما فيها حرية المرأة والحرية الدينية. أيضا التفكير العقلاني الذي لا يرجع مصائر الناس إلى الغيب بل إلى الواقع، التفكير بالله على أنه غير وجود أو موجود لكن بغير شكل الجلاد الموصوف به في الإسلام التقليدي والذي يقود إلى عدم الخوف من الخطأ فبدون المرور بالكثير من الأخطاء لا نصل إلى الصواب، كلها ركائز من ركائز الحداثة التي أنتجت التكنولوجيا . مظاهر الحياة الغربية هي رحيق الظاهرة الغربية التي ولّدت التقدم التكنولوجي الهائل الذي ننعم به كلنا، فإذا كنا لا نزال نشتم هذا الرحيق على أنه رائحة نتنة فلا سبيل لنا إلى التقدم التكنولوجي لأن هذه هي رائحته الفعلية.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - محرج جدا
مهنى ( 2009 / 11 / 22 - 09:39 )
مصداق لكلامك
اتذكر عندما قراء امام المسجد الاية التي تتحدث عن الذين تبيض وجوههم والذين تسود وجوههم واصبح يفسر بان الابيض سيتحول الي الى اسود من ذنوبه وان العبد الاسود سيتحول الي ابيض اصبت بصراحة بخجل شديد خصوصا ان المسجد يعج بعدد من اصحاب البشرة السوداء فهناك حقيقة تراد ان تثبت في اذهان الناس بان الانسان الاسود يرمز لذنب ولنار ولدونية صدقوني اعتقد هذه قمة العنصرية


2 - كلام مكرر ورد مكرر
ياسر الجرزاوي ( 2009 / 11 / 22 - 10:06 )
يا سيد محمد إذا كنت محمد لا تكن قصير النظر وضعيف الذاكرة وتقرن التخلف بالإسلام .. التخلف مصاحب للتسلط الذي ينتج كرة المواطن للوطن ومسلكه للمقاومة السلبية .. والغرب لم يتقدم إلا بعد الثورة الصناعية عام 1750 وقبل ذلك كانوا أكثر منا تخلفاً.. واقرأ عن تاريخ الدولة العباسية وتقدمها وازدهارها لدرجة أن يرسل هارون الرشيد ساعة مائية لشارلمان ملك فرنسا فيعيدها بحجة أن فيها عفريت..؟؟ وأظنك تعلم أن كوبرنيقوس صاحب الثورة الفلكية تم اعدامه بحكم من الكنيسة بحجة الهرطقة ومخالفة الكتاب المقدس لقوله أن الأرض ليست مركز الكون .. يا سيد محمد نحن لا نعاني من الإسلام بل من الحكام الطغاة الذين قربوا أهل الثقة علي أهل الخبرة فضاعت الكفاءات وانهارت البلاد ولعلك تذكر عدي صدام حسين قائد الحرس الجمهوري العراقي الراحل الذي لم يخطو خطوة عسكرية واحدة لا هو ولا أبيه فكانت النتيجة كما رأيت.. عزيزي إذا كنت مسلماً فالرجاء أن تقرأ في تاريخ اوروبا قبل أن تظلم الإسلام .. وإذا كنت مسيحياً .. فاقرأ أيضاً كيف تم فصل الكنيسة في اوروبا بولادة قيصرية عن الدولة فكان نتيجة الولادة موت الدين وحياة الدولة.. اقرأ قبل أن تظلم نفسك وتظلم المسلمين والاسلام.. أشكرك


3 - لتذهب ألأديان الى مزبلة التأريخ
ألله ( 2009 / 11 / 22 - 14:27 )
تسن الدساتير والقوانين لتناسب ديناميكية الحياة وتطورها بينما الدين ما هو الا مجموعة من ألأوامر والتشريعات التي تناسب وتخدم واضعيها وأعتبرت هذه الشرائع مقدسة وسرمدية بقدسية الله سرمديته .. لأنها أسقطت على لسان الله ... مثلا: كيف للمرأة المؤمنة ألأن لو أرادت أن تهب نفسها للنبي العربي ليستنكحها ... عملا بنص ألأية الكريمة العفيفة الشريفة : وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين.... والنبي قد مات منذ ما يقارب 1400 سنة. افتونا يا شيوخ الضلالة كيف لنا أن نطبق هذه ألأية التي ماتت عمليا بموت قائلها والمنتفع منها..


4 - عجبا
انسان ( 2009 / 11 / 22 - 23:46 )
عجبا لم انتم منشغلون بالاسلام الى هذا الحد اليس لكم شاغل عنه ؟!!


5 - عجيب
محمد اسماعيل ( 2009 / 11 / 23 - 15:42 )
اخي محمد انا كنت ولا زلت اتابع مقالاتك خصوصا الفلسفية منها على شبة العلمانيين العرب وفي هذا الموقع الكريم

كنت دائما اظن انك مثلنا علماني متستر ببعض التدين ومتدين متستر ببعض التعلمن

وهذا حال كثير منا في هذه البادية فلا احد يجرؤ يقول رايه بصراحة

ولكن اخي في هذا المقال اسمحلي اختلف معك الاسلام هود الدين الوحيد في العصر الحديث على الاقل يجعل من ملاعنة الاخر ومناصبته العداء اهم شعيرة من
شعائر الدين !!

وهو الدين الوحيد الذي يحرض اتباعه ضد الاخر

ولا يوجد هناك اسلام تقليدي واسلام غير تقليدي بل يوجد مسلمون يحاولون ترقيع الاسلام ومكيجته وهذا مستحيل

الحل يا صديقي هو لا بد ان نمر بالمراحل التي مرت بها المسيحية واليهودية وحتى بقية الديانات الوثنية ذاتها وشكرا 


6 - السيد محمد اسماعيل تحياتي لك وللجميع
محمد شرينة ( 2009 / 11 / 24 - 06:29 )
شكرا للجميع
في العصر العباسي كانت الحرية الدينية والشخصية المتوفرة في بغداد هي أكثر المتوفر في العالم كله ومع ذلك يجب أن لا نبالغ في تقدير تقدم المسلمين أيام العباسيين. ولنقرأ التاريخ من مصادره الأصلية. فالمسيحيين في الأندلس كانوا يعيبون على مسلمي الأندلس تحررهم الجنسي الزائد.
أخي محمد إسماعيل لا أرى بد من تحديث الإسلام لقد قلت أكثر من مرة أن المجتمعات المتدينة باعتدال هي الأنجح، لنقارن روسيا بالولايات المتحدة. لم تكن اليهودية ولا حتى المسيحية كما هي اليوم ونحن المسلمين استفقنا على خيول ومدافع الانكليز والفرنسيين في عشرينيات القرن الماضي أي منذ أقل من قرن واحد.
أنا رجل يقترب من الخمسين وعندما ولدت لأبي كان أبي في سن أكبر من سني اليوم ورغم أنه توفي وأنا صغير فقد سمعت منه الكثير، حتى خمسينيات القرن الماضي لم تكن حياة السوري العادي تختلف في شيء عما كانت عليه منذ ألفي سنة إن لم تكن أسوء، نحتاج إلى وقت وربما هو طويل، أتمنى أن يكون متوفرا لنا. لكنني لا أجد مناص من تحديث الإسلام فما نريد فعله هو تغيير الجماهير ودعني أقول لك بصراحة لقد فشل اليسار العربي لأنه ظل نخبوي وكل فكر يمر عليه زمن محدد ولا يتحول إلى فكر جماهيري يفشل. لا بد من طريقة للتأثير بالناس العاديين وبتقديري هذا الطريق