الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أبوك يال H1N1 لحكتنة حتى عالسلام

زيد ميشو

2009 / 11 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



إنفلونزا الخنازير ، ذلك المرض المرعب أكثر منه خطير ، تغلغل خطره في عقولنا ، وصدقنا بأنه مميت وهو ليس أكثر من إنفلوانزا وقعته على المريض أشد قليلاً من الإنفلونزا العادية .
فإن عطس أحد في قاعة هجّت الجموع هاربة ، وإن أخرج آخر منديل ورقي ووضعه على أنفه ليخرج ماهو عالق برفقة الصوت الزلزالي ، أخذ الجميع وضع الإنبطاح وكأنه طيران معادي يقصف الأماكن الآمنة . ودخول مريض للمستشفى يشكو من الحرارة كفيل بوضع المشفى في وضع الإنذار ، وإلى غير ذلك بكثير . أما أن يتغلغل الخوف من هذا المرض اللعين الذي تدرب وتطور في الخنازير في الكنائس ويمنع السلام فيها ، فهذا سيكون بالتأكيد مرض من إبتداع ذلك الذي يسموه الشيطان ( مو هوّ كلشي براسه المسكين ) .
في الكنائس التابعة إدارياً لمقاطعة أونتاريو الكندية ، خرج مرسوم يمنع فيه المصافحة في رتبة السلام أثناء القداس الإلهي ، خوفاً من عدوى الخنازير ليطفي على تلك الرتبة الجميلة والمهمة طابع الجفاف . ورتبة المصالحة وضعت في القداس وقبل مناولة القربان المقدس بقليل بحسب وصية المسيح نفسه فان قدمت قربانك الى المذبح وهناك تذكرت ان لاخيك شيئا عليك فاترك هناك قربانك قدام المذبح واذهب اولا اصطلح مع اخيك . وحينئذ تعال وقدم قربانك. متى 5:23-24
فبدلاً أن نشدد على المؤمنين حين يتبادلون السلام برسم إبتسامة عريضة تخرج من أعماق القلب ومن حب الإنسان للآخر ، أصبح السلام حالة مرعبة . حتى إننا نلاحظ بعدم إلتفاتة المؤمنين بعضهم لبعض ، وكإن عدوى المرض ينتقل عبر تبادل النظر أيضاً . فتحولت ملامح الفرح إلى وجوه عابسة ، حذرة محتاطة لضرب اليد التي تمتد لإضفاء السلام على جو القداس ، ويمكن حتى بعد ضرب اليد الممدودة سيعزل الضارب عن المجتمع بعد أن تثار الشكوك حول إنتقال المرض له .
مما لاشك فيه بإن قرار عدم مصافحة المؤمنين لبعضهم بداعي الوقاية من المرض يعد خطوة إيجابية في المجتمعات عامة ( فالوقاية خير من العلاج ) ، إلا إن ذلك لايعني صحة القرار أثناء القداس . فالحقيقة تقال ، بأن الكثير من الحضور قد تضايق من هذا المنع وأخذوا بالتذمر .
علماً بأن المؤمنين بعد القداس يصافحون بعضهم البعض ويتبادلون القبل أحياناً عند رؤيتهم الواحد للآخر . والبعض يقول مازحاً " لاتصافحني رجاءً لإلا تعديني " ومن ثم يتسالمون باليد وبحرارة " يعني الموضوع صار مضحك مبكي مثل ميكولون " .
وهذا يعني بأن الوقاية ليس لها مكان في الكنيسة ، بل السلام .
فخوفي أن يأتي مرض آخر إسمه إنفلونزا الطحين !! .
الأم تيريزا ، تركت بلدها لتقترب من المرضى في الهند ، ولم تُصَب بعدواهم ، وهكذا فعلوا من تبع رهبنتها ، فأين نحن اليوم من هذا الإيمان ؟











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التحرر من الخوف
الحكيم البابلي ( 2009 / 11 / 22 - 19:31 )
إبن العم العزيز زيد ميشو
تحية عطرة
موضوع جميل في معانيه ، والخلاصة هي مسألة الأيمان ولستُ أقصد هنا المفهوم الشائع عند أغلب الناس عن الأيمان ، أي الأيمان الديني ، لأن مفهوم الأيمان يتعدى الدين وليس حكراً على أهل الديانات
صحيح أن المثل يقول -الحذر يقيك الضرر-،ولكنها ليست قاعدة ، فالصواعق والنيازك تصيب الأرض من حين لأخر مثلاً .. وليس معنى ذلك أن نعيش في المغاور أو تحت الأرض لتجنبها وهذا ما يفعله بالضبط هؤلاء الذين لا يريدون حتى ملامسة الأصابع في تقديم السلام أثناء القداس داخل الكنيسة
لست من الذين يؤمنون بالقدر ، ولهذا لا يهمني مرض إنفلونزا الخنازير أو غيره ، أعيش حياتي حراً من الخوف منه ، ولا أتذكره إلا عندما أقرأ عنه
تحياتي


2 - لصالح من كل هذا الخوف ؟
زيد ميشو ( 2009 / 11 / 23 - 07:13 )
الحكيم البابلي
هاجس الخوف هذا سيدخلنا في قوقعة الوحدة
فالطقوس وجدت ليتفاعل بها الأشخاص فيما بينهم
ولاأقصد هنا الطقوس الدينية فقط
فالمصافحة واحدة من الطقوس المهمة لأزالة الحواجز بين الناس جميعاً
فكيف يكون وجودها في طقس القداس وتصحبها صلوات للحب والسلام
ومع أنك لاتكترث لأمور الدين إلا إنك شعرت بتلك الفجوة التي تحدث بين المؤمنين
في علاقتهم عندما تمنع المصافحة فيما بينهم
فهذه المبالغة الإعلامية وهاجس الخوف ساعد بعض الشركات الطبية على زيادة أرباحها
من خلال العقاقير ومواد التعقيم ، والأرقام مهولة
وعلامات الإستفهام في محلها
ةلنرى ماينتظرنا في المستقبل

اخر الافلام

.. تفاصيل أكثر حول أعمال العنف التي اتسمت بالطائفية في قرية الف


.. سوناك يطالب بحماية الطلاب اليهود من الاحتجاجات المؤيدة للفلس




.. مستوطنون يقتحمون بلدة كفل حارس شمال سلفيت بالضفة الغربية


.. 110-Al-Baqarah




.. لحظة الاعتداء علي فتاة مسلمة من مدرس جامعي أمريكي ماذا فعل