الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على هامش الفلسفة

رحيم الساعدي

2009 / 11 / 23
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


على هامش الفلسفة
د.رحيم الساعدي
لا تخلو الأشياء والعلوم من فائدة ،والفلسفة بوصفها علم من العلوم فانها تحمل فائدة كبيرة كما هو حال بقية العلوم المختلفة ،وترتبط الفلسفة بمفهوم الفكر بشكل عام فهما مقترنان لا يمكن الفصل بينهما ،وعملهما على هذا الأساس واحد وأهدافهما مشتركة والفكر اداة الفلسفة لأنه منظومة من المعارف تمهد الطريق للأفكار وعملية التجديد .
ومن جملة فوائد الفلسفة انها تعتمد تحريك العقول والأفكار فتقوم بتوعية الشعوب والأمم وتنبيهها من خلال بناء الأجيال المفكرة والعلماء والفنانين والأدباء وهو ما يعني ان الفلسفة تقوم ببناء الحضارة أو إضافة لمسة مهمة على الحضارة ، وهي عامل مهم في بناء الدول والحضارات أو تشخيص أخطائها أو انهياراتها أو تبيان علاقاتها من الداخل وهو ما توضحه الفلسفة في فلسفة التاريخ .
وتهتم الفلسفة بالأخلاق وهو عامل مهم بالنسبة إلى الإنسان والأمم لتقوية الروابط الاجتماعية والأسرية ولفهم تصرف وسلوك الإنسان ومعرفة مفاهيم السعادة والفضيلة والرذيلة والألم واللذة وما من شك ان الأخلاق تحد من تصرفاته السيئة وها هنا ارتباط بين الفلسفة وعلم النفس من جهة وارتباط مع التربية والتعليم ولا غرابة فالفلسفة تعتبر ام العلوم وقد انفصلت العلوم عنها مؤخرا .
كما انها تهتم بالجمال وذلك يعني تنمية ذوق الفرد والمجتمع ،والجمال مفردة متعددة الجوانب فالله سبحانه الخالق للاشياء ومنها الانسان جعل فيها صفة التناسق والتجانس والجمال لذا فالكثير من الاشياء تدل على عظمة الخالق وهو القائل سبحانه {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ }التين4.
وتبحث الفلسفة في النفس الإنسانية وتحاول تشريحها نظريا لمعرفة أدواتها وعللها وكيفية تكونها ومصيرها بعد الموت ،وهي هنا أيضا تلتقي مع علم النفس بطريقة او أخرى في هذا المجال .
وقد بحثت الفلسفة في المنطق ونظرية المعرفة وفلسفة العلم وتقسيم العلوم وهذا يؤكد اهتمام الفلسفة بالعلم وتطويره.
وفرق الفلسفة عن العلم هو ان الأولى تبحث في العموميات فيما يبحث العلم في الجزئيات.
والفلسفة تقوم بتدعيم العقائد والمبادئ بواسطة البراهين والتحليل والنقد والتقييم ،وخلاف ذلك يعني ان العقائد تضمحل لانها تهاجم بسهولة ويسر وتفند فلا يمكن للاخر ان يدافع عن عقيدته ومبادئه .
والفلسفة تعتمد البحث في الجانب الروحي والصوفي والعرفاني للإنسان،وهي تبحث في أدلة إثبات الخالق والمسائل الغيبية الماورائية والميتافيزيقية،ومن الفلسفة يمكن ان تنطلق العلوم والنظريات فلا جدال بان أمهات النظريات الفكرية والتنظير المتعلق بالاقتصاد والسياسة والأخلاق وبناء الدول العظمى جاء بأثر الفلسفة ،فهذه أمريكا بنيت على النظام البركماتي النفعي الذي نظر له وليم جيمس وجون ديوي وبيرس والاتحاد السوفيتي (سابقا)نظر له كل من انجلز وماركس وماوتسي تونك قام ببناء الصين كما نراها وهكذا القياس على التنظير الخاص بالمفكرين المسلمين المحدثين الذين نظروا للدولة الإسلامية .
وبشكل عام فان الحضارات الكبيرة نظر لها فكر وفلسفة ،والتنمية التي حصلت عليها تلك الدول جاء من خلال الفكر والفلسفة .













التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل 5 أشخاص جراء ضربات روسية على عدة مناطق في أوكرانيا


.. هل يصبح السودان ساحة مواجهة غير مباشرة بين موسكو وواشنطن؟




.. تزايد عدد الجنح والجرائم الإلكترونية من خلال استنساخ الصوت •


.. من سيختار ترامب نائبا له إذا وصل إلى البيت الأبيض؟




.. متظاهرون يحتشدون بشوارع نيويورك بعد فض اعتصام جامعة كولومبيا