الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اهمية تعليم الحوارودور التعليم والاعلام فى تحقيقه

عزام يونس الحملاوى

2009 / 11 / 24
التربية والتعليم والبحث العلمي


إن الأحداث التي تمر بها فلسطين و خاصة الانقلاب الذي حدث في قطاع غزة عام 2007 وما حدث بعده, أثبت حاجة التنظيمات والشعب إلى فهم حقيقي لمعنى الحوار والتدرب عليه وتفعيله على أرض الواقع, وترسيخ هذا المفهوم حتى يصبح حقيقة ملموسة وسلوكا صحيحا من خلال حياتنا اليومية, أكثر منه شعارا نبحث عنه وقت المصائب والأزمات, وكذلك لم له من أهمية في حياتنا كأسلوب من شانه أن يساعد في بناء المجتمع, ونشر ثقافة الاختلاف والتعايش, وتحقيق التكاتف والتعاون بين أبناء الشعب الواحد . لذا من السهل تحقيق هذا المفهوم وتثبيته على أرض الواقع, رغم انه سيكون غير مقبول عند بعض الناس ,أو الاعتقاد بأن من الصعب تحقيقه لدى البعض الآخر, كذلك سنجد المؤيد للحوار وسيدفع باتجاه أن تكون هناك مؤسسات له. هكذا ستكون كل هذه الآراء المؤيدة والمعارضة حول الحوار, هي أساس الفكرة وتجسيدها من خلال التدريب عليه بمفهومه الصحيح . فمفهوم الحوار ينطلق دائما من تقبل الرأي والرأي الآخر, دون تعصب أو تشنج أو رفض مسبق أو مصادرة أو إقصاء0 كما ان الدولة ممثلة بوزارة التربية والتعليم ووزارة الإعلام, وبإسناد من مؤسسات حقوق الإنسان والإعلام بجميع أنواعه, يجب أن يعملوا على أساس إستراتيجية الحوار ليكون رسالة فكرية واجتماعية للمجتمع الفلسطيني بكل أطيافه وأفراده. فالحوار هو الطريق المضمون لمناقشة ومعالجة مشاكل مجتمعنا والوصول إلى حلول تضمن تماسك المجتمع وترابطه دون بروز خلافات تؤدي إلى استخدام العنف وتمزيق النسيج الاجتماعي, كما أنه الطريق الوحيد لتبادل الآراء ووجهات النظر للمحافظة على الوحدة الوطنية, وتماسك المجتمع وتطوره حتى يظل المواطن يشعر بأنه جزء من هذا الوطن, يشارك في صنع قراره ,ويساهم في بناء مستقبله, ويدافع عن منجزاته ومقدراته, ويعيش فيه بكرامته .وعلى الرغم من أن الحوار ظاهرة طبيعية وصحية في حياة الشعوب والأفراد والتنظيمات, إلا أننا ونتيجة ثقافة الديكتاتورية والاستبداد التي تسيطر على مجتمعنا, نجد أنفسنا أعداء في ميدان الحوار . ومن هنا فمن الضروري أن تعمل الدولة على تعميق هذه الظاهرة في مجتمعنا وداخل فكر شبابنا, من خلال تدريس مادة الحوار في المدارس وتكون من ضمن المنهاج, حتى ترسخ في عقول شعبنا منذ الطفولة لتكبر وتترعرع معه على مدى سنوات حياته, ليكون أكثر جرأة ومبادر ومميز بروح العمل الجماعي ليتمكن من التوصل إلى الأفكار والأطروحات البناءة, أما وسائل الإعلام بجميع أنواعها, فعليها مسؤولية كبيرة من حيث التنسيق مع الدولة والتعليم ووزارة الإعلام, لكي تكون حلقة متكاملة تعطي ثمارها بالنفع والفائدة على المجتمع الفلسطيني ,ويجب أن تكون وسائل توجيه وإرشاد تهدف إلى جمع الكلمة وتوحيد الصفوف وحب الوطن والتحذير من الفكر المنحرف . ويقع على المثقفين والكتاب وأهل الفكر دور كبير في نشر ثقافة الحوار كقيمة نبيلة, ترفض التصنيفات الفكرية بين أبناء الوطن الواحد ولاتفرق بين مواطن واخر0 ولكي تنجح الدولة في ذلك ,عليها أن تدرب وتعلم الكوادر على مهارات ومقومات الحوار وأصوله حتى يستطيعوا أن يدربوا أبناء المجتمع. إن أهداف الحوار كثيرة, فمنها ترسيخ وتأكيد احترام ومحبة الإنسان, تقبل الرأي والرأي الآخر, حسن الاستماع للآخر, خدمة الآخرين , التعامل بكل محبة وتسامح واعتدال في فهم الأمور, تبادل الآراء والمفاهيم , التخلي عن الحقد والتعصب والتشنج أي كان هدفه ومصدره . إن تحقيق هذا الهدف يحتاج إلى تعميمه على المدارس وتوجيه برامج إعلامية خاصة لإيصال مهارات الحوار وترسيخ مفاهيمه بين أبناء الوطن الواحد, لأن الحوار عبارة عن تربية وفهم وثقافة وحسن تصرف وأسلوب حياة وإدراك ومحبة, يتعلمها الطفل في بيته ثم يطورها ويدعمها من خلال العملية التعليمة في المدارس لتصبح ممارستها عملا وسلوكا في جو ديمقراطي ,لا يصادر منه رأيه ولا يحاسب على تصرف يلتزم فيه بحدوده وحريته . ولكي نضمن نتيجة هذه الجهود ,علينا أن نركز جيدا على فكرة التدريب من خلال المناهج والمؤسسات التعليمية, والتي ينقصها تعليم المنطق والنقد ودراسات المقارنة في جميع الأبحاث, بالتحديد في مباحث الأديان والتربية الإسلامية,.بالإضافة إلى ذلك يجب أن يضمن المواطن وهو يمارس الحوار الأمان وعدم الخوف والملاحقة, عندما يعبر عن رأيه بطريقة سلمية ,لا أن يكون هناك تخوف من المحاسبة, أو الاعتقال أو الإيذاء, ولا تصبح مثل هذه الأشياء جزءا من تركيبته العقلية والذهنية0وهنا يجب أن نذكربانه لايمكن الوصول إلى أهداف الحوار الحقيقي إلا بضمان الأمن والأمان للفرد في النقد والتعبير فيما يخص الوطن وسياسته, بالإضافة إلى انه يجب أن يكون هناك عقاب للمخطئين, وإذا استطعنا وضع حجر الأساس لترسيخ هذه الثقافة في فلسطين, فإننا قادرين على تجاوز المرحلة النظرية وسنكون قادرين على الممارسة العملية . إن استخدام كلمة الحوار بمفردها دون أن تمتلك الحماية القانونية, لن تحقق جوهر الحوار وقيمته وسيظل حلما من أحلام اليقظة0ان مجتمعنا في حاجة ملحة للوقوف مليا عند منهج الحوار لم يعانيه من مشاكل جمة, لتعدد الآراء والأفكار الغير منسجمة, والتي دائما ماتتصادم وتقوده في النهاية إلى الاقتتال والتفسخ المجتمعي وضياع القضية0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن بوست: صور جوية تكشف ملامح خطط إسرائيل لما بعد حرب غزة


.. المعارضة الكردية الإيرانية تصف طلب إيران بجمعها في مخيمات بـ




.. عشرات القتلى والمصابين في هجمات إسرائيلية على مناطق عدة في ا


.. دانيال هاغاري: قوات الجيش تعمل على إعادة 128 مختطفا بسلام




.. اللواء الدويري: الجيش الإسرائيلي يتجاهل العوامل الغير محسوسة