الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأضحى صدام وصدام الأضحى

عطا مناع

2009 / 11 / 26
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


في مثل هذا اليوم أي في عيد الأضحى الذي يفترض أن يكون مباركاً أقدم القوى الفاشية في العراق على إعدام الرئيس العراقي صدام حسين، وتكمن فاشية الحدث للإشارات والرسائل التي بالتأكيد وصلت للمواطن العربي من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر.
تلقت الشعوب العربية الفاقدة للذاكرة والمتنكرة للتاريخ خبر إعدام الرئيس العراقي صدام حسين، وأجزم أن الغالبية العظمى قد انتابها الوجع، والوجع هنا لا يتعلق بصدام وإنما بالواقع المزري والانحطاط الذي وصلت إلية أحوالنا كعرب.
الملفت أن وجعنا زال سريعاً!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ألم أقل أن ألشعوب العربية فاقدة للذاكرة وتعيش حالة الانفصام الغير مسبوق؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بعد الإعلان عن إعدام الرئيس صدام، وبعد انفضاض حفلة التباكي على الرجل الذي رسمنا صورته على القمر، بدأنا نتناقل صور الإعدام والموقف الغير عربي الذي صدره لنا صدام حسين وكأنة يريد أن يقول لنا كعرب..... ها أنا أقف في وجه العاصفة وحيدأً...عملاقاً أحتقر الموت وأعدائه......انبسطنا وتنفسنا بعض الأمل وخاطب كل منا نفسه قائلاً..... هؤلاء هم القوميون، هذا هو الرئيس الحقيقي.
تغنينا ورقصنا طربا على أنغام العروبة الحقيقيه، وعدنا لصغارنا نقدم الأضحية للعيد، تناغمنا مع بعضنا وأسرفنا في الكلام وتناولنا منسف العيد والمتوفر من الكعك مع رشفة من القهوة، انتشينا في لحظة من الزمن وسرعان ما عادت الحياة لطبيعتها.
ها هو العيد يأتينا، وها نحن نذهب إليه صغاراً، في هذا العيد لا أنتشاء ولا تغني بالبطولات ولا صدام يذبح على مرأى العالم، لقد انتقل المشهد ودخل فينا، وكأنه حكاية أسطورية قادمة من العدم، لقد تحول كل منا لصدام حسين، ليس بالموقف والحكاية وإنما بالمحاكاة.
بعد صدام نصبت المشانق، للرؤساء والملوك وأصحاب الفخامة وللشعوب المستمتعة بخازوقها. وبعد صدام أصبحت كل أيامنا أضحي، نساق كالخراف إلى المذبح، والفرق بيننا وبين الخروف أننا لا نسقى قبل ذبحنا.
الأضحى جاء، ها هو المؤذن في هذه اللحظات يعلن دخول الأضحى ويكبر للة ويسبح ويعلن عن فرحة بقدم العيد الذي تنتظره شركات الاتصالات في عالمنا الغير عربي ليرتفع منسوب الحسابات البنكية.
في ألا ضحى تنتشر ألدم الجاري في ألشوارع الضيقة، ويتصدق الأغنياء على الفقراء، نستحم ونصلي ونؤقلم أنفسنا مع الابتسامة الباردة، نقول لبعضنا البعض .....كل عام وأنت بخير..... كنا نقول عيدنا يوم عودتنا..... وكنا نقول عيدنا يوم وحدتنا..... واليوم ننطق بكلمات باتت تقليداً توارثناه عن الأيام التي قال من سبقونا إنها أيام عز وكرامة.
قال لي أحد الذين رسم الزمن على جبهته ما شاء من خطوط، لا أضحى بدون صدام، سأتوقف عن تقدم ألاضحيه، الذبيح هو صدام، الذبيح هو الشعب الفلسطيني، هي تلك رب الأسرة الذي يرى العيد صخرة رابضة على صدره لعجزة عن أن يكون أياً ككل الآباء.
قال لي صديقي الخيتيار.......
الأضحى ليس خروفاً وفنجان قهوة.
الأضحى أمة وتاريخ.
الأضحى تواصل مع الذات، وهو الهجرة إلى الوطن.
الاضحى صدام حسين وصدام حسين هو الاضحى.
الاضحي ليس مكرمة من هذا الرئيس أو ذاك الأمير.
لقد ولى عصر الأمراء وما ملكت أيمانكم.
نحن شعوب مقهورة، لا عيد لنا.
عيدنا يوم تحررنا واستعادتنا لكرامتنا.
أليوم يتوجه بعضنا للمقابر، يقرأ الفاتحة على أرواح الشهداء، لا بأس من قراءة الفاتحة على أرواح الشهداء في زمن الذبح والبيع والاستئناس بالأجنبي، لولا بأس من قراءة الفاتحة على لروح الذبيح.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مع كل الاحترام
يوسف العراقي ( 2009 / 11 / 26 - 17:25 )
مع كل احترامي للكاتب
وتنديدي بطريقة اعدام صدام القذرة
واعترافي انه واجه الموت بشجاعة عكس ما ادعى مهرجو حكومة الاحتلال وقرود ايران
الا ان ذلك لن يغير الحقيقة التي لن يعترف بها العروبجية والقومجية
كان مجرما سفاحا
رهن مصير شعبه بنزواته وردود افعاله البدوية المتخلفة
نقل العراق بعد طفرة اولية رائعة من التقدم العلمي والبعثات والدستور العلماني في السبعينيات الى فقر وعقوبات ومرض نالت كل العراقيين الا هو وعائلته والمحيطين به من جلاوزة البعث
تحول فجاة في التسعينيات الى مؤمن وقائد حملة ايمانية عندما توهم ان في ذلك ما قد يفك عزلته الخانقة ويجتذب الشارع الاسلامي المخدوع دوما بالشكليات الباحث ابدا عن المظهر وليس الجوهر
كان الالاف من العراقيين يتضورون جوعا وهو يحتفل بعيد ميلاده بكل صفاقة
كانت خزائن العراق فارغة وهو يصر على بناء اكبر مسجد في العالم يحمل اسمه بحثا عن خلود زائف
كان الاطفال يموتون بسبب العقوبات والحصار الذي فرض بسبب حماقاته هو وليس لاي سبب اخر لكن كان علينا ان نتحمل نحن وليس هو لان كرامة العراق اصبحت رهينة ببقاء الطاغية في سدة الحكم
فجاء موته بهذه الطريقة
فمن يبكيه عليه ان يسال نفسه
هل كان يستحق الحياة؟


2 - اكسباير
Zaher Mohan Manhal ( 2009 / 11 / 26 - 17:38 )
سؤال يطرح نفسه وبالحاح
هل سوف تقراء الفاتحه للملايين التي ذبحها جرذ العوجه ؟
هل سوف تقراء الفاتحه للملايين التي تسبب بذبحها صدامكم من خلال استقدام الامريكان وفلول الكلاب السائبه
الى العراق
لمن لا يعرف فليعرف انصدام عميل امريكا وقد انتهى مفعوله ((اكسباير))


3 - مع احترامي للمتوهمين
ابو الفضل علي ( 2009 / 11 / 26 - 17:45 )
لم اجد في المقال الا حالة التوهم والانطلاق من نقاط ضيقة ولااملك الا ان اثني على صاحب التعليق الاخ يوسف العراقي الذي انصفك بطريقة شفافة ما كنت لتنصفه فيها اثناء حكم قائدك الضرورة


4 - تهريج
متفرج ( 2009 / 11 / 26 - 18:28 )
الرجل الذىأقدم على ذبح الالاف من ابناء وطنه بدم بارد ورغم ذلك تمت محاكمته لا اقول فى ظروف عاديه ولكنه لم يكن يحاكم اى من معارضيه...مثل هذا المجرم السفاح ...الذى قاد دوله من أغنى دول المنطقه الى هذا المصير المزرى الذى نراه الان لا يستحق اى كلمه رثاء أو حتى شفقه


5 - عطا ومناع
الدكتور علي الغالبي ( 2009 / 11 / 26 - 22:52 )
يبدو ان القول لكل امرء من اسمه نصيب ينطبق عليك فانت تعطي دموعك لصدام حشرك واياه في مكان واحد انشاء الله وتمنعها عن ضحاياه كم منافق هذا الفكر العربي وكم ظالم للعراقيين اتمنى على كل عراقي الاطلاع على مقالك هذا واتمنى ان يقراه الدكتور يعقوب الزيادين وان تلتزم الحوار بعدم نشر المقالات التي تمجد النازيين والفاشيين والقتله فالحوار لبس منبر لنشر فكر القتل


6 - عطا ومناع وطركاع
رحيم الغالبي ( 2009 / 11 / 26 - 23:30 )
لمن يبكي على اسم ليقارنه مع الجواهري او عبد الكريم قاسم او جواد سليم
والذي لم يقارن دعه يلطم على حافظ اسد وعفلق وصدام
وسوريا الحره التي تمنع الحوار المتمدن دليلا على وحده وحريه واشراكيه


7 - عجيب؟؟؟
رحيم الغالبي ( 2009 / 11 / 26 - 23:36 )
عجيب الحوار تنشر هكذا
وضد الشعب العراقي عن المجرم صدام ومن يدافعون عنه
ولا تحترم ارادة الشعوب؟


8 - العيد عيدين
رحيم الغالبي ( 2009 / 11 / 26 - 23:40 )
الشعب العراقي يحتفل باعدام مجرم الحروب التي جاء بها للبلاد


9 - يجب ان نتبادل التهاني بهذه المناسبه
عزيز الملا ( 2009 / 11 / 27 - 17:43 )
لقد كان اعدام الطاغيه هو تعبير حقيقي عن رغبة ملايين العراقيين الذين ذاقوا اشد الويلات من حقبه مظلمه لحكم فاشستي لم يشهد التاريخ مثل قسوته وجبروته وعنجهيته ..
لقد اخذ الطاغيه استحقاقه ..وحصل على محاكمه لم يحلم بها لولا حلفائه الامريكان الذين ضمنوا له ذلك
ان الايام والاعياد بلا طاغيه ودكتاتور هي ابهى واحلى
والعالم باجمعه احس وادرك تلك الحقيقه والتهديدات الزائفه التي كان يطلقها بين الفينه والاخرى الا دلاله واضحه لجبنه وعنجهيته التي اوصلته الى جحر هو مكان الابطال الوهميين الذين رماهم التاريخ في سلات القمامه
عزيز الملا 27-11-2009


10 - اتقي الله با مناع
ابو مودة ( 2009 / 11 / 28 - 19:00 )
البعث تفكير طغمائي وفكر انقلابي ونهج تخريبي عشعش في عقول البعض ممن استهواه ظلم الناس والتجاوز على معتقداتهم وأعرافهم وتقاليدهم الاجتماعية والدينية والسياسيةوهدام كلب البعث الفاسد المجرم الذي فاق هتلر ويزيد بأجرامه وسفالته وقذارته وهنا اود ان ابعد عن أذهان العرب كل ما علق بأذهانهم عن كتب عن الجبان المهزوم دوما هدام لعنة الله عليه وعلى اصحابه ومن والاه م ، وزرعوا فيهم حب هذا السافل السفاح الساقط خلقيا المقبور هدام .
وقد عاب الكثيرون على بعض أفراد شعبنا أنهم بادروا بعد سقوط النظام صبيحة يوم 9 نيسان 2003 الأغر في الرحيب بقوات التحرير الامريكية وحلفائهم الشلافاء الذين انقذونا نحن العراقيين من جحيم البعث وهدام وجلاوزته الذين اساؤوا إلى القيم والعادات والتقاليد العراقية ، مضافا لكل ذلك الحرمان الطويل من كل ما أنتجته الحضارة البشرية من تكنلوجيا حديثة وحصار دام قاتل عانى منه الشعب بينما كانت تبنى القصور الرئاسية وجوامع الارهابين من سفلة القاعدة اتباع المجرم حارث الضاري على مدى الساعة لتربية بهائم الجهاد المنحطة .. يا كاتب المقال اتقي الله في ما تكتب بغير علم وتجربه .

اخر الافلام

.. هزيمة ساحقة للمحافظين وتوجه لليسار.. ما الذي حدث في بريطانيا


.. ملك بريطانيا يعين رسميا زعيم حزب العمال كير ستارمر رئيسا للو




.. اكتسح حزب العمال البريطاني بزعامة كير ستارمر فمن هو وما برنا


.. فوز ساحق لحزب العمال البريطاني في االنتخابات العامة... وكير




.. الانتخابات البريطانية.. أبرز المشاهد لتولي كير ستارمر رئاسة