الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعد الإسلام السياسي ها هو الإسلام الرياضي

حمدي حميد الدين

2009 / 11 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أصبح ربط أي حراك اجتماعي بالقيادات الدينية من فقهاء ودعاة ونشطاء سياسيين أفضل أداة لإثارة المجتمعات الموصوفة بالعربية هذه المجتمعات التي لا ترى من الدنيا إلا الخرقة الحمراء التي يلوح بها الطوريرو حتى ينهكها الركض والرفس وتأتي السهام في لحظة الذروة لتقضي على ما تبقى من طاقة مخزّنة ويكون السقوط ليلقى الثور (الجمهور) العربي مصرعه، فيصفق "المطيباتي" (*) ويتبادلون نخب الانتصار .
لقد تحالفت المكيافيلية الخرقاء بأشباه الدعاة والفقهاء فأخرجت مخابرها العفنة بدعة الإسلام السياسي الذي يحارب المجتمعات العربية من داخلها ويقض مضاجعها ويضع بينها وبين التحرر الفكري والإقلاع الحضاري سدا منيعا لا يمكن اختراقه فهذه أرمادا الفقهاء في نجد تنفق الريوع البترولية في سد أي منفذ يمكن أن تتسلل منه بعض أشعة النور إلى عقول أسيرة في معتقلات فكرية تسمى مجازا مدارس وجامعات .
لقد اكتشف الانقلابيون أخيرا الوصفة السحرية للخلود في عروشهم ألا وهي الإسلام السياسي بعد أن كان حكرا على الأنظمة التي يصفونها بالرجعية والظلامية، ،وقد رأينا كيف أن بعض هؤلاء لا يتردد في إمامة جماهير الدهماء دون وضوء ليلقي عليها أبلغ المواعظ وهكذا تحول الانقلابيون إلى كهنة وشراح للرسالات السماوية وكانوا قبلها وسطاء وحي (Oracles) للماوية والستالينية حيث رفعوا شعارات شهيرة أبرزها "أنا الثورة" وأمموا كل شيء ليقف الجميع على أبوابهم طالبين سدّ الرمق، وأصبح كل الشعب ينتظر الرواتب آخر الشهر من الثورة فهل يمكن بعد ذلك لأي كان أن يرفع عقيرته في وجه ولي النعمة "الثورة".
هذه الوصفة السحرية رغم فعاليتها إلا أنها تحولت إلى شيء مألوف وكان لا بد من اختراع نسخ جديدة منها، وما ذلك بعسير على مخابر إدارة الرأي العامّ العربي الذي درس تراثه ليس للتمحيص والفرز ولكن لتكريس الحماقات، وها هو النظام في مصر يستثمر هذه المرة في شيء جديد أسمّيه : الإسلام الرياضي ، أي تحويل مقابلات رياضية إلى غزوات نبوية يجد فيها محترف "الدعوة" فرصة عسكرة الرياضة وإسقاط العصر النبوي على أي "لحظة" رياضية، لذلك وجدنا أنفسنا مذهولين أمام فقهاء متخرجين من الأزهر(**) متبتلين ضارعين إلى الله لتدمير الفريق الجزائري والشعب الجزائري مذكرين بحديث "الحرب خدعة" وقتلانا في الجنة وقتلاكم في النار الخ .
وبدا أن الوصفة ناجحة جدا فما تقدم مذيع مصري من أي واحد من جماهير الكرة في القاهرة ليسأله عن أجواء المقابلة إلا وكانت العبارة الأولى : "ان شا الله ربنا ح ينصرنا" تحولت المقابلة إلى مواجهة يقف فيها "الله" بحسب هؤلاء إلى جانب فريق ضدّ آخر، وهكذا بعد الإسلام السياسي الذي خرج من تنظيمات سرية متطرفة في بلد تعرفونه حق المعرفة، ها هو ذات البلد يبتدع هرطقة الإسلام الرياضي وعقبى لحروب كروية تحت راية الإسلام الرياضي.
___________
(*) المطيباتي هم عملاء النظام في مصر يندسّون وسط الجماهير ويقودون حملات تصفيق والجمهور دون شعور يتبعهم.
(**) ومنهم الشيخ خالد الجندي، أنظر تصريحاته في جريدة عكس السير الالكترونية حيث قال: " أجمل الألقاب التي أطلقت على الفريق القومي المصري أنه فريق الساجدين نظرا لانهم ملتزمون أخلاقيا ودينيا". وأضاف أنه اتفق مع المنتخب المصري على ترديد كلمة السر فى المباراة وهي "ياحي ياقيوم".
أنظر :http://www.aksalser.com/?page=view_news&id=9afb1dfeaaccb10c1c1afbb0ca9ba4d6&ar=616956715#











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت




.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا