الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلمانيه ورقاع الرده !؟

صادق البصري

2009 / 12 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ليس خافياً عن احد ممن يعيش الواقع العراقي اليومي وتفاصيله، أن يخرج بأنطباع محزن، مأساوي وهو يتابع مدى ضعف وهشاشة الخطاب العلماني وافتقاره لنشاطه المعهود ووسائله في الإقناع التي كان يفتخر بمضامينها السلف التنويري سابقا، ممن ناضلوا وقدموا أجلِّ التضحيات في سبيل أهداف تستحق الاحترام بشهادة الأعداء قبل الأصدقاء، ومن بين تلك الأهداف الجليلة توعية المجتمع والنأي به من مخالب قوانين الميثلوجيا المتمثلة بأطروحات أحزاب الإسلام السياسي، الحديثة العهد في مزاولة السياسة فضلاعن تسنمها المبكر لزمام السلطة بشهية اقصائيه لاينفع معها أي جدل عقلي، وبالضد مع من لايتفق مع أطروحاتها بقطبيها المتصارعان، ناهيك عن أدبياتها التي تحض على ألتفرقه والعنف والإقصاء ضد الآخر مشفوعة بسند كهنوتي مفترض ،والحق إن للاحزا ب العلمانية في العراق قديما ولا أقول الحالية التي لاينطبق عليها وصف أحزاب بقدرماينطبق عليها وصف شركات قطاع خاص وتجمعات شخوص لاتهمها سوى أسهمها السياسية وما تدرعليها من مكاسب ربحيه، تصب لمصلحة شخوص معدودين على عدد أصابع اليد، اختزلا تاريخ أنبل قضيه بشخوصهم ومواقفهم الهزيلة من مجمل القضايا والتحديات ، ومميزون هؤلاء الأشخاص بضعفهم داخل قبة البرلمان ومصنفون رغما عنهم في خانة قطب طائفي معين وقبولهم صاغرين هذا التصنيف، أقول إن للأحزاب العلمانية سابقا باع طويلة في النضال والتضحية من أجل العدالة والتنمية والتطور ومجابهة سلطة القمع، بحضورها الفاعل في الشارع لقيادة الجماهير، مما تركت في آثارها رصيد ا هائلا من الإتباع والأنصار والأصدقاء، وهذا يؤكد بما لايقبل الجدل مشروعية وعدالة القضية التي يناضلون لأجلها، وتاريخ السجون والمعتقلات لازال شاهدا على تراث ثر من العطاء، من خلال ما أسطروه من ارث نضالي و ثقافي وفني تبوح به جدران تلك المعتقلات وندوبها بلسان ناطق، إذ تحكي تلك الندوب ملحمة أشرس نضال جابه أشرس سلطه وصل الحال بها أن شردت بمن اخطئته مقصلة الانظمه الاستبدادية أعالي الجبال وأصقاع الحدود البعيدة، منفيون طواعية تلاحقهم ومقتفيه آثارهم سلطة السفارات والممثليات المخابراتيه للانظمه القمعية السابقة للنيل منهم وهم في المنافي خارج البلاد .. لاننكر ما لخطورة العمل السياسي في هذه المرحلة داخليا ، وما يكتنفها من مخاطر تستهدف حياة كل ماهو لايتفق مع طروحات أحزاب الإسلام السياسي المتربع حاليا على سدة السلطة، بفضل خلو الساحة السياسية من أضداد ، كون المرحلة اصطياد في المياه العكرة ومهادنه من أجل المصالح الفئوية بالنسبة لتلك الأحزاب النفعية، وما فترة الست سنوات المنصرمة إلا انصع دليل عن عجز المشروع الديني الطائفي بشقيه وعدم جدواه لما له من آثار فرقه وتشرذم وسفك للدماء بين المختلفين مذهبيا في وطن واحد، وقناعة ويقين المواطن البسيط إن من يتصدون لريادية هذه المشاريع ما هم إلا مجموعة من وصوليين أستمرأوا أللعبه الطائفية وراحوا يؤسسون لمصالحهم الشخصية والذاتية على حساب مصير الوطن و بؤس وشقاء وتعاسة المواطن البسيط،.. المرحلة المقبلة مفصل مهم من مفاصل تاريخ العراق الحديث بما شابها من تقاطعات وإرهاصات وجرائم إرهاب وفوضى سياسيه.. في مرحله سابقه كانت مبررات القوى العلمانية المتمثلة بأحزابها أن تلك المرحلة ضبابية الصوره إذ لايتسنى لمن يبصران يرى
بوضوح ملامحها ليعمل وفق معطيات تحقق الأهداف ، وكان ذلك عذر واه لايقنع حتى تلاميذ المدرسة الابتدائية..إما ألان وقد اتضحت الرؤيا مع اشتداد المنافسة، فهل من توحيد للخطاب السياسي العلماني الرصين ؟هل من أمل أن نرى جبهة عريضة متحدة لأحزاب القوى العلمانية الحقيقية وأن تؤسس لمشروع تصحيح مسار التغيير، وهذا مطلب ملح لجماهير مشتته خائفة كدها الترقب وخطر المجهول، لما يحمله المشروع الديني الطائفي لأجيالها ووجودها .. ثمرة التغيير قطفتها أحزاب دينيه هجينه تتشابه في القبح وتختلف في تقسيم المغانم فيما بينها، وتتبجح وكأنها هي من صنع التغيير!!؟وكان خطابها منذ البدء إقصائي تسقيطي مخادع أبعد ما يكون عن الوطنية واستحقاقاتها، نحت بالديمقراطية المفترضة إلى مجاهل الكهنوت وأستطاعت بمكر وحرفيه أن تعود بالمجتمع إلى قرون غادرها العراق الحديث،هل تعي القوى العلمانية بأحزابها ورموزها وجماهيرها؛ ماخطورة أن يصفها الآخر المتمثل با أحزاب الإسلام السياسي (با لكافرة و الملحدة) وما يترتب على هكذا وصف داخليا من تبعات وموجبات عند أراذل وخدم هذه الأحزاب ،هل ستكتفي الأحزاب العلمانية وقياداتها بالتفرج عن بعد كما هي عادتها وجماهيرها تلوذ بطلب اللجوء الإنساني والسياسي في أقاصي الأرض هاربة كما في السابق من جحيم سلطة القمع والتنكيل؟ أم ستعود لموالها القديم وحكاية في غفلة من الزمن تسلطت علينا الدكتاتورية !! أو ستقول كما تفوه شوبنهور:سنغدو قديسين متفائلين حكماء أحرار لا أراده لديهم!؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah