الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لكل دين عكاشته

افتيم ديلافيقا

2009 / 12 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


حدثني صديقي (وهو مهندس وعلى طريقة اللبنانين فهو من الطائفه الاسلاميه السنيه الكريمه وكأن الطوائف الاخرى غير كريمه ) انه يوجد في بلدته الواقعه في الجنوب السوري (ولسوء الحظ انها مازالت محتله من قبل اسرائيل) يوجد قبرلشخص يدعى عكاشه وهو ليس بقبر بقد ما هو مزار مقدس تزوره النسوه العاقرات تبركا من هذا الشخص الجليل حتى يمن عليهن بالحمل وما ان تدخل العاقر حتى تبدا بالتضرع والدوران حول القبر ..يا عكاشه يا عكاشه وتتمتم بادعيه طالبة منه المساعده . تحمل النسوه اطفالهن المرضى اليه عسى ان يكتب لهم الشفاء بعد ان يدهن اطفالهن من زيت صاحبنا عكاشه ..وعند اي عسره يتم اللجوء الى عكاشه ويتابع صديقي ان والدته اخذته زات يوم الى قبر صاحبنا قبل يوم امتحان الشهاده الابتدائيه عسى عكاشه يباركه وينجح في الامتحان ..اما في ليالي الشتاء الحالكه (لم يكن يوجد كهرباء قبل النكسه) وحيث يمتزج صوت المطر مع عواء الكلاب مع اصوات سقوف المنازل من شدة الرياح والامطار يبدأ الرجال بالتضرع الى عكاشه فهو يبدد خوفهم من الظلمات و يحمي مواشيهم ويعطيهم القدره والمعونه ..قال لي لقد نسجت الكثير من الاساطير حوله ..تحمل المخيله الشعبيه عنه الكثير من الخوارق والحوادث غير المألوفه والمأساة (كما يتابع صديقي) ان العامه تصدقها ايما تصديق بل ويضيفون الكثير من الكرامات (او الخرافات لا فرق) بل ان احدهم اذا اراد ان يحلف تصديقا لكلامه فانه يحلف بحياة عكاشه وكأن الاسلام او دين هذه البلده يختصره النبي عكاشه ونادرا ما تجد رجل او امرأه قد اقسم بالله او محمد ..والادهى من ذلك ان بعض الشابات يزرن قبره من اجل ان يرزقهن بابن الحلال ..قال لي ان والدته مازالت تسعين به في الملمات على الرغم انها بعيده عن قبره ..سألته ان كان عكاشه احد ابناء القريه الصالحين فضحك وقال لي اتعلم يا صديقي ان لااحد من قريتنا يعرف منبته فهو ليس من ابناء القريه ولا احد يعرف منبته او اصله اهو قاطع طريق او لص او مشعوذ او رجل صالح او احد رجال البدو الرحل او شخصيه وهميه صنعتها المخيله الشعبيه كل مايعرفه اهل القريه هذا القبر المغطى بالغطاء الاخضر لسيدنا عكاشه والذي لايستطيع اجرأ رجال القريه ان يقترب من قبره ليلا ..قلت له ماذا لو كان نبي الاسلام هو عكاشه الاكبر وان العكاشات المنتشره في البلدان الاسلاميه صوره مصغره عنه وان اختلفت بين بعضها حسب المروث الثقافي والاجتماعي والوعي المجموعي ..ان كل مجموعه بشريه تصنع عكاشتها مخلصا و شفيعا لها من خلاله تحقق ما يختزنه عقلها الباطني من رسم خلاصها من الخوف والمجهول.. يربط هذه البقعه من الارض (وان صغرت)بالسماء خوفا منها او تقربا.. تحقيقا لامالها ومشروعتها في البقاء والوجود فتصنع رموزها من شخصيات وهميه تضفي عليها القدسيه وفي سبيل ذلك تؤسطر هذه الرموز وتؤرخها وتضفي عليها مزيدا من الخرافات والاوهام والكرامات فتصبح جزء من الشخصيه المجموعيه تحمل البعد الميتولوجي الخاص بكل امه او مجموعه(وان صغرت) قلت لصديقي ان عكاشتكم هو عكاشتي ولكن ببعد ميتولوجي مختلف ..قال لي اتعرف ما امنيتي ..عندما تتحرر قريتي فان اول شي افعله ان احفر قبر عكاشه واخرج عظامه قلت له قبل ان تخرج عظامه من القبر هل تستطيع ان تخرجه من عقول وقلوب ابناء قريتك ..فهل كل واحد مننا يخرج عكاشته من عقله وقلبه قبل ان يخرجه من قبره..اذا اردتم ذلك فاتبعوا نادر قريط مع التحيه..افتيم ديلافيقا











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اتمنى من اللة ان يريحكمن- عكاشاتك
مواطن ( 2009 / 12 / 6 - 04:38 )
يبدو من مقالك انك حبيس عشرات العكاشات, ولا تستطيع التخلص من اى منهم


2 - لكل عكاشته
اوشهيوض هلشوت ( 2009 / 12 / 6 - 08:51 )
الانسان دائما يحتاج الى عكاشة/عنكبوت في عقله يتسلى برؤية خيوطه الرقيقة التي ((تقيه)) حرارة الشمس لكن اخطر عكاشة هوالتدين المفرط لأنه يحجب اشعة الشمس نهائيا


3 - كلامك مظبوط
أبو هزاع ( 2009 / 12 / 6 - 14:02 )
تحية أخ أفتيم وكما أعرف من مناطق أعرفها في سوريا فبعض الزيارات التي أعرفها لاتعرف من هو الموجود فيها ومن هو وهل دينه كما يقولون لنا أم هم من زمن من قبل وتغيرت ديانتهم ....سلام

اخر الافلام

.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية


.. نبض فرنسا: مسلمون يغادرون البلاد، ظاهرة عابرة أو واقع جديد؟




.. محاضر في الشؤؤون المسيحية: لا أحد يملك حصرية الفكرة


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي




.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ