الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لكي لا يكون التعليم مهنة من لا مهنة له

عصام عبد العزيز المعموري

2009 / 12 / 8
التربية والتعليم والبحث العلمي



يعتقد الكثيرون من غير التربويين أن مهنة التعليم لاتتطلب أكثر من إلمام بتخصص أكاديمي ما ، وهذا اعتقاد خاطئ ، لأن هنالك أصولا" لهذه المهنة تسمى أصول التدريس ، ولكي يلم المعلم أو المدرس بأصول التدريس عليه أن يبحث عن إجابات للأسئلة الآتية :
لماذا أدرّس ؟ وكيف أدرّس ؟ ومن أدرّس ؟ وماذا أدرّس ؟ وكيف أدير صفا" ؟ وكيف أقوّم ما درّست ؟ إن الإجابة عن كل سؤال من هذه الأسئلة يمثل أصلا" من أصول التدريس ، فالإجابة عن : لماذا أدرّس ؟ تكون : أدرّس لتحقيق الأهداف التربوية المرسومة ، فلا تدريس من دون أهداف تربوية ، والأهداف التربوية على ثلاثة مستويات هي أهداف عامة وأهداف خاصة وأهداف سلوكية ، فالأهداف العامة لاشأن للمعلم بها لأن مصدرها وزارة التربية وتشتق من عدة مصادر منها فلسفة المجتمع وتراثه الثقافي والبيئة المحلية وحاجات المتعلمين والتطور العلمي والتكنولوجي وطبيعة المادة الدراسية ومعطياتها ، أما الأهداف الخاصة فهي أهداف أكثر تخصصا" من سابقتها ويمكن التأكد من تحققها في نهاية الفصل الدراسي أو السنة الدراسية لصف معين مثل :
- تنمية الميول العلمية نحو مادة الفيزياء
- تنمية تقدير دور العلماء الذين اكتشفوا وجود كائنات صغيرة تسبب الأمراض والوقاية منها 0
أما الأهداف السلوكية فهي أهداف قصيرة المدى ومحدودة ويمكن تحقيقها في فترة قصيرة ( درس مثلا" ) وتعبر عن سلوك المتعلم لا سلوك المعلم ، وتكون قابلة للقياس والملاحظة 0
أما الإجابة عن السؤال : كيف أدرّس ؟ تكون : لكي أدرّس لابد من إلمامي بطرائق التدريس المختلفة وهي قسمان : 1- طرائق تتمركز حول المعلم 2- طرائق تتمركز حول المتعلم 0 فطرائق القسم الأول تؤكد على قيام المعلم بتنظيم مادة الدرس وتقديمها للطلبة ، وهو الذي يحدد للطلبة مايجب عليهم عمله وإتباع إرشاداته وعدم الخروج عنها ، أما طرائق القسم الثاني فتؤكد على ضرورة مشاركة الطالب في العملية التعليمية ويجب أن يكون محورا" لها وأن تؤخذ اتجاهات الطالب ورغباته وميوله وقابلياته بنظر الاعتبار 0 أما الإجابة عن السؤال الثالث : من أدرّس ؟ تكون : لكي أدرّس لابد من إلمامي بعلم النفس التربوي الذي يعنى بتزويد المعلمين بالمبادئ النفسية الصحيحة التي تتناول التعليم المدرسي لكي يصبحوا أعمق فهما" وأوسع إدراكا" وأكثر مرونة في المواقف التربوية المختلفة 0 والإجابة عن السؤال الرابع : ماذا أدرّس ؟ تكون : لكي أدرّس لابد من إلمامي بالمادة العلمية التي أدرّسها 0 أما الإجابة عن السؤال الخامس : كيف أدير صفا" ؟ تكون : لكي أدرّس لابد من إلمامي بأساليب الإدارة الصفية ومعرفة كيفية تجنب المشكلات قبل حدوثها ، وهنا لابد من معرفة كيفية إدارة الوقت بحيث يكون الطلبة منشغلين في التعلم طيلة وقت الدرس 0
أما الإجابة عن السؤال السادس : كيف أقوّم ما درّست ؟ تكون : لكي أدرّس لابد من إلمامي بأساليب القياس والتقويم ، فالقياس هو تقدير الأشياء أو المستويات تقديرا" كميا" وفق مقياس معين ، وان الاختبار هو أداة القياس ، أما التقويم التربوي فهو الطرق والأساليب المتبعة لتقدير ما اكتسبه التلاميذ من معلومات واتجاهات تنعكس على النواحي السلوكية للتلاميذ محدثة التغيير المنشود من الأهداف التعليمية والتربوية 0
وهكذا نرى أن التدريس عمل صعب ، ويقول كركشانك Cruckshank نقلا" عن العالم التربوي المصري ( د0جاير عبد الحميد جابر ) في كتابه : ( مدرس القرن الحادي والعشرين الفعال 00المهارات والتنمية المهنية ) : ( التدريس عمل صعب وشاق ، ومن الصعب أن نفكر في مهن كثيرة لها هذه المقتضيات الثقيلة العقلية والجسمية والسيكولوجية ، من غير المدرسين ينبغي أن يتابعوا المعرفة قي علم أو أكثر ، وينبغي عليهم أن ينظموا مجموعة أو أكثر من التلاميذ ويديرونهم ، ويوفروا لهم مايكفل نجاحهم ورضاهم ؟ من غير المدرسين ينبغي أن يكونوا مهتمين لابالعميل وحده ، بل والحفاظ على علاقات طيبة مع أسرة العميل ؟ من غيرهم يلام حين تنخفض الدرجات أو تزداد الجرعة ؟ ما المجموعة المهنية الأخرى التي تخضع لقدر كبير من النقد اليومي ؟
من غيرهم يجدون أن كل فرد تقريبا" له رأي فيما عليهم عمله وكيف يقومون به ؟ )









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جنوب أفريقيا: حزب المؤتمر الوطني ينوي إجراء مشاورات لتشكيل ح


.. يديعوت أحرنوت: ليبرمان يفضل انتظار خوض الانتخابات المقبلة |




.. وفا: قصف إسرائيلي مكثف على رفح ودير البلح ومخيم البريج والنص


.. انهيار مبنى سكني في #إسطنبول #سوشال_سكاي




.. وول ستريت جورنال: إسرائيل أعادت النظر في خطتها في رفح لتفادي