الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صلاة المذهب الظني 4

تنزيه العقيلي

2009 / 12 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ملاحظة للقراء الأعزاء:
أعلم إن بعض قرائي الأعزاء ملوا من حلقات «صلاة المذهب الظني»، فأرجو أن يصبروا عليّ، حتى لو بإهمال قراءة هذه الحلقات ممن لا اهتمام له بها، فإني بعد انتهائي منها، آمل أن أتناول موضوعات أخرى، ربما تكون أكثر تشويقا، لاسيما محاولاتي لإجراء قراءة للقرآن موضوعية منصفة وناقدة، وربما تأويلية أحيانا، بوصفه - كما أؤمن - نتاجا بشريا تارة، وأخرى - كما يؤمن أو يحتمل آخرون - بفرض إلهيته، وغيرها من الموضوعات المهمة لما ترى ضرورة طرحه عقيدة التنزيه، أو عقيدة الإيمان اللاديني، أو قل الإيمان العقلي الفلسفي. وأؤكد إن طرحي لا يمكن أن يُعَدّ محاولة لتأسيس دين جديد، أعاذني الله من ذلك، لأن يمثل يقيني بالله، وتنزيهي وحبي له - تنزّه وتسامى - إنما دافعا أساسيا، إلى جانب دافع تطلعي إلى تحرر الإنسان، وتحرر العقل الإنساني من سجون الاديان، وطيّ ملف حقبات الانخداع التاريخي الطويل، لينطلق الإنسان بكامل حريته بجناحي العقل والضمير، أو بتعبير آخر بجناحي العقلانية والإنسانية، ليكتشف في كل تحليقة جزءً جديدا من الحقيقة، وأهم حقيقة يجب عليه التعرف عليها واستيعابها، هو أنه لن يبلغ في مثل هذه الأمور الماورائية كامل الحقيقة.
التشهد حسب المستويات الثلاثة للإيمان بالنبوة:
المذهب العقلي-التأويلي أشمل من المذهب الظني-العقلي-التأويلي، فالعلاقة بينهما علاقة عموم وخصوص من وجه، أي إن كل الظنيين عقليون-تأويليون، بينما ليس كل العقليين-التأويليين هم ظنيون. والظنية لا تعني فقط ما هو فوق الخمسين بالمئة من الاحتمال، بل تعني كل درجات الاحتمال والإمكان مما هو دون المئة بالمئة. ومن هنا فبحسب درجة الاحتمال عند كل مؤمن ظني يمكنه اختيار أي صيغة من صيغة التعقيب على الشهادة الثانية في التشهد، أي ما يرد بعد التعقيب على الشهادة الأولى بقول:
«غَيرَ جازِمٍ بِنَفيِ أَو إِثباتِ أَنَّ مُحَمَّداً رَّسولُ الله».
وهذا ما يمكن أن ننعته باللاأدرية الدينية - وليس اللاأدرية الإلهية -، ويمكن أن يختار المصلي الظني إحدى صيغتين أخريين، بالاكتفاء بلفظة «بنفي» دون إضافة «أو إثبات»، أو بالعكس أن يقتصر على قول «بإثبات».

وفي الوقت الذي يكون هناك تقسيم تفصيلي لمستويات الاحتمال، نكتفي هنا بإدراج ثلاث صيغ لثلاثة مستويات للعقليين-التأويليين؛ اثنان منهما هما مستويا الجازمين بنبوة محمد إثباتا تارة ونفيا تارة أخرى، وما بينهما مستوى الظنيين.

تشهد الجازمين بنبوة محمد:
أَشهَدُ أَلاّ إِلهَ إِلاّ اللهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَه
وَأَشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُه
اَللهُمَّ صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَّآلِ مُحَمَّد

تشهد غير الجازمين بنبوة محمد إثباتا ولا نفيا:
أَشهَدُ أَلاّ إِلهَ إِلاّ اللهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَه
وَأَشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُه
موقِناً أَلاّ إِلهَ إِلاّ الله
غَيرَ جازِمٍ (جازمةٍ) بِنَفيِ أَو إِثباتِ أَنَّ مُحَمَّداً رَسولُ الله
سائِلاً (سائلةً) اللهَ الهُدى وَاليَقينَ والعَفوَ والقَبول
اَللهُمَّ صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَّآلِ مُحَمَّد
إِن كُنتَ بَعَثتَهُ رَسولا
أوإلا فافعَل بِه وَبِهِم وَبِنا ما أَنتَ أَهلُهُ مِنَ العَدلِ وَالرَّحمَة

تشهد الجازمين بنفي نبوة محمد:
أَشهَدُ أَلاّ إِلهَ إِلاّ اللهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَه

وجوابا على التساؤل عما يفعل بصلاة الدين الإسلامي من كان قاطعا بنفي نبوة محمد، هو أن من كان مسلما بالولادة، مؤمنا بالله على نحو اليقين، وجازما، ولو ليس على نحو اليقين، بل بما يقترب من اليقين، بعدم إلهية مصدر الإسلام، مع إبقاء درجة ضئيلة من احتمال ذلك، وراغبا بالتعبد لله بصلاة الدين الإسلامي، لما يحس من خلالها بعلاقة روحية مع الله، لا يريد أن يفرط بها، أو لأنه ألف الصلاة واستأنس بها قبل طروء الشك لديه، ومع ظنه الراجح جدا منذئد ببشرية مصدر الدين الإسلامي وعدم إلهيته، يمكن له أن يأتي بمثل هذه الصلاة، وتبقى الصلاة عروجا إلى الله يسهم في إحداث تألق روحي وصفاء نفسي وطمأنينة قلبية، ولعلها تمثل إحدى تألقات الإسلام، لولا المبالغة بعددها وعدد ركعاتها، فبالإتيان بصلاتين أو ثلاث صلوات صباحية ونهارية ومسائية، بركعتين فركعتين فركعتين، أو بركعتين فأربع ركعات فثلاث ركعات، يكون للمصلي توجه وإقبال أكثر مما لو أتى بصلوات كثيرة وركعات كثيرة نسبيا، مما يجعل أكثر المصلين يسرعون بأداء صلواتهم من غير تدبر ولا خشوع ولا استشعار بما يكفي من الروحانية، إلا القليلون منهم ممن له أنس خاص بالصلاة. وللمصلي الظني أو حتى الجازم بنفي النبوة أن يختار الاستزادة كما يشاء، إذا ما كان من ذلك الفريق، أو إذا ما كانت حالات من ىتلك الحالات تطبيقا للحكمة المروية عن علي «للنفس إقبال وإدبار، فإن أقبلت فعليكم بالنوافل، وإن أدبرت فاقسروها على الفرائض»، ويمكنن القول هنا «للنفس إقبال وإدبار، فإن أقبلت فاستزيدوا من الصلاة ما شئتهم، وإن أدبرت فاستقللوا منها ما شئتم». وهو قول عن تجربة أثبتت جدواها.

صلاة المتعبدين بالإسلام من غير المؤمنين بإلهيته

الأذان:

الله أكبر (أربع مرات أو مرتين أو ثلاث مرات)
أشهد ألا إله إلا الله (مرتين)
حي على الصلاة (مرة أو مرتين)
حي على الفلاح (مرة أو مرتين)
حي على خير العمل (مرة أو مرتين أو تركها)
الله أكبر (مرة أو مرتين أو ثلاثا)
لا إله إلا الله (مرة أو مرتين أو ثلاثا)

الإقامة:
كما الأذان مع إضافة «قد قامت الصلاة»، مرتين أو مرة واحدة بعد ما يسمى بالحيعلات.

تكبيرة الإحرام:
الله أكبر

القراءة:
الفاتحة + سورة أو جزء سورة من المختار

ذكر الركوع أي من الصيغ أدناه:
سبحان ربي العظيم وبحمده
سبحان ربي العظيم
سبحان الله وبحمده
سبحان الله
سبحان ربي الله وبحمده
سبحان ربي الله
سبحان ربي الله العظيم وبحمده
سبحان ربي الله العظيم
أسبّحُ اللهَ ربِّيَ العظيمَ وأحمَدُه
أسبّحُ اللهَ ربِّيَ العظيمَ وأحمَدُهُ وأنزّهُه


التسميع:
سمع الله لمن حمده

التكبير للسجود:
الله أكبر

الذكر في السجود أي من الصيغ أدناه:
سبحان ربي الأعلى وبحمده
سبحان ربي الأعلى
سبحان الله وبحمده
سبحان الله
سبحان ربي الله وبحمده
سبحان ربي الله
سبحان ربي الله الأعلى وبحمده
سبحان ربي الله الأعلى
أسبح الله ربي الأعلى وأحمده
أسبّحُ اللهَ ربِّيَ الأعلى وأحمَدُه
أسبّحُ اللهَ ربِّيَ الأعلى وأحمَدُهُ وأنزّهُه

الذكر للقيام:
الله أكبر
أو:
بحول الله وقوته أقوم وأقعد

التشهد:
أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له

التسليم:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أو:
السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ورحمة الله وبركاته
أو:
اللهم صلِّ على من اصطفيتَ ومن اجتبيتَ وارتضيت، واجعل سلامَك علينا وعلى عبادِك الصالحين وأمنَك ورحمتَك الله وبركاتِك.


ولمن يشاء يقول قبل التشهد في الركعة الثانية والأخيرة أو بعده في الأخيرة دون الثانية من الثلاثية والرباعية:
السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين

السور المرجح قراءتها:
الإخلاص
النصر
العصر
التكاثر إلى «... عِلمَ اليقين»
العاديات من «إن الإنسان لربه ...» إلى آخر السورة
العلق إلى «... ما لم يعلم»، أو إلى «... ليطغى»، أو إلى «... الرجعى»، أو إلى «... يرى»
التين من «لقد خلقنا ...» إلى آخر السورة
الانشراح
الضحى
الليل إلى «... لِليُسرى»، أو إلى «... لِلعُسرى»، أو إلى «... إذا تردى»، أو إلى «... لـَلهدى»، أو إلى «... والأولى»
الشمس إلى «... من دسّاها»
البلد من «لقد خلقنا الإنسان ...» إلى «... الميمنة»
الفجر من «فأما الإنسان ...»، إلى «... حبا جما»
الفجر من «يومئذ يتذكر ...» إلى آخر السورة
الغاشية من «أفلا ينظرون ...» إلى «... بمسيطر»
الأعلى إلى «... من يخشى» أو إلى «... الأشقى»
الأعلى من «قد أفلح من تزكى ..» إلى «... خير وأبقى»
الانشقاق من «يا أيها الإنسان ...» إلى «... مسرورا»، أو إلى «... ثبورا»
المطففين إلى «... مرقوم»
المطففين من «إن كتاب الأبرار ...» إلى «... لفي نعيم»
عبس من «قتل الإنسان ...» إلى «... ولأنعامكم»
النازعات من «قلوب يومئذ ...» إلى «... بالساهرة»
النازعات من «أأنتم أشد خلقا ...» إلى و«... لأنعامكم»
النازعات من «يسألونك ...» إلى آخر السورة
النبأ إلى «... ميقاتا»

بالنسبة لي أصبحت أتصرف بالقرآن كما أشاء، فأحذف ما أشاء، أو أستبدل عبارة بأخرى، لأني عندما أستحسن بعض نصوص القرآن، ولا أستحسن أخرى، بسبب بشرية القرآن بالنسبة لي، فلا أجد حرجا في التصرف، ومنها إني لا أستخدم صيغة الجمع لضمير المتكلم في العبارات المقولة عن الله، مثال أن أقول: «سأقرئك فلا تنسى»، أو بصيغة الضمير الثالث: «سيقرئك فلا تنسى»، بدلا من «سنقرئك فلا تنسى». فأقرأ سورة الأعلى على سبيل المثال بالصورة الآتية:

سَبِّحِ اسمَ رَبِّكَ الأَعلى، الَّذي خَلَقَ فَسَوّى، وَالَّذي قَدَّرَ فَهَدى، وَالَّذي أَخرَجَ المَرعى، فَجَعَلَهُ غُثاءً أَحوى. سَيُقرِئُكَ [بدلا من نُقرِئُكَ] فَلا تَنسى، إِلاّ ما شاءَ [بدلا من ما شاءَ الله]، إِنَّهُ يَعلَمُ الجَهرَ وَما يَخفى، وَيُيَسِّرُكَ [بدلا من نُيَسِّرُكَ] لِليُسرى، فَذَكِّر إِن نَّفَعَتِ الذِّكرى، سَيَذَّكَّرُ مَن يَّخشى، وَيَتَجَنَّبُهَا الأَشقى. [بدون الّذي يَصلَى النّارَ الكُبرى ...] قَد أَفلَحَ مَن تَزَكّى، وَذَكَرَ اسمَ رَبِّهِ فَصَلّى، بَل تُؤثِرونَ الحَياةَ الدُّنيا، وَالآخِرَةُ خَيرٌ وَّأَبقى. [بدون إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الأولى، صحف إبراهيم موسى].
في البداية استبدلت «سنقرئك، ... ونيسرك ...» بـ«سأقرئك، ... وأيسرك ...»، ولكن استبدلتها بصيغة الضمير الثالث (هو)، من أجل تلافي هذا التحول في السورة الواحدة من ضمير المتكلم إلى ضمير الغائب وبالعكس، بلا مبرر بلاغي أو معنوي، ومن أجل الحفاظ على تناسق العبارات أكثر، بحسم الضمير المنسوب إلى الله، إما بـ(أنا) في كل السورة، أو بـ(هو) أيضا بكل السورة، ومع اجتناب (نحن) في كل الأحوال، لتعارض ذلك مع عقيدة التوحيد، ولعدم حاجة الله إلى تعظيم نفسه باستخدام ضمير الجمع، وهو واحد.

كتبت في عامي 2008/2009
روجعت في 04/12/2009












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هل يجوز العبث بالنصوص القرآنية؟؟؟
سميح الحائر ( 2009 / 12 / 9 - 04:26 )
اخي الكريم. اذا كنت تعتقد ببشرية القرآن وانه من تاليف محمد فهل يحق لك تحريف كتابه ؟؟. لماذا لا تؤلف صلاة من عندك وانت قادر على ذالك بدون التعرض للقرآن لانه من تاليف غيرك مع خالص الحب.

اخر الافلام

.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية


.. نبض فرنسا: مسلمون يغادرون البلاد، ظاهرة عابرة أو واقع جديد؟




.. محاضر في الشؤؤون المسيحية: لا أحد يملك حصرية الفكرة


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي




.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ