الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ممنون ..... سويسرا..... تشكرات ..... ليحفظك الرب

سامي جاسم آل خليفة

2009 / 12 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كل ما أستطيع قوله في هذه السطور لا يعبر عن الاحترام الذي أكنه للحبيبة سويسرا وخدمتها الكبيرة للأحرار ممن رفضتهم بلدانهم ووقوفها الدائم بجانب المضطهدين وفتح الخيرات أمامهم بكل إنسانية واحترام لا يجدونه في بلدانهم الإسلامية .
أقول ذلك في الوقت الذي أجد فيه العرب خاصة والمسلمين عامة يعلو صراخهم من على المنابر في المساجد وعلى القنوات الفضائية والصحف مستنكرين تارة ويشجبون تارة أخرى قرار التصويت على حظر المآذن ولا أعرف ماذا يريدون من سويسرا أيريدون أن تكون قطعة من صحراء العرب يتبركون ببول البعير ويأكلون لحم الضب والجرابيع أو يريدونها قاعدة ينطلق منها الإرهابيون محملين مؤخراتهم بالمتفجرات يفجرون الشيعة في العراق وباكستان أم يريدونها أن تكون الأندلس التي أضاعوها على رقص العاهرات في الليل وأنغام الموشحات في النهار أم ينتظرون أن تكون جبال "الألب" جبال "تورا بورا" يمضغون لحاهم ويشربون ما تجمع من بصاق بعد السواك أم يريدون تكون "برن" "بغداد" التي سقطت وخليفتها يستمع الغناء بين أحضان مغنيته "لحاظ" ثم يتهمون "ابن العلقمي" و"هولاكو" و"نصير الدين الطوسي" لا أعتقد أن تنتظر سويسرا كل هذا فتضيع من أجل إرضاء غرور رجل ملتحي أراد أن يصلي في مسجد له مئذنة ثم تجلس سنوات تحارب هؤلاء الإسلاميين وتعقد المفاوضات معهم في السقيفة وكأن سويسرا بلدهم التي غنموها من الحرب أو ورثوها من الأجداد في صحراء الربع الخالي أو الصحراء الغربية .
ممنون سويسرا كثيرا أقولها بدون مجاملة فكل الأصوات التي ارتفعت ضد قرار حظر المآذن خرست حينما شاهدت إغلاق المساجد في بلدانها وكتمت أفواهها حينما يتعرض رجال دين يخالفون مذهبهم للاعتقال والمنع من أداء الصلاة واختبأت كالفئران حين حظر الحجاب حقيقة مؤلمة أعرف أنها جرحت كبرياء الملتحين من عشاق "الاستنجاء" و"الاستجمار" و"مسح الجبيرة" لكني مع هذه الحقيقة أقدم تشكرات محملة بالورد للعظيمة سويسرا التي عرت هؤلاء الإسلاميين وفضحتهم بقرار تصويت لا منع وإغلاق كما يحدث في بلدانهم تشكرات سويسرا فالذين تنكروا لك الآن وتظاهروا وشجبوا نسوا الحليب الذي شربوه من أبقارك المدللة دلالا يتمنوه لأبنائهم في بلدانهم .
تمنيت أن لا يثور هؤلاء الإسلاميون على بلد مثل سويسرا احتضنتهم حينما هربوا من جحيم السلطة في بلدانهم لكنهم إسلاميون عرُفوا بالتنكر لكل صاحب فضل وعطاء فالانقلاب فيهم طبيعة صحراوية منذ القدم ولم يأتوا إلا بما يتوافق سجيتهم الجرداء .
يقول " القرضاوي " على قناة الجزيرة أدعو المسلمين في سويسرا لبناء القبب بدلا من المآذن وأن يكثروا منها في أوروبا وأنا أقول إنها قمة الانفصام والانفصال عن الواقع لأنه يعرف أن مساجد الشيعة في معظمها تخلو من المآذن والقبب وأن مساجدهم وحسينياتهم تتعرض بين الحين والآخر إلى الإغلاق والهدم أو المصادرة ومع هذا يغض طرفه إما خائفا من ضياع النعيم الذي يحيا فيه أو إصرارا على الطائفية أو بغضا للحق وإمعانا في رفض الآخر الذي ينشد قربه في المسيحية سويسرا ويرجو معاشرتها تحت مظلة القبب والتمتع بحسنها وفض غشاء خصوصيتها الذي ينكره على المسلمين الشيعة وغيرهم من أبناء المسلمين .
ممنون محبوبتي سويسرا كثيرا فمن يشاهد ثورة "القرضاوي" على المد الشيعي قبل شهور مضت والقنوات الفضائية التي تطبل ليل نهار لمحاربة الفرق الإسلامية الأخرى والتحريض عليها يدرك أن الإسلام محارب من أهله وليس منك أيتها الجميلة سويسرا وإلا ماذا يُخيفهم من إسلام شيعي أو غيره حتى يحاربوه بكل وسائل ويدعون حرصهم على الإسلام والخوف عليه وهم كل يوم يُصلون الصلاة ثم يُفجرون الأبرياء والأطفال والنساء في المساجد والحسينيات والكنائس ودور العبادة باسم الإسلام ومعانقة الحور العين والآن يتبجحون بالديمقراطية والحقوق ويطلبونها منك سيدتي بيضاء الثلج السويسرية وكأنهم تغذوا على الحريات والديمقراطية في بلدانهم الملتحية ذات الشوارب المحفوفة والإبط العفن الذي لا تزول رائحته إلا بأعشاب سويسرية من هضابك ذات الأنوثة الساحرة .
كان حريا بهؤلاء الإسلاميين أن يتصالحوا مع المآذن في بلدانهم وينادوا بالديمقراطية واحترام حقوق الآخرين وأن يفتحوا طريق الحريات والتعبد أمام الآخرين ويقيموا العدالة المفقودة حتى في بناء دور العبادة دون تمييز طائفة على أخرى .
أتعلمين يا فتاتي الثلجية كم عين تنظر لي بازدراء واحتقار وبغض وكراهية وأنا أصلي مضطرا في مسجد لطائفة غير طائفتي ويمرون وهم يهمسون بالشتم والسب وإخراجي من الدين الإسلامي بلا ذنب غير مخالفة مذهبهم فأين المآذن في بلدانهم من هذا التصرف المخزي أليست المساجد لله كما جاء في الشريعة فكيف يطالبون بحريتهم في حضرتك وينسونها في مساجدهم ويرفضون الطوائف الأخرى ويشنعون عليهم بالأكاذيب والافتراءات وأين أصحاب الأصوات التي ارتفعت عليك بسرعة البرق أصابها الشلل وهي تشاهد المجازر والذبح في مناطق مختلفة من العالم الإسلامي وتغض الطرف عنها وتدخل مصلية ترجو الثواب وتخرج من الباب الآخر تشاهد قنوات" أنا وأنت في الهوى " نعم الهوى والهوان والمآذن تشهد عليهم .
تشكرات معشوقتي سويسرا فلا نريد أن نرى الإرهاب يغزو جسدك الثلجي ويستبيح عذرية بحيراتك فيكفينا إرهاب في دولنا نريد أن نستمتع بالثلوج شتاء وبالسحر والرقة صيفا نريد أن ننسى في قربك سيدتي تلك الوجوه التي لا تفهم غير القتل والدم والهتك والبطش نريد نسيان الهلع من صاحب لحية نتنة يلبس ثياب امرأة نترقب تفجيره ووحشية نفسه نريد في قربك أن نشم الأريج وزهور النارنج فقد سئمنا روائح أجسادهم العفنة وهي تقتل الضحايا دون ذنب وتظن نفسها وهي تقتل أنها تشم رائحة الجنة .
خذيني في أحضانك عروستي سويسرا وامنحيني الحنان الأوربي واجمعي شتاتي الإسلامي الممزق تحت أصوات المآذن وفتاوي التكفير وخطب المنابر ودعي المآذن تمزقهم أكثر وتشتت شملهم فكل من ينتقدك سيدتي لا يملك الجرأة لتشخيص واقعه المرير فلستِ ياسيدتي بحاجة إلى إسلام الحجاج الثقفي فإسلامنا دين محبة وتسامح ولستِ بحاجة إلى سيف يزيد بن معاوية فقد شبعنا دم تحت صوت المآذن ومباركة رجال الدين وشريح القاضي .
سيري يا حلوتي سويسرا متبخترة فلازلت عروس الحرية وتؤمنين بحرية المعتقد لكنك تؤمنين أيضا بحماية أرضك وشعبك ممن يكبرون باسم الإسلام في المآذن ثم يقتلون أطفالك في شارع "دو مارشيه" لأنهم مسيحيون لم يعتنقوا الإسلام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اتفق معك الا
عبدالعزيز ( 2009 / 12 / 10 - 20:28 )
اتفق معك بما قلته الا قولك الاسلام دين المحبة !!!


اقول لك يا صديقي لقد علت اصوات مشائخ السعودية بسبب حظر المآذان لكن كم مسجد شيعي وحسنيية تم اغلاقها بالسعودية ؟؟ وكم من مرة منعوا الاذان الشيعي وسجنوا قائله؟

ان اخر من يتكلم عن الحرية الدينية هم المسلمون واولهم هيئة علماء المملكة العربية السعودية


شكرا لسويسرا


2 - مسا الخير
ابو مراد ( 2009 / 12 / 10 - 21:03 )
بداية انا لاتهمني الديانات بقدر ما تهمني الحريات -فكل انسان حر في ما يؤمن به واحترم ايمانه طالما انه لا يمس الاخرين
الا يخجل المسلمين وهم يطالبون بحرية ممن يصفوهم وبالكفار والفردة والخنازير - يطالبون بماذن وهم يمنعون ترميم مرحاض في كنيسة قبطية في مصر ويمنعون دخلول كتاب مقدس لمسيحي او بوذي او هندوسي في مطارات السعودية مهد الدين - اضم صوتي لصوت اخي سامي واحيي معه سويسرا وابارك اختيار شعبها


3 - متى تصبحوا مثل بقية امم العالم المتمدن
صباح ابراهيم ( 2009 / 12 / 10 - 21:19 )
لقد اصبت كبد الحقيقة يا اخي ، فقد انحسرت الجرذان في جحورها بعد ان كشفت عن انيابها ، لايمتلكون الا الزعيق والصراخ في المآذن يقولهم :
(الهم شتت شملهم ، الهم انزل عليهم الامراض والسرطان والكوارث ، الهم يتم اطفالهم ورمل نسائهم ) .
لماذا لانسمع دعاء جميلا منهم على غير المسلمين او بالاحرى على غير مذهبهم . الا السب والشتم وتسمية اليهود والمسيحيين بأنهم اولاد واحفاد القردة والخنازير . هل خلق الله المسلمين وحدهم وميزهم بالعلم والاخلاق ومنحهم الحظارة والرقي والتقدم لكي يتباهوا على شعوب الارض بانهم خير الامم .
اليست كل مصائب الدنيا نجدها في دول وشعوب الدول الاسلامية ، اليسوا اكثر الشعوب امية وفقرا وجهلا وانتشارا للمراض الجسمية والنفسية والاجتماعية ؟
فمتى يتركوا الكراهية والحقد والمكابرة ويمدوا يد التسامح والمحبة لشعوب العالم كي يعترف بهم العالم ولا يخاف من غدرهم وارهابهم .


4 - هل فعلا تحب سويسرا؟
عيساوي ( 2009 / 12 / 10 - 23:00 )
حبك هذا زينة ام تصوف؟، انت تصلي وادى التزامك بالصلاة الى الاضطرار الى الصلاة في مكان غير ملتك، فاذن انت متمسك بتعاليم الاسلام التي جاءت على يد محمد، كيف تطالب بحرية الاعتقاد والعبادة مع ان الله اكبر وصلى الله عليه وسلم قد رفضا اي دين آخر سواء في الجزيرة او اي مكان في العالم ومن ضمنها الالب...؟؟؟
ماذا كنت ستكتب لنا لو تم منع اقامة ذكرى مناسبة عاشوراء و مقتل الحسين وما الى ذلك؟ هل كانت سويسرا ستبقى حبيبتك ام وقتها سيكون لك قلب اخر تعبّر عن مكنوناته في هذه الصفحة؟
-يكبرون باسم الإسلام في المآذن ثم يقتلون أطفالك في شارع -دو مارشيه- لأنهم مسيحيون لم يعتنقوا الإسلام - وما الخطأ في هذا من منظور محمدي؟ اليس المسيحيين هم النصارى وهم كفرة وواجب على متبعي دين الحق ان يقتلوهم؟
انت لاتعترف بالتفاسير المعتمدة من قبل كل الامة المحمدية، اعرف ذلك، لكن هل لتفسير الايات الحكيمات في القرآن الشريف التي تدعو الى محاربة الذي لايعتنق دين محمد ولايعترف بمحمد نبيا، هل لتفسير تلك الايات المحكمات تفسير آخر عندك؟

تستخدم سويسرا للدفاع عن الحسين...ليس إلا

اخر الافلام

.. متظاهر بريطاني: شباب اليهود يدركون أن ما تفعله إسرائيل عمل إ


.. كنيسة السيدة الا?فريقية بالجزاي?ر تحتضن فعاليات اليوم المسيح




.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا