الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق .. الجغرافيا المُغَيّبَة 4

باسم فرات

2009 / 12 / 11
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


سوف أورد بعض الأدلة، مستعيناً بما حققه قبلي أساتذة لهم باع طويل في البحث والتقصي، مبتدئاً بمعنى العراق، لغوياً، ومتسلسلاً بالشواهد تاريخياً:
يذهب البعض إلى أن كلمة العراق، مصدرها أوروك، المدينة العراقية العريقة، وهو ما نميل إليه، بقدر اعتقادنا ان بقية الأدلة، لا تقلّ شأناً، وهناك مَن يرى انها من عراقة المنطقة الموغلة في القدم(16)، فمن المرجح أن لفظ العراق يرجع في أصله إلى تراث لغوي عراقي من العصور القديمة مشتق من كلمة تعني المستوطن ولفظها «أوروك (Uruk) أو أونوك (Unuk)، وفي العربية فإن مادة " أُرُكْ " تدل على الإقامة بالمكان ومنها الأريكة بمعنى السرير و"أُرُكْ " تعني مكان أيضاً، أي بمعنى مكان للإقامة والاستقرار والاستيطان، ومن المعروف أن العراق يعدّ من أقدم مراكز الاستقرار و الاستيطان في الشرق الأدنى القديم، خاصة مع وجود نهري دجلة والفرات، ومن الجدير بالذكر أن كلمة أوروك (Uruk) ، قد تكون مشتقة من الجذر الذي اشتق منه اسم المدينة السومرية «الوركاء». وتدخل الكلمة نفسها في تركيب جملة مدن قديمة شهيرة مثل مدينة أور) (Ur) 17)، وأورها التي تعني المدينة الجديدة، والسؤال هل لكلمة مَديني Urban الانكليزية علاقة ما بكلمة أور ؟.
وهذا الخليل(18) يذهب الى ان العراق: هو شاطئ البحر، وسمي العراق عراقا لأنه على شاطئ دجلة والفرات مدّا حتى يتصّل بالبحر على طوله، قال: وهو مشّبه بعراق القربة وهو الذي يثني فيخرز، و" قال أبو القاسم الزجاجي: قال ابن الاعرابي: سمي عراقاً لأنه سفل عن نجد ودنا من البحر، أخذ من عراق القربة...، قال: وقال غيره العراق في كلامهم الطير، قالوا: وهو جمع عرقة (بفتح العين والراء)، والعرقة: ضرب من الطير. ويقال أيضا: العراق جمع عرق (بكسر العين)، وقال قطرب: انما سمي عراقاً لأنه دنا من البحر وفيه سباخ وشجر، يقال: استعرقت إبلهم إذا أتت ذلك الموضع".
وقال الأصمعي: هو معّرب عن إيران شهر، وفيه بعد عن لفظه وإن كانت العرب قد تتغلغل في التعريب بما هو مثل ذلك، ويقال: بل هو مأخوذ من عروق الشجر، والعراق: من منابت الشجر، فكأنه جمع عرق، وقال شمّر: قال أبو عمرو سميت العراق عراقاً لقربها من البحر عراقا.. (معجم البلدان.. 4/ 93). (19).
جاء في لسان العرب: " والعراق: شاطئ الماء، وخّص بعضهم به شاطئ البحر، والجمع كالجمع وهو اسم مذكر، سمي بذلك لأنه على شاطئ دجلة، وقيل: سمي عراقاً لقربه من البحر، وقيل: سمي عراقاً لأنه استكف أرض العرب. وقيل: سمي به كأن أراد عرقاً ثم جمع على عراق، وقيل: سمي به العجم، سمّته: ايران شهر معناه: كثير النخل والشجر، فعّرب فقيل: عراق.... لقد قيل: العراق شاطئ النهر أو البحر على طوله، وقيل لبلد العراق عراق لأنه على شاطئ دجلة والفرات عداء (= تتابعاً) حتى يتّصل بالبحر. وقيل العراق: معّرب وأصله: ايراق فعربّته العرب، فقالوا: عراق. (20)
في خريطة بابلية، يعود تاريخ رسمها إلى 4000 عام، يظهر العراق باسم بابل وآشور، وامتداد نهر الفرات، والجبال في الشمال، والأهوار في الجنوب (21).
كما إن "كلوديوس بطليموس" في وصفه جغرافية العالم، يذكر أن أرض العراق مع خرائط أرفقها، زادت من قيمة كتاباته التي حدد فيها جغرافية العراق والذي أسماه بلاد مابين النهرين، كالآتي: «تنتهي بلاد ما بين النهرين من الشمال بذلك الجزء من أرمينيا الكبرى... ومن الغرب بذلك الجزء من الفرات، ومن الشرق بالجزء من دجلة القريب من بلاد آشور... و من الجنوب بما تبقى من نهر الفرات»(22).
وأول من استخدم مصطلح «بلاد بابل وآشور» من المؤرخين الأغريق والرومان، هو هيرودوتس (484 ق.م - حوالي 425 ق.م)، بينما مصطلح " ميسوبوتاميا " هو إغريقي الأصل، ولعل أقدم استعمال له ورد في كتاب المؤرخ الشهير بوليبيوس 120-202)ق.م)، والمؤرخ الشهير سترابو 64 ق.م -19 م.)، وأطلق على الجزء المحصور بين دجلة والفرات من الشمال إلى حدود «بغداد» تقريباً. وشاع استخدام المصطلح بعد ذلك للدلالة على جميع المنطقة الواقعة بين النهرين من الشمال وحتى الجنوب. (23)، وقد لفت انتباهي خلال وجودي في نيوزلندا واليابان ، أن تلفظ مصطلح ميسوبوتاميا، ترافقه عادة جملتان أراهما ذات مغزى كبير، وهما " هنا بدأت الحضارة ، هنا كتب الانسان " وهو ما يعني ان المصطلح يعني عراق اليوم في الذاكرة الجمعية الغربية وغيرها.

حين كنتُ أقرأ كتاب " مشكلة الموصل " (24)، استوقفتني مسألة جد مهمة حسب تصوري، وهي أن ما كان يطلق عليه بجيش العراق، الذي حارب مع الإمام علي بن أبي طالب، كان يشمل أهل الموصل الكبرى، والأنبار ووسط العراق كله وجنوبه، بمعنى آخر، هو عراق اليوم، الذي فرض نفسه على مثبتي الحدود، فلم يقطعوا أوصال البلد، وإنما بعض الأجزاء من أطرافه.
بينما بقية أقاليم العالم الأسلامي، إما وقفت على الحياد، أو كانت مع جيش معاوية بن أبي سفيان، الذي أوصى، ولده يزيد، وهو على فراش الموت: "أنظر أهل العراق فإن سألوك عزل عامل في كل يوم فأعزله عنهم، فإن عزل عاملٍ في كل يوم أهون عليك من سلِّ مائة ألف سيف، ثم لا تدري عَلام أنت عليه منهم. ثم أنظر إلى أهل الشام فأجعلهم الشِّعار والدِّثار" (25)، ولا يفوتني أن أشير الى قول الأمام علي مخاطباً العراقيين " أما بعد، ياأهل العراق " ولم يقل ياأهل الكوفة، وإنما حتماً كان يعني مَن حاربوا معه ونصروه، ومن تراخى منهم على السواء، وهم مَن أشرنا إليهم أعلاه.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -