الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مركز ذر للتنمية

سلمان محمد شناوة

2009 / 12 / 11
المجتمع المدني


مع الاتفاق مع القول القائل إن العالم العربي من أفقر دول العالم في مجال الدراسات، وأن غالبية الدراسات تكون دراسات حكومية، وغالبيتها مأجورة من قبل السلطات الرسمية، فتكون متطابقة مع توجهات السلطة، فتغدو مثالية وبشكل كبير، والإشكالية الكبيرة أن رموز السلطة الوطنية تأخذها على محمل الجد مما يجعلها بعيدة عن قواعدها الشعبية، ونقطة الوصل بينها وبين شعوبها هي الأجهزة الأمنية، التي ترى في الاستقرار الأمني الممثل الأفضل لأدائها الوظيفي وإن تأخر الإنماء ومشاريع التطوير والتحديث المؤسساتي .
إلا إن تنامي دور المجتمع المدني في العراق بعد سقوط النظام السابق في 2003 , وكذلك للتنامي لدور منظمات المجتمع المدني في العراق والعالم العربي , والتركيز الدولي على أهميته قدم مؤشر بديل عن تلك المراكز , فباتت كثير من مؤسسات المجتمع المدني تلعب دور مراكز دراسات معنية بدراسة معينة .
ونحن في مركز ذر للتنمية إذا ندرك أهمية مراكز الدراسات , وأهمية مراكز الاستطلاع في عملية صنع القرار السليم المبني على قاعدة علمية , لذلك وضعنا أمام عيوننا رؤية واضحة , لمحاولة بناء عراق جديد يرتكز على أساس سليم من المعلومات الصحيحة , كذلك إن من أهم أهدافنا نشر المعلومات الكاملة عن مجمل المستندات والوثائق القانونية التي تنشر في العراق أول بأول , حتى نبني مرجعية حقيقية واضحة , تكون مرجعا حقيقيا لكل من أراد الرجوع لبيانات سليمة عن إي وزارة أو إدارة مركزية أو محلية في العراق , إن العمل على إنشاء (( قاعدة بيانات )) في العراق من أكثر الأمور ضرورية خصوصا في وقتنا الحالي , والعراق كما هو معروف وبسبب النظام السابق والذي حجب المعلومات عن مجموع الشعب والدارسين والباحثين , حتى بات الدخول إلى العراق أشبه بالدخول إلى عصر من العصور المظلمة .
أن أكثر دول العالم استقرارا سياسيا ومجتمعياً، تتركز في ثقافة بنائها لبلدانها من خلال برامج هذه المراكز، طبعا قد تخطأ تلك المراكز في البعد الإنساني وقد تتلاعب على القوانين الدولية إلا أنها نافذة في أهداف أخرى، وليست انتهاكاتها السابقة سوى مقدمة لنجاحات في مشاريع أخرى. وليس غريبا اعتماد الصين على دراسات مراكز مختصة تتناسب وطابعها الأيدلوجي والسياسي، من أجل تحقيق هذا المستوى من تنامي اقتصادها.
كذلك هناك مشكلة الفساد الإداري في العراق من اكبر المشاكل التي تواجه أي تطور أو تنمية لهذا البلد الجريح , وقراءة بسيطة لتقرير منظمة الشفافية الدولية نجد إن العراق من أسوء الدول من ناحية النزاهة , إن عملية نشر الوثائق والمستندات والمعلومات ومحاولة إنشاء قاعة بيانات حقيقية , هي العدو الأول لإخطبوط الفساد المتفشي في العراق .

ومن أهم المشاكل التي تعيق العمل البحثي ...

1- الافتقار إلى مصادر التمويل المستقلة: لاشك إن مراكز الأبحاث لا يمكنها الانطلاق قبل إن تكمل الأدوات الأساسية لعملها، بدءاً من المكان المتاسب والأثاث الضروري والى المكتبة الثرية التي تمثل العمود الفقري لمسألة البحث. وفي الوقت الحاضر لا غنى عن شبكة الانترنت وأجهزة الحاسوب. وفي نفس الاتجاه ينبغي توفر ميزانية مستقرة لرواتب مجموعة من الموظفين الدائمين، فضلا عن المبالغ التي تدفع إلى الباحثين كدعم لانجاز بحوثهم أو كمكافآت عليها.
إما مسألة تظهير منتجاتها عبر مجلة دورية أو جريدة فضلا عن الكتب والنشرات والأقراص المدمجة فهي من الأمور المهمة وتمثل المؤتمرات والحلقات النقاشة والجلسات الدورية إحدى الأدوات المهمة ضمن عمل مراكز الأبحاث.
2. ضعف مشاركة الباحثين: وخصوصاً أساتذة الجامعات، حيث يطغى على الأغلب منهم السلوك الروتيني والاكتفاء بالمحاضرات الرسمية التي تلقى في الكلية، ولا ينجز من الأبحاث إلا ما يكون مطلوباً لإغراض الراتب أو العلاوة أو الترقية العلمية. ولذلك يحرصون على نشر أبحاثهم في مجلات معتمدة من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وكل هذه المجلات والإصدارات محدودة التداول، وفي الغالب تكتب للرفوف فقط، ولأجل إن يستعملها الأساتذة في نشر العدد الضروري من الأبحاث المطلوبة لترقيتهم.
إن الجامعة في العراق، ما زالت تعيش محدودية الدور، وروتينية الإجراءات، ولم تأخذ دورها المناسب في البناء الحضاري، إضافة إلى ضعف الاهتمام بالدراسات الإنسانية وتقدير مكانتها والاهتمام بخريجيها وما زال الكثير من الفروع العلمية الإنسانية، كالاجتماع والسياسة ، لم يفتح منها إلا واحد أو اثنان في عموم العراق.
3. الافتقار إلى الروح الجماعية في البحث، فغالبا ما ترتبط المؤسسة البحثية بشخص (الممول لها)، أو الجهة الراعية لها، وتكون منغلقة عليها.
إن العمل البحثي يمتاز بأنه ينمو ويتطور من خلال العمل الجماعي والكثير من الإشكاليات المعرفية والاحتياجات العلمية، لا يسدها شخص واحد لوحده مهما كانت قدراته. من هنا يقتضي الأمر وجود فريق متقارب بالكفاءة ويحمل الاستعداد النفسي والعملي للتواصل في مشروع جماعي، بعيدا عن الأنانية والبحث عن الألقاب الفارغة. ولعل روح الحذر وخطورة التجمع التي كانت واحدة من أهم سمات المرحلة المظلمة بسبب الخوف من مراقبة الأجهزة الأمنية وقمع السلطة، هي التي ركزت هذه السمة وجعلت العمل الجماعي نادراً في أوساطنا بخلاف ما هو شائع في أوروبا وأميركا.
4. مشكلة اللاموضوعية في البحث: إن قيمة النتائج التي تطرحها مراكز الأبحاث تكمن في مهنيتها وروحها المحايدة في فرض دورها. ولكن هذه المحايدة لا تسلم وتأتي مشوهة ومتأثرة ما يجعل نتائجها غير .

إننا في مركز ذر وضعنا إقدامنا على أول الطريق بإنشاء مركزنا في إحدى أفقر المحافظات العراقية محافظة المثنى , وأننا نهيب بكل مراكز الدراسات التي سبقتنا , لتمد يد العون لنا , حيث نحتاج للدعم التقني والإداري والفني , كذلك نحتاج إلى دورات التدريب حسب الأساليب الحديثة لإدارة مراكز الدراسات , وإجراء البحوث والاستطلاعات الميدانية .

هذا وتفضلوا قبول فائق الاحترام,,,,

سلمان محمد شناوة
مركز ذر للتنمية - منظمة مجتمع مدني عير حكومية









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأونروا: ملاجئنا في رفح أصبحت فارغة ونحذر من نفاد الوقود


.. بعد قصة مذكرات الاعتقال بحق صحفيين روس.. مدفيديف يهدد جورج ك




.. زعيم المعارضة الإسرائلية يحذر نتنياهو: التراجع عن الصفقة حكم


.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - مسؤول الأغذية العالمي في فلسطين:




.. تغطية خاصة | إعلام إسرائيلي: الحكومة وافقت على مقترح لوقف إط