الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
السلطان الكهنوتي.
أيمن رمزي نخلة
2009 / 12 / 11العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
1. قصة حقيقية.
الله في الدين الحديث المسمى "المسيحية الأرثوذكسية المصرية الحديثة" لا يستطيع أن يغفر إن لم يغفر الكاهن. مثل هذه المقدمة لن تجعل القارئ الكريم الموجه له هذه الفكرة يُكمل بقية المقال. لكن، ماذا لو تحاورت معك عزيزي القارئ الكريم؟
سأل صديقاً لي شماساً في كنيسة كبيرة: لو أنت تسير في الطريق العام ونظرت نظرة شهوانية إلى سيدة جميلة المظهر، وروح الله الحقيقي القدوس تحرك وأنَّبْكَ لتتوب، ومِن قلبك رفعت صلاة توبة وأنت في الطريق، فهل يغفرها الله لك؟؟
فكان رد صديقي الشماس الأرثوذكسي المصري: لا وألف لا، ما لم ارجع إلى أب إعترافي فهو القادر على غفرانها لي.
عفواً عزيزي القارئ الكريم، لقد لطمت على وجهي صارخاً في وجهه لعله يفيق: إذا كان الله لا يستطيع أن يغفر خطاياي التي فعلتها في السر أو العلن، فهذا يعني أنه سرقنا مِن الله سلطانه الكهنوتي.
2. التهديد والوعيد وعظائم الأمور
• رداً على مقالتي السابقتين المعنونتين كالتالي: "لماذا لا يتبع جلالة البابا تعاليم المسيح؟" و"لماذا يعبدون البابا؟"، انهالت تعليقات القراء الكرام حول تهديدي ووعيدي بعظائم الأمور في أخر الزمان مِن جراء تطاولي على جلالة البابا ومناقشتي لادارته الأرضية للعزبة الكنسية المرقسية، هو ومعالي عظمة المحيطين بعظمته. كل التعليقات اكدت أنني اخطأت في ذات الجلالة العليا التي تملك سلطان القلوب والعقول. وكأنني تجاوزت حدي في مَالك المُلك المستوي على العرش الأعظمِ.
• التهديد الثاني والسابق لهذه التهديدات بل والسابق لهاتين المقالتين هو ذلك التهديد الذي كتبه صديقي الأستاذ مدحت قلادة في مقالته "العلمانيون والإنتماء للكنيسة" قائلاً: الطريق لجهنم مملوء بالنوايا الحسنة. وذلك كرسالة تهديد للعلمانيين المصريين المسيحيين، كيف أنهم تطاولوا على قداسة وجلالة البابا ومنظومة الكنيسة داعين إلى اعادة النظر في كيف تدار الكنيسة المصرية الأرثوذكسية.
يا سادة يا كرام، لا يزال يحكمنا السلطان الكهنوتي. لا يزال يحكم شعب جلالة البابا المعظم سلطانه الكهنوتي الذي يقول: كن، فيجب أن يكون.
3. أقوال عظمى مأثورة.
وإن كانت تقود الشعب لا إلى العظمة والجلالة لكن تقوده إلى الخنوع والاستكانة. إنها تعاليم سيادة السلطان الكهنوتي، مبادئ سيادة أنصاف الآلهة، كثير مِن الكهنة يمارسون ذلك السلطان بمثل هذه التعبيرات:
"ابن الطاعة تحل عليه البركة"......
وماذا عن بقيتها؟
وما جزاء مَن لا يطيع السلطان الكهنوتي؟
يأتي بقية التعبير:
"والإبن العاق لا حِل ولا بركة".
4. عودة العصور الوسطى المظلمة.
العصور الوسطى تعود مرة أخرى بأكثر قوة وأشد ظلاماً، فها السلطان الكهنوتي يعود مرة أخرى ويمسك الكهنة رقاب العباد، التابعين الأبرار طبعاً، في خوف منهم ورعب مِن "اللا حِل واللا بركة" فينفذون أوامر آبائهم القديسون المعاصرون بسلطانهم الكهنوتي السماوي قبل الأرضي.
5. أين التعليم؟
لا يستطيع أحد أن يُحب إلا بقلبه. لا خوف مع المحبة، هكذا علمنا الإنجيل قديماً. إن السيد المسيح بجلالة قدره وعظمته لم يستطع أن يجعل الناس تحبه ولا حتى بالقوة. قال المسيح وهو عالي: "إن أراد أحد أن يتبعني". أي أسلوب تخيير هذا بين التبعية والرفض للكاهن الأعظم؟
إلى متى نخيف الناس بجهنم وبئس المصير لمن يرفض سلطان كهنتنا الأفاضل جل شأنهم؟
الله الحقيقي يريد شعب يحبه مِن قلبه وليس خوفاً من عقاب السلطان الكهنوتي.
يا سادة الشعب الفقير الذي ارتضى أن يتبعكم، ارفعوا سطانكم الكهنوتي عن إيمان الناس ولا تجعلوهم يخافون الله بدلاً مِن أن يحبونه بسبب تسلطكم وتصرفاتكم الهوجاء المتسلطة الرافضة لكل فكر آخر يتعارض مع فكر جلالة سلطانكم الكهنوتي.
6. الله المتجسد عبداً.
المفترض يا سادة السلاطين الكهنوتيين أنكم صورة الله المُحب المتنازل عن عرشه المتواضع الذي أخلى نفسه آخذاً صورة عبد، هكذا يقول النص الإنجيلي المقدس.
فهل السيد الكاهن عبد وخادم للشعب التابع له؟ أم هذا الكاهن ملكاً متوجاً يَحل مَن يشاء ويَربط مَن يشاء؟ يرفع مَن يشاء مِن الخانعين المطيعين؟ أم يذل مَن يشاء مِن المفكرين المعارضين؟
7. تحرير الإنسان.
إن الحل الحقيقي هو تحرير الإنسان مِن الخطية وليس الكاهن هو الذي يحرر. إن الله الحقيقي وحده هو الذي لديه حِل الإنسان المستعبد مِن الخطية. وما الكاهن إلا أداة الله لتساعد الإنسان لكي يتخلص مِن عاداته الشريرة وسقطاته، وفي عصرنا الحاضر يمكن الاستغناء عن هذه الأداة حين ينضج الشعب. الكاهن ليس مساوياً لله وليس مساوياً حتى للمسيح. الله الحقيقي لم يره أحد، كما يقول الإنجيل، لكنه جل شأنه أعطى مجده لكلمته المتجسده بيننا الذي له سلطان الكاهن الوحيد على حياتنا، وهو السيد المسيح.
إن رسالة الكهنة في عصرنا الحالي لا يجب أن تأخذ دور السلطان والتسيد الكهنوتي، ولكن يجب أن تكون تعليم للشعب أن يقف مستقلاً شامخاً أمام إله عظيم محب غافر الذنب متواضع في تجسده. الله الحقيقي يريدنا أن نرفع مِن قيمة الإنسان الذي يعبده بمحبة وفرح وليس خوف من سلطان كهنوتي.
8. القبور المبيضة صغيرة الشأن
لا يجب أن يكون المتحكمين بالسلطان الكهنوتي كالقبور المبيضة مِن الخارج كما قال السيد المسيح عن أمثالهم الفريسيين قديماً. أو هؤلاء الذين اخذوا الكهنوت كتعويض عن صغر النفس وحب التسلط والتملك على الآخرين.
إننا نريد إنسان مسيحي أرثوذكسي ناضج واعي باحث عن الحق أينما كان، دون أن يقف خلفه السلطان الكهنوتي بالكرباج يحرمه مِن البركة، فهل بهذا يكون هذا السيد الكاهن صانع سلام أم صانع بغضة؟ صانع سلام بالتفتيش عن الحق أينما يوجد؟ أم صانع بغضة بكراهية الآخر المختلف في الرأي والفكر؟
ألم يقل السيد المسيح: فتشوا الكتب؟
وهل يخاف هؤلاء السادة مالكي السلطان الكهنوتي على خرافهم؟ ألم يقل السيد المسيح: خرافي تسمع صوتي؟
اتركوا الشعب يستمع لصوت السيد المسيح وليس صوت السلطان الكهنوتي.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - الكنيسة الأرثوذكسية بين البطريرك والمسيح
حنين عبد المسيح
(
2011 / 4 / 11 - 13:08
)
الكنيسة الأرثوذكسية بين البطريرك والمسيح
* وهكذا نرى أن الكنيسة الأرثوذكسية لا تكتفى بعبادة البشر المنتقلين ( العذراء والقديسين ) بل والأحياء ( الإكليروس ) أيضاً ضمن طقوس عبادتها للرب يسوع ولعل هذا يذكرنا بعبادة الفراعنة الأحياء بجوار الآلهة الأخرى فى مصر القديمة والعجيب أن الكنيسة الأرثوذكسية تدعو البطريرك - رئيس رؤساء الكهنة - بينما يدعو الكتاب المقدس الرب يسوع - رئيس الكهنة - فقط ( عب 17:2 ، 14:4 ، 10:5 ، 1:8 ) .
2 - اليسد الوحيد
حنين عبد المسيح
(
2011 / 4 / 11 - 13:09
)
ومن العجيب أيضاً أن تدعو الكنيسة الأرثوذكسية البطريرك - سيدنا وأبانا - رغم وصية الرب يسوع لتلاميذه الذين يدعى رجال الإكليروس الأرثوذكس أنهم خلفائهم والتى قال لهم فيها :
- على كرسى موسى جلس الكتبة والفريسيين ... وكل أعمالهم يعملونها لكى تنظرهم الناس فيعرضون عصائبهم ويعظمون أهداب ثيابهم ويحبون المتكأ الأول فى الولائم والمجالس الأولى فى المجامع والتحيات فى الأسواق وأن يدعوهم الناس سيدى سيدى أما أنتم فلا تدعوا سيدى لأن معلمكم واحد المسيح وأنتم جميعاً أخوة ولا تدعوا لكم أباً على الأرض لأن أباكم واحد الذى فى السموات ولا تدعوا معلمين لأن معلمكم واحد المسيح وأكبركم يكون خادماً لكم فمن يرفع نفسه يتضع ومن يضع نفسه يرتفع - ( مت 1:23-12 )
فأين الكنيسة الأرثوذكسية وطقسها من هذه الوصية التى أوصى بها الرب يسوع والذى يلقبه الكتاب بـ - السيد الوحيد - ( يه 4:1 )
3 - السجود لرجال الكهنوت
حنين عبد المسيح
(
2011 / 4 / 11 - 13:10
)
وأين رجال الإكليروس بالكنيسة الأرثوذكسية من وصية الرب يسوع لتلاميذه : - أنتم تعلمون أن الذين يحسبون رؤساء الأمم يسودونهم وأن عظمائهم يتسلطون عليهم فلا يكون هكذا فيكم بل من أراد أن يكون فيكم عظيماً يكون لكم خادماً ومن أراد أن يصير فيكم أولاً يكون للجميع عبداً لأن ابن الإنسان لم يأت ليُخدَم بل ليَخدِم وليبذل نفسه عن كثيرين - ( مر 42:10-45 )
وأين طقس الكنيسة الأرثوذكسية وقبول رجال الإكليروس بها التبخير أمامهم والسجود لهم من موقف بطرس الذى رفض سجود كرنيليوس له موضحاً السبب أنه ( أى بطرس ) أيضاً إنسان ( مثل كرنيليوس ) - لما دخل بطرس استقبله كرنيليوس وسجد واقعاً على قدميه فأقامه بطرس قائلاً قم أنا أيضاً إنسان -
( أع 25:10-26 ) .
4 - تعليق
عدلي جندي
(
2011 / 4 / 11 - 16:28
)
شعب مصر يؤمن بالبعث ويعبد الفرعون سيان كان أخناتون أو أحمدون ولنتركهم في سباتهم ونرشدهم إلي بناء دولتهم المدنية الليبرالية حتي يتمتعوا جميعهم بعبادة من يفضلون دون أن تتنغص عيشتهم ممن لا يفضلون من بلطجية وسلفيون
.. فرنسا ترحل نجل بن لادن بسبب منشورات على وسائل التواصل
.. في رسالة للناخبين اليهود.. كامالا هاريس: -ألم الشعب الإسرائي
.. المقاومة الإسلامية في لبنان تقصف بصلية صاروخية قاعدة -غليلوت
.. المقاومة الإسلامية في لبنان تُفرج تدريجياً عن مفاجآتها في ال
.. 88-Al-Aanaam