الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اذا حكمت العمامة قامت القيامة (1)

رزاق عبود

2009 / 12 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كتب الكثير عن دور الدين السلبي في السياسة. ومعروف ايضا الدور التخريبي والحربي لتاريخ الاديان، خاصة ما سمى بالاديان السماوية. فمنذ ان افتعل بعض المشعوذين المنتفعين المستغلين وجود قوة خارجية خارقة القدرات تحول الناس الى شبه عبيد لهؤلاء الذين وظفوا، عجز البسطاء في تفسير، وفهم الظواهر الطبيعية الى ادواة استغلال، وقمع، وسيطرة، وتحكم. وصار لرجال الدين السيطرة الفعلية على حياة الناس، ومقدراتهم، وكانوا وراء كل الحروب، تقريبا، او في الاقل وظفوا مكانتهم الدينية لخداع الناس وتجييشهم لمصلحة الحاكم الذي ارتبطت مصالح توسعه بمصالحهم. فكلما اتسعت رقعة نفوذ الحاكم اتسع معها عدد الناس الذي يتحكم بمصائر عيشهم وحياتهم هؤلاء المسمون "رجال الدين" وليس غريبا ان يختلقوا فرية "وكيل الله على الارض" او "خليفته في خلقه" او يدعي بعض الحكام الالوهية كما حصل في الحضارات الفرعونية، والرومانية، والاغريقية، والفارسية القديمة. وابتدع العرب، والمسلمون خاصة، النسب الى الانبياء، او انهم مختارون، كما هو حال العائلة الهاشمية في الاردن، او في المغرب وفي ليبيا قبل انقلاب القذافي، وقبلهم في العراق. وادعى صدام حسين نفسه الانتساب الى "النبي" محمد، ورسم له المنافقون شجرة نسب تنتهي الى محمد بن عبدالله. فاصبح ابن العوجة قرشيا من بني هاشم. وكذلك ادعاء الانتساب الى فاطمة بنت محمد، او علي بن ابي طالب. وصل الامر بالاخيرين(اصحاب المذهب الجعفري الاثني عشري) حد الادعاء انهم معصومين عن الخطأ. في حين ان تاريخ الاديان لم يعصم حتى الانبياء بل الاله، او الالهه في الاديان الوثنية. وتحكم العباسيون، والامويون قبلهم بحياة الناس، بادعائهم الانتساب الى عائلة محمد. والمضحك المبكي ان المماليك، والعثمانيين، وكثير من الفرس، والهنود، وغيرهم يحملون نفس الادعاءات. بل ان سلطان كوناي يدعي ان نسبه ينتهي الى محمد، وعلى هذا الاساس فقد تزوج(اغتصب)نصف فتيات سلطنته اضافة الى جواريه الاجنبيات.

التاريخ ملئ بالامثلة الرهيبة لسوق الناس الى مذابح الحكام باسم الدين. لكن الذي يهمنا هو توظيف الاسلام السئ، الذي ادى الى مذابح رهيبة شجع عليها، وساهم فيها رجال الدين، ووقف القليل منهم ضد هذه المجازر البشرية، وعندها لم تحترم مكانتهم الدينية، ولا مركزهم العلمي، او الفقهي، او الاجتماعي، ولا حتى نسبهم الهاشمي، طالما انهم رفضوا تحويل عبائتهم الدينية الى غطاء لمجازر ومظالم الطغاة. وهذا ما نلاحظه حتى الان في المعارضين في الازهر، او علماء المرجعيات الشيعية في النجف او قم. ينتهي احترامهم، وتقديرهم عندما يتعارض رايهم مع راي راس السلطة. ومحاكمات، وملاحقات الحكم الاسلامي في ايران لمعارضيه من رجال الدين، اوضح مثال على ما نقول. فمنذ الغزوات الاسلامية التي احتل فيها بدو الجزيرة العربية اجزاء كبيرة من الشرق، مثلما احتل بعدهم المغول نصف العالم تحت نفس الشعارات. منذ ذلك الحين والحروب باسم الدين، وتحت راية "الله اكبر" والاسلام مستمرة. ولناخذ امثلة حديثة وقريبة من الذاكرة ،لا زالت اثارها الدموية قائمة لحد الان. فعندما قاد غاندي الشعوب الهندية بطريق اللاعنف ضد الاستعمار البريطاني، وعلى مشارف توقيع صك الاستقلال انبرى الخائن محمد جناح لتاسيس دولة الباكستان الاسلامية. وهي اول دولة حديثة قامت على اساس ديني اسلامي وليس قومي. ومعروف عمالة محمد جناح للانكليز، وعلاقته مع الصهاينة الذين دفعوه لذلك لتبريرانشاء دولة اسرائيل العنصرية على اساس ديني. وراح ضحية عمله الاجرامي الوف مؤلفة من الهنود. وصار الجار يقتل جاره، والاخ يقتل اخيه حتى يومنا هذا بعد ان قسموا الناس على اساس ديني. وتشكلت باكستان من قسمين الشرقية، والغربية. التي انشقت بعد ذلك وتاسست دولة بنغلاديش على اساس قومي رغم الرابطة الدينية المفتعلة. ثم انقسموا فيما بعد على اساس طائفي، والمذابح تتكرر. واعاد الامريكان والانكليز التجربة مرة اخرى في يوغسلافيا السابقة وبلقنوا البلقان من جديد على اساس ديني. ومذابح البوسنه والهرسك، وكرواتيا، وكوسفو يعرفها الجميع.
للحديث صلة!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاسلام
بسيونى بسيونى ( 2009 / 12 / 11 - 11:52 )
يبدا الكاتب كلامه مهاجما الاديان كلها ثم يظهر وجهه الحقيقى وغرضه بالهجوم على الاسلام ويتكلم كلام عامى بلا سند ويذكر الهند كمثال مع ان الجميع يعلم ان من قسم الهند الى دولتين على اساس دينى هم الانجليز ومع ذلك لازال بالهند ملايين المسلمين الهنود مما يدل على تضليل الكاتب ومحاولته الخداع والقاء الاتهامات


2 - حين يكون الاسلام وسيلة لا غاية اوافقك
ريم الاحمدي ( 2009 / 12 / 11 - 12:02 )
السلام عليكم ورحمة الله
اولا المثقفون يعلمون جيدا ان الحل الامثل للقضاء على الطائفية والعنصرية هو بقيام حكومة علمانية..ولكن يلاحظ ان علمانية النهج السفياني ليست علمانية ابدا وذلك ان النهج الغالب هو النهج السفياني وهو يقود المنتسب الى طائفته والذي يحصل بكل تأكيد شاهدا على ذلك...وقد ارسى قواعده معاوية بن ابي سفيان حين خاطب اهل العراق ( ما جئتكم او امرت عليكم لتصموا وتصلوا....)
وطور هذ النهج العباسيون اذ قال المهدي يوما لجلسائه واشار الى ابنه هارون الرشيد لو نازعني هذا على الملك لقطعت رأسه
يتبين من دراسة التاريخ بحيادية تامة ان ما ورثه الاسلام من هذا النهج هو ما شوه الاسلام في نظر العالم المتمدن فهو الذي اظهر في مواقع الانترنيت الخاصة بالقاعده رجل ينحر كالماشية وخليفة قرآن يقرأ... وليست القاعدة سوى منظمة انشأتها دول مافيات البترو دولار وهي مسيطرة حتى على الجامعة العربية

اخر الافلام

.. بايدن: يجب أن نقضي على -حماس- كما فعلنا مع -بن لادن-


.. يحيى سريع: نفذنا عملية مع المقاومة الإسلامية بالعراق ضد هدف




.. عشرات اليهود الحريديم يغلقون شارعاً في تل أبيب احتجاجاً على


.. بابا الفاتيكان يحذر من تشريع المخدرات ويصف التجار بـ-القتلة-




.. الانتخابات التشريعية الفرنسية: المسلمون خائفون واليهود منقسم