الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طرح الافضل للكورد في سوريا

جان كورد

2009 / 12 / 12
القضية الكردية


/ عضو نادي القلم الكوردي / ‏الجمعة‏، 11‏ كانون الأول‏، 2009
أحد كوادر حزب يكيتي الكوردي في سوريا الذين حضروا المؤتمر العاشر للحزب كممثل عن منظمته في اقليم جنوب كوردستان، طالب الناشطين الكورد في اوروبا، الذين يدلون بآرائهم في المسائل الكوردية ومايتعلّق بأحزابهم القومية العديدة، أن يتوقفواعن نقد الأحزاب وقياداتها ويسعوا ل"طرح الأفضل للكورد في سوريا"... إلاّ أنه لم يقل لنا - مع الأسف - ما هو الأفضل للكورد في سوريا...؟!
فهل طرح الأفضل للكورد في سوريا هو ما يطالبه به حزبه فقط أم ما يطالب به أولئك الذين يرفضون إطلاق صفة "الدكتاتوري والطائفي" على النظام القائم في البلاد، أم أولئك الذين لايخرجون من ظل النظام قيد أنملة ويتهمون حزب هذا الكادر بأنه يخرق بمطالبه وتصرفاته ونشاطاته الشارعية هدوء الحركة السياسية الكوردية التي دخلت صومعة العمل من أجل "المرجعية" ولم تخرج منها بعد...
طبعاً، نحن هنا في أوروبا لا نرى كل ما يحدث في الحراك الكوردي عن كثب، ولكن سيل المعلومات التي تصلنا ليس بقليل، وبخاصة فإنّ هناك بين هذه الكوادر من لايدع شاردة ولا واردة وحتى الأسرار التنظيمية إلا وينقلها لأصدقائه ومعارفه خارج الحزب ويرسل معلوماته بسرعة البرق إلى أوروبا أيضا، وبالتالي يتمكّن الناشط المهتم بالحراك الكوردي السوري أن يكوّن لنفسه صورة قريبة من الحقائق على الأرض، وله الحق –وهو الذي يعيش في عالم الحرية والديموقراطية- أن يدلي رأيه في كلما حوله...وهناك في أوروبا أيضا - كما في الوطن- من جعلوا القضية الكوردية شغلهم الشاغل، يضّحون من أجلها بالكثير من وقتهم ومالهم وراحتهم، وهي ترافقهم في مسيرتهم الحياتية، بشكل مستمر، كأي مناضل في داخل الوطن...وعجيب أن هذا الكادر يطلب من الناشطين والناقدين في أوروبا العودة إلى الوطن للمشاركة في النضال، بدل أن يطالبهم بالنشاط الضروري جداً في أوروبا لأهمية تواجدهم فيها من الناحية العملية...
لنعد إلى هذا الأفضل... ولنأخذ مطلب "الحكم الذاتي لكوردستان سوريا" مثلاً...
أتذكّر أن طرح هذا المطلب لأوّل مرّة جاء في برنامج "بارتي ديموقراطي كوردستاني – سوريا" في عام 2000 وأثار زوبعة من الانتقادات داخل الحركة الوطنية الكوردية، ونقاشاً حاداً بين المثقفين أيضاً، وكان هناك جملة من الانتقادات التي جاءت من "الصقور" داخل حزب يكيتي الكوردي أيضاً، حيث أُتُهِم بارتي ديموقراطي كوردستاني – سوريا بعدم الواقعية وبأنه يعمل لجلب كارثة للشعب الكوردي، وأنّ على الناشطين في أوروبا "طرح الأفضل لا المضّر بالقضية الكوردية وحركته السياسية"...
اتصل بي ذات مرّة الكاتب الصديق النشيط، المرحوم محمد ملا أحمد، وكان منفعلاً للغاية بسبب الطرح الكوردستاني لهذا البارتي، متهماً بأن هذا سيضرّ ضرراً بليغاً بالحركة الكوردية، وبعدها بفترة رأيته يتطرّق إلى موضوع "كوردستان سوريا!" على قناة (روﮊ تي ﭬي) الكوردية بذات الأسلوب الذي طرحه بارتي ديموقراطي كوردستاني – سوريا، فاتصلت بالكاتبة كجا كورد، زوجته الكريمة، التي أكنّ لها الاحترام، وتساءلتُ عن سبب ذلك التحوّل في موقف أستاذنا القدير، ثم عندما سألته فيما بعد عن سبب أقواله تلك بصدد "كوردستان سوريا" في التلفزيون، قال لي المرحوم كلاماً كهذا:"هناك فارق بين أن يقول ذلك كاتب أو مؤرخ وبين ان يتخذها سياسي أو حزب كسياسة"، ولكننا نرى الآن حزباً سياسياً كوردياً نشيطاً آخر، وهو حزب يكيتي الكوردي في سوريا، يطرح ذلك المطلب على الشكل التالي الصريح ((الحكم الذاتي لكوردستان سوريا))... فهل هذا هو الأفضل للكورد في سوريا؟ أم أن بعضنا سينفعل غاضباً أيضاً ويقول هذا مضّر للحركة السياسية لشعبنا وكان على "يكيتي" "طرح الأفضل للكورد في سوريا الآن!"...
من السياسة اتخاذ مواقف ملائمة للظروف التاريخية المتغيّرة باستمرار، وهذه المواقف تختلف من زواية إلى زاوية حسب بنية الحزب السياسي وآيديولوجيته وقوته وحنكة قيادته...واستغلال تلك الظروف التاريخية بحكم امكانات حزب من الأحزاب ورؤاه السياسية قد يُعتَبَر من وجهة ناقدين أو ناشطين آخرين "جلب مضرّة أو شؤم للشعب"، في حين يكون من وجهة نظر آخرين "خطوة جيّدة نحو الأفضل!"...
الأستاذ حسن عبد العظيم، أحد زعماء "أعلان دمشق" من ناشطي المعارضة الوطنية السورية، وهو قومي اشتراكي يجد نفسه ديموقراطيا، يقول بصدد "طرح الأفضل للكورد في سوريا":"اننا نرفض رفضا قاطعا استخدام مصطلح كردستان سورية او الحكم الذاتي او اي حديث انفصالي"، واضاف السيد حسن عبد العظيم "نحن في حزبنا و في التجمع والمعارضة السورية نتبنى حل مشاكل الاكراد ضمن وحدة الارض والشعب في سورية، ونحن مع منحهم الجنسية والحقوق الثقافية والمساواة مع كافة ابناء الشعب السوري"، وتابع الناشط البارز حسن عبد العظيم حديثه بالقول:"ان هناك احزابا كردية في اعلان دمشق تتبنى مواقف وطنية بكل ما للكلمة من معنى وهي موجودة معنا في المعارضة مثل حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سورية الذي يرأسه الأستاذ إسماعيل عمر، والحزب الديمقراطي التقدمي الكردي الذي يرأسه الاستاذ عبد الحميد درويش." طبعاً هذا الأستاذ الشهير كمحامٍ يدرك تماماً الفارق بين "الحكم الذاتي" و"الانفصال"، ولو كُلِّف قانونياً في قضية شخص مطالب ب"الحكم الذاتي" ولكنه متهم ب"الانفصالية" لأجاد الدفاع قانونياً عنه ولاستطاع تبرئه ذمته من تلك التهمة، إلاّ أنه يصيغ عبارته الرافضة للحكم الذاتي الكوردي هنا وكأن هذا المصطلح يعني الانفصال أو يشبهه، ويؤكّد تبنّيَ حزبه في "التجمّع والمعارضة" لحل مشاكل "الأكراد: على وزن الأعراب!" ضمن "وحدة الأرض والشعب في سورية!"، أي لايستخدم هنا مصطلح "الشعب" الكوردي، ولا الموافقة على مطلبه الأساس حسب مناهج الأحزاب السياسية لهذا الشعب (الحقوق القومية العادلة للشعب الكوردي في سوريا)... بل ماذا يعني الأستاذ بمصطلح "وحدة الأرض والشعب في سورية!"، فهل الحكم الذاتي المطلوب من قبل حزب يكيتي منذ مؤتمره الأخير معادٍ لوحدة الأرض السورية؟ وهل يعني أن "اكراد حسن عبد العظيم" جزء من "الشعب العربي السوري؟"... طبعاً هناك أشخاص وكتل كوردية تؤيده ضمناً في هذا ولكنها تخاف ثورة الشعب الكوردي عليها فتكتمه في العلن... كما أن هذا السيد العربي يدق اسفيناً في جسم الحركة السياسية الكوردية هنا بذكره أسماء لأحزاب كوردية "تتبنّى مواقف وطنية بكل ما للكلمة من معنى!"، فهل يقصد بذلك أن طرح مصطلح "كوردستان سوريا" بدلاً عن "الأكراد في سورية!" والمطالبة ب"الحكم الذاتي لكوردستان سوريا" موقف غير وطني لحزب يكيتي ولكل من يشاركه الرأي في ذلك؟...
والغريب أن هذا الأستاذ قد سبق النظام الاستبدادي في الافصاح عن موقفه تجاه الطرح الذي تبنّاه حزب يكيتي الكوردي في سوريا، بعد أن كان "الصقور" فيه يسخرون من الذين طرحوه سابقاً...
وهكذا نجد أن "طرح الأفضل للكورد من سوريا" قد يكون بالنسبة للبعض تطوّراً في الموقف السياسي، ولو أنه جاء متأخراً، في حين يعتبر من بعض السياسيين الآخرين موقفاً لا وطنياً مرفوضاً رفضاً قاطعاً...
أمّا أن هناك كوردستان سورية أم لا، أو أن "الحكم الذاتي" ملائم لحجم القضية الكوردية أو هو أدنى من المطلب العادل لهذا الشعب حسب مبدأ "حق تقرير المصير للشعوب"، فإنّ هذا يُحسم بالحوار والنقاش، وليس بكمّ الأفواه ومنع الأحزاب عن التعبير عن ذاتها ومواقفها ومطالبها...والحياة الديموقراطية من وجوه عديدة هي أصعب بكثير من الحياة في الدكتاتورية، حيث في الدكتاتورية يتكلّم الأقوى ويسكت الأضعف، في حين أنّ الديموقراطية تمنح فرصة ابداء الرأي للضعيف مثلما تمنحها للقوي... ويمكن في الديموقراطية القول مثلاً لهذا الأستاذ العربي القومي الاشتراكي بأنّ عليه العودة إلى كتبه التي درسها في كلية القانون ليرَ ماذا يعني الحكم الذاتي حقاً وماذا تعني عبارة "حق تقرير المصير للشعوب"...











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأمم المتحدة تنهي أو تعلق التحقيقات بشأن ضلوع موظفي -الأونر


.. أخبار الصباح | حماس تتسلم الرد الإسرائيلي بشأن صفقة الأسرى..




.. ما آخر المواقف الإسرائيلية بشأن صفقة تبادل الأسرى؟


.. لغياب الأدلة.. الأمم المتحدة تغلق قضايا ضد موظفي أونروا




.. اعتقال حاخامات وناشطين في احتجاجات على حدود غزة