الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مدينة أور وحوار الأديان

خضير حسين السعداوي

2009 / 12 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



كجؤجؤ سفينة في بحر رملي مترامي الأطراف تبدو من بعيد للناظرين وكلما تقترب أكثر فأكثر يبهر ناظريك لونها المائل إلى الحمرة وسط لون الرمال الداكنة المتحركة تشم عبق التاريخ منها على مسافة بعيدة وكلما اقتربت من زقورتها وأثارها يرتد إليك طرفك لرجع بعيد موغل بالقدم ومع موجات صوت بنراما أور وصوت أول معول كسر الصخر الأصم ليبذر البذار ويحيي الأرض الميتة ويشق بزورقه غابات الاهوار المترامية الأطراف ليروض الحيوانات ويخطط لبناء حضاري قل نظيره على وجه هذا الكوكب.. كأني اسمع قيثارة شبعاد تردد من قلعتها الملكية في أور لحن.. نشيد .... موطني موطني...... الجمال والجلال في رباك في رباك...... أي سر في هذه الأرض من قصبها كان القلم الذي خط للبشرية أول الكلم، ومن طينها صيغت كتب المعرفة على شكل مسلات ورقم طينية وأختام اسطوانية ومستطيلة الشكل إنسانها هذا الغارق بالسمرة قد حولته شمس جنوب العراق إلى لون برونزي حرث الأرض وزرع الزرع ودجن الحيوانات أسس المدن وشرع القوانين نتجول في ربى هذه المدينة الأسطورة وتحت وطء أقدامنا أتذكر قول الشاعرابو العلاء المعري
خفف الوطء فما أظن أديم ال ارض إلا من هذه الأجساد
وأي أجساد هذه التي حملت للدنيا مشعل الحضارة وسط ليل سرمدي يلف الكرة الأرضية.. ونحن نتجول بين أطلال هذه المدينة تحار بما أنجزه هذا الإنسان العجيب بناء شامخ وإتقان هندسي قل نظيره رغم بدائية آلاته وأدواته المستخدمة أحجار من ألفرشي بنيت بأشكال منتظمة حتى انك تستطيع أن تمييز بين ماهو قديم وبين ما أصلح مؤخرا.. في أعلى الزقورة حين تقف يمتد بصرك إلى أفق بعيد من الرمال والسكون الرهيب الذي يلف المكان رغم الصخب وحركة المدينة التي كانت في يوم ما منارا وسط هذا البحر المتلاطم من الرمال.. هنا رقدوا أجدادنا وهنا شرعوا القوانين من هنا انطلقت دعوة خليل الله عليه السلام للتوحيد وتحطيم الأصنام والأوثان بقايا المدينة ينبئك أنها كانت مدينة عامرة بحركتها بحيويتها بهذا النشاط المعماري الفذ......حارس هذه المدينة من عائلة توارثوا حراسة هذه المدينة أبا عن جد فمنذ أن وضع البريطانيون أقدامهم في العراق بدأت عمليات التنقيب العشوائي في كنوز العراق الأثرية وكانت مدينة أور ممن تعرض لهذا البحث ونقل ما يعثر عليه إلى بريطانيا، تذكر المس بيل في مذكراتها أن الآثار القديمة في العراق وضعت بعهدة دائرة المعارف كتدبير تمهيدي وصدرت الأوامر بوجوب رعاية الآثار والحفاظ عليها ومنع المتاجرة بها إلا بإجازة ثم شرعت بعض التنقيبات في العام 1918 وتم العثور على جوانب أثرية تم نقلها إلى المناطق البريطانية ثم أعقبتها تعليمات تمنع التنقيب من صاحب الجلالة. هذا ما ذكرته مس بيل يدلل دلاله واضحة على أهمية كنوز وادي الرافدين الاثارية إلى درجة أن المحتل أول ما فكر به هو الحصول على المزيد من هذه الآثار ونقلها إلى بريطانيا ما يؤلم عندما تزور مدينة أور واغلب مواقعنا الأثرية هذا الإهمال المتعمد لهذه الثروة الوطنية التي لو فكرنا باستغلالها لأوجدنا موردا مهما لناتجنا القومي كمرافق سياحية تدر على البلد مواردا كبيرة، لماذا لانطلق حملة للاستثمار في هذه المناطق وخاصة مدينة أور لما تحمله من عالمية كونها تحتضن بيت أبو الأنبياء إبراهيم الخليل عليه السلام وتصبح منطلقا لمؤتمرات ووسائل للتقريب بين الأديان السماوية الثلاث انطلاقا من قاعدة مشتركه وهو النبي إبراهيم وتصبح أور كعبة لكل معتنقي الديانات الثلاث يحج إليها المتدينون لهذه الأديان وبهذا يكون العراق منطلقا لفكر التقارب والمحبة بين بني البشر مهما اختلفت دياناتهم ومعتقداتهم اعتقد إنها فكرة جديرة بالدراسة والتأمل..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس


.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر




.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت


.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا




.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية