الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسمار الأخير في نعش الانفتاح الأردوغاني!!!

شيار محمد صالح

2009 / 12 / 14
القضية الكردية



بان الوجه الحقيقي للإنفتاح الأردوغاني على الداخل والخارج وأنه لا يسيّر سوى الأجندة التي يُأمر بها من الخارج وأنه ليس سوى أحد حجار وبيدق على رقعة الشطرنج له دوره الخاص الذي ينبغي القيام به وله حدوده التي لا يمكن تجاوزها. هذا هو قانون لعبة الشطرنج والذي ينفذه السيد أردوغان الملتحف بالعباءة الاسلاموية والذي ينادي بالعثمانوية الجديدة في المنطقة. انفتاح ليس له هدف سوى المصلحة الأنانية للذات الطورانية التي لا تعترف ولا تحترم الآخر مهما كان سوى أنه عبد وخدم في قصور السلاطين العثمانيين. بهذه التقربات حاول السيد أردوغان السير بخطواته الإنفتاحية نحو الداخل أولاً ومن ثم نحو الخارج، فما الذي جناه وإلى أين وصل؟ هذا ما تجيبه علينا المستجدات التي تتفاعل في الداخل التركي لأن الداخل هو مرآة للخارج والعكس صحيح.
الانفتاح الداخلي الذي بدأته الحكومة التركية بقيادة السيد أردوغان بتسميته الانفتاح على الكرد ومن ثم تغيير شكله نحو الانفتاح الديمقراطي ومن بعده الوطني كل ذلك شماعات ومسميات هدفها الأول والأخير هو تصفية وإنكار الكرد بأسلوب مغاير وطريقة مختلفة. إذ أنه إلى الآن تقربت كافة الحكومات التركية وبمختلف توجهاتها وشرائبها من يمينها إلى يسارها ومن ليبرالييها إلى من يضعون العمامة الاسلاموية، تقربت على أساس عدم الإعتراف بالكرد كشعب له مقوماته التاريخية كشعب وأنه صاحب ثقافة ولغة خاصة به وينبغي التقرب منه على هذا الأساس، بل التقرب كان وفق اسلوب واحد فقط لا غير وهو الشعب الواحد والعلم الواحد واللغة الواحدة واللون الواحد وأي شيء خارج عن هذه المقدسات ينبغي تصفيته والقضاء عليه مهما كان الثمن. بهذه التقربات الطورانية ذات العقلية الأحادية تقربت من الكرد وكانت النتيجة لا تحمد عقباها مئات الآلاف من الضحايا من الجانبين الكرد والترك على مر تاريخ جمهورية تركيا. والآن وبعد مجيء السيد أردوغان أراد العمل على تحسين الوضع نحو الأفضل وهكذا زعم على الأقل من الناحية النظرية وأراد التحرك العملي ولكن كافة خطواته لم تكن توحي إلى ذلك بقدر ما كانت تريد تغيير الأسلوب فقط ولكن الهدف واحد. أي القضاء على الكرد بتسيير سياسة يد من حديد ويد من حرير علَّها توصل الحكومة التركية إلى هدفها ولكن كل ما كان مخبىء انكشف وانقلب السحر على الساحر وأن الانفتاح لم يكن منذ البداية حتى سوى دغدغة لعواطف الشعب الكردي والتركي على السواء وأن قناع الانفتاح سقط شر سقوط بحظر حزب المجتمع الديمقراطي بنسبة 11/11 من أصوات هيئة المحكمة الدستورية العليا في تركيا وكأن هذا السيناريو مخطط مسبقاً وليس على القضاة سوى عمل سكيتش مسرحي حقوقي يضفي على عملهم شرعية الغاب التي تنتهجها الحكومة التركية.
بحظر حزب المجتمع الديمقراطي لم يبقَ هناك من طرف آخر لا في الشارع ولا في المؤسسة البرلمانية الرسمية يمكن ان تبحث عنها الحكومة التركية كي تتباحث معه أو تستشيره في قضايا حل النزاع. رسالة حظر حزب المجتمع الديمقراطي واضحة للكرد أجمع وهي أنه ليس بمقدور أحد أن يقف بوجه الحكومة وما تريد القيام به وأن ما تقدمه الحكومة التركية للكرد كاف وعليهم قبوله من دون تذمر ولا حتى فسلكات، بل عليهم التصفيق والدعاء لأردوغان لأنه منحهم هذه العطايا التي لم يكن يحلمون بها بتاتاً والتي لا تعتبر سوى فتات مقارنة بالحقوق الأساسية التي يطلبها الكرد. وكأن السماح للكرد بالتحدث بلغتهم ونحن في القرن الحادي والعشرون يعتبر منحة ويجب على الكرد أن يشكروا السيد أردوغان على هذه العطايا الربانية، وكم هو معيب أن تمنع حكومة ما شعب من التحدث بلغته الأم وهذا ما يحدث في تركيا وسوريا إذ أنه إلى الآن يمنع على الكرد التحدث بلغتهم الأم وتعلمها ونحن في مرحلة ينادي الكل فيها بالديمقراطية والعيش برفاهية. فالكرد يطلبون كل شيء أن يعيشوا بإرادتهم الخاصة بهم من دون أن يملي عليهم أي كان شيئاً ما.
قرار أعضاء حزب المجتمع الديمقراطي الانسحاب من البرلمان سوف يجر تركيا نحو الوراء وربما يعجل من الانتخابات التشريعية وهذا لن يكون في مصلحة العدالة والتنمية بالطبع بل سيكون من مصلحة الكرد لأن الشارع الكردي الآن يميل بكل قوة نحو التعاطف الداخلي مع الحزب الذي سيتشكل بديلاً عن المجتمع الديمقراطي وربما يكون حزب السلام والديمقراطية. ولن يتوقف التاريخ بحظر المجتمع الديمقراطي بل على العكس ستتسارع المستجدات على الأقل في البداية من المحتمل أن تتكشر أنياب الجيش ثانية ويظهر على المسرح على أساس أنه المنقذ الوحيد من هذا المستنقع الذي دخلته تركيا بمركب السيد أردوغان وربما تزداد الهجمات العسكرية بين الكرد والترك خاصة أن الحكومة التركية والجيش إلى الآن ينظرون إلى الكرد الذين يخالفوهم الرأي بأنهم إرهابيون ويجب القضاء عليهم إن كان في المدن أو في الجبال فالأمر سيان بنظر الحكومة التركية فكل كردي يقول "لا" هو إرهابي وهذا ما أصرت عليه كافة التيارات المتواجدة في تركيا على عدم التعاطي مع العمال الكردستاني وبعد ذلك حظر المجتمع الديمقراطي على أساس أنه لم يترك مسافة مع العمال الكردستاني.
طبعاً، مشروع أردوغان الانفتاحي الذي تمخض كجلمود صخر والذي طنطنت له كافة وسائل الإعلام التركية لم يولد سوى فأراً ميتاً وأن المحكمة الدستورية دقت المسمار الأخير في نعش الانفتاح الاردوغاني، وأن هذا النعش لن يكون للكرد هذه المرة بل سيكون للعدالة والتنمية الذي لن يطول عمره سوى شهور إن هو استمر على عقليته هذه بإقصاء الآخر وعدم قبوله كمخاطب لحل القضية الكردية.
الكرد سيستمرون في انتهاج سياستهم الديمقراطية وحقهم في الدفاع المشروع عن قيمهم المقدسة وهذا ما أعلنه العمال الكردستاني على لسان السيد قرة يلان بأنهم "متمسكون بخيار المقاومة حتى تحقيق الحل الديمقراطي والعيش بكرامة وحرية وأن كافة تقربات الحكومة التركية الإنكارية لن تزيدهم سوى إصراراً على المقاومة وأنهم لم ولن يرضخوا لكافة التهديدات من أينما جاءت".
وأمام تقربات الحكومة التركية الفاشية هذه والتي تصر على عدم الإعتراف بالكرد وإرادتهم وثقافتهم ينبغي على الكرد عامة في أجزاء كردستان الأربعة أن يعملوا كل ما في وسعهم من أجل عقد كونفرانس وطني شامل يحفظ لهم ماء الوجه أمام هذه التحديات الخطيرة وعلى كافة التيارات والأحزاب الكردستانية الوطنية أن تبدي ردة فعلها بكل علانية على تقرب الحكومة التركية من حظر المجتمع الديمقراطي وعدم التقرب بشكل دبلوماسي بل التقرب بشكل وطني حينها سوف يتم حساب الكرد أينما كانوا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاجون كأنه بيقول لإسرائيل اقتـ.لوهم بس بالراحة..لميس: مو


.. مستشار الرئيس الفلسطيني: المخطط الإسرائيلي يتجاوز مسألة استع




.. مخيّمات المهاجرين في تونس: صفاقس.. -كاليه- التونسية؟ • فرانس


.. متظاهرون إسرائيليون يطالبون نتنياهو بإتمام صفقة الأسرى مع حم




.. حماس توافق على مقترح الهدنة المصري القطري.. وقف إطـ ـلاق الن