الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لقد خسرت كثيرا يا كويت..

جمال الهنداوي

2009 / 12 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من المؤسف ان نسمع بين الحين والآخر الانباء التي تشير الى الاستخذاء المنافق لمؤسسة الدولة في دول الخليج امام التغول السلفي المدعوم بقوة من جهات اقليمية شديدة التحسس من مفردة الديمقراطية والتعددية الفكرية والسياسية ..والممول باسراف حد السفه لاجل التصدي للفكر الاسلامي الحداثوي التنويري الذي يرفع شعار التنزيه الحقيقي للدين واعلاء شأنه عن التوحل في مستنقعات السياسة.. من خلال تغليب لغة العقل والحوار والدعوة الى الحرية والانعتاق والتداول السلمي للسلطة واحترام معتقدات الانسان وخياراته الفكرية وضمان حرية العبادة ..وليس –كما يطمح الفكر السلفي- الى تجيير الدين لمصلحة طغمة حاكمة ممعنة باللا شرعية ومأزومة برهاب البزوغ الحتمي لفجر الشعوب الحرة المؤمنة بذاتها والمحتكمة الى ارادتها الواعية الحرة في تكوين خياراتها..
فتحت أي عنوان لا يمكن ان نعتبر منع حكومة الكويت دخول د. نصر حامد أبو زيد إثر التهديدات التي اطلقها بعض النواب الإسلاميين ..الا كنكسة وخضوع مهين الى الابتزاز الذي تمارسه الفعاليات البرلمانية السلفية..
لقد خسرت الكويت الكثير الكثير من سمعتها وسمعة ليبراليتها الرائدة من خلال مجاملة التيار السلفي ومجاراته..مما يبشر بازدياد التخريب الذي يمارسه ضد العملية الديمقراطية من خلال الاستخدام المغرض والمبيت للآليات الدستورية التي منحتها له الديمقراطية نفسها..
وتواطؤ الدولة لا يعدو ان يكون" خضوع السلطة لقوى التطرف والإمعان في استرضائها، على حساب حقوق وحريات المواطنين، التي كفلها الدستور"كما عبر المنبر الديمقراطي في معرض استنكاره للقرار..او" محاولة حكومية مكشوفة لضمان أصوات بعض النواب قبل جلستي عدم التعاون وطرح الثقة" كما اشار التحالف الوطني الديمقراطي في بيانه
ان السلفية لها برنامج واضح ومعلن في تسفيه وتكفير ورفض الديمقراطية كنظام أساسي منذ البداية والعمل على استبدالها بتفسير انتقائي ملتبس لمفهوم الشورى مما يبرر وجلها المفزع من الكلمة الحرة الصادقة التي يمثلها مفكر اسلامي متمكن مثل نصر ابو زيد والذي لن يضره مثل هذا الارهاب الفكري كما لم تقلل من شأنه الفتاوى التي تفرق مابين الزوج وزوجه..
وللحكومة الكويتية ان تعلم ان لا مهادنة ولا تواطؤ مأمون الجانب مع التيار السلفي .. فهو لا يقبل –كنتيجة- باقل من الحكم الشمولي الاقصائي الكامل..وتعاونه مع السلطة لن يكون الا تحت عنوان مرحلي ..
لذا..نجد لزاما علينا ان نهمس –وهذا اقصى المتاح-ان على الكويت كحكومة ومجتمع ان تعمل على التخلص من الابتزاز الفكري الذي يمثله نفر من المسرفين في العداء للحداثة والاصلاح والقيم المجتمعية العليا وحقوق الانسان..لأن كل ما بنته الكويت بسنين ورعته بالدم والدموع والتضحيات ممكن ان يهدم على ايديهم بثوان..









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فى الجنة يا رفعت .. رسالة وداع حزينة من جمهور الأهلى للاعب ا


.. صاحب مقولة روح الروح جد الطفلة الشــ ـهيدة ريم يُرزق بحفيدة




.. 167-An-Nisa


.. رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق إيهود أولمرت: نتنياهو لا يري




.. 166-An-Nisa