الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مذبوح على الطريقة الإسلامية

محيي هادي

2004 / 6 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قالوا لنا أن لحوم حيوانات الأكل محرمة إذا لم تكن مذبوحة على الطريقة الإسلامية، فلهذا أرسلوا إلى بلاد "الكفر"، التي تزودنا بلحومها الشهية، من يؤكد لنا أن الحيوان قد ذبح على الطريقة الإسلامية، و ان المبعوث قد ركَّب شريط التسجيل الذي يكرر اسم الله و بهذا فإنه سيكون بالإمكان سماع اسم الجلالة.
و يتشابه مبعوثو الذبح الإسلامي بأقرانهم من حاخامات الدين اليهودي و رجالات هذا الدين، الذين تبعثهم إسرائيل لكي يشرفوا على ذبائحهم و على تعتيق نبيذهم.
بلاد "الكفر" من استراليا في جنوب الكرة الأرضية إلى بلغاريا إلى هنغاريا إلى الدانمارك، إلى ، إلى…، ترسل لنا لحوم دواجنها و أبقارها و خرفانها مذبوحة على الطريقة الإسلامية.
و ذبائح غير المسلمين محرمة على المسلمين، فذبائح اليهود و المسيح و غيرهم من أصحاب الكتاب، أو من الذين لا يملكون الكتاب، لا يمكن للمسلمين تذوقها مهما كانت طيبتها. و لكن الضرورات تبيح المحذورات، و ضرورات المسلمين هي تلبية رغباتهم الجنسية، و لما كان كثير من المسلمين، أو المتأسلمين، يفكرون دائما براسهم السفلي فأنهم يجعلون تشغيل دماغ رأسهم العلوي في خدمة الرأس الأسفل، و تصبح جملة -و كلوا من طيبات ما رزقناكم - تفسر دينيا و فقهيا، و أن أكل الطيبات هو أكل طيبات النساء و إشباع الشهوات بهن. و يصبح أكل الشقراوات الاسكندنافيات أو الأستراليات حلال و ألف حلال حتى ولو كان اضطجاعهن لا يتم على الطريقة الإسلامية.

قالوا لنا أن الإسلام هو دين محبة و سلام و تسامح، و يكررون لنا أن الإسلام يقول في الحروب:
_ لا تجهزوا على جريح.
_ و لا تتعقبوا الفارين.
_ و لا تقتلوا الأسرى.
_و لا تقتلوا الأطفال.
_و لا تقتلوا النساء.

و تتكرر هذه المطالب الإنسانية بكثرة و تعاد باستمرار، و كثرة تكرارها تدل على أن الأعمال المنافية للإسلام متواصلة و كثيرة الوقوع، و التاريخ يؤكدها. و إن العصا الإسلامية هي أيضا عصا إرهاب، و إن السيف الإسلامي هو سيف قتل.
و تتكرر كلمات إنسانية على ألسنة الكثير من الذين يحاولون الدفاع عن الإسلام بأنه دين حب و وئام، و إن أعمال المجرمين الوهابيين هي بعيدة عن جوهر الإسلام، إلا أن ابن سلامة في كتابه (الناسخ و المنسوخ في القرآن) و أشباه ابن سلامة قد قرروا نسخ جميع آيات الرحمة و التسامح و بدّلوها بآية واحدة فقط: اقتلوهم أينما وجدتموهم.
و السلفيون، و أشباههم من الذين ينادون بالسير على نهج السلف، يؤكدون أنهم يقتلون أي إنسان أينما وجدوه، و اغتيال ستة شبان من الشيعة من الناس البسطاء من أبناء عراقنا على أيدي سلفيي و همج الفلوجة، في المدة الأخيرة، هو تأكيد بأن السلفيين يسيرون على نهج السلف، و لكن أي سلف؟ إنهم يسيرون على نهج السلف الطالح المجرم.
من يريد السير على نهج السلف الطالح إنما يريد السير على طريق المعارك و الحروب و الغزو و النهب و التي بها لا يتورعون عن قطع رؤوس الأسرى و بقر بطون الحوامل و اسر النساء، و بهذه النساء يشبعون رغباتهم الجنسية المكبوتة.
إن المعارك و الحروب كانت المصدر الرئيسي لارتزاق و معيشة الملايين من المسلمين، و السلفيون و أشباههم يريدون الاستمرار في الحروب، و النهب و السرقة و الغزو فيها، و هم يؤكدون لنا اليوم ذلك، فالذي يفجر نفسه يتم تعويض أهله بخمسة و عشرين ألف دولارا أمريكا أخضرا و جديدا، و من لا يموت فراتبه بالدولار الأمريكي يبقى جاريا مع استمرار غسل أدمغتهم بفكر السلف الطالح.
تذكرت، و أنا أشاهد حادثة قتل الأسير الأمريكي ثم قطع رأسه بذلك الشكل الفظيع، ما قرأته و أقرأه عن المعارك و الحروب التي جرت في مناطقنا " الإسلامية" عبر مرور التاريخ، فكتب التاريخ تتحدث عن قطع رؤوس الأسرى و التمثيل بالجثث إضافة إلى بقر بطون الحوامل و شق فروج النساء و قتل الأطفال.
_فلم يسلم رأس الأسير سواء كان الأسير مسلما، من هذه الملة أو من تلك، و إذا كان الأسير غير مسلم فالمصيبة أعظم.
_و لم تسلم الحامل مسلمة كانت أم لا.
_و لم يسلم الطفل.

لقد عرضت لنا شاشات التلفزيون العالمية و العربية أشلاء مقطعة بجنود الاحتلال الصهيوني، و صور جزار يقال عنه فلسطيني يقطِّع بها. فهل كان جزارو غزة يريدون أن يثبتوا بأنهم أكثر وحشية و همجية من الجنود الإسرائيلين؟
و إذا كانت هناك بشاعة أكبر فهل يطبقها المجرمون؟

و عندما تعرض التلفزيونات العربية تلك المشاهد الفظيعة، فهل تريد أن يشاهد العالم الوجه الإجرامي للمجتمع الإسلامي؟
و هل عرض مثل هذه المشاهد على مختلف شاشات التلفزيونات العالمية هو نوع من حرية الإعلام، أم هو نوع من إظهار المسلمين عامة و العرب خاصة بأنهم الأكثر إجرامية و همجية في العالم؟

رُأي راس الحسين (ع) بين يدي عبيد الله بن زياد في قصر الكوفة، ثم رُأي راس ابن زياد بين يدي المختار الثقفي، ثم رٌأي راس المختار بين يدي مصعب بن الزبير، ثم رُأي رأس مصعب بين يدي عبد الملك بن مروان. و كانت المدة بين أول الرؤوس و آخرها اثنتا عشر سنة.
و هذه الرؤوس كانت مفصولة عن أجسادها، و أصحابها ذُبحوا على الطريقة الإسلامية.
فهل يريد المجرمون الوهابيون السلفيون الآن ذبح الناس على الطريقة الإسلامية؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 158-An-Nisa


.. 160-An-Nisa




.. التركمان والمسيحيون يقررون خوض الانتخابات المرتقبة في إقليم


.. د. حامد عبد الصمد: الإلحاد جزء من منظومة التنوير والشكّ محرك




.. المجتمع اليهودي.. سلاح بيد -سوناك- لدعمه بالانتخابات البريطا