الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعائر الحسينية والضجيج

محمد شفيق

2009 / 12 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


محرم الحرام شهر استشهد فيه الامام الحسين بن علي في مدينة كربلاء بعد معركة دامية مع الجيش الاموي الذي انتهك كل معايير الاخلاق والانسانية سنة 61 هجرية حيث سطر الامام الحسين في هذة الواقعة اروع صور التضحية والايثار في سبيل الحرية واستأثرت قضيته الكثير من الادباء والمفكرين والشخصيات . الشيعة اتخذت من ذكرى استشهاد الامام الحسين في كل عام اقامة الشعائر الحسينية التي تعد جزءا كبيرا من عقيدة المذهب الشيعي ولقد قتلو وشردو من اجل اقامتها والاستمرار عليها كما في زمن النظام السابق الذي حارب هذة الطقوس محاربة شديدة واعتقال من يقوم بمثل هذة الافعال . وبعد التغيير الذي تزامن معه ذكرى محرم وصفر . شهدت المدن الشيعية اقامة ( مجالس العزاء ) كما يسمونها في المنازل والساحات وحتى الشوارع الرئيسية . ولقد سيست هذة الشعائر والطقوس لاغراض سياسية معينة واستغلتها بعض الكتل السياسية في دعايتها الانتخابية واستغلال بعض عواطف السذج من الناس . في هذا العام شهدت بعض الاحياء استعدادت مبكرة لاحياء هذة الطقوس . حيث ترفع الاعلام ( الملونة ) والسوداء اضافة الى وضع مكبرات الصوت ( المزعجة ) في الازقة السكنية الضيقة وما تحدثه من صخب وضجيج يصل ( للضالين ) . مع الاسف اصبح الضجيج جزء من حياة العراقيين فأن الديمقراطية لم تغير فيهم هذة المفاهيم فأصحاب التسجيلات الصوتية يضعون مكبرات الصوت الصاخبة في الاسواق المزدحمة فذاك ينادي ( ياحسين , ياعباس ) والاخر ( حبيبيتي , حبيبي ) . استوقفني هذا الامر كثيرا وشغل اهتمامي وبحثت عنه في الكتب والمواقع الالكترونية وتناقشت مع بعض الاساتذة واهم ما وجدته في هذا الامر وما استطعت ان اجمعه . الكثير من الدول الاوربية تسعى جاهدة من اجل ابتكار اجهز واطئة الصوت في المعامل والشركات , ووجدت ان هذا صائب للغاية وقد درس هذا الامر بدقة . حيث اثبتت احدى التجارب العلمية التي اجريت لحاسة السمع عند الانسان وجدو ان هذة الحاسة تستقبل جميع الاصوات مهما كانت صاخبة ويعمل على اتلاف حاسة السمع والجهاز العصبي تدريجيا . ولقد نصح الاطباء الذين قاموا بهذة التجربة الابتعاد قدر الامكان عن الاصوات الصاخبة والاستماع الى الموسيقى الهادئة . وعندما قلته لاحد الاساتذة قال ( عندما كان والدي موظفا في معمل السكائر كنت اقرء بطاقة راتبه الشهري وكان يعطى اجرا بدل طعامه والمواصلات ويعطى اجرا بدل الضجيج . تحسبا اذا تضرر حاسة السمع ) هنا وصلت الى نتيجة او اقتراح بأن كل عراقي يستحق راتبا شهريا لان الضجيج يلاحقه في كل مكان وما زاد الطين بلة اننا في محرم وبعده صفر حيث الضجة واللطم يبلغ ذروته عند اولئك الجهلة الذين لا يعرفون سنة ميلاد الحسين . ومن المخزي ان بعض علماء الشيعة ومراجعهم يؤيدون هذة الظاهر بدعوى ( تعظيم شعائر الله ) وهذا ما قرأته في كتبهم ولا اعرف لماذا يحاربون الغناء؟ اذا كانوا يسمحون بهذا ولقد ادخلت الى اللطميات اللحان الموسيقية واستخدام بعض ( الرواديد ) مصطلح ( كليب ) . يبدو ان الدين في العراق اصبح مشكلة كبيرة ولابد من استئصال دوره تماما انا طبعا لست ضد الشعائر الدينية اوالعبادات . على العكس فهذا من حق الجميع ولكن مراعاة حقوق الاخرين وهذا ما نص عليه الدستور والقانون . دعوة الى جميع المثقفين والجهات المعنية ان تعالج هذة الظواهر الغير حضارية في مدننا









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مبارك شعبى مصر.. بطريرك الأقباط الكاثوليك يترأس قداس عيد دخو


.. 70-Ali-Imran




.. 71-Ali-Imran


.. 72-Ali-Imran




.. 73-Ali-Imran