الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أزمة العلم في العالم العربي

محمد عبد الحميد مصطفى

2004 / 6 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


شاهدت منذ أيام برنامج بلا حدود بقناة الاخبار الاشهر بالعالم العربي الجزيرة الذي استضاف عالم الجيولوجيا المصري المعروف فاروق الباز للحديث في احوال البحث العلمي في العالم العربي و الحقيقه أن ما اصابني بالاحباط بعد مشاهدة هذا البرنامج ليست الارقام التي احتوتها المقارنات المرعبة بين ما ينفقه العالم العربي ككل علي البحث العلمي و ما تنفقه جامعة واحدة في الولايات المتحده من بين مئات الجامعات المنتشره هناك (و لن أذكر الأموال التي تنفق علي البحث العلمي في اسرائيل قهذا موضوع يحتاج الي دراسة تفصيليه) و لكن ماأصابني بالأحباط هوا السطحية و التقليدية التي اتسمت بها معالجة البرنامج لهذا الموضوع المصيري حيث ركز مقدم البرنامج أحمد منصور المعروف بانتمائة لأحدي جماعات الأسلام السياسي اليمينية انتقاداته علي السلطة الحاكمة و ثقافة" العوالم" كما اسماها مدللا بالوقت المفتوح المخصص للراقصات و مغنيات العري علي جميع القنوات العربيه الفضائيه منها و الأرضيه كسبب أساسي لأزمة العلم في مجتمعاتنا العربية بينما حاول الكتور الباز لأسباب ليست خافية علي أحد أن يدفع التهمة قدر المستطاع عن السلطة .

وتناسي كلاهما تماما أن قنوات الفيديو كليب ليست وحدها الأكثر انتشارا و ليست الراقصات وحدهن من يمتلك وقتا مفتوحا علي موجات الصندوق السحري , فقنوات الأغاني تنافسها شعبية وربما عددا القنوات الدينية المتعددة ببرامجها و مشايخها متنوعي الأزياء متوحدي الأقوال و المواضيع و المعاني و الحكايات المكررة لأبطال عاشوا من مئات وربما الألأف السنيين !!. والتي أبدا لن - وربما نادرا- تتلامس مع وعورة التحديات الراهنه و تتركها سريعا لتحلق في نعومة سراب الماضى الجميل.
و ربما نتفق مع أحمد منصور أن ثقافة العوالم و قنوات الفيديو كليب لن تساهم في خلق جيل من العلماء نحن في أمس الحاجة اليهم و لكننا نطرح عليه الأسئله التي كان يجب طرحها في الحلقة المذكورة وهي:
هل تسهم الثقافة الدينية التقليدية أو الشعبية الحالية كما تتجسد في برامج الفضائيات العمائمية في استفحال أزمة العقل الراهنة؟.
هل يمكن الخروج من هذة الازمة في ظل ثقافه تفضل النقل علي العقل و الموت علي الحياه؟
هل يمكن أن نتوقع مستقبل علمي باهر لأجيال تتربي علي أن الخسوف دليل غضب رباني(كما قال الداعيه الشاب المفوه) و علي أن نهيق الحمير دليلا علي وجود الشياطين (كما يذاع في فضائية الأطفال الأشهر ) ؟
هل يمكن لأناس يدعون أفضليتهم علي العالمين و يجهرون بالرفض المطلق للأخر أن ينفتحوا علي افاق الفكرالأنساني الرحب؟
هل يمكن لمناهج تمجيد القديم و القراة الأنتقائيه للتاريخ أن تشحذ الرغبة في تعلم الجديد؟
هل يمكن لبرامج الوعظ و الترهيب أن تحفز علي الحوار أ وعلي نقد أصنام العصر الحديث؟

أجيبوني أيها السادة فلم يعد في الوقت المزيد.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في


.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج




.. 101-Al-Baqarah


.. 93- Al-Baqarah




.. 94- Al-Baqarah