الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محنة الكورد الفيلية مع كوردستان

علي حسين غلام

2009 / 12 / 24
القضية الكردية


تغيرت كثيراً المفاهيم الفكرية والرؤى السياسية والأجتماعية للشعب الكوردستاني بل تعدى التغيير في الطبيعة الأنثروبولوجية للأفراد نتيجة الأوضاع المستقرة والحياة الطبيعية لأقليم كوردستان بعد تلك الأنعطافه التأريخيه لأقراره منطقة آمنة داخل العراق كمحصلة لأحداث عام 1991 من قبل المجتمع الدولي وأنسحاب كل المؤسسات الحكومية الأمنية والمدنية لجمهورية الرعب والخوف منه ، وقد شمل التغيير خصوصاً جيل الشباب الذي نشأ في ثمانينات القرن الماضي ليعيش بحرية في ظل العهد الجديد وحتى السقوط ، وكذلك التغيير في الرؤى السياسية والأيدلوجية للأحزاب الكوردية بعد أستراحة مقاتليهم وصمت البنادق وأستلام زمام الحكم والعمل بجدية لأقرار الدستور وبناء المؤسسات الحكومية للأقليم وتجسد ذلك بعد السقوط ولحد الأن في كيفية التعامل مع العراق الديمقراطي الجديد من منظور النظام الفيدرالي ، أن هذه المرحلة الظرفية أدت الى تنامي روح القومية الكوردستانية لدى هذا الجيل بشكل غير طبيعي نتيجة المعطيات الأحادية للأفكار القومية بعيداً عن الضغوط النفسية والسلطوية القهرية والتأثر بفكرة الأنفصال التي أنبثقت بقوة في الشارع الكوردستاني لتحقيق الحلم الأزلي لنشوء دولة كوردستانية مستقلة ،هي أحدى المعطيات لبناء الجدار الجليدي مع الكورد الفيلية بسبب طبيعتهم الديمغرافية خارج الأقليم ، بالأضافة الى تبعات هذا الوضع القسري وتحديد الحدود المناطيقية حيث ظهرت مؤشرات ضمور أواصر العلاقات الأجتماعية وأنعدام التواصل الفكري والثقافي ، مع أنحسار الحاجة للدعم المادي والمعنوي والسياسي لأنتهاء حقبة النضال الثوري كلها زادت في حجم الهوة بين الطرفين، بالأضافة للقصور والتقصير لدى هذا الجيل في دراسة السفر التأريخي المشرف المشترك والتوقف في المحطات المشرقة والتمعن في صفحات المسيرة الفيلية الخالدة منذ تأسيس الحركة الكوردية والأطلاع على النضال الحزبي والروح القتالية للكورد الفيليين في ظل النظام البائد ، أن هذه العوامل كلها أثرت سلباً على العلاقات الأخوية الحميمة والصلات الرحمية والأمتدادات العرقية مع الكورد الفيليين ، أن الأبحار والغوص
العميق في مفهوم القومية كثقافة فلسفية أحادية الأتجاه وتحديد قالب للمنهج الفكري وتبني المقارنة القياسية والنوعية مع القوميات الأخرى تؤدي الى الخروج من الأيدلوجية الى التعصب وخلق أعداء قوميين ومن ثم الأنجرار تدريجياً للدخول في النزاعات العرقية المستديمة لا سامح الله ، وهناك دلالة لهذا الموضوع فقد ظهرت في الآونة الأخيرة ظاهرة أطلاق مسمى (عربكان) على الكورد الفيلية من قبل شباب هذا الجيل والتعامل معهم من منظور مواطنيين من الدرجة الثانية من حيث الأنتماء وبلا حقوق وهذا مؤشر خطير يولد حالة من التوتر والهواجس وشعور بالحزن وخيبة الأمل وبتراً لعلاقات العرق والدم والأنتماء ، لتأخذ بعداً كبيراً تتسم بتقسيم الواقع الكوردي الى أجزاء أو طبقات أو بداية لألغاء شريحة كوردية أصيلة ، وهذا مرض سرطاني ينخر الجسد الكوردي ، وتجاوز وتطاول على أفكار وأيدلوجية وبرغماتية القائد الكبير الراحل الملا مصطفى البارزاني (رحمه الله) ، ومصادرة للتاريخ الكوردي عموماً والتاريخ الكوردي الفيلي خصوصاً ، وأضعافاً لمواقفهم وأستحقاقاتهم الوطنية والسياسية ، وحجة دامغة للحاقدين والمتربصين لغرض تهميشهم وتغييبهم وأن أقتضت الضرورة الى أعادة الزمن الى الوراء وبأسلوب بعثقاعدية للتنكيل بهم وألغاء فقرة التسفير ليبقى الجميع تحت مطرقة وسندان القتل.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كلمة حق يراد بها باطل
آريين ( 2009 / 12 / 24 - 12:49 )
الا ترى ياخي العزيز بان جزءا كبيرا من الكورد الفيلية الان يركضون خلف المذهب اكثر من القومية متناسين بان مشكلة الكورد في الاساس مشكلة قومية وليست دينية. على هذا الجزء من الكورد الفيليين الانتباه لما يمكن تسميته الازدواجية في الولاء لان الهوية يجب ان تقرأ كالتالي انا كوردي اولا ثم شيعي او سني. ثم كيف يمكن لاكراد بغداد ومعظمهم فيلية تبرير فشلهم في التصويت للتحالف الكوردستاني واللهاث خلف قوائم بهويات مذهبية ضيقة. من هذا الباب ربما يستحقون تسمية العربكان بجدارة وتقبل تحياتي

اخر الافلام

.. تغطية خاصة | وكالة -إرنا- نقلاً عن مصادر ميدانية: فرق الإغاث


.. ناجون من الهولوكوست يتظاهرون في بريطانيا رفضا للعدوان الإسرا




.. رغم بدء تشغيل الرصيف العائم.. الوضع الإنساني في قطاع غزة إلى


.. تغطية خاصة | تعرّض مروحية رئيسي لهبوط صعب في أذربيجان الشرقي




.. إحباط محاولة انقلاب في الكونغو.. مقتل واعتقال عدد من المدبري