الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لهذا السبب خرج الحسين

محمد شفيق

2009 / 12 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تعد قضية الامام الحسين من اهم القضايا التأريخية والتي سطر فيها اروع صور التضحية من اجل الانسانية والحرية , ولقد وقف بوجه اعتى الطغاة وتحدى جبروتهم . يقع الباحثون والمؤورخين في تخبط كبير عندما يمرون على قضية الامام الحسين واسباب خروجه من الحجاز الى العراق وهو يعلم المصير الذي ينتظر . بل ذهب البعض الى تسيس خروج الحسين , حتى يقول احد علماء الشيعة انه خرج من اجل عشيرته . ويقول البعض خرج الحسين طلبا للسلطة . والادهى ان البعض يعلل خروج الحسين من اجل النساء , حيث كانت امراءة يحبها يزيد والحسين معا . ولم يتطرق الذين كتبوا في قضية الحسين لماذا خرج الحسين ؟ ماالذي دعا الحسين للقتال ؟ لقد خرج الحسين على السلطة الاموية المتمثلة بشخص يزيد بن معاوية . لانه لم تتوفر فيه الشروط المعروفة ولم يكن كفوء ليتولى حكم الدولة الاسلامية . يزيد شاب طائش تربى في عز ابيه معاوية الذي كان يحكم بلاد الشام وتوفرت ليزيد كل وسائل الحياة المرفهة وسكن افخم القصور . وكانت هوايته صيد الحيوانات وتربيتها اضافة لشرب الخمر ( الذي كان محرما لمن يتولى السلطة انذاك ) ولم يكن قريبا من الشعب . عند وفاة والده تم تعيين يزيد بن معاوية حاكما على البلاد الاسلامية لان نظام الحكم كان وراثيا من الاباء الى الابناء . وفي هذة الفترة لم يكن بأستطاعة يزيد ادارة امور الامة وشؤونها . ولكن والده قيظ له مستشارين ووزراء كانوا اذكياء يديرون شؤون البلاد والعباد وكان يزيد حاكم بألاسم فقط , حتى ان احد مستشاريه الذي يطلق عليه ( سرجون الاكدي ) الذي اشار بعزل النعمان حاكم الكوفة وتعيين عبيد الله بن زياد احد طغاة زمانه وكان القائد المباشر في مقتل الامام الحسين . خرج الحسين على يزيد ورفض مبايعته ولم يكن خروجه حقدا على الامويين او لعداء شخصي . يقول الامام الحسين ( اني لم اخرج اشرا ولا بطرا ولا ظالما ولا مفسدا انما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي محمد ) و ( انما ) في اللغة حرف يفيد الحصر اي حصر خروجه بطلب الاصلاح واقالة الاشخاص الذين في منصب لا يستحقون ان يكونوا فيه . يقول الامام في خطبة له ( ان يزيد رجل فاسق شارب الخمر قاتل النفس المحترمة ... ومثلي لا يبايع مثله ) ولم يصدر منه ما يوحي انه خرج حاقدا او معاديا حتى نراه انه بكى على الجيش المعادي يوم العاشر من محرم . وفي ليلتها امر اصحابه بالذهاب اذا رغبوا في ذلك . لقد كان مبدا سيدنا الحسين واهداف خروجه تعيين الرجل المناسب في المكان المناسب . ونحن نعيش في ذكرى استشهاده وما اشبه اليوم بالبارحة . كم من شخص فاسد وظالم تربع على السلطة وهو لا يستحقها . سيدي يا حسين في العراق الذي سال عليه دمك الطاهر وفي بقعة كربلاء التي احتظنت جسدك الشريف . منعوا ان يكون الرجل المناسب في مكانه المناسب والذي اختاره الشارع الكربلائي بالاجماع لانه انسان يخدم الشعب ويوفر الخدمات وتأمروا عليه ومنعوه من شغل منصبه . سيدي خرجت على الفساد وعراقك اليوم يبلغ المرتبة الرابعة في الفساد الاداري والمالي . خرجت لتضع الاشخاص الحقيقين في مكانهم الذي يجب ان يكونوا فيه , واليوم وزير الداخلية يصبح وزيرا للمالية , ووزير التجارة يصبح وزير التربية في ليلة وضحاها ( اولئك الداعون اليك ) ويلطمون عليه الصدور . يا ترى لو خرجت اليوم ورأيت تلك الحالة وعزلتهم ماذا يكون موقفهم منك . اترك الجواب للشاعر الكبير ( مظفر النواب ) الذي يخاطبكم قائلا ( لو خرجت اليوم لحاربك الداعون اليك وسموك شيوعيا )










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ما ارى العيش مع الظالمين الا برما!!!
سميح الحائر ( 2009 / 12 / 25 - 04:17 )
لقد قالها ابو الاحرار ـ الامام الحسين ــ كلمة مدوية لا زال صداها يتردد في مسامع الدهر لمن يريد الحرية والكرامة والعيش الكريم بعيدا عن الشعارات التي لا تمت الى رفضه للظلم ايا كان مصدره لذا على المسلمين ان يحتدوا بمبادء ه لا ان يقبلوا الطلم تحت مبررات صاغها لهم خصومهم من االمتؤآمرين على الاسلام بنقل احاديث مكذوبة تطالبهم بالرضوخ الى الحكام الظلمة وان هتكوا العروض وفي الوقت ذاته يتبجحون ويحمدون الله على انقاذهم من العبودية ــ بالدين الاسلامي ــ وهم في الواقع عبيد. لو قورن حال لمسلمين الآن ولا سيما العرب منهم بحال عرب الجاهلية قبل السلام لوجد الفرق الشاسع الا وهي الحرية والكرامة التان حرص العربي علا صيانتهما وان ادى ذالك الى فقد حياته والشواهد على ذالك كثيرة.متى ينتبه المسلمون من المؤامرات التي يحيكها لهم رجال الحكم بالاشتراك مع الفقهاء الفاسدين بتدجين عقولهم بفتاوى واحكام ما انزل الله بها من سلطان حت اصبحوا اضحوكة بين الامم.
اغاية الدين ان تحفوا شواربكم *** يا امة ضحكت من جهلها الامم.
سلام عليك يا حسين وعلى الاحران الذين استشهوا معك الذين ابوا الخنوع لحاكم فاسد.


2 - الغلو الصفوي الى اين
ابو مودة ( 2009 / 12 / 25 - 15:20 )
تحية طيبة للاستاذ العزيز محمد شفيق
حقا لو ظهر الحسين اليوم على من يلطمون عليه وانتقد بعض ما فعلوه ويفعلوه بأنفسهم والاخرين لاتهموه بأنه خارج على المله وجاسوس لقوات التحالف لانهم منبع الرياء والفساد والخطيئه اذ سحقوا المبادئ بالحذاء وفيهم وزراء وبرلمانيون فاسدون لايهمهم سوى مصالحهم الحزبية والشخصية وسرقة المال العام ويدعون بسطاءالناس الى ان يكونوا بطرقهم الملتوية اكثرغباء و عن دجالي الخطب والتي تسمى ظلما انها منابر حسينية تنتهك فيها حقوق الأنسان والمرأه والطفل ويدعونهم الى الفرقة والظلالة من خلال الاباطيل وتزييف الحقائق والغلو الصفوي الخبيث


3 - سلبية واحدة لا تجرم يزيد!
عماد كاظم ( 2009 / 12 / 25 - 17:36 )
أخي العزيز :أنا أعتقد أن ليزيد سلبية واحدة فقط هو أنه كان يعاقر الخمر علناً قبل وبعد فترة حكمه ولم يكن قاتل ولم يأمر بقتل الحسين أو غيره وأنما أهل الكوفة وكربلاء خدعوا الحسين بأنهم سوف يناصروه كلهم إذا جاء لأخذ الخلافة من جماعة يزيد وعلى رأسهم عبيد الله بن زياد وسنان بن أوس الخزرجي والشمر وغيرهم لكنهم حينما وصل ومعه حوالي سبعين فرد ومن ضمنهم النساء والأطفال ..نكثوا بوعدهم له ولم يناصروه وبدأ بإستصراخ ضمائرهم الميتة لنصرته وكونه سبط رسول الله أي حفيده من إبنته فاطمة فتقدم لنصرته القائد الحر الرياحي مع كل كتيبته التي تضم 3000 آلاف مقاتل وإستشهدوا جميعهم ما عدا زين العابدين إبن الحسين الذي كان مريض ولم ينزل للمعركة , فيزيد لم يقتل الحسين وأصحابه وكان يزيد شاعراً عبقرياً ومن الفطاحلة ولم يكن من الفاسدين أو المفسدين لكنه يشرب الخمر علناً وكان قسم من المؤمنين لا يشربوه وقسم آخر يشربه سراً , أود الإشارة الى عدم رضا يزيد لمقتل الحسين وأصحابه وبكاؤه عليه حينما وصل رأسه اليه في الشام بحيث طلب إعادته ودفنه مع الجسد وهو ما يحتفل به الآن بما يسمى الأربعينية أي بعد مرور أربعين يوم على وفاته في الطف


4 - أحسنت
زهراء ( 2009 / 12 / 25 - 20:30 )
الحسين عليه السلام كان مدرسة عظيمه قدم دمه ودم أهله وأصحابه ليترك لنا مجموعة من القيم والثواتب ثباته على المبدأ رغم ظلم الحاكم ورفضه قبول مبايعة يزيد ..شهيد كربلاء وأخيه أنتقلوا لجوار ربهم عطاشى فقائد القوم لا يشرب الماء ومن معه عطشى ..واليوم نحن نؤذيه أيما أيذاء بشعائر لاتمت لمدرسته بصله ..قضيته يستخدمها سماسرة وتجار الزنجيل والأعلام والسرادقات ..سماسرة سراق الوطن وقوة الفقراء ..علي أمام المتقيين ماكان مبدد لأموال بيت المال كان رمزاً للزهد والتقوى والدفاع عن الحق ..أتمنى أن يعي شيعته حقيقة واقعهم المهين فيكونوا أحراراً في دنياهم لا مطية للدجال والسمسار. السلام على الحسين وأولاده وأصحابه يوم ولد ويوم أستشهد ويوم يبعث حياً،
ولا ننسى أيضاً ذكرى ميلاد السيد المسيح عليه السلام ..كل عام وأخواننا في الوطن بخير وسلام.


5 - تعليق
محمد الخليفة ( 2009 / 12 / 26 - 10:05 )
أنا لااحمل حقداً على أي مذهب أو دين فذلك شأن شخصي أو جمعي لمن يعتنق مذهب أو دين معين ن ولكني أرفض تقديس الأشخاص مهما يكونون أو لمن هم ينتسبون ، لاأعرف لماذا تلصق صفة الإمامة للحسين ، وما هي مؤهلاته حيث أن للإمامة شأن لدى المعتقدين بها، لماذا لايعترف مقدسي الحسين أنه بشر وقد أخطأ عندما زج بنفسه وجيشه الضعيف في حرب ليس أهلاً لها ولا يستطيع مواجهتها ، إلا إذا يرغب في الإنتحار ، ولكن ماذنب من كانوا معه وخاصة النساء اللاتي استبيحت أعراضهن ، في نظري أنه تجب محاكمته أي محاكمة فعلته هذه وليس تقديسه وتقديس مافعل، فقرابته للرسول وبنوته لعلي لاتشفع له في نظري المتواضع أن تتنازل طائفته عن لومه وتقريعه وقول كلمة الحق فيه.وشكراً مع احترامي لكل شيعي يستعمل عقله


6 - الى الاخ محمد خليفة
محمد شفيق ( 2009 / 12 / 26 - 15:40 )
تحية طيبة

اخي العزيز محمد خليفة اذا كان الانسان لا يملك ناصرا او معينا لا يكون سببا رئيسيا في عدم ثورته على الظلم ولقد رأينا الكثير ممن ثاروا على الظالمين والفاسدين ومنهم ارسطو واحب ان التنويه ان الحسين لم يخرج بجيش ضعيف بل هناك من غدر به حيث انه مئات الكتب كانت تأتي للحسين لغرض نصرته وانه معه حتى الموت كما يحدثنا التاريخ فالحسين خرج استجابة لهؤلاء وكان يعتقد ان هناك جيشا كبيرا سوف يكون مستعدا رغم ذلك فالحسين لم بستسلم وقاوم الفاسدين والظلمة ياترى الا يستحق مثل هذا الرجل التركيم والتقديس وهو باستطاعته ان يعيش عيشة الملوك والامراء لمجرد كلمة واحدة يقولها هذا بالاضافة ان الحسين انار الدرب للكثير من الثائرين والقادة ومنهم غاندي الزعيم الهندي المعروف فتريث قليلا في الامر وراجع التاريخ والقضية بشكل اكبر


7 - الى الاخ عماد كاظم
محمد شفيق ( 2009 / 12 / 26 - 15:48 )
تحية طيبة

الى الاخ العزيز عماد كاظم اهديك اجمل التحيات يا اخي العزيز ان يزيد لم يكن شخص كفوء لكي يتولى منصب مهم كمنصب الخلافة فلديه الكثير من السلبيات وما اعجب ما تقول في العنوان ان سلبية واحدة لا تعني لا تجرم يزيد كيف يا سيدي الكريم وقد قتل ما يقارب من 100 شخص وكلهم عظماء وعلماء ومن قربى الرسول الاكرم محمد خذا المقياس على زمننا هذا ما هو حكم من يقتل اكثر من شخص الا يعد مجرما . وهو كان الحاكم المباشر الا يعلم بمقتل الامام الحسين واهله ومن اصدر قرار منع الماء عنه وعن الاطفال الصغار اضافة الى الكثير من السلبيات شكرا لك واهديكم اجمل التحايا

اخر الافلام

.. مشروع علم وتاريخ الحضارات للدكتور خزعل الماجدي : حوار معه كم


.. مبارك شعبى مصر.. بطريرك الأقباط الكاثوليك يترأس قداس عيد دخو




.. 70-Ali-Imran


.. 71-Ali-Imran




.. 72-Ali-Imran