الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطبع والشخصية

نبيل حاجي نائف

2009 / 12 / 26
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الطبع هو مجموعة العوامل أو الاستعدادات الوراثية التي سوف تؤلف شخصية الإنسان , فيمثل الطبع الركائز الاساسية للشخصية أي العناصر الثابتة الموروثة بيولوجياً , والتي سوف تتكون منها الشخصية نتيجة ما يكتسب نتيجة ظروف الحياة وما بالتعلم والتربية . فالموروث البيولوجي هو ما يكون الطبع , والمكتسب أثناء الحياة هو الذي يحدد طبيعة وصفات الشخص أي شخصيته .
اشتقت كلمة طبع من كلمة بصمة أو علامة أو محفور ثابتة . اقترح " ابقراط " تصنيف الطباع وفقاً لنظرية الأخلاط التي كانت معتمدة ذلك الوقت في تكوين جسم الإنسان . فصنف الطباع حسب أخلاط جسم الإنسان الأربعه : الدم , اللنفا , المرة الصفراء , والمرة السوداء ؛ تقابلها الطباع الاربعه : الدموي , اللنفاوي ( البلغمي ) الصفراوي و السوداوي .. وذلك تبعا الطبع الطاغي لدى الشخص .
ولكن العصر الحديث هو الذي وضع الأنظمة الكبرى للطباع . فنجد عدة طرق لتحليل الطبع و وصفه . فبعضها يحلل الطبع عبر تكوين الانسان الجسماني , اما البعض الآخر فيستند إلى مراقبة التصرفات الناتجه عن تاريخ الفرد . وأهم مدارس علم الطباع والتي سوف نعتمد على أسسها التي بنت عليها تصنيف الطباع , هي التي أسسها استاذان هولنديان في جامعه " غرونينغ " , احدهما اختصاصي في علم النفس ويدعى " جيرار هيمنو " والذي خصص الجزء الأكبر لهذه الدراسة , و الآخر طبيب اختصاصي في الامراض النفسيه اسمه " اينود . ويرسما " . تناولت دراستهما فرز وتحليل نحو 2523 اختبارا نشرت مابين سنة 1906 و 1909 , وشكلت احد مناهل المعلومات الأساسية المتعلقه بعلم الطباع الذي نعرفه اليوم . فهي رصدت علامات ثلاث كعناصر اساسية وخمسة فرعية يتم تصنيف طبع الشخص حسبها . والأساسية هي :
الفاعلية أو الحيوية - الانغعالية - والترجيع البعيد .
والمكملة هي : سعة ساحة الشعور أو اتساع مجال الوعي , القطبية ( فينوس - أو مارس) , النهم , الاهتمامات الفكرية والذكاء , الاهتمامات الحسية
وقد لعب الفرنسي الشهير " رينيه لوسين " الفيلسوف و الاستاذ الشهير , دورا مهما , اذ رفع من شأن مادة علم الطباع عندما طور مفهومها بصورة ملفته , و نشر كتاباً بعنوان " مقالة في علم الطباع " عام 1945 .
تعرف هذه الطريقة اليوم باسم ( علم طباع هٍمنز - لوسين ) , او ( علم الطباع اللوسيني ) ,الواسع الانتشار في البلدان اللاتينية . كما تعرف ايضا بـ ( المدرسه الفرنسية - الهولندية في علم الطباع )
وقد ساهم الى جانب رينية لوسين " غاستون بيرجيه " الفيلسوف والاستاذ و مدير التعليم العالي في جامعه ايكس مارسيي في تطوير هذا العلم , مضيفا الى العوامل الاساسيه العوامل الخمسة الأخرى .
يتكون طبع الفرد حسب هذه المدرسة بشكل أساسي من العوامل الثلاثة الأساسية بالإضافة للعوامل الخمسة المكملة , وهذا يجعل مجال تصنيف طبع الشخص واسع جداً نتيجة امتلاكه نسب مختلفة من هذه العوامل الأساسية والمكملة . ولحصر مجال تحديد طبع الشخص أعتمدت العوامل الثلاثة الأساسية , وتتم تصنيف الطباع إلى ثمانية , لن نتكلم بالتفصيل عنها الآن .
إن مدرسة علم الطباع الهولندية الافرنسية كما ذكرنا اعمدت أهم الأسس الموروثة ( في نظر روادها ) والتي تحدد طبع الشخص وهي : الفاعلية أو الحيوية والنشاط – الانفعال – الترجيع البعيد أو الوقع . سنركز على ما نراه موروث أساسي ومهم من العوامل التي اعتمدتها هذه المدرسة , والذي يمكن التأكد من إرجاعه لأسسه البيولوجية والفزيولوجية التي تورث .
الملاحظ أن الفاعلية أو الحيوية , وكذلك الانفعال يمكن إرجاعهم إلى أسس بيولوجية موروثة ,فأسس الفاعلية والانفعال موروثة وليست مكتسبة لذلك , وتأثير الحياة والحياة الاجتماعية عليهم متواضع جداً , وهما من أهم عوامل الطبع . يمكن التحكم بالفاعلية بالتربية ضمن حدود صغيرة جداً, وبالعقاقير والمنشطات والأغذية ( وضمن حدود معينة ) ولكن عندما تنتهي تأثيراتها يعود الوضع كما كان عليه بالإضافة لامكانية حدوث إحباط أو يأس . وكذلك يمكن التأثير على شدة الانفعالات والتحكم بها بالكحول والوشروبات والمخدرات والعقاقير . . , وهذا له سلبياته في أغلب الأحيان .
أما الترجيع البعيد أو الوقع , فهو غير واضح أساسه البيولوجي العصبي لأنه يتداخل مع عوامل تورث اجتماعياً أي مكتسبة وليست موروثة بيولوجياً , لذلك يمكن التحكم بهذا العامل بالتربية والتعليم . يمكن استبداله بعامل " زمن فترة بقاء التأثيرات الحسية والعاطفية والانفعالية " بالإضافة لزمن فترة تكرار الإدخال لساحة الشعور . فهتين الخاصيتين موروثتان ولا تكتسب .
والملاحظ أن تأثير مقدارالفاعلية وكذلك مقدارالانفعال , على تشكل شخصية الفرد وتحديد مجمل مسار حياته وغالبية مناحيها , هو الأقوى والأهم والحاسم . أما الترجيع البعيد فتأثيره أقل وإن كان قوياً .
والقطبية ( مارس – فينوس ) لها أسس بيولوجي موروثة . وكذلك الذكاء وأسلوب أو طريقة التفكير , ( تسلسلي سببي منطقي – أم تفرعي أي متوازي ) . وأيضاً ( النهم ) له أسس بيولوجية موروثة .

تعريف الفاعلية أوالحيوية :
هي كمية الطاقه العضوية التي يتمتع بها الفرد , وتستعمل هذه الطاقه في افعال غالبا ما تكون مثمرة , فالفرد الفعال أو الحيوي انتاجة الطاقة لديه يكون وفير وغزير , فهو دائم الحركة والنشاط , اما الانسان غير الحيوي أو غير الفعال فيمتلك مخزونا ضعيفا من الطاقه العضوية , وهو يستنفذ طاقته بسرعة .
والفاعلية بحسب علم الطباع ليست الافعال المحمومة او التقلب الناتج عن الانفعاليه , بل الاستعداد الطبيعي العميق و الخلقي الذي يدفع الانسان الى التصرف . ان المعيار لتقدير الفاعلية هو تصرف الفرد امام العقبات . فالفرد الفعال هو الذي تقوي المصاعب من عزيمته و تدفعه للمواجهه , اما غير الفعال فهو الذي تثبط عزيمته اي مواجهة صعبة . فالفعال هو ذلك المثابر , وفي بعض الحالات قد تكون العقبة سببا لاهتمامه بامر ما كان لفت انتباهه لولا تلك العقبة . فالفعال لا يتعب بسهولة , وقادرا على استعادة طاقاته العضوية بسرعه بعد المجهود الكبير . انه يبحث دائما عن الحركة .
اما غير الفعال فيتصرف بصعوبة . و سرعان ما يستولي عليه التعب أو الملل . وهو غير قادر على استعادة طاقاته بسرعه .
الفالعلية طاقه قيّمة تنشط مجمل وظائف الطبع . انها تشجع الاندفاع و تعطي الثقه بالنفس و تقوي روح المغامرة والبحث . و تشجع الفاعلية ايضا البشاشه و التفاؤل على عكس ضعف الفاعلية التي تؤدي الى الكآبة والتشؤم .
قد يجهد الانسان نفسه لسببين مختلفين . اولهما الانفعالية , و الاخر الفاعلية . و في الحالتين سوف يبدو للوهلة الاولى فعالاً , لكنه لن يكون فعالاً اذا نتجت افعاله عن أنفعالات تحفزه وتنشطه لأنه عند زوال تلك الانغعالات سوف تخمد طافته ويتوقف .
والفعال هو : جريئ - مثابر - دائم الانشغال - واثق من نفسه- عملي , فالإنجازات الواسعة والنجاح والتفاؤل والمرح والسعادة وقلت العقد النفيسة . . كل هذا يمكن أن تساعد بشكل كبيرالفاعلية العالية لدى الفرد في تحقيقه .
وكذلك ضعف الفاعلية ( أو الكسل ) هو من أهم عوامل قلت الإنجاز وعدم الرضى والتشاؤم . .
يمكننا أن نلاحظ بوضوح قوة تأثير الفاعلية لدى الأطفال , فعندما يكونوا في قمة طاقتهم و نشاطهم يكونوا مرحين متفائلين يتحملوا الفشل أو الخسارة ويعاودوا المحاولة ليحققوا إنجازاتهم , ولكن عندما يستنفذوا طاقتهم يصبحوا ملولين ومحبطين ويسهل بكاؤهم وحزنهم , وغالباً ما يسعوا للنوم ليستعيدوا طاقتهم . وهذا ما يدل بوضوح على تأثيرات الواسعة للفاعلية والطاقة العالية .
والفاعلية العالية لها القدرة على السيطرة على الانفعالات وضبطتها ( ضمن حدود معينة ) . والتأثيرات السلبية للدماغ الحوفي( مثل التردد والوسوسة وغيرها ) تظهر بشكل واضح عندما تضعف الفاعلية , وبالتالي تضعف هذه التأثيؤات عندما تقوى الفاعلية .
إن كمية إنتاج الطاقة للفرد أي مقدار فاعليته تؤثر بشكل كبير على حالته الفزيولوجية والعصبية وبالتالي النفسية والفكرية , فزيادة إنتاج الطاقة لدى الفرد تجعله يتقبل الفشل , لشعوره بأن لديه القدرة على إعادة المحاولة وتحقيق النجاح , وغالباً الفعال يحقق النجاح من المرة الأولى في الأوضاع السهلة , أما في الأوضاع الصعبة فهو أيضاً غالباً ما يحقق النجاح وإن كان بمحاولات متعددة فهو نادراً ما ييأس . لذلك الفعال واثق بنفسه ومتفائل ويصعب وصوله لحالات اليأس أو الإحباط .
فالندم والتردد والوسوسة بالإضافة للكثير من مسببات الأمراض والعقد النفسية التي تنتج بشكل أساسي عن قوة تأثيرات الدماغ الحوفي وشدة الانفعالات , يمكن للفاعلية العالية التعامل معهم والسيطرة عليهم بشكل كبير . والفعّال جسمياً هو على الغالب فعال عصبياً أيضاً , فهو له القدرة على التحكم بشكل كبير في مدخلات ساحة الشعور لديه .
أن التصميم القوى والاستمرارية ( والعناد ويباسة الراأس . . . ) من أهم خصائص الفعال , وهو غالباً يستطيع السيطرته على ألامه وانفعالاته .
تعريف الانفعال :
إن الوظيفة الأساسية للانفعالات هي رفع جاهزية وقدرة الفعل والاستجابة , إلى الدرجة التي تعتبر مناسبة وفعالة في مواجهة ما يتعرض له الكائن الحي , وهي موجودة فقط لدى الحيوانات الراقية بدأً من الثدييات . فهناك انفعالات أساسية نشترك بها مع الثدييات الراقية والرأسيات, وهي انفعال الغضب والخوف والحب. . ., وهي انفعالات أساسية قديمة لدينا . وقد نشأت لدينا نتيجة حياتنا الاجتماعية انفعالات جديدة وهي خاصة بنا , فهي تكونت نتيجة العلاقات الاجتماعية , و الحضارة والثقافة والعقائد . . . , فقد نشأت وتطورت أنواع كثيرة من الانفعالات نتيجة لذلك .
والانفعالات دوماً تكون مترافقة مع أحاسيس خاصة بها , وهناك انفعالات إخبارية مثل الدهشة والتعجب والترقب والضحك, وهناك انفعالات مثل الحب والحنان والصداقة, والزهو, الغيرة, الحسد , والكراهية....., وكل هذه الانفعالات ترافقها أحاسيس معينة خاصة بكل منها.
وأحاسيس الانفعالات لا تنتج عن واردات أجهزة الحواس فقط , فهي تنتج بعد حدوث تفاعلات وعمليات في الدماغ والذاكرة بشكل خاص , وتقييم الوضع , بالإضافة إلى عمل وتأثيرات الغدد الصم , فالغضب لا يحدث لدينا إلا بعد معالجة فكرية , والتي تتأثر بالذاكرة وما تم تعلمه , وهناك تأثير متبادل بين الدماغ والغدد الصم, ويمكن المساعدة في إحداث الانفعالات باستعمال تأثيرات كيميائية وفسيولوجية . فهناك الأحاسيس الناتجة عن انفعالات النصر أو الفوز والنجاح , أو الهزيمة والفشل, وغيرها .
فالانفعالات تنتج الطاقات الجسمية والعصبية , وتجهز الجسم لمواجهة الظروف التي أدت لانتاج تلك الانفعالات , وهي مصدر إضافي للفاعلية . فالفرد الانفعالي هو الذي تكون لديه العناصر والعوامل الجسمية والعصبية التي تنتج الانفعالات , بسهولة وسرعة , فهو ينفعل بقوة وبسرعة وسريع الاثارة .
اما غير الانفعالي فهو ليس كذلك على العكس يتمتع بطاقه انفعالية متدنية , انه عادة : هادئ , رصين . .
قد يكون الشخص " حساسا " دون ان يكون " انفعاليا " .
أسس الانفعالات الفزيولوجية .
كما ذكرنا ان الانفعالات مرتبط بالجهاز العصبي الخاص بالغدد الصماء الموجوده في الدماغ المتوسط . عندما يلتقط الدماغ تاثيرا معينا تسري آثاره في الجسد بواسطة الجهاز العصبي الانبائي .
في هذا الوقت , وحسب الشخص , سوف يترجم الانفعال بطريقه لا يمكن السيطرة عليها , إما عبر تسارع الحركات " الاثارة " , و إما عبر الشعور بالشلل و الجمود " الكبت " .
الاحساس هو فقط نوع من الاعلام , و اما طريقة التعامل مع هذه المعرفه فهي التي ستحدد الانفعال . و الانفعال في الواقع هو نوع من التعبير , لذلك فإن احساسا ما قد لا يؤدي الى الانفعال . و نستنتج من هنا ان الانفعالي حساس بالتاكيد , اما الحساس فليس بالضرورة انفعاليا .
اذا قلنا ان الاحساس يتولى التقاط المعلومات والانفعال يتولى نقلها فان التاثر هو الهدف المقصود الوصول اليه . و هذا الهدف قد يكون . متجها نحو الذات , مما يعطيه معنى المجهول " لقد اثر فينا امر ما . أو متجها نحو الاخرين , مما يعطيه معنى الفعل .
وهناك فرق بين الانفعال والتاثر . ان شخصا ( سواء رجلا او امرأة ) غير انفعالي , قد يكون شديد التاثر قوي الاحساس و مرهفا ولكنه لا ينفعل بسهولة . ان مثل هذا الشخص يتمتع بالهدوء ولا يمكن اخافته او اقلاقه بسهوله ولا حمله على الانفعال , غير انه في الوقت عينه يشعر بالحنان و الحزن والالم المعنوي و الشفقه , اي انه يمتلك قلبا كبيرا .
في المقابل قد نقع على شخص انفعالي ( سريع الغضب , غير صبور , حساس .. ) ولكنه قاسي القلب جاف العاطفة و متصلب الرأي .
الترجيع البعيد
ذو الترجيع البعيد أو الترصني : هو الشخص الذي يكون " وقع " الانطباع لديه بطيئا وثابتا و عميقا .
وذو الترجيع القريب أوالفطري : هو الشخص الذي يكون " وقع " الانطباع عليه سريعا ويزول بسرعة.
ان الوقع " وقع التصورات " بالرغم من مظهره المعقد , انه يعني السرعه التي تظهر بها ردة فعل الفرد اتجاه عوامل يواجهها ويعني ايضا مدة ردة الفعل هذه , وبقاء التأثر و ردة الفعل .
يمكننا تشبيه الوقع بنابض نضغطه على دفعات متتاليه الى ان تؤدي حركه خاطئة الى انفراجه بصورة فجائية ’ و وفقا لردة فعل الشخص , يمكننا التحدث عن وقع سريع " فطري " اذا كانت رده الفعل فورية " ينفرج النابض فورا " , او عن وقع بطيئ " ترصني " اذا اتت ردة الفعل بعد فترة طويلة " النابض لاحقا .
فسريعي التأثر ردة فعلهم فورية عند مواجهتهم امرا محزنا او مفرحا , هذا النمط من الاشخاص يسمى في
علم الطباع النمط الفطري او البدائي . والشخص في هذه الحاله يستجيب بسرعه , اي ان ردة فعله تاتي في اللحظة الاولى . اما الانفعال فلا يدوم بل ينسى .
يفضل الاشخاص سريعي التأثر العيش في اللحظة الراهنه دون التفكير في المستقبل . وهذا امر يساعد في انفتاحه على الاخرين , لكنه يؤدي الى عدم الاستقرار في عواطف الشخص وعلاقاته .
سريع التأثر أوالفطري شخص تواق دائما الى التغيير . يحب المفاجآت , يمكن ارضاؤه بسرعه و تزول احقاده بالمصالحه . هو سريع الاندماج في الاوضاع المختلفه , ولديه القدرة على التاقلم مع المتغيرات حتى الغير منتظرة بليونه و مرونه . غير ان شدة احساسه بتقلبات بيئية قد تؤدي به الى حاله من عدم الاستقرار .
ذلك كله يجب الا يدفعنا الى الخلط بين النموذج سريع التأثر و النموذج الانفعالي
فسريع التأثر هو :- مندفع - غير مستقر - لجوج أو غير صبور - يرضى بسرعه- غير حقود
أما بطيئ التأثر أو الترصيني فيعتبر اكثر اتزانا في ردات فعله من الشخص الفطري " السريع التاثر " . يستطيع البقاء لفترة طويلة تحت تاثير انطباع معين , فتتراكم الاحداث عنده قبل ان تظهر ردة فعله . هذا الميل الى الانفعال بعد فوات الاوان يتلاءم في علم الطباع مع الفئة التي سنتكلم عنها هنا . فالترصني , اي الذي تظهر ردة فعله في وقت لاحق فيبقى انفعاله ولا ينساه بسهولة . فهو يهتم بنتائج افعاله ؛ يفضل التفكير قبل التصرف . يحتفظ لمدة طويلة بذكرى انطباع معين , ويظل مرتبطا بذكرياته القديمة , لذلك لا يمكن ان يرضى بسهولة . وعلى عكس الشخص الفطري . فهو مستقر ومخلص في صداقاته و عواطفه . يحتاج الى الاستقرار و يشعر بالامان في الرتابة . يوصف عادة الترصني بانه " جاد " طبيعته حذرة , ويميل الى الانطواء على ذاته . هو رزين - منظم- مستقر- حذر- رتيب
بالنسبة للنمط الترصني " اي البطيئ التأثر " , الخبرة هي التراكم الناتج عن انفعالات تلقوها , ما اسهل الكتابه على الرمال ولكن ما نكتبه سرعان ما يمحى وما اصعب الحفر على الرخام ولكن ما نحفره يبقى ابدا .
أما الفطري : قد يلتقى الشتائم , فيهتز وينفعل لها و ينفعل فورا و بشدة , وبنسى بعدها كل شيئ .
علاقة الترجيع البعيد بالأسس الفزيولوجية الموروثة , والمكتسب أثناء الحياة .
علاقته بطول فترة بقاء التأثيرات الحسية والعصبية والانفعالية . فالعامل الأساسي الموروث للترجيع البعيد هو طول أو قصر زمن بقاء التأثيرات العصبية وبقاء جريان التيارات العصبية فيى الدماغ ( أي طول زمن بقاء الطنينات الحسية ) . أما علاقة الترجيع البعيد بالتربية والتعلم وظروف الحياة , فهي قوية وإن كان تأثيرات الحياة والتربية يلزمها وقت طويل لتترسخ , فكلنا عندما نتقدم في السن نصبح بعيدي الترجيع وإن كان بنسب متفاوته تابعة لما مورثناه بيولجياً .
عوامل الترجيع البعيد :
1 – شدة الحساسية أو التأثر , وبالتالي شدة الأحاسيس , وشدةاللذة والألم
2 – فترة زمن بقاء التأثيرات الحسية والعصبية والانفعالية .
3 – فترة زمن تكرار إعادة الادخال لسحاة الشعور , هل هي بضعة دقائق أم بضعة ساعال أم بضعة أيام .
4 – قوة الذاكرة وقوة الذكاء , أوالقدرة على التعلم أي عدد مرات التكرار لحدوث التعلم , وهذا تابع أيضاً لقدرات العقل والذكاء . فالترجيع البعيد هو تعلم نتيجة تأثيرات ظروف الحياة والسعي للتوافق معها , وهو أيضاً يدل على شدة الذكاء .
5 – قوة أو شدة الرغبة والنهم للأحاسيس اللذيذة والسعيدة , أو قوة السعي لملذات الحياة والابتعاد عن ألامها ومآسيها .
6 – طريقة التقييم وسلم الأفضليات التي يعتمدها الفرد .
7 – مقدار الصبر والتحمل الفرد للأوضاع والظروف الصعبة أو المؤلمة . . , وهذا بالتالي تابع لشدة التأثر وشدة الأحاسيس والانفعالات
8 – الملل وحب التغيير والتجديد , شدة المحافظ المحافظة وعدم التعير .
9 – القدرة على التاقلم مع المتغيرات حتى غير المنتظرة بليونه و مرونة
من ملاحظة تعدد عوامل وأصول الترجيع البعيد , نجد أنه مرتبط بعوامل موروثة ومكتسبة ومتداخلة مع بعضها في تأثيراتها . وهذا يجعله عامل غير أساس للطبع لأنه معمل مركب موروث ومكتسب , بعكس الفاعلية والأنفعال فهما عاملان أسسهم غالبتها العظمى موروثة
تأثيرات خصائص الدماغ الحوفي والتي تكون أساسية موروثة في تحديد طبع الفرد , ومنها :
1 – طريقة التقييم التي يعتمدها الفرد , وطريقة التعامل مع النجاح أو الفشل .
2 – قوة الأحاسيس والمشاعر وبشكل خاص أحاسيس اللذة أوأحاسيس الألم , وقوة المشاعر الناتجة عن النجاح أو الفشل .
3 - زمن بقاء التأثيرات وطول زمن فترة تكرار دخولها إلى ساحة الشعور .
4 – مقدار قوة الانفعالات وأبعاد تأثيراتها .
5 – تأثير طريقة التفكير , أكانت تسلسلية أم تفرعية , على طريقة معالجة الأمور , وطبيعة ذكاء الفرد .
6- تأثير سعة ساحة الشعور .
عندما يكون لدى الفرد الدماغ الحوفي تأثيره قوي وواسع , بالإضافية لانفاعلية قوية , وفاعليته متوسطة أو ضعيفة , تكون الادارة والقيادة بيده , وبالتالي تأثير اللحاء متواضع . وعندما تقوى الفاعلية يكون هذا على حساب قوى وتأثيرات الدماغ الحوفي فتضعفها بشكل واضح ,
طباع المرأة وطباع الرجل
أن مدرسة الطباع الهولندية الفرنسية لم تتطرق إلى فروق الطباع بين المرأة والرجل , مع أن هناك فروق أساسية في طباع لك منهما . فهناك فروق أساسية موروثة ناتجة عن خصائص الأنثى والمميزة عن خصائص وهي يؤدي لفروق أساسية وهامة لطباع لك منها . أهمها : المرأة ترجيعها البعيد أكثر من الرجل , وفاعليتها تتأثر كثيراً بانفعالاتها , وتقيماتها , التي تكون مختلفة بشكل كبير عن تقيمات الرجل . . .

إلى أي مدى نستطيع التأثير على ما هو موروث وبالذات على الطبع . وما هي عوامل الطبع التي يمكن التأثير عليها بواسطة التربية والتعلم , أو بواسطة التغذية والأدوية . وإن كان ضمن حدود معينة .
مثال : يمكن أن تعوض قوة الانفعال ( ضمن حدود معينة ) ضعف الفاعلية , فكثير من الانفعالات تستنفر طاقات وقدرات الجسم والفكر التي يمكن أن تعوض ضعف الفاعلية , ولكن عند انتهاء تأثير الانفعال تعود فتنخفض الطاقة والقدرات التي ولدها الانفعال , وعندها يمكن أن يحدث الإحباط أو التشاؤم أو اليأس أو الكأبة , أو الشعور بالخسارة ,عدم الإنجاز .
مثال : تأثير الكحول والمخدرات على الدماغ الحوفي وبالتالي على الشخصية نتيجة تأثيرها على طريقة التقييم , وتأثيرها على زمن بقاء التأثيرات وتكرار دخولها ساحة الشعور فتخفض هذا الزمن , وترفع طاقة وفاعلية الجسمية والعصبية وتزيد التفاؤل , فتمنح السروروالسعادة المؤقتة .
وكذلك تأثثر القهوة والشوكلاتة والسكريات وبعض أنواع الأطعمة والمشروبات , وتأثير الأدوية العصبية وغيرها .
مثال آخر : الاحفالات والرقص الجماعي والغناء . . كلها هدفها رفع الفاعلية وإشاعة التفاؤل والانشراح والسعادة .
وكذلك العبادات وتقوصها تمنح المشاعر والأحاسيس المريحة وتولد حالات نفسية متفائلة وسعيدة وخاصة إذا كانت جماعية وذلك لحدوث انتقال وتضخم للحالات النفسية السعيدة والمتفائلة , بين المتعبدين أو المصلين .
وخلال الحياة والتقدم بالعمر ونتيجة الحياة الاجتماعية تحدث ضغوط تؤدي إلى :
زيادة الفاعلية لدى الفرد وإن كانت هذه الزيادة ضمن حدود معينة , فصفة الكسل مزمومة جداً , بالإضافة إلى أن غالبية أمور الحياة تستدعي زيادة الفاعلية .
تناقص الانفعالية أو السيطرة عليها وخاصة الانفعالات الغريزية القوية والتي ليس لها داعي .
زيادة الترجيع البعيد .











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تساهم ألمانيا في دعم اتفاقية أبراهام؟| الأخبار


.. مروان حامد يكشف لـCNN بالعربية سر نجاح شراكته مع كريم عبد ال




.. حكم غزة بعد نهاية الحرب.. خطة إسرائيلية لمشاركة دول عربية في


.. واشنطن تنقل طائرات ومُسيَّرات إلى قاعدة -العديد- في قطر، فما




.. شجار على الهواء.. والسبب قطع تركيا العلاقات التجارية مع إسرا