الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جرائم المسلمين ضد المسيحيين

طاهر مرزوق

2009 / 12 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يؤسفنى هذا الصمت العربى الإسلامى تجاه ما يرتكبه المسلمون فى العراق ضد أخوتهم فى الإنسانية وفى الوطن المسيحيين الذين يعانون القتل والدمار والتهجير القسرى والأرهاب حتى يرحلوا عن العراق .
أنا لا أؤمن بالأديان لكن ما أراه من صمت شيوخ المسلمين ووسائل إعلام المسلمين يعطينى انطباعاً واحداً هو أتفاقهم وقبولهم لسياسة الجماعات الإجرامية المدعوة إسلامية الداعية لتصفية المسيحيين وغيرهم من الأديان والمعتقدات الآخرى من العراق ، يسقط القتلى والجرحى ولا تتحرك مشاعرهم لكن عندما يسمعون عن منع الغرب الكافر لبناء مآذنة تتحرك الملايين لإعلان غضبها ورفضها لهذه الجريمة الشنعاء فى نظرهم أما قتل النفس الإنسانية فلا غبار عليه يتم وسط صمتهم ورضاهم ورضى إلههم الرحيم .
وسط هذا الجو المريض يتزايد إيمانى يوماً بعد يوم بأن المسلمين لا يعرفون معنى كلمة إنسان ولا قيمة الحياة الإنسانية ، لأن الغضب والتكفير والقتل هى من بديهيات القاموس الشرعى ضد غير المسلمين ، وما نراه يحدث فى العراق إلا خير دليل على عقلية وعقيدة كل المسلمين فى بلاد العرب والإسلام الساكتون عن قول الحق فيما ترتكبه الجماعات الإسلامية المختلفة فى العراق ضد غير المسلمين .
إن التطهير العرقى والدينى الذى يحدث فى العراق يذكرنى بكل أسف بما حدث فى بداية الإسلام وما صدر منذ ذلك الزمان من فتاوى وتفاسير تبيح دماء غير المسلمين ليكون الدين كله لله كما يعتقدون ويروجون له فى كل مكان .
إننا فى عصر تقدم فيه العقل الإنسانى كثيراً فلا ترضخوا ثقافات الجهل وعصور الظلام التى أباحت كل شئ حتى دماء الإنسان للسيطرة على بنى البشر لبناء ممالك وأمبراطوريات بأسم الدين وعنصرية الأديان ورجال الأديان الذين أفتوا وما زالوا يفتون بالإرهاب والكراهية وسفك الدماء .
هل يمكن فى هذا العام الجديد أن أرى صورة جديدة لشيوخ المسلمين تدين بأستمرار أعمال القتل والأرهاب فى أى مكان بالعالم وخاصة فى بلادهم التى تعانى من الفقر والجوع والتخلف والعنصرية والطائفية ؟
هل سأرى فى العام الجديد خطاب إسلامى جديد يحتوى على الحب والتسامح والسلام بدلاً من خطاب الكراهية والتكفير الذى يسيطر على منابر المساجد فى كل مكان ؟
متى أرى ردود فعل حقيقية من مسلمين عاديين يرفضون تلك الجرائم وخطب الكراهية والعنصرية الدينية ؟
متى يسمع المسلمين أصوات المحبة أكثر من أصوات الكراهية ؟
أريد أن أقرأ سيل من المقالات التى تدين تلك الجرائم وتدعو إلى المحبة الإنسانية التى تحفظ كرامة الحياة الإنسانية ، ولا أحب قراءتها بأسماء المسيحيين الضحايا الذين سئموا تجاهل ما يحدث نحوهم من جرائم.
أريد قراءة مقالات أصحابها مسلمين تتكلم عن الخير والعدل لبنى البشر بلا أستثناء وأن يدافعوا عن هؤلاء المسيحيين إخوانهم فى الوطن والإنسانية ويدينوا أعمال العنف والإرهاب ضدهم، مقالات أشعر معها بأن الجيل الجديد الذى يعيش شبابه الآن يفكر بحرية وبعقله وليس بعقول العصور الماضية ، ساعتها سأصدق أن الأديان لديها أخلاق تزرعها بين المؤمنين بها لكن ما أراه فى الواقع لا يجعلنى أنتظر معجزة كهذه !!.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكرا
عبدالعزيز ( 2009 / 12 / 26 - 15:04 )
عزيزي طاهر لم يتباكى المسلمي حول العالم عن تفجيرات الاحد الدامي او الاربعاء .. هل سمع لهم صوتا ؟؟ هل سمعت لهم بكاءاً ؟؟؟ لا يخرجون الا للتظاهر والتعبئة ضد غير المسلمين بسبب صبة وخرسانه واسمنت اللي اسمها مئذنه ,, هنا يظهر النفاق والازواجية بالشخصية المسلمة.