الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نادين وأزواجها الأربع

سلمان محمد شناوة

2009 / 12 / 27
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


تملكتني الضحكة حين قرأت مقال نادين البدير وأزواجها الأربع , أتذكر فيلم لمحمود عبد العزيز حين يتزوج أربع نساء كان معه ابن عم له يشاركه نفس غرفة الفقر تلك , دوره طوال الفيلم يضحك فقط .. تخيلت نادين البدير حين يزف لها الأربع في ليلة واحدة ,كيف يكون حالها , أو حال أزواجها الأربع وهم في حالة الانتظار وتخيلت أخينا كيف يضحك ساعتها ....
الحقيقة إني انظر إلى دعوة نادين البدير فيها كثير من الفنتازيا المضحكة , أو هي أشبه بأفلام الخيال الاجتماعي , والذي من المستحيل إن يتحقق , فقط لفتح نافذة يتنفس فيها المجتمع , كثرة الضغوط المتولدة من العلاقات الاجتماعية , وتكون مدار حديث الشارع والدوواين وجلسات النساء الخاصة ... وإنني اعتقد جازما انهنا لان يتضاحكن على دعوة نادين هذه ... ويحاولن إن يتخيلن كيف يكون الوضع ....وكيف تكون الغيرة بين الأزواج الأربع .. وكيف يكون إذا أتي ما يأتي للنساء من عادة شهرية ...كيف يصبر الأزواج الأربع ... واعتقد إنهن أخفينا هذه الرغبة في تلك المجالس ...حتى تجرأت نادين وأطلقت صيحته الأنثوية ....نريد رجال أكثر ...
الحقيقة إن الرجال في عصرنا الحالي تخلصوا من امتياز النساء الأربع في المجتمعات المدنية , وبقى فقط القليل في المجتمع البدوي والريفي , والحقيقة الأخرى إن الإنسان عبارة عن مجموع من الحاجات النفسية والاجتماعية , في الماضي , حين كان المجتمع اقل مدنية واقل تحضرا , كانت النساء الأربع ضرورة اجتماعية , لان العائلة كانت تحتاج إلى الأيدي العاملة المنتجة , وهذا الأمر يتحقق حين يكثر الرجل من نسائه , فكانت العائلات تعرف بكثرة إفرادها , وهذا يحقق العديد من الحاجات الاجتماعية , سد حاجة العائلة من المال الوارد للأسرة , ومن ناحية أخرى كانت تمثل العائلة الكبيرة , سند للرجل في مجتمع عشائري وقبلي , يبعد عنه تجاوز الأشرار , فكلما كانت عشيرته وعائلته وإخوانه الذين يقفون معه أثناء الأزمة ... كلما كان هذا ادعى حني ينال ثقل اجتماعي هو في اشد الحاجة له ...وحيث كانت الدولة ليست لها تلك الهيبة في حماية الأفراد , وهم يرجعون في المقام الأول بالحماية للثقل الاجتماعي ....
المرأة نفسها كانت تفضل الرجل المؤثر اجتماعيا , حتى وان كان له أكثر من زوجة , لأنها ساعتها ستدخل إلى منظومة اجتماعية , تتفاخر فيها , على أندادها من النساء ...
في وقتنا الحاضر ...تنازل الكثير من رجال المجتمع المدني عن هذا الامتياز , وباتوا هم أنفسهم لتكون من اسر ذات زوجة واحدة فقط وعدد قليل من الأولاد ...لا الحاجات الاجتماعية تغيرت ...لقد ولدت لدينا في العصر الحديث الدولة القوية والتي من مهمتها حماية الأفراد فتراجع دور القبيلة والعشيرة إلى ادني حد ...بحيث استطاع الفرد إن يرحل بعيدا عن العشيرة والقبيلة ويكون لنفسه كيان خاص ..فلم يعد بحاجة للحماية التي قامت الدولة بتوفيرها له ...من ناحية أخرى تولدت في المجتمع حاجات اجتماعية لم تكن موجودة أصلا ...أصبح التعليم من أساسيات المجتمع , وهذا التعليم يأخذ من الإنسان شطر كبير من حياته حني ينهي الدراسة الجامعية , فالشكل الاجتماعي للرجل لم يعد يرغب بالمرأة الأنثى فقط والتي ترضي كل رغباته , إنما احتاج إلى المرأة المتعلمة , والتي لا تقوم بالإنجاب فقط , إنما والتعليم أيضا والإشراف على البيت , هذا إن الأسرة في العصر الحديث استطاعت إن تعمل حالة من التوازن بين الدخل والمصروفات .
صحيح كثير من الرجال في أحاديثهم وجلساتهم الخاصة يحنون إلى الماضي التليد للرجل , يحنون إلى أيام هارون الرشيد وعصر الجواري والحرملك , أو حين تظهر على الفضائيات كل عارضات الأزياء في العالم كله ... يتحسر على الماضي ... إلا انه في الحقيقة حين يجلس مع نفسه ويعود إلى بيته ويرى أطفاله ...يبتسم ابتسامة الرضى ...فلا احد يرغب بخراب بيته ...
لو عملنا احصائية في مجتمعاتنا المعاصرة اني اجزم ان الاحصائيات والارقام سوف تقول لنا ان هذه العادة الى زوال ,
إني في الحقيقة ارثي لحال نادين وغيرها من النساء , واللواتي يعتقدن إن حرية المرأة في هذه الأفكار التي تصدر هنا وهناك , هناك كثير من المجالات مفتوحة للمرأة تستطيع إن تبدع فيها , هل تعلمون إن عدد النساء التي بات يسميها المجتمع (( نساء أعمال )) أصبح كبيرا في مجتمعات تعتبر حتى يومنا هذه مجتمعات محافظة مثل السعودية والكويت والإمارات , هل تعلمون إن نضال المرأة ودخولها البرلمانات التي كانت محرمة عليها يوما ما مثل البرلمان الكويتي ..هو بحد ذاته مفخرة , الرجل نفسه يقف ليصفق لها طويلا ...
علاقات المجتمع المدني هي علاقة تقارب وتصاحب وليست علاقة ند وأضداد , هنالك كثير من المجالات التي بحاجة لعمل المرأة , وخاصة تعليم البنات والذي لا يزال دوت المستوى المطلوب , والصحة و للنساء في هذا المجال صار لهن دور كبير في المجتمع , يوجد لدينا نقص كبير في الناشطات الاجتماعيات , ونقص في العقول المنتجة سواء من الرجل والمرأة , تستطيع كثير من النساء إن يصلن إلى اعلي المناصب في المجتمع بفعل قوة إرادتهن ....وهناك يوجد مشاريع نساء في المجتمع هن في اضعف الأحوال أفضل من كثير من الرجال الذين لا يذكرون إلا سهوا في عالم الإنسانية ....
المشكلة إن هناك عقدة لا زالت المرأة تعاني منها , وهناك عقدة تفاخر لا يزال الرجل يعاني منها ... ولكن هناك العمل الذي نحتاجه في حياتنا الاجتماعية والمدنية , دعوة نادين سوف تذهب في مهب الرياح , ستضحك لها النساء قليلا , سيتسابق لها الرجال قليلا ... ولكنها دعوة تبقى من عالم خيالي , ومن قصص إلف ليلة وليلة .....









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كذلك بدأ تعدد الزوجات فى مهب الريح
انسان فقط ( 2009 / 12 / 27 - 11:08 )
مقالك واقعى اخونا الكريم ولكن اعتقد انك وكثير من القراء الاعزاء لم تتفهموا ما قصدته نادين من مقالها وهو الدعوة الى الاحادية من قبل الطرفين - اى رجل واحد لزوجة واحدة فهى لا تريد تعدد للنساء مع الرجل ولا تريد تعدد للرجال مع المراة ولكن ارادت ان توصل ذلك بطريق الصدمة النفسية والتصادم المعاكس اى ان من لا يستسيغ تعدد الرجال للمراة يجن الا يستسيغ تعدد النساء للرجل والواقع ان لا هذا ولا ذاك مستساغ بدليل ان اكثر الزيجات الاكثر من واحدة تكون سرية والتعدد الذى ذكرته نادين غير موجود الا فى بعض مناطق الهند وغير منتشر بالمرة فى اى مكان بالعالم
ارجوا ان يكون اهتمامنا بما يوحد البشرية والانسانية ويحقق الحرية والمساواة والعدل بين البشر جميعا فى العالم الذى بزداد فيه الفقراء والجوعى بما يقارب اربعة اخماس البشرية الان


2 - مساوة نادين البدير
سلمان محمد شناوة ( 2009 / 12 / 27 - 13:34 )
هناك كثير من الطاقات المهدورة في فعل التضاد بين الرجل والمرأة , وهناك من يضخم مسالة هذا الفرق , نحن عالم ثالث ونبقى هكذا لمدة طويلة هذه الافكار تسيطر عليها مجموعات هنا وهنك, هناك من المشاكل الاجتماعية في بلادنا على أكتافنا كالجبال , مشكلة التعلم , مشكلة تعليم البنات , مشكلة التسرب من المدارس , مشكلة الصحة , مشكلة العدلة الاجتماعية , لقد بدأنا في في السير في تقليل الفارق بيننا وبين المجتمعات الاوربية, حرب الامريكية , جعلت الافكار تتراجع كثيرا , المراة والرجل شخصان لهما كامل الشخصية المعنوية , لا يستطيع احدهما ان يعيش بدون الاخر , و هناك مئات من النساء لا يسمع بهن احد ولكن يعملن في سبيل المصلحة الانسانية نححتاج الى مفكرات , ناشطات , معلمات , نحناج الى وجوه اجتماعية مؤثرة ... انا حقا اتابع برنامج نادين البدير مساواة وهو فعلا يؤدي دور جيد بالمجتمع , وانا ايصا ارى انها مارست لعبة الصدمة النفسية حين قلت انه نوع الفنتازبا .. ولم تكن دعوة حقيقية


3 - ليس هناك ما يضحك
nfsa ( 2009 / 12 / 27 - 22:09 )
الى كاتب المقال المحترم.لا اعتقد انك فهمت المغزى من المقالة التي كتبتها الكاتبة نادين البدير ويبدوا انك لا تعيش في دولة عربية او انك لست من الشرق.لا يختلف اثنان بان الدول العربية متخلفة جدا وخصوصا في مجال حقوق المرأة وينكر عليها الرجال والمجتمع حقها في الحياة وانت واحد منهم ويكذب كل من يدعي غير ذلك.ان اول ما يفعله الكثير من الجهلاء في عالمنا حين يجد المال وفيرا بين يديه هو التعرف على النساء واقامة علاقات غير مشروعة .نادين البدير تكلمت على المشاعر الانسانية للمرأة والالام التي تتعرض لها المرأة حين يدوس على كرامتها ويتزوج دون سبب سوى انه قد اصابه الملل .كان صرختها هذه من اجل الانسانة التي حملتكم وانجبتكم وسهرت الليالي على راحتكم وانت وبكل بساطة تضحك منها.مع الاسف الشديد ان هناك رجالا امثالك لانك نسيت بان من منحتك الحياة هي امرأة.


4 - نادين وصدمة المجتمع
سلمان محمد شناوة ( 2009 / 12 / 28 - 01:49 )
بداية انا لا انتقد الكاتبة , لكني ضحكت على الفكرة , وانا اعلم جيدا هي استخدمت اسلوب الصدمة النفسية , وقلت انه اشبه بالفنتازيا المضحكة , نحن نضحك على الرجل الذي يتزوج الاربع دفعة واحدة , لان المعقول ان يتزوج واحدة , فكيف بالمراة التي تتزوج اربع دفعة واحدة , المسألة هنا ليست الصدمة لان الصدمة ستزول , انما مناقشة الفكرة والاثر المترتب عليها ...
نحن نرفض الرجل حين يتزوج الاربع , وقلنا ان هذه العادة الى زوال حتي في اشد المجتمعات تحفظا , نجد حين يتزوج الرحل اثنين او ثلاثة يكون محور كلام الدواوين لانه فعل اكثر من المعقول لا اقول مستغرب ولكن اكثر من المعقول , نادين البدير حركت بفكرتها هذه المياه الراكدة , وربما نحن نحتاج ان تتحرك المياه الراكدة , لا هناك من الامور تحتاج الى صدمات كهربائية حتى تتغير ...لكن اقول ان هناك من النساء يعملن ويحققن اثر ولا يسمع بهن احد ...ربما نادين ترغب بمساحات الضوء اكثر من غيرها ....

اخر الافلام

.. إزالة كلية خنزير من جسد امرأة بسبب انتكاسة صحية


.. المكسيك: توقع بفوز امرأة إلى سدة الحكم لأول مرة... الآلاف يت




.. زهرة إلهيان.. امرأة تقدمت بأوراقها للترشح لمنصب -رئيس الجمهو


.. فيديوهات لضحاياه.. تفاصيل جديدة بقضية سفاح النساء بمصر




.. نصائح للرجال للتعامل مع المرأة التوكسيك