الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثلاثة فهموا الدين كما يجب

محمد شفيق

2009 / 12 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الدين هذا المصطلح المثير للجدل والذي عرف بمعنى انه الاعتقاد المرتبط بما فوق الطبيعة المقدس الالهي كما يرتبط بالاخلاق . لا يوجد للدين تعريف ثابت وواضح ولكن له الكثير من التعريفات نجد من يحاول تعريف الدين من منطلق إيماني ، روحاني ، يقيني ، أو من منطلق إلحادي ، أو من منطلق عقلاني يحاول دراسة الدين كظاهرة اجتماعية أو نفسية أو فلسفية . كما ان الدين يدخل في جميع مفاصل جياة الانسان المختلفة . ومنذ ظهور الاديان ظهرت معها الخلافات والاحقاد بين ابناء الاديان حتى وصلت الى القتل وسفك الدماء ولايزال مستمرا . تعد الديانات الثلاث ( اليهودية والمسيحية والاسلام ) من اهم الاديان الموجودة في العالم ويكثر معتنقين المسيحية والاسلام من اكثر الديانات اعتناقا بين البشر بأستثناء الديانة اليهودية التي لاتسمح بان يتعنقها احد لادعاهم بأنهم ( شعب الله المختار ) . وفي هذا الوقت الذي تعصف فيه الخلافات بين ابناء هذة الديانات , ظهر رجل دين من الديانة المسيحية ليكسر هذا حاجز الاديان وهو القس ( دون ماكنزي ) الذي استطاع ان يرسم لوحة جميلة عن التسامح الديني بين احد الحاخام اليهود ورجل دين مسلم فالقس البالغ من العمر 65 عاما لم يعد يعمل في أبرشيته الكبرى في سياتل ( احدى الولايات الامريكية )، وكان قد مارس التدريس في لبنان في سنوات شبابه الأولى. أما الحاخام، البالغ من العمر 67 عاما فهو رجل إصلاحي ويحمل شهادة الدكتوراه في علم النفس السريري، وقد أسس معبدا في لوس أنجلس وسياتل يتقارب في تأملاته مع التقاليد اليهوديةفي حين ان الشيخ، البالغ من العمر 59 سنة، من المتعبدين بالطريقة الصوفية التي تركز على الحكمة الروحية اكثر منها على الشعائر الدقيقة، وهو إبن دبلوماسي بنغالي، وربما كان هذا هو سبب لطافة معشره. وقد ساهم في تأسيس تجمع الاديان في سياتل.
وكان الثلاثة قد التقوا بعد أحداث أيلول 2001، وعملوا في عدة ورش للحوار، ومع حلول الذكرى السنوية الاولى لتلك الأحداث التقى الثلاثة في كنيسة ماكنزي في اجتماع، وقال أحدهم للآخر: لماذا لا نستمر في العمل؟ ثم استمرت لقاءاتهم أسبوعيا، في توجه روحي يمزجون فيه بين تبادل التأييد والتأمل اللاهوتي. أما عوائلهم فقد تم التعارف بينها من خلال دعوة بعضها البعض إلى مآدب الطعام. وقد قاموا برحلة مشتركة الى اسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، ثم ألفوا مؤخراً كتابا تحت عنوان: (الوصول الى قلب الأديان ) . لقد سافر هؤلاء الثلاثة الى الشرق الاوسط و اسرائيل والاراضي الفلسطينية . لقد قرأ هذا القس القران الكريم وتأثر بقوله تعالى ( انا خلقانكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ) ووجد ان ليس في الكتب السماوية ما يوحي الى المقاطعة بين ابناء الاديان بل ان رسالة الانبياء كانت تصب في مصب واحد ولم تكن هناك اي اختلاف في شريعة جميع الانبياء والمرسلين . لقد بعث سيدنا المسيح عيسى بن مريم لينشر الحب والسلام في ارجاء الارض . ذلك النبي الذي لم يعرف الحقد والكراهية طريقا له حتى مع اعدائه حتى انه يقول ( من صفعك فقل له خذ الثانية ولقد تلك المسيرة حتى طلبه اعداء الخير والحياة . لقد تميزت رسالة عيسى المسيح بالتواضع ومساعدة عامة الناس كما كان الرسول محمد بن عبد الله الذي بصق اعدائه في وجه وهو يقول ( اللهم اغفر لقومي فهم لا يعلمون ) ونرأ موقفه الانساني الرائع عندما عفا عن اهل مكة واشد اعدائه ابوسفيان ورفع شعار ( اليوم يوم المرحمة , اليوم تصان الحرمة ) وقال ( من دخل دار ابو سفيان فهو آمن ) لقد اكمل محمد رسالة اخيه عيسى ( ومبشرا برسول من بعدي اسمه احمد ) . لقد تحرر ( دون ماكنزي ) ورفقيه من عقدة التناحر بين الديانات وفهموا رسالة الدين كما يجب والتي سعى المرتزقة والسفهاء لطمس حقائقها واستغلالها في غير مكانها ( فالدين النصيحة ) ورسالته هي الاخلاق والحب واحترام الاخر . فعلى جميع رجال الاديان ان يكسروا حاجز الدين وتقبلهم للاخرين والسير على هذا النهج ولنتذكر قوله تعالى ( انا ارسلناك رحمة للعالمين ) وقول محمد ( الاختلاف رحمة )










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قراءة
حمورابي ( 2009 / 12 / 27 - 20:01 )
يبدوا لي ان هذا القس لم يقرا ايات السيف او الايات المدنية .والله اعلم


2 - انا ارسلناك رحمة للعالمين
أبو لهب المصرى ( 2009 / 12 / 27 - 20:34 )
فعلا رحمة للعالمين .. بدليل قوله المأثور : لقد جئتكم (بغصن الزيتوون) .. آسف (بالذبح)
فعلا نبى الرحمة
تحياتى للكاتب


3 - اذا كان السكوت من فضة فالكلام من ذهب
سركون البابلي ( 2009 / 12 / 27 - 20:46 )
لقد قرأ هذا القس القران الكريم وتأثر بقوله تعالى ( انا خلقانكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ) ووجد ان ليس في الكتب السماوية ما يوحي الى المقاطعة بين ابناء الاديان
فيما يبدوا بان هذا القس لم يكن له شرف قراءة اكثر من هذه الاية من القران لكريم الملئ بايات المحبة المحمدية مثلا
لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِالذَّبْحِ وَبُعِثْت بِالْحَصَادِ وَلَمْ أُبْعَث بِالزِّرَاعَةِ
كُتِبَ عليكم القتال وهو كرهٌ لكم وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شـرٌّ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون. (البقرة 2 :
-فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم.-
إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يُقتلوا أو يُصلبوا أو تُـقطعَ أيديهم وأرجلهم من خلاف أو يُنفوا من الأرضِ ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخـرة عذاب عظيم
اما عبارة اللهم اغفر لقومي فهم لا يعلمون فهي للسيد المسيح وليست لمحمد.-
216)


4 - ضاقت الأرض بأهلها
زهراء ( 2009 / 12 / 28 - 00:15 )
لقد أعجبني قول بابا الفاتيكان في حفل ميلاد السيد المسيح عليه السلام..قال أن البشر يعيشون أزمة أخلاقيه أخطر من الأزمة الماليه ..البشر جميعاً وليس أتباع ديانة دون أخرى وهذه هي الحقيقه ..بشر لشدة جهلهم وأفلاسهم الأخلاقي يقتلون ويجوعون ويشردون بعضهم البعض ..لو صح القول جدلاً أن الأسلام دين أرهاب ومجازر فأين الرحمة في مجازر يتعرض لها الأبرياء في فلسطين أناس شُردوا من وطنهم وهُدمت بيوتهم فوق أشلاء أطفالهم جريمة مستمره منذ عقود يتفرج عليها العالم ..أما ماحصل في العراق فيحتاج لمجلدات خاصه بالحروب الوحشيه والأسلحه الفتاكه المحرمه المدمره لأجيال متعاقبه ..أنا لا أدافع عن أتباع ديانه دون أخرى ..الأزمة الأخلاقيه التي يعيشها البشر ستؤدي الى مزيد من الأزمات ..سنشهد المزيد من المهاجرين والمضطهدين والأرهابيين ..لنبحث عن كوكب آخر يتسع لكرهنا ..ضاقت الأرض بسموم أهلها.شكراً لكم جميعاً

اخر الافلام

.. أفكار محمد باقر الصدر وعلاقته بحركات الإسلام السياسي السني


.. مشروع علم وتاريخ الحضارات للدكتور خزعل الماجدي : حوار معه كم




.. مبارك شعبى مصر.. بطريرك الأقباط الكاثوليك يترأس قداس عيد دخو


.. 70-Ali-Imran




.. 71-Ali-Imran