الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بكائيه ..الى مالانهايه!!؟

صادق البصري

2009 / 12 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


واهم مَن يظن إن المبالغة والإمعان في الترويج للمناسبات الدينية بعد نيسان 2003هي مجرد احتفالات عفويه أو ممارسات شعبيه فطريه، أو كما يبررها بعض التنويريين في سياق تحليلهم للحالة المبالغ فيها اجتماعيا ،من أنها مجرد ردة فعل نفسيه ،عن فعل المنع والتقييد لهكذا مناسبات في زمن النظام السابق، والمبالغة فيها يعزى إلى هذا السبب،وعلى خلفية كل ما هو ممنوع مرغوب،إذ ستضمحل تلك الممارسات العنيفة والطقوس المخيفة والتراتبيه الانفعالية المزمنة وتبدأ بالانحسار تدريجيا بمرور الزمن، بعد أن يشعر المواطن البسيط بالأمن وتوفر شروط الحياة الانسانيه الكريمة، واحترام السلطة مشاعر الآخرين من الفئات الاجتماعية، وعند إفساح المجال لممارسة حريته، أو حين يجد في مساحة الحرية متنفس له دون الحجر على رغبته في تأدية مناسكه الروحية،وحينها ستعود الأمور إلى طبيعتها لدى هؤلاء البسطاء من الناس بوصف تلك المناسبات، أحداث تاريخيه عتيقة أو فلكلور شعبي ينتهي وقت الاحتفال بها في زوال تاريخ يومها..وحينها كان ردنا انه تحليل غير دقيق..بل إن تلك المناسبات القديمة منها والمستحدث، وبتوزيع ممل مكرر على طول فصول ألسنه وأيامها بدعم وتمويل وأشراف ورعاية حكوميه ،ما يؤكد انه برنامج سياسي معد سلفا وأمر مفروغ منه بخبث ودهاء، بالتخطيط والمتابعة وقد صيغ قبل أن يولد إبائكم وأجدادكم أقرءوا التاريخ رجاءٍ، إذ تتبنى صياغته والعمل على تنوع مفاهيمه سياسيا قوى الإسلام السياسي القديمة، متمثله في ارث من التظلم، تغذيه شعارات ومواقف سياسيه واضحة من خلال رفض أي سلطه حكم مهما كانت وطنيه بحجة إن أمر الحكم والسلطة يجب أن يكون حصرا بسلاله نسب معينه دون غيرها، ولأجل هذا الهدف تناضل تلك الحوزات والمدارس الدينية على مر العصور متخذه من تلك المناسبات دعاية لنضالها وتظلمها في الوقت نفسه، وتجد ضالتها في بسطاء المجتمع كأنصار ومريدين، لجهلهم بما هو باطن، ولبؤس حالهم وحاجتهم الدائمة للثورة ضد جوعهم المزمن، فهي تعتبر إن كل حاكم خارج سلاله نسب آل البيت هو يزيد عصره، ومن هذا المنطلق فهي أي الحوزات ومن يقف على قمة هرمها من ساده سليلي آل البيت بالوراثة ومشايخ عوام حسب وصفهم، تؤسس وتنظر للسلطة والحكم غير معنية بأساليب الحكم ألحديثه كالنظام الديمقراطي ألتعددي ولا تعترف به ألبته لأنه يخالف ستراتيجيتها وما تؤسس وتروج له وتدعمه ألا وهو( الحكومة الالهيه) متمثله بسلطة الإمام الغائب أو من ينوب عنه، ومثال على ذلك الحكم في إيران وسياسة الولي الفقيه، وما يؤسس له في العراق وفي لبنان وباقي الثغور المؤهلة ،والتي لهم فيها أنصار ومريدين ،ربما يقول قائل جرت في العراق انتخابات؟ نقول: نعم لولا الضغوط الخارجية ومضمونيه فوزهم بطرقهم القديمة ألحديثه، المتمثلة بالشحن الطائفي وتوظيفه لصالحهم في كل انتخابات لما دخلوها أصلا ،وهناك من تخلف عنها إيمانا منه انه أمير للناس بغير انتخابات كونه سليل السلالة المتميزة ولازال هذا الاعتقاد راسخا لديه ،والمستقبل سيفضح هذا السر إذا ما هم فشلوا في كسب أصوات تؤهلهم للاغلبيه في أي انتخابات قادمة، حينها ستبدأ الكاتيوشا بفعلها لاسترداد حاكميتهم وسلطتهم.. ووفاء منها ولمصالح فئوية وذاتيه تسعى أحزاب الإسلام السياسي ألحديثه، السير على خطى من سبقوها للاستفادة من قاعدة جماهيريه أميه واسعة معده لاشعوريا، تقدم فروض الولاء والطاعة العمياء لمن يرفع تلك الشعارات بالمظلوميات والمطالبه بحكم سليل النسب المميز عن سائر البشر..و لترسيخ ذلك المبدأ تهدف هذه الأحزاب الاستفادة من تلك المناسبات عاطفيا لتمرير أجندة بقائها في السلطة عبر كسب مشاعر وعواطف الناخبين البسطاء من الناس، وتصوير الواقع على انه امتداد للسلطة الالهيه، وظهورها بموقف المساند والحامي والممول لتلك المناسبات والعزف على وتر الطائفية التي بدونها ما آلت ليهم السلطة، وتقسيم المناطق طائفيا لضمان تنعمها بالمكاسب والامتيازات من خلال السلطة، رغم فشل تلك الأحزاب الذريع في ميادين السياسة وإدارة البلد وملفاته الساخنة،وكما صرح أكثر من سياسي ينتمون لهذه الأحزاب ومنذ البداية مبررا فشلهم ودارئاً النقد عن ضعف أدائهم - أننا لم نعد ناخبينا بشيء إننا وعدناهم فقط بأننا سنؤمن لهم ممارسة طقوسهم وشعائرهم بحريه وسندعم هذا التوجه ماديا ومعنويا - والملاحظ أنهم فشلوا حتى في هذا -!!وسنجعل ذلك أمرا واقعا على عموم البلاد ماعدا كردستان والمناطق خارج ادلجتنا !!وكأنهم رسموا حدود دولتهم بتواجد ناخبيهم في مناطقهم وهذا منطق أصحاب حل الكانتونات الطائفية كعلاج بعد إتمام مسلسل صراعهم مع الآخر( العدو الوطني) المتربص بمشروعهم الأثير!! ليكون الحل الأمثل فدرلة المناطق على أساس طائفي وعرقي وهو ما حاصل ألان فعليا على ارض الواقع !!وبعد ست سنوات من هيمنه رجال الدين على سدة السلطة لازال هذا الوضع المأساوي يتجدد ويتسع مخلفا مزيدا من الخراب والدماء والأرامل واليتامى والمهجرين، هذا ما وعدت به تلك الأحزاب البائسة وهذا ما جناه المواطن .. وفي الطرف الآخر يجتهد الإجرام بكل وسائله للحيلولة دون تمرير هذا الوعد ومأرب أخرى من قوى التكفير، لخلط الأوراق مبررا أفعاله وأن لم يتبن بعضها، لإثبات عجز السلطة من إتمام مشروع أحزابها وذلك بقتل الأبرياء نكاية بالسياسيين وذوو المشاريع!!.. وهو مسلسل طويل الحلقات والذي لايرتجى نهاية فصوله بين المتصارعين وعلى مدى الزمن القادم، وعلى هذا الأساس من العداء، تأقلم سياسيو العهد الجديد من مزدوجي الجنسية وغيرهم بتأمين أماكن وجودهم امنيا وتحصينها وتأمين أماكن لهم بديله في الخارج مع ثروة محترمه ضامنين مستقبل أسرهم ،غير عابئين بما يحدث للمواطن البسيط جراء مواقف سياساتهم وما تشي من عقد وأمراض نفسيه ودليل ذلك ما تفضحه قاصرية قراراتهم، و الاستمرار في تعميمها إلى ملا نهاية، جاعلين منها ذرائع لإذكاء نار التناحر والفرقة، ومن يعيش في قلب الأحداث يعي تماما المغزى من وراء هكذا صراع ،وللأسف شروط ديمومته بازدهار، فبوجود سلطة الدين السياسي وخطابها الطائفي ،وسياسة الكيل بمكيالين، والتخبط السياسي الواضح ومهرجان فسادهم الإداري والمالي، والمهادنة على الثوابت الوطنية لحساب إطراف إقليميه، وإقصاء وتهميش الآخر بتبني مفهوم الاغلبيه والاقليه على المجتمع وتطبيقه ماديا من خلال المحاصصه ،حيث أصبحت تلك الموبقات السياسية مبررا لدى البعض ما يفسر ازدياد إعمال القتل الجماعي في مناسبات مبالغ في طول زمنها وأريد لها أن تكن حلبه مضاربه ورهان لإثبات قوة المتصارعين فيما بينهما ، ووهم سداد رأي كلا منهما في أحقيته تسلم دفة البلد المهلهل دون سواه ، ووقود هذا الصراع للأسف دماء بريئة ولكنها مغفلة ساقتها العاطفة بخداع ومكر المتاجرين بها والمتسلقين للسلطة بالولوغ في كثرتها وقتامه لونها المتخثر ..كم من الضحايا ينبغي أن تسفك دمائهم على مذبح هذا الصراع !؟ وكم هي رخيصة تلك الدماء المسفوحة بسخاء بين المتصارعين على السلطة؟، عجيب أمر هذا الشعب الذي ينتظر فرجاً سرابياً وهو يمارس طقوسه فوق تلال من القمامة، في حين تسرق ثرواته ويساق إلى مستقبل مجهول تحت ظل الوصاية، ياله من شعب مخدوع يصنع طواغيته بنفسه على اختلاف إشكالهم وتشابه صفاتهم ومن ثم يندب أحلامه السرابيه ، ياله من شعب فاقدا لذاكرته، تسيره العاطفة ويخونه العقل ولا يريد أن يعي ما يحاك ضده !!؟.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah