الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المتدين والمتداين

عودة وهيب

2009 / 12 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


التدين ، في القاموس، هو اتخاذ دينا ما للتعبد ، ويقال: إن فلان تدين بالدين الفلاني، فهو متدين به .ثم استخدم مصطلح ( متدين ) لوصف من يلتزم بتطبيق مفردات دينه التزاما صارما..
أما (المتداين) فهو من يتظاهر بالتزامه بالدين لتحقيق منافع ذاتية...
فالمتدين هو شخص مؤمن حقيقي لايريد من وراء التزامه بالدين إلا رضاء الخالق ، أما المتداين فهو شخص انتهازي يريد أن يحقق مآربه الشخصية مستخدما الدين كوسيلة للوصول إلى غاياته الشخصية.
المتدين يضع نفسه في خدمة الدين، أما المتداين فيضع الدين في خدمة غاياته الشخصية أو الحزبية..
فمثلا السيد علي السيستاني( أدام الله ضله) رجل متدين لايريد من وراء تدينه سوى رضاء الله، لذا فهو في كل أفعاله ( لحد الآن) يضع الله نصب عينية ..
بينما (رجال) الدين المنتمين إلى أحزاب سياسية فهدفهم من التظاهر بالتدين( التداين) هو تحقيق مصالحهم الشخصية والحزبية،ويستخدمون الدين لتحقيق غاياتهم الدنيوية ، فهم وأحزابهم متداينون وليس متدينون.
وقالت الناس عن المتداين :انه شخص ( يسرق بسدّ لحيته ) أي يستخدم إطالة لحيته لإيهام الناس بأنه مؤمن ويخاف الله حتى يثقوا به ليتمكن من سرقتهم..
وتحدث التراث عن (الثعلب الماكر) الذي تظاهر بالإيمان(تداين) وسمى نفسه (حجي واوي) كي تطمأن إليه النفوس فيتمكن من تحقيق غايته الدنوية وهي سرقة الدجاج ..
هذا هو حال الأحزاب التي تدعي الحرص والغيرة على الدين وتدعوا إلى جعل مفردات الدين في دستور البلاد .. كل واحد فيهم هو ( حجي واوي ) ويسعى إلى سرقة( دجاجات العراق )...
هذه الأحزاب (الواوية ) تحاول أن توحي للناس بأنها أحزاب متدينه، وان المنتمين إليها متدينون، ولكن الحقيقة التي كشفتها الوقائع( وقائع استلامهم للحكم في العراق ) إن هذه الأحزاب ليست متدينه بل متداينه وان المنتمين إليها ليسوا متدينين بل متداينيين، أي أنهم يستخدمون الدين للوصول للحكم، فهم، يضعون الدين في خدمة أحزابهم ومصالحهم الشخصية..
المتدين لا يسرق المال العام، ولا يأخذ الرشوة ، ولا يضر بمصالح الناس، من خلال قيامه بتعيين الفاسدين في مناصب الدولة الكبيرة أو الحساسة .. المتدين لا يعمل لحساب اجندات أجنبية لان ذلك ينزل الضرر بأبناء جلدته وقد يلقي بهم إلى التهلكة..
المتدين لا ينتمي إلى ميليشيات ويقوم بقتل الناس، خارج منظومة القضاء، لان من قتل نفسا فكأنما قتل الناس أجمعين..هذا هو المتدين : شخص رباني وقور عطوف رحيم ،الدنيا بالنسبة له ( عفطة عنز ) كما قال أمير المتدينين علي بن أبي طالب..
المتدين رقيق القلب يعطف على القطة السوداء والكلب الأجرب..
بينما المتداين شخص انتهازي ووصولي ونفسه حقيرة وقلبه اسود مملوء بالجشع والطمع والحقد، ومستعد لارتكاب أي جريمة تحقق له الفوز بالحكم أو تحقق له الاستمرار بالحكم..
أنصار الأحزاب السياسية التي تسمي نفسها أحزاب متدينه ( على حد وصف السيد عمار الحكيم في حديثه لصحيفة الشرق الأوسط ) والتي حكمت العراق لأكثر من أربع سنوات اخذوا الرشوة من العراقيين، وباعوا وظائف الدولة في السوق السوداء، واضروا بمصالح الناس ، ونشروا الفساد أين ما حلوا، وأكلوا المال السحت، وأن عفونة فضائح وزرائهم أزكمت الأنفس، لذا فهم ليسوا متدينين ..
أعمالهم لا تشير إلى تدينهم ..
إنهم متداينون: أي يتظاهرون بالتدين للسرقة ( بسدّ لحاهم وعمائمهم ).. لا يخافون الله ولا اليوم الأخر، وحين يلطمون فأنهم لا يلطمون على الإمام الحسين الذي وهب حياته من اجل مبادئ الدين الإسلامي الحنيف التي تدعو إلى العدل والإنصاف والموعظة الحسنه وخوف يوم( كان شره مستطيرا)،إنهم يلطمون من اجل ( هريسة ) السلطة..
هؤلاء مثلهم مثل المتداينين الإيرانيين الذين ارتكبوا عملا محرما ( اعني به تزوير الانتخابات ) من اجل الاحتفاظ بالحكم، وأطلقوا النار بصورة عشوائية على المتظاهرين ، المحتجين على تزوير الانتخابات ، وقتلوا أنفسا بريئة حرم الله قتلها ..
ومثلهم مثل متدايني ( دولة العراق الإسلامية ) التي ترتكب الجرائم بحق العراقيين الأبرياء وتبيح قتل النفس المحرمة للوصول إلى كرسي الحكم..
كل هؤلاء الذين يضعون الدين في خدمة أحزابهم هم متداينون لا يخافون الله ولا يراعون حرماته كما أثبتت تجارب العراقيين معهم..
إن أحزابكم( يا سيدي عمار الحكيم) هي أحزاب متداينة وليست متدينه.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تعليق ساخر من باسم يوسف على تظاهرات الطلاب الغاضبة في الولاي


.. إسرائيل تقرر إدخال 70 ألف عامل فلسطيني عبر مرحلتين بعد عيد ا




.. الجيش الإسرائيلي يدمر أغلب المساجد في القطاع ويحرم الفلسطيني


.. مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح




.. يهود أمريكا: نحن مرعوبون من إدارة بايدن في دعم إسرائيل