الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة إلى الرئيس أوباما

علي جديد

2009 / 12 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لست من ملايين العرب الذين يشتمون أمريكا في العلن ويلهثون في السر وراء " الكرين كارد " للالتحاق ببلاد " العم سام" . . ولست من العرب الذين يسعون منهم إلى امتلاك ما لم يبدلوا أي جهد في اكتسابه.. ولا أظن أن لا مستواي التعليمي ولا مكانتي الاجتماعية يسمحان لي بمخاطبتك.. فقط إيماني بحسن نيتك يلهمني إسداء النصح لك و أنت مقبل على مغامرة محفوفة المخاطر لعلك تغير سياسة اللا عنف التي تنهجها مع العرب و إلا ستكون وبالا على أمريكا و على العالم بأسره .

لقد كان بالود لو تصلك هذه الرسالة قبل توجهك إلى مصر لإلقاء خطابك التاريخي للعالم الإسلامي .. توجهت بنية خالصة و العالم المتحضر كله يشهد انك صادق في أقوالك وأفعالك و إلا لما منحك جائزة نوبل .. و لكنك توجهت للشعب الخطأ و المكان الخطأ في الزمن الخطأ .. ولا أظنك ستشد الرحال إلى تلك المنطقة الملغومة لو عرفت أن الذين ستخاطبهم لتصحيح نظرتهم الخاطئة لأمريكا يؤمنون أكثر من إيمانهم بالله بقول شاعرهم " لا تشتر العبد إلا والعصا معه // إن العبيد لأنجاس منا كيد ".. فهم لم يتخلصوا بعد من هذه العبودية المقيتة التي جاء الإسلام ليحاربها مند أكثر من 15 قرنا وحاربها أجدادك" إبراهام لنكولن" و "مارتن لوثر كينغ" إلى أخر رمق من حياتهما ..

وقد تعدل عن السفر لو عرفت أن النبي (ص) نفسه عانى الأمرين مع أجدادهم .. وما أن ظن الناس أنه قضي في نفوسهم على العقلية الجاهلية حتى رجعت حليمة إلى عادتها القديمة و بدؤوا يتقاتلون على المناصب في ساقفة بني ساعدة حتى قبل أن يوارى جثمانه التراب .. فما بالك أنت الذي جئت من بلاد يعتبرونها " الشيطان الأكبر ".. وإن كنت جئتهم لتقنعهم باحترام الأقليات ونبد الإرهاب والعصبية القبلية و التخلص من إسلام الجماعات الإسلامية و ٱتباع إسلام من قال فيه الله تعالى " وإنك لعلى خلق عظيم " فقد جئتهم بما لا قبل لهم به ..

فأنت يا أخي تخاطب أناسا عقولهم في لغتهم .. حيث تعد اللغة العربية والتدين الزائف و العبودية والاستعلاء حجر الزاوية في وجودهم .. ولقد حاول المتنورون منهم رغم قلتهم دعوتهم إلى الحوار و معاملة "الاخر" المختلف بالحسنى لينسجموا مع شروط الحياة في عصر الإنترنيت و العولمة و الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ولكن لا حياة لمن تنادي .. فهل أنت قادر على إحياء الموتى سيدي الرئيس ؟

فلا تتعامل مع العرب إلا و العصا معك .. أما سياسة المهادنة هذه فما هي إلا إهدر للمال و الجهد دون نتيجة .. فالتاريخ أتبت أن اللغة الوحيدة التي يفهمها العرب و بعض المسلمين هي " لغة القوة" .. فقد أتبتت نجاعتها في أفغانستان و العراق و ليبيا.. ولولا إتقان إسرائيل لهذه اللغة لما اتقت شرهم .. لذلك لا يوجد في سجون حماس إلا "شاليط" ٬ بين المئات من أبناء "فتح"٬ دخلت إسرائيل من أجله حربا مدمرة أرجعت غزة إلى قرون قبل التاريخ .. و يعد "شاليط" الإسرائيلي الوحيد داخل السجون العربية كلها رغم كثرتها .. وتعد الحدود السورية-الإسرائيلية أكثر الحدود أمنا لإسرائيل لأن قادة البعث العربي في سوريا يقدرون إسرائيل حق قدرها و يعرفون أن أي تهديد لأمن الدولة العبرية يعني زوال النظام السوري إلى الأبد..

فاحتفظت إسرائيل بذلك بهويتها الدينية والثقافية و أمن مواطنيها .. ولم تمنعها قلة مستعملي لغتها الشبه ميتة من تسلق سلم المجد و التطور مع الدول الأكثر تصنعا في العالم دون أن تمنع فلسطينيي 48 من استعمال العربية في المدارس و الإدارات و الإعلام كما تمنع العرب الأمازيغية و الكردية بمبررات واهية .. إنجاز كبير ما كانت إسرائيل لتحققه لو لم تكن تتقن اللغة التي يفهمها العرب .. فالعقلية العربية ليست هي العقلية اليابانية أيها الرئيس .. فالوقت الذي أعطيتموه لليابان استغلوه ليبلغوا من العلم درجات فأفادوا البشرية كثيرا .. أما "حماس" و "حزب الله" و "القاعدة" و "طالبان" و "إيران" فهم يسعون لاستغلال سياستكم لربح الوقت لامتلاك و تكديس الأسلحة لتقوية أنظمتها من أجل ممارسة المزيد من الضغوط على شعوبها و لتفرض نظاما عاما جديدا لم ير العلم مثله من قبل ..

سيدي الرئيس .. قوة أمريكا في نظامها السياسي و دستورها واقتصادها و اختلاف قومياتها و أديانها و لغاتها قبل سلاحها .. و يجب أن تبقى دائما هكذا حتى تكون نمودجا يتحدى به و تسطع شمس حريتها على العالم أجمع .. وتلعب دور دركي العالم الذي لا يظلم عنده أحد كما كانت حبشة النجاشي أيام ظهور الإسلام .. صديقا للمظلوم و خصما للظالم و لو كان من ذوي القربى .. فلولا أمريكا لما قامت لحقوق الإنسان قائمة ولما كن هناك أمل للأقليات في حقها في العيش الكريم الذي سلبتهم إياه القومية العربية .. ولولا أمريكا أيضا لما وضع الإنسان قدما على القمر ولولاها لفتكت الأمراض و المجاعة بمن في الأرض جميعا.. هكذا تكون همة الشعوب و ليس السباحة في مستنقع التعصب الديني و العرقي في بلدان الرعب و الذل التي يتواجد بها الموجه لهم خطابك ..

أيها الرئيس المنتخب ديموقراطيا .. إني أتخيلك وأنت توجه خطابك للعربي في سابقة هي الأولى في تاريخ أمريكا و لسان حالك يقول (مستعملا تعبيرا دقيقا لنيتشه )׃ "إني أعتبرك قادرا على جميع الشرور ولذلك أطلب منك الخير . حقا كم هزئت من أولئك الضعفاء الذين يعتبرون أنفسهم صالحين لمجرد أن لا مخالب لهم ." الآن وقد تبين لك أنه " ليس في القنافذ أملس " ، إذا أردت أن تحفظ لأمريكا هيبتها فلا فطبق سياسة سلفك بوش تجاه العرب و بعض الدول الإسلامية .. و إلا سنكونن جميعا من الخاسرين ..
والسلام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تجربة اوباما جديده نوعا
Zagal ( 2009 / 12 / 29 - 22:58 )
اوباما لديه نزعه انسانيه تجاه العرب وكان يعتقدانه بمداهنةالعرب/الاسلام سيصل الى السلام على الاقل فى امريكانفسها ولكن هذا لم يحدث ...
وكان ينبغى ان يكون اكثر حرصا فى تعامله مع عدو غبى مثل الدول العربيه اكثر من تعامله مع اليابان ...

تجربة اوباما جديده نوعا ولكن الخوف هو ترك الحبل على الغارب لتوغل العرب اكثر فى امريكا ... لتصبح امريكا واجهزتها صوره من الشرق الاوسط الذى يهرب منه الالاف. رشوه ومحسوبيه سرقه. اضطهاد لوى عنق القضاء ... تدين ظاهرى لتغطية الفساد الباطنى

اخر الافلام

.. بايدن يؤكد خلال مراسم ذكرى المحرقة الالتزام بسلامة الشعب الي


.. نور الشريف أبويا الروحي.. حسن الرداد: من البداية كنت مقرر إن




.. عمليات نوعية لـ #المقاومة_الإسلامية في لبنان ضد تجمعات الاحت


.. 34 حارساً سويسرياً يؤدون قسم حماية بابا الفاتيكان




.. حديث السوشال | فتوى فتح هاتف الميت تثير جدلاً بالكويت.. وحشر