الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


.السلطات الاردنية تبتر الذراع المالي لتنظيم جماعة الاخوان المسلمين

خليل سميرات

2009 / 12 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


استأنفت محكمة امن الدولة قبل ايام محاكمتها ل 21 عضوا من تنظيم جماعة الاخوان المسلمين كان من ضمنهم المراقب العام للجماعة الدكتور همام سعيد والنائب السابق في البرلمان الاردني ورئيس جمعية المركز الاسلامي الدكتور محمد فارس. وفي جلسة المحاكمة انكر المتهمو ن تهمة ارتكابهم مخالفات مالية وادارية اثناء ادارتهم للمركز الاسلامي واكدوا براءتهم منها. وتتلخص قضية المركز ان عمليات المراجعة التي اجراها ديوان المحاسبة لسجلاته المالية في عام 2006 قد بينت وقوع مخالفات مالية من جانب المفوضين بالتوقيع على المعاملات المالية للمركز اضافة الى ارتكابهم مخالفات ادارية تتعارض مع نظامه الداخلي ومع القوانين الناظمة للعمل الخيري وعلى الاثر رفع الديوان تقريرا بها الى الحكومة مطالبا فيه بتصويب الاوضاع المالية والادارية للمركز الا ان الحكومة لم تاخذ بتوصيات الديوان الا عندما توجه وفد من الاخوان المسلمين الى بيت عزاء مصعب الزرقاوي وراحوا هناك يلقون خطبا حماسية مؤكدين فيها اعجابهم
ببسالة الزرقاوى واخوانه في تنظيم القاعدة في مقارعة قوات الغزو رغم اعتراف الزرقاوي في تسجيل صوتي تم بثه قبل مقتله بمسئوليته عن تفجير خمس فنادق في عمان اودت بحياة العشرات من المدنيين فاصدرت الحكومة اثر ذلك قرارا بحل الهيئة الادارية للمركز الاسلامي وبتعيين لجنة ادارية له دون الالتفات الى احتجاجات ققيادة الجماعة وحتىابداء استعدادهم بفتح سجلاتهم المالية لمراجعتها من جانب مكتب تدقيق محايد. وهنا لا بد ان نسأل : لماذا اقدمت الحكومة على حل الهيئة الادارية للمركز في ذلك الوقت وهل يعقل ان توجه الحكومة ضربة موجعة لجماعة الاخوان المسلمين لمجرد ارتكابهم مخالفات مالية ثانوية لاتتعدى في اسوا حالاتها حسب ما جاء في التقرير صرف سلف وقروض لبعض اعضاء الهيئة الادارية ام لانهم تجاوزوا الخطوط الحمراء في التعاطي مع الحكومة؟
لايختلف اثنان ان علاقة الحكومة مع الاخوان كانت سمن على عسل طالما ظلوا واقفين في خندق التصدي للتيارات التفدمية والتنويرية التي اجتاحت الساحات العربية في سنوات الستينات والسبعينات من القرن الماضى ولا يختلف اثنان ان الاخونجية قد ابلوا بلاء حسنا في هذه المواجهات وكان لهم الفضل في اجهاضها وحتى في تصفية بعض رموز هذه التيارات . بقي الحال كذلك الى ان اشتد عود الجماعة لتتصرف بعدئذ وكأنها دولة داخل دولة مستخمة لهذا الغرض اموالا المركز عندئذ تنبهت الاخيرة بان الاخوان قد تجاوزوا الدور المرسوم لهم وباتوا يشكلون خطرا على امن الدولة ولم يبقى من خيار لاضعافهم ونزع شوكتهم الابتجفيف منابعهم المالية والبدء في ذلك بطردهم من المركز الاسلامى. واذا صح ان الخطاب الديني للجماعة قد لاقى تجاوبا من جانب الشرائح المتدينة من الشعب الاردني فان تأثيره لايقاس بما حققه التنظيم من مكاسب تنظيمية وسياسية نتيجة توظيفهم لاموال المركز في اقامة عدد كبير من الشركات الخدمية والاستثمارية وحتى المضاربة بها في سوق الاراضي والعقارات وفي بورصة الاوراق المالية وبهذا الصدد يشير اخر تقرير مالي صدر عن المركز الاسلامي ان القيمة الاجمالية لاصوله قد بلغت في بداية عام 2006 ما يقارب 1.5 مليار اردني فيما بلغ عدد العاملين في الشركات المملوكة للمركز ما بناهز 20 الف مستخدم واذا علمنا ان من شروط التعيين في هذه الشركات هو انضمام المستخدم لتنظيم الجماعة ندرك عندئذ ان الثقل التصويتي والدعوي للتنظيم قد اكتسب زخمه من هؤلاء المستخدمين ولانبالغ القول ان فوز مرشحي الجماعة باكثر من عشرن مقعدا في اثنتين من الانتخبات البرلما نية وسيطرتهم على مقاعد الهيئات الادارية للنقابات المهنية والعمالية يعود الفضل فيه الى هذا الثقل التصويتي . والاخطر من ذلك ان نشاط الجماعة لم يقتضر على الساحة الاردنية بل تعداه الى الساحة الفلسطينية وحتى الساحة الروسية والشيشانية وتمثل ذلك في ضخها اموالا لدعم حركة حما س ماليا وتنظيميا وعسكريا ولجعلها تنظيما قياديا في الساحة الفلسطينية ومن المعرف ان حماس قد استخدمت جزءا منها في تمويل حملتها الانتخابية في الضفة والقطاع ولولا هذه الاموال لما نالت30 % من اصوات الناخبين وفازت بالتالي باغلبية مقاعد البرلمان الفلسطيني .قلنا ان جماعة الاخوان المسلمين قد تلقت ضربة موجعة بعد ان فقدت ذراعها المالى و لا يبقى لاظهار عيوبها وفسادها المالى امام المخدوعين بخطابها الديني وديماغوجيتها الوطنية الا نشر مخالفاتها المالية وبث جلسات محاكمتها عبر وسائل الاعلام ليعرف المخدوعون ان بضعة ملايين من اموال المركز قد تسربت الى حماس بموجب فواتير حديد وخشب وكشوف رواتب وهمية وغيرها من وسائل التمويه المحاسبي التي كان محاسبو المركز يستخدمونها في تنظيم الكثير من قيودهم وبالمثل صرف بضعة ملايين اخرى لتغطية رواتب ومكافات جيش من الدعاة والداعيات الذين فرزهم التنظيم لنشر التحجب واطلاق اللحى في المجتمع الاردني










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من يدمر كنائس المسيحيين في السودان ويعتدي عليهم؟ | الأخبار


.. عظة الأحد - القس تواضروس بديع: رسالة لأولادنا وبناتنا قرب من




.. 114-Al-Baqarah


.. 120-Al-Baqarah




.. الرئيس #السيسي يستقبل سلطان البهرة ويشيد بدور الطائفة في ترم