الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سافرة ..ولا زلت

فاتن واصل

2009 / 12 / 29
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


كانت تبدى ضجرا واضحا من حوارالمدير و تتحرك حركة متململة لتشعره بعدم إرتياحها لأسئلته التي من الممكن تأجيلها حتى الغد خاصة أنها لا تتعلق بعمل عاجل أو مطلوب أن تنتهى منه فورا .. نظرت بضيق لزميلتها التى تقف بجوارها وعلى وجهها إبتسامة ودودة وترد على الأسئلة وإلأستفسارات بهدوء بالغ .. بل يبدو من هدوءها هذا أنها لا تهتم بأن سيارات المؤسسة علي وشك المغادرة أو تتعجل الإنتهاء.. في محاولة لإثبات كم هي مهتمة بتعليمات الرئيس ومجتهدة رغم أن موعد الأنصراف قد حان .
دقت الأرض بحذائها و نظرت لزميلتها بغضب وقالت وهى تشير إلي الساعة " ياللا العصر حيأذن .." ردت الأخرى" نصليه فى البيت " أشارت لرأسها المغطي بحجاب رخيص وردت بعبوس " ضمنتى !! " .. تنبه المدير للحديث الجانبي فسأل" ضمنت إيه ؟ " .. ردت بطريقة من يتهمه بالجهل أوالتعصب " ضمنت تروح وتلحق تصليه ... طب ما يمكن تموت فى الطريق " .... تردد قليلا ثم استدرك قائلا " يا ساتر .. لا لا وعلى إيه روحوا صلوا إنتوا حتحملونا ذنبكم ليه " . رتبت أوراقها علي عجل وأسرعت تغادر الغرفه وهي تقول بصوت مبالغ في إرتفاعه ""سلامو عليكم ""
نظر الأ ستاذ سعد حنا تجاهي وقال " وانت مش عايزه تحصليهم !! "
ضحكت وقلت " الدين يسر بس هي مزوداها شويه "
كانت محاسبة قديمة في الأدارة .. فاتها قطار الزواج مما جعلهاعبوس لدرجة أننى لا أتذكر أنني قد رأيتها تضحك من قبل ..كانت حادة الملامح أقرب للرجال .. وعندما تخيلت أن سبب عدم زواجها هو أنها سافرة تحجبت في إنتظار الفرج ولما لم يأت تدروشت وقادت سيدات المؤسسة في إنشاء مصلية حريمي وكانت تؤمهن وتحرص بديكتاتورية واضحة علي إنتظامهن ثم وبمرور الزمن بدأت تهمل في مظهرها أوفي المحافظة علي أنوثتها فتتكلم بصوت عال وترتدى ألوان غير موفقة وتدخل في معارك حول تفسيرات الدين بحيث أصبح لها سطوة واضحة علي أغلب السيدات والآنسات..أكثرهن تضررا كانت زميلتها.. شابة ومخطوبة لزميل يحبها ولا يتورع عن مغازلتها أمام الجميع مما كان يخجلها خصوصا عندما تكون الاخرى متواجدة.. لذلك عندما تحركت الكبرى تبعتها وهي تنظر لي بأسف .
عند بداية عملى بهذه المؤسسة كان عدد المحجبات محدود خاصة بين الحاصلات علي شهادات جامعية ثم بدأ يتزايد بعد الزلزال وفي كل يوم يجتذب أعدادا أكبر حتي لم يبق غيرى والمسيحيات.. حاولوا أكثر من مرة تجنيدى بالرعب من الآخرة وعذاب القبر ولكنني كنت أزداد إصرارا علي موقفى.. حاولوا إثارة النعرة الدينية وتوحيدى معهم ضد الأستاذ سعد ولكنني لم أستجب.. حتي جاء موعد ترقيتي فأبلغوني أنه يصعب قبول الجهات الرقابية أن تكون سيدة في هذا المكان.. فضلا عن كونها سافرة ..ولم أحصل علي الوظيفة .
إبتسمت وأنا أرد عليها " وعليكم السلام " ثم أشرت للشابة بيدى أى إتبعيها ولا تسببي لنفسك مشكلة ..أدار وجهه ثم بدأ يناقش معي ما انقطع من عملهما بسبب مغادرتهما ويطلب مني متابعتهما وهو يهمس مش ناقصها دي كمان
أعقب قرارالأستاذ سعد بأن أتابع أعمال الانستين صدمة لدى الكبرى كانت واضحة من ردود أفعالها تجاه ملاحظاتي فقد كانت تعتقد أنه لا يوجد فارقا بيننا يؤهلني لأن أتابع أعمالها و كانت تبرر تصرف مديرها بأنه اضطهاد بسبب تمسكها بتعاليم دينها الذى هو أغلي ما تملك ..ما زاد الطين بلة أن الأستاذ سعد تحت ضغط العمل كلفني بمتابعة باقي أعمال الزملاء بالإدارة مخيبا لآمال العديد منهم الذين كان يطمع بعضهم في تجاوزى والحصول على هذه الوظيفة.. ثم بدأ الهجوم عندما أبدت الصغرى ترحيبا وتعاونت مستقلة عن الأخرى التي كانت تجبرها علي تبني وجهات نظرها ولا تقبل المناقشة و اتضح أن الصغرى كان لها اعتراضات كثيرة حاولت أن تقولها للأستاذ سعد حينما زجرتها بسبب حلول موعد الصلاة.. مؤيدى الكبرى أشاعوا بأنني والأستاذ سامي من نفس الصنف وأنني أداته لتهميشها بسبب قربها من الله الذى لن يتركنا ننفذ مخططنا بسلام وسيحميها منا.
وانقسم الزملاء الي جبهتين إحداهما لمناصرة فكرة تحالفي مع الأستاذ سعد و التي ضمت العديد من المضارين بمتابعتي لأعمالهم و للأسف كان لهم أظافر وأنياب أوصلتهم لرئيس المؤسسة الذي عاتب المدير بأنه بتعليماته هذه يتحدى ارادة الجهات الرقابيه ويلتف علي قرارهم ..الأستاذ سعد نصحني بعد أن أشاد بكفاءتي .. أن أنهي سفورى إذا كنت أريد التقدم في سلك الوظائف مبتسما قائلا " بلدهم يا بنتي حنعمل ايه .."
أكتب هذا ومازلت سافرة ومازلت أشرف علي أعمال المحجبات والمحجبين فكريا ..ولكن إستقالتي أيضا لازالت في درجي تدعوني للتحرر من نير عبودية الوظيفة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وبلدنا إحنا كمان
سهام فوزي ( 2009 / 12 / 29 - 16:45 )
تحياتي أستاذه فاتن واحترامي لموقفك الشجاع،سيدتي أغلب هؤلاء هن مدعيات للتدين الذي ينحصر لديهن بالحجاب والصلاة وسلسلة الفتاوى والتكفير وينسون أن ما يهم من يتعامل معهم هو المعامله الحسنة والطيبه.
لكن مع كل قذائفهم الموجه إلينا سنبقي سافرات ومثقفات نعشق الحياة وستبقي بلدنا مهما حاولوا أن يظلموا وجهها الرائع سنبقي نحارب جهلهم _تحياتي سيدتي


2 - نعم البلد بلدنا كما قالت السيدة سهام فوزي
نارت اسماعيل ( 2009 / 12 / 29 - 17:28 )
أختي طبيبة كانت قد تقدمت لوظيفة في مركز طبي في دمشق ممول من قبل رجل أعمال سعودي، اشترطوا عليها أن ترتدي الحجاب لكي تحصل على الوظيفة،لكنها رفضت وسحبت طلبها
سيدتي أحييك على شجاعتك وحكمتك وثباتك على مبادئك كما أحيي السيدة سهام فوزي على تعليقها الرائع
تحياتي لكما


3 - إحمدي ربهم
محمد البدري ( 2009 / 12 / 29 - 18:04 )
يا فاتن هانم، عبودية الوظيفة احسن الف مرة من العبودية بتاعتهم. عموما انت واقعة تحت عبودية واحده بينما هم واقعين تحت الف عبودية. احمدي ربهم بقي.


4 - إستمري ياسيدتي الفاضله
فيصل البيطار ( 2009 / 12 / 29 - 18:06 )
هذه معلومه جديده لي فأنا لم أعمل بحياتي في مؤسسات الدوله ، لكن يبدو أن امر الحجاب هذا على درجه عاليه من الخطوره بحيث أنه بات يهدد التدرج الوظيفي لغير المحجبه بل وقطع الأرزاق ايضا، أحيي إصرارك ياسيدتي على إمتلاكك لحريتك وعدم التفريط بها .

اتمنى لك الإستمرار في معركتك العادله وعدم منحهم فرصة الإنتصار عليك بتقديم إستقالتك ، كل التحايا لك سيدتي .


5 - عنوان
مازن ( 2009 / 12 / 29 - 18:27 )
عنوان بارز ياسيدتى من ترضخ للحجاب هى بحكم الغنمه وهو عنوان بارز للقبول بمفاهيم مجتمع يريد العوده بالانثى الى الف واربع مئه سنه مضت يريد ان يحولها من انسانه الى ناقه اما السفور فهو دليل تحضر وحريه وتحدى وما اجمل الانثى حين تقاوم او تهاجم لا ان تدافع ابول على كل ذرة تراب زرع فيها حبة قطن من اجل صنع حجاب


6 - مصر
ريم محمود ( 2009 / 12 / 29 - 18:45 )
مصر التي في خاطري وفي فمي
احبها من كل روحي ودمي
ياليت كل مؤمن بعزها يحبها حبي لها .


حقيقة لا افهم مادخل ممارسة العقائد كأقامة الصلاة مثلا أو تلاوة التعاويذ
وغيرها من الشؤون الدينية في مبنى وظيفي يعني بالشؤون المدنية
والادارية للدولة .
العطب والغباء لف الادمغة فلم تعد تميز أو تفيق من سباتها العميق .
مصر العصر الذهبي ... وكيف لنا ان نتجاهل مكانة وقيمة مصر العريقة
بثقلها الثقافي والتنويري والادبي وحضارتها الضاربة في اعماق التأريخ .
فما الذي حدث فلا ترفع مصر رأسها فأنتكست رؤوسنا ؟
تحية اعزاز للسيدة فاتن على طرحها الواعي .


7 - مرحى للمناضلات من اجل رقي الحياة
حامد حمودي عباس ( 2009 / 12 / 29 - 18:58 )
ليس هناك من سلاح بوجه عوامل التخلف والمباديء الظالمة للمرأة ، أمضى واقوى من سلاح المرأة المتحررة ذاتها حينما تقدم شاهرة إياه بوجه العسف الذكوري البغيض .. وليس أدعى لمشاعر الحزن والأسى من أن تكون المرأة ذاتها عدوة لقضيتها فتحمل المعول متحالفة مع اعدائها التقليديين لهدم صرح حياتها وتخريب كينونتها الراقيه .. ما تقومين به سيدتي فاتن هو إنبات لزهر الحياة وقلع لبراثن الموت ودمار النفوس ، وليس لدي إلا ان اشد على يديك ، مثمنا سعيك من اجل نصرة احياء الملامح الجميلة للحياة .. فلا تتوقفي ولا تيأسي ، وليكن شعارك على الدوام هو الاقدام ما استطعت على فعل ما يضيف للمسيرة الانسانية لنسائنا العظيمات لمسات تفوح منها رائحة الطيب ، وتنطلق من خلالها معاني الجمال والرقي


8 - ردود للسادة المعلقين الكرام#1
فاتن واصل ( 2009 / 12 / 29 - 21:45 )
الأستاذة العزيزة سهام فوزى ..أسعد بك و بفكرك المتحضر وأؤكد على ما جاء برأيك ان المسألة كلها تحولت لمجموعة من الطقوس لا أكثر مع الاستباحة الكاملة لكل الموبقات وإختزال كل القيم فى شكل بلا مضمون ومظاهر جوفاء .. وفى النهاية أرى أن واقعنا لن يتغير إلا بإصرارنا ورؤيتنا الثاقبة لعمق الكارثة وإدراكنا لأبعادها .. وفى النهاية المقاومة بلا خوف منك ومنى ومن أخريات .. شرفت بمرورك.
الأستاذ نارت إسماعيل .. أسعد بمساندة رجال تقدميين أحرار مثلك .. والمثال الذى سقته لا يدل إلا على أن شقيقتك سيدة متحضرة تدرك جيدا قدر نفسها وعلمها .. وتأبى أن تكون ليستعبدها أو يتحكم بها أى إنسان حتى ولو فقدت فى المقابل فرصة عمل .. شكرا سيدى على مساندتك الكريمة.
الأستاذ محمد البدرى المفكر والكاتب المحترم .. أعدك سيدى بأن أظل أحمد ربهم ليل مع نهار على ان خلصنى من جميع أنواع العبودية . تحياتى لك.


9 - ردود للسادة المعلقين الكرام #2
فاتن واصل ( 2009 / 12 / 29 - 21:46 )
الأستاذ الفاضل فيصل البيطار .... لا جديد سيدى تحت الشمس فبلادنا زحف فى أوصالها سرطان يطلق عليه إسم - الأصوليين - منذ أواخر السبعينيات وحتى يومنا هذا إلى أن وصل للعظام وأخشى أن أقول أن الانهيار قادم لا محالة فقد خربوا العقول ودمروا وسطحوا كل الأفكار العظيمة التى رسخها أعظم مفكرى مصر فى أوائل القرن الماضى وحتى ستينياته هكذا بقوة الدولار المستخرج مع البترول .. ضاعت بلادنا .. تاهت وإنهزم الثمين أمام الغث .. أما معركتى فهى معركة كل إمرأة لا ترضى بأن تعامل كمواطن من الدرجة الثانية لمجرد انها إمرأة ..... شرف أن مررت سيدى شكرا للمساندة.
الأستاذ مازن .. أحيانا تنجرف المرأة من شدة التيار إذ أنه قطيع من الجاموس البرى يسحق من يقف أمامه فيكون أمامها أحد خيارين .. الأول أن تستسلم وتسلم نفسها للتيار والثانى أن تصمد رافضة ولكن عليها أن تبذل الجهد وتعى وتتعلم وتتثقف لتمتلك قوة الصمود فى وجه أعتى التيارات .. تحياتى لك سيدى .


10 - ردود للسادة المعلقين الكرام #3
فاتن واصل ( 2009 / 12 / 29 - 21:47 )
الأستاذة ريم محمود ... أتابع آرائك عزيزتى وأعلم انك ممن يرفضون هذا الوضع المزرى الذى تردت إليه بلادنا الحبيبة مصر ولكن بك وبمثيلاتك من النساء القويات المثقفات نستطيع أن نكون جبهة من الرفض لما يفرض علينا وأن نتحول إلى قدوة بالعمل الجاد دون النظر لمكاسب قد تضعفنا فالهدف الأكبر ماثل أمامنا ولا يجب أن نفرط فيه ... سعدت بمرورك وآسفة معك على ما حدث لمصرنا .
الأستاذ المحترم والكاتب الراقى حامد حمودى عباس ... لا تعرف كم تدهورت الأوضاع فى مصرنا الحبيبة وأظن انه فى العديد من البلاد العربية ويؤسفنى أننا إقتربنا مما يحدث فى السودان واليمن ... لا يسعنى إلا أن أستمر حتى لو أجدنى أقف وحدى فلا مفر فلا يقبل عقلى ما يحدث ولا أستطيع التعايش مع التخلف والغباء ... وجود مفكرين مثلك فى العالم يطمئننى ويجعلنى أتأكد أنه لازال هناك أمل وأن إستمرارى فى الصمود ليس خاليا من معنى ... شرفتنى سيدى بمرورك الكريم ..تحياتى سيدى


11 - تحياتى لهذه الكاميرا شديدة الحساسية
منى ( 2009 / 12 / 29 - 22:25 )
تمتلكين كاميرا حساسه وناعمه
لازالت قادره على الرؤية والرصد رغم اننا جميعا اصبحنا معرضين لفقد حواسنا الخمسه بفعل القبح والغباوه
تحياتى وفى انتظار مزيد من لقطاتك المرهفه


12 - لا تزعلوا منّي
رعد الحافظ ( 2009 / 12 / 30 - 00:33 )
من ملاحظاتي الشخصية , وجدت أنّ 99 بالمائة (تُقرأ مئة),من المحجبات هو لغرض في نفس يعقوب وليس لوجه الله , بينما الواحد في المائة فقط هو تدّين وطبعاً بمفهوم خاطيءللدين
بصراحة بقى وعشان أقول مشاعري..النساء المتواضعات الجمال فقط يحبذونه ويتقبلونه بسهوله , ليغطوا بعض نواقص الطبيعة مثل الشعر او الملامح , ولكنهم مخطئين بذلك فالجمال الحقيقي هو للروح والنفس والعقل , وأقسم لكم أننّا نحن معشر الرجال العاديين نفضّل إمرأة عادية الجمال ,شرط عقلها وشخصيتها رائعة
والمرضى منّا فقط وهم منفصون عموماً من يدّعون بعكس ذلك
حتى المرأة الجميلة إذا تحجبت , يبدأ زوجها نفسه الذي أقنعها بالحجاب ربّما , بالبحث والبصبصة على الأخريات
وبناءً على ماتقدّم , وبما انّي في صدد الزواج قريباً , فسوف أتمسك بشَرطي المهم وهو عدم تحجبها..لتكن مؤمنه بأيّ شيء هذا يُسعدني , لكن التخفي وراء الحجاب يعني لي الكثير
ويبقى إحترامي لل واحد في المائة من الاخوات المحجبات عن إيمان, مع أنّي أعتقده إيمان خاطيء..لكن هذا شأنهم ولا حقّ لنا بالتدخل بما يعتقدون
تحياتي للكاتبة المبدعة , وأحثّها على الصمود وطرد العملة السيئة بالرغم من كثرتها


13 - مانوع مكان العمل هذاا
أبو هزاع ( 2009 / 12 / 30 - 03:22 )
قصة جميلة وماحيرني فيها حول نوعية مكان العمل هذا الذي يشغل الدين موظفيه أكثرمن اللازم. يجب منع إدخال الدين إلى مكان العمل لمئة سبب

مكان العمل ملك للعمل والتعبد والعبادة يجب أن تتم على غير وقت العمل....العمل مقدس لماذا لايفهما هذا الشعب الكسول الغيبي التوكلي...من أين ستأتي الأرزاق إذا لم نعمل........

...تحية أختي الكاتبة..


14 - الشخصية الحدية
الحكيم البابلي ( 2009 / 12 / 30 - 05:31 )
السيدة أنيقة الفكر فاتن واصل
تقول الحكمة : للقصيدة الف معنى إذا كان لها الف قارئ
لذا فمقالك يعني لي أشياء أخرى بجانب الحجاب والنقاب
يعني لي تلك الشخصيات الرائعة الشجاعة التي تطير وتغرد خارج السرب المبرمج ، وأنتِ واحدة منهم . هذا النوع من الشخصيات يُطلق عليهم تسمية ( الشخصية الحدية ) ، ويقول عنهم العلامة علي الوردي
هي الشخصية التي تسمو بصاحبها على الحدود الأجتماعية ، وتبعده عن التعصب لقومه أو غض النظر عن عيوبهم . ويطلق علم الأجتماع هذه التسمية على الناس الذين لا يمنعهم نسبهم من إنتقاد قومهم والخروج عليهم !! ، وهي نفس الشخصية التي ترفض مبدأ : إنا وجدنا آباءنا على ملةٍ ، وإنا على آثارهم مقتدون
===
الكُتاب الأحرار لا يخافون المجاهرة بالحقيقة رغم خطورتها أحياناً ، وهذه هي إرادة حرية الفكر التي ننتمي لها وندافع عنها ، وقيمتها ومجدها في أن نرى النفس البشرية بعين الأنسان السوي .. لا بعين الدين أو السلطة أو المنتفعين وضعاف النفوس
الأوطان القوية الحرة لا تبنى إلا بواسطة مواطنين أحرار واقوياء
تحياتي لك ولمعنوياتك العالية
سنة خير مباركة لكِ وللعائلة ، سعيد بعودة حروفك الى حديقتنا


15 - إلى الأستاذة منى
فاتن واصل ( 2009 / 12 / 30 - 06:01 )
إنها كاميرا المعاناة والحزن .. من هنا جاءت حساسيتها صدقينى لم تتوغل الكاميرا بشكل كاف ولو فعلت لأخرجت المزيد مما سكتنا عنه طويلا وإنى لأعتبر هذه دعوة لك ولكل إمراة حرة مثقفة متحضرة ألا سكوت بعد اليوم وكفى ما منعنا الخوف من إقتحامه وهزيمته فتركناه يتراكم حتى كدنا نختنق أشكرك على ما تفضلتى بوصفى إياه وشكرا لمرورك


16 - جنون القطيع
صلاح يوسف ( 2009 / 12 / 30 - 06:24 )
أرسل تعليق آخر بعد تعليقي الذي ذهب أدراج الرياح. أستاذة فاتن شكراً لمقالك الرائع ومواقفك النبيلة. أكثر ما لفت نظري في سيكلوجيا العرب والمسلمين هو ذلك الانصهار في سيكلوجيا القطيع لدرجة عم التسامح مع أي اختلاف مهما كان هذا الاختلاف بسيطاً. إذا أقاموا الصلاة يريدون من الجميع أن يقيم الصلاة، وإذا صاموا رمضان يريدون إكراه الجميع على الصوم رغم أنهم يصومون أياماً متفرقة في أجواء الإفطار وبلا مشاكل. إذا تحجبت امرأة فإنها تسعى إلى فرض الحجاب على جميع من حولها. إنه جنون القطيع وهوس العقيدة وفقدان الخيط الناظم لحرية الإنسان وانعدام احترام خيارات الآخرين.
إن جوهر الاضطهاد الذي نحياه هو اضطهاد ديني ولن تقوم قائمة لحقوق الإنسان في ظل تفشي وسيطرة العقيدة الدينية على أدمغة الناس.
تحياتي


17 - رد للأخ الكريم رعد الحافظ
فاتن واصل ( 2009 / 12 / 30 - 09:03 )
لن يزعلوا يا أستاذ رعد لأن العقليات التى توجه لها كلامك لا ترى أن لكل قضية آلاف الحلول هن لا يعرفن إلا حل واحد ولايؤمنون بأن هناك رأى آخر ومنظور آخر .. ثم أنهن تعلمن أن المرأة ليست إلا جسد أما العقل فليس عاملا فى التقييم .. ثم وهذه هى المشكلة .. حتى من تمتلك منهن شجاعة وغير راضية عما هى فيه .. تجدها مضطرة للإنصياع للتيار الجارف الذى لا تستطيع له مقاومة ... تحياتى أخى الفاضل
********************
الأستاذ المحترم أبو هزاع .. يا سيدى تضيع ساعتين على الأقل من ساعات العمل الثمانى فى الوضوء والتجمع للصلاة الجماعية حيث أن ثوابها أكبر .. ولا يقف أحد ويسأل نفسه وأين ضميرى تجاه المكان الذى أتقاضى منه رزقى .. أوليست سرقة بكل المقاييس ... تشرفت بمرورك سيدى وأبلغك أن هذا حال كل جهات العمل فى مصر (حكومة وخاص ) تحياتى


18 - الحكيم البابلى أستاذنا
فاتن واصل ( 2009 / 12 / 30 - 09:22 )
لا أنسى المرة التى علقت فيها على قصة قصيرة كتبتها وراسلتنى على البريد الأليكترونى لأن وقتها كنت -معاقبا-من قبل الموقع بعدم نشر تعليقات وكم كان نقدا غاية فى الأهمية بالنسبة لهاوية مثلى فالكتابة بالنسبة لى ليست حرفة وقد قدرت لى 6من 10 ولكن وجدت أنه من حقك على ومن حقى على نفسى ولإهتمامى بالقراء الذين أحترمهم مهما إختلفت معهم أن أنشر نقدك لى بحذافيره .. ومنذ ذلك اليوم تعلمت الكثير من هذا النقد وخاصة بعد أعمالك الرائعة والتى ننتظرها بشغف .. اليوم تتحدث عن النقد فى تعليقك وكيف تتطور وتنمو الشعوب وتتقدم الأمم فقط لو حررت فكرها ورأت الأمور بعين الانسان السوى وبوجهة نظر لا دينية ولا سلطوية .. وأضم صوتى إلى صوتك وأؤكد أن النقد هو اللبنة الأولى للتغيير ومنه إلى التطور.. أسعدتنى بتعليقك القيم وشكرا لك


19 - الأستاذ صلاح يوسف صاحب القلم الباتر
فاتن واصل ( 2009 / 12 / 30 - 10:47 )
سياسة الاضطهاد والقمع الناتجة عن نظم الحكم الفاشيستية هى المتسبب الأكبر فى إستشراء ظاهرة القطيع فلو كنا نعيش فى أجواء ديموقراطية تحترم حقوق الانسان وتترك لكل فرد حرية الاختيار لما تجمع الناس حول أفكار سلفية يتحولقون حولها وما إنساقوا داخل قطيع يحتمون بعضهم ببعض بالإنغماس فى طقوس وشعائر تذهب عقولهم فيضطرون للسؤال عن سر ما هم فيه من بلاء ...وما كان هذا الهوس ولا كان الجنون .. أشكرك من قلبى فتعليقك أضاف لى وللمقال الكثير .. شرفت بمرورك وحضورك الجلي

اخر الافلام

.. نساء فلسطين عندما تصبح الأرض هي القضية


.. مشاهد تدمير منطقة الزيتون وحي الصبرة بعد انسحاب القوات الإسر




.. رائدة في علم المحيطات حققت نقلة نوعية في علوم الأرض


.. موريتانيا.. دعوة لإقرار قوانين تحمي المرأة من العنف




.. القومى للمرأة يطالب شركات خدمات النقل بالتطبيقات بوضع معايير