الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السياسة والمناسبات الدينية

أمير الحلو

2009 / 12 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مع انني من دعاة فصل الدين عن السياسة إلا انني أعترف بمساهمتي (سابقا) في استغلال المناسبات الدينية لطرح شعارات سياسية وحسب المرحلة والموقف والانتماء،ولكني أجد أن من غير المناسب في ظروفنا الراهنة وما عانيناه من انقسامات حادة ان نثير هذه القضية ونؤججها،لذلك اتحدث عن قضايا حصلت في الماضي وعشتها شخصيا في مرحلة الخمسينات وما بعدها،ومثالي على ذلك هو من مسقط رأسي مدينة النجف التي تحيي كل المناسبات الدينية حزناً أو فرحاًً وحسب طبيعتها .
في البداية عليّ الاعتراف بان الحزب الشيوعي العراقي كان(المبادر) في استثمار المناسبات الدينية ،وأذكر ان مناسبات عاشوراء وذكرى وفاة الرسول الاعظم محمد(ص) والامام علي(ع) كانت تشهد مواكب عزاء تأتي من مختلف مدن العراق ولكني أذكر ان احد المواكب كان يرفع في بدايته شعاراً يشير الى انه موكب الحزب الشيوعي العراقي ويعزي بالمناسبة،ولكن اللافتات الاخرى و(الردات)كانت سياسية صرفة تنادي في العهد الملكي بالتحرر من المعاهدات والاحلاف وتأكيد حق العراق في نفطه والمطالبة باطلاق سراح السجناء السياسيين وغيرها،ولكن من الامور التي اتذكرها ان المرحوم الشيخ محمد الشبيبي والد المرحوم حسين الشبيبي الذي اعدم مع القائد الشيوعي فهد،كان يقيم عزاء طيلة شهر محرم يتحدث فيه بالامور السياسية وينتقد الحكومات والقوى الرجعية أو المهادنة للاستعمار وبعد ساعات من الحديث (يعرج)في النهاية الى ذكر الامام الحسين(ع) وقد رأيته بنفسي وهو يبكي عندما يذكر اسم(الحسين)لذلك فاننا نحن اللؤماء من غير الشيوعيين كنا نقول انه يبكي على ابنه المرحوم(حسين)،وكان الشيوعيون والديمقراطيون يحرصون على حضور مجلسه،كما ان المرحوم عبد الكريم الماشطة في الحلة كان يقوم بالدور التقدمي ذاته في تسييس القضايا الدينية لصالح الاتجاه التقدمي والديمقراطي .
أما بالنسبة لنا كقوميين عرب فقد اتبعنا النهج ذاته ولكن من خلال المواكب(الراجلة)فقد كنا نسير بموكب من مجموعات،كل واحدة تردد شعارات سياسية لا علاقة لها بالمناسبة وأذكر منها:
النيل ودجلة سوية تحت راية وحدوية
واللي عادانه نهد اركانه
ياحيدر ياكرار
بينما تردد الجوقة الثانية
عبد الناصر من ذاته حرر شعبه ونال الرتبة
وما يهوى الاستعمار ياحيدر يا كرار
ومع العبارة الاخيرة نضرب على صدورنا تجاوبا مع حزن المناسبة ولم تكن الشرطة والأمن بقادرة على التصدي لمواكب دينية في مناسبات (مليونية)وإلا لحدثت مشاكل سياسية خطيرة.
وهكذا جرى(الاستفادة) من المناسبات الدينية سياسيا من اكبر تيارين سياسيين في العراق الشيوعي والتقدمي من جهة والقومي العربي من جهة اخرى،وباعتقادي ان الجانبين وعلى الرغم من افكارهما العلمانية إلا انهما وأمام ملحمة الحسين(ع) كانا صادقين في مشاعرهما خصوصاً وانه ثائر ويطالب بالحق ويحارب السلطة غير العادلة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رحم الله أيام زمان
علي حسين ( 2009 / 12 / 30 - 16:18 )
أن ستغلال المناسبات الدينية من أجل التعبير عن الرأي كان وسيلة الناس الوحيدة تقريبا فلا يوجد أيام زمان فضائيات أو صحف قادرة عن التعبير بدون أن تغلق أو يزج بمحرريها في غياهب السجون أما اليوم فبالرغم من ان القطط السمان تملك كل شئ المال السلطة القنوات الفضائية الصحف والمجلات والحوزات الدينية ودعم من قوات الاحتلال ألا أنها أبت ألا أن تستغل الدين بابشع أنواع الاستغلال فالحكيميون توزعوا كخفافيش الليل على كل العزيات يذرفون الموع لا على الامام الحسين لكن على مجالس المحافظات التي ضاعت من أيديهم اماالدعويون فهم كبساطيل الكيشوانية يتجمعون أمام كل عزاء أملا بالفوز في الانتخابات البرلمانية الموعودة فتحول العزاء الحسيني بذالك الى مسرحية اعدت بغباء من قبل الخفافيش والبساطيل


2 - شتان بين الاثنان
شمران الحيران ( 2009 / 12 / 30 - 16:18 )
الاخ الفاضل امير الحلو.....احييك اولا.. واحب ان اضع تعليقي على ما تضمن المقال من طرح بخصوص الاستثمار السياسي للشعائر الحسينيه والدينيه.....حيث ان ذلك السلوك للاحزاب القوى السياسيه الذي تمثل في توظيف
الشعائر الحسينيه خدمة للمشاريع والمناهج الحزبيه..دل على الافلاس السياسي والفكري لتلك القوى واظهر مدى التفافها حول مشاعر الناس لتثبيت المصالح الشخصيه والحزبيه الضيقه..وهو ما يحصل اليوم لجعل ايام هذا الشهر الحزين
مزادا سياسيا لرفع ومضاعفة الرصيد الانتخابي والحزبي لجميع القوى السياسيه
الخائبه...تحياتي لك اخا مخلصا

اخر الافلام

.. أول موظفة يهودية معيّنة سياسيا من قبل بايدن تستقيل احتجاجا ع


.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على




.. 174-Al-Baqarah


.. 176--Al-Baqarah




.. 177-Al-Baqarah